الأربعاء, مايو 8, 2024
مضادات الذهان

مضادات الذهان وإرتفاع ضغط الدم

يوجد حالتان ربما ترتبط فيهما مضادات الذهان بحدوث إرتفاع ضغط الدم أو ربما تجعله يزداد سوءا:

  • الزيادة المطردة البطيئة فى ضغط الدم مع مرور الوقت. وربما يرتبط هذا الأمر بحدوث زيادة فى الوزن. لأن زيادة الوزن تؤدى إلى زيادة نسبة الإصابة بإرتفاع ضغط الدم. وقد تمت صياغة حجم هذا التأثير بإستعمال معلومات فرامينجهام the Framingham data ؛ لكل 30 شخص يزداد وزنه بمقدار 4 كجم, يصاب شخص واحد بارتفاع ضغط الدم خلال 10 سنوات. مع ملاحظة أن هذه الزيادة فى الوزن متواضعة جدا, فإن أكثر المرضى المعالجين بمضادات الذهان يزداد وزنهم بصورة أكبر, مما يرفع نسبة إصابتهم بإرتفاع ضغط الدم.
  • الزيادة الحادة السريعة غير المتوقعة فى ضغط الدم عند البدء فى إستعمال مضاد ذهان جديد أو زيادة الجرعة. وتحدث زيادة ضغط الدم بعد وقت قصير من البدء باستعمال الدواء, يتراوح من خلال ساعات من الجرعة الأولى وحتى شهر واحد. وتربط المعلومات التالية بين الآلية الدوائية المسببة لهذا الإرتفاع بضغط الدم وأدوية مضادات الذهان التى تسبب أكثر هذه الحالات.

ويرتبط إنخفاض ضغط الدم الوضعى/الإنتصابى عادة بمضادات الذهان التى تعمل كمضادات لمستقبلات الفا 1 الأدرينية خلف المشبك العصبى  postsynaptic adrenergic α1 receptors  .  وتشمل على سبيل المثال: كلوزابين, وكلوروبرومازين, وكوتيابين وريسبيردون. بعض مضادات الذهان أيضا تعمل كمضادات لمستقبلات لمستقبلات الفا 2 الأدرينية أمام المشبك العصبى presynaptic α2 adrenergic receptors قد يؤدى إلى زيادة إفراز نورابينفرين norepinephrine وزيادة النشاط العصبى المبهمى vagal activity و حدوث تضيق/انقباض الأوعية vasoconstriction . ولأن كل مضادات الذهان التى تعمل كمضادات لمستقبلات ألفا 2 α2 تعمل أيضا كمضادات لمستقبلات ألفا 1 α1 فإنه يصعب التنبؤ بالنتيجة النهائية أو التأثيرات النهائية فى المرضى الذين يستعملونها لكنها قد تسبب ارتفاع بضغط الدم بنسبة صغيرة جدا. وتعتبر بعض مضادات الذهان أكثر تأثيرا على ضغط الدم عن البعض الآخر لكن إختلاف الإستعداد الشخصى يعتبر بلا شك أمرا هاما جدا.

وقد أظهرت دراسات receptor binding studies أن كلوزابين وريسبيردون وأولانزابين لديهم أعلى إنجذاب highest affinity لمستقبلات الفا 2 الأدرينية α2 adrenergic receptors ولذلك يمكن توقع حدوث ارتفاع ضغط الدم بنسبة أكبر مع هذه الأدوية. وتوضح معظم تقارير الحالات أن كلوزابين يسبب ارتفاع ضغط الدم, مع وجود بعض الحالات الواضحة لمرضى كان ضغط الدم لديهم طبيعى قبل استعمال كلوزابين, وحدث ارتفاع حاد فى ضغط الدم خلال استعمال كلوزابين ثم عاد إلى المستوى الطبيعى بعد إيقاف استعمال كلوزابين. كما أفادت التقارير فى بعض الحالات أن ضغط الدم ارتفع مرة أخرى عند إعادة محاولة استعمال كلوزابين ولاحظ الباحثون ارتفاع نسبة كاتيكولامين بالبلازما. وهناك تقرير حالة واحد تضمن أيضا كلا من اريبيبرازول, وسولبرايد, وريسبردون, وكوتيابين, وزيبراسيدون.

وتوضح المعلومات المتاحة من خلال CSM yellow card system أن كلوزابين هو أكثر دواء من أدوية مضادات الذهان يرتبط بحدوث ارتفاع ضغط الدم. وهناك عدد قليل من التقارير عن اريبيبرازول, وأولانزابين, وكوتيابين, وريسبيردون.
ولايوجد أى دواء من مضادات الذهان يمنع استعماله فى ارتفاع ضغط الدم الأساسى essential hypertension , لكن المتابعة الصارمة مطلوبة عند استعمال كلوزابين.وربما تؤدى إضافة مضادات الإكتئاب (مثبطات استرجاع السيرتونين الإنتقائية SSRI ) إلى الخطة العلاجية إلى زيادة نسبة حدوث ارتفاع ضغط الدم, ومن المحتمل أن يكون هذا التأثير عن طريق منع عمليات الأيض أو التكسير الخاصة بمضادات الذهان . كما أنه من المحتمل (نظريا) أن التأثير المضاد على مستقبلات الفا 2 α2 anatagonism , ربما يكون سببا ولو جزئيا على الأقل فى زيادة ضربات القلب والدوار المرتبط باستعمال كلوزابين .