اضطراب الهوية الانشقاقي
اضطراب الهوية الانشقاقي Dissociative Identity Disorder
كان يعرف اضطراب الهوية الانشقاقي سابقًا باضطراب تعدد الشخصية، ويتصف بوجود هويتين مختلفتين منفصلتين تسيطران على طبيعة شخصية الشخص المصاب وتتحكم في تصرفاته مصحوبة بذلك بفقدان المقدرة على استذكار البيانات الشخصية للمريض والتي لا يمكن أن يسببها مجرد النسيان العادي الذي يصيب الشخص.
إحصائيــــات المــــرض
يزيد الفارق في نسبة الإصابة بالمرض في السيدات عن الرجال لتصل النسبة 1:5 في معدل الإصابة.. وتصل النسبة إلى 1:9 في المرضى الذين تم تشخيصهم.
مسببـــــات المــــرض
يرتبط حدوث المرض ارتباطًا قويًا بحدوث صدمات نفسية شديدة لم يم علاجها أثناء فترة الطفولة للمريض بحيث وصلت نسبة الإصابة باضطراب الهوية الانشقاقي وحدوث صدمات نفسية شديدة خلال الطفولة إلى ما بين 85% – 97%.. ويمثل التحرش الجنسي والاستغلال الجسدي لهؤلاء الأطفال معظم حالات الإصابة بتلك الصدمات.
ويتم الآن دراسة دور العوامل الوراثية في حدوث مثل هذا الاضطراب إلا أنه لا يوجد هناك دليل واضح للدور الوراثي في حدوث ذلك المرض.
السيــــــــاق
الخلــــل الانشقاقــــي للهويـــــة:
- ويظهر إكلينيكيًا بـأعراض منها أن ينادي الشخص على نفسه باسمه الأول
ويغلب عليه صراع داخلي ما بين الأجزاء (الأشخاص) المتداخلة بذاته ويشعر في ذلك بانقسامات داخلية لديه، وفي معظم الحالات يكون كل جزء (شخص) الناتج عن تلك الانشقاقات لديه اسمه المميز له مثل (الزوجة)، (الشخص الغاضب).
الأعـــــراض المصاحبــــة للمــــرض:
لأن اضطرابات الهوية الانشقاقية تدخل في سياق الاضطرابات الناتجة عن الصدمات فغالبًا:
- ما تتوافر فيها السياقات التي يتم من خلالها تشخيص اضطرابات القلق ما بعد الصدمات PTSD لتبلغ نسبة ذلك في المرضى اذين تم تشخيصهم 70%.
- تبلغ نسبة الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الانشقاقي والذي يحمل سياقات الاضطرابات النفسجسمانية إلى حوالي 40 – 60%.
- يعاني معظم المصابين باضطراب الهوية الانشقاقي من أعراض تحولية، اضطرابات وجدانية، نوبات هلع، أو أعراض متداخلة من كل تلك الاضطرابات.
- وهناك بعض المرضى يعانون من تقلبات مزاجية متكررة خاصة أعراض الاكتئاب والتي عادة ما تكون ناتجة عن الصدمة النفسية التي قد تعرض لها الشخص المصاب أو لحالته الانشقاقية نفسها ولا تمثل اضطراب وجداني صحيح.
- ويعاني هؤلاء المصابين باضطراب الهوية الانشقاقي من وساوس قهرية متعلقة بطبيعة الصدمات النفسية التي تعرض لها الشخص مثل:
- الوساوس المتكررة من الخوف من دخول المنزل أو الحجرة فيقوم الشخص بغلق الباب والاطمئنان عليه تكرارًا.
- تكرار غسيل الأيدي لخوفه من القذارة الناتجة عن
- تكرار العد أو الغناء بداخل عقله لتشتيت انتباه العقل عن القلق المصاحب لشعوره بكونه Abused
مشابهــــــات المــــــرض
1.اضطراب فقدان الهوية الانشقاقي الكاذب المفتعل:
ويتشابه ذلك مع الصفات الرئيسية لتحديد سمات المدعين من:
- تضخيم الأعراض والشكوى.
- الكذب.
- استخدام تلك الأعراض لتبرير أفعال عدوانية صادرة عن الشخص المخادع.
- فقدان الذاكرة فقط للسلوكيات السيئة التي قام بها الشخص.
- تضخيم تلك الأعراض عندما يكون الشخص تحت الملاحظة.
- وجود مشاكل شرعية عديدة للشخص.
- لا يبدو على الشخص المخادع التوتر والخجل والقلق والإرتباك الذي ينتاب الشخص المصاب حقيقةً ببداية أعراض اضطراب الهوية الانشقاقي.
مســــــار ومـــــآل المــــــرض
مع أنه لا توجد معرفة كثيرة بطبيعة مسار المرض في الأشخاص غير المتعالجين منه إلا أن بعضهم قد استكمل حياته إما في أفعال تحرشية متعددة أو سلوكيات عدوانية مستمرة والتي بدورها تؤثر على أطفالهم مما يزيد من انتقال المرض ما بين أفراد العائلة.. ويعتقد البعض أن هناك الكثير من المصابين باضطراب فقدان الهوية الانشقاقي وغير المتعالجين يموتون منتحرين أو نتيجة سلوكياتهم الخطيرة التي يقومون بها أثناء نوبات الاضطراب.
ويزيد سوء الاضطراب إذا كان مصحوبًا بأمراض عقلية ذهانية أخرى أو أى أمراض عضوية أو إدمان مواد مخدرة أو اضطرابات في الأكل.
وهناك عوامل تزيد من سوء نهاية المرض منها:
- وجود ملامح اضطراب الشخصية العدوانية لهؤلاء المصابين.
- وجود أنشطة إجرامية عدوانية لدى الشخص المصاب.
العــــــــــــــلاج
العلاج النفسي
يحتاج العلاج النفسي لمثل هؤلاء المصابين باضطراب فقدان الهوية الانشقاقي إلى معالجين لديهم مرونة فائقة وعزيمة قوية للعمل لإنجاز خطة العلاج مستخدمين في ذلك العديد من وسائل العلاج النفسي مثل:
- العلاج النفسي التحليلي
- علاج معرفي.
- علاج سلوكي.
- علاج بالتنويم.
- علاج نفسي عقاقيري للأشخاص المعرضين إلى صدمات.
العـــــــلاج المعرفــــــي
مع أن العديد من التشوهات المعرفية لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يستجيبون ببطء شديد جدصا إلى وسائل العلاج المعرفي المختلفة مع احتمال حدوث عند استخدام تدخلات معرفية ناجحة لدى هؤلاء الأشخاص لا يتقدمون بتلك الوسائل المعرفية معتمدين على وجود علاج دعمي طويل المدى يؤدي إلى:
احتواء الأعراض.
التعامل مع الفرد ككل مثلها مثل اضطرابات أى مرض نفسي مزمن يحتاج إلى دعم وعلاج مدى الحياة.
العــــــــلاج بالتنويـــــــــــم
يساعد العلاج بالتنويم على:
- تخفيف النزعات (الوساوس) المدمرة للنفس لدى هؤلاء الأشخاص.
- تخفيف الأعراض الناتجة عن المرض. يساعد
- على خلق حالة من الاسترخاء العقلي لدى الشخص عند استرجاع أحداث سلبية في حياته دون حدوث نوبات القلق.
- ولذلك فلابد للمعالجين بطرق العلاج بالتنويم أن يكونوا مدربين على العلاج بالتنويم لمختلف الأمراض وعلى الأخص الاضطرابات الناتجة عن الصدمات.
التدخـــــل بالعــــــلاج العقاقيـــــــــري
يمكن استخدام مثبطات استرجاع السيروتونين SSRI للتخفيف من أعراض الاكتئاب الناتجة عن المرض، والحفاظ على ثبات الحالة المزاجية للمريض.
يمكن استخدام MAOI، مضادات الصرع، مركبات البنزوديازيبين في تخفيف الأعراض المقتحمة لفكر المريض.
وهناك العديد من الأبحاث قد أثبتت وجود دور في علاج الكوابيس الناتجة عن نوبات قلق ما بعد الصدمات المصحوبة باضطراب فقدان الهوية الانشقاقي.
ويمكن استخدام مضادات الصرع في السلوك العدواني المصاحب للمريض في وجود انحرافات برسم المخ للمريض.
وهناك عدد من الدراسات اقترحت وجود دور لمركبات فالتركسون (Revia) في التخفيف من تكرار سلوكيات المريض المؤذية للنفس أثناء نوبات المرض.
وتزيد فاعلية استخدام مضادات الذهان غير التقليدية عن مضادات الذهان التقليدية في علاج مثل تلك الحالات خاصة أعراض PTSD والقلق المصاحب لمثل هذا الاضطراب مع إمكانية استخدام مركبات (الكلوزابين) في حالة عدم وجود استجابة لتلك المركبات.
العــــــلاج بجلســــــات الكهربـــــــاء ECT
يلعب العلاج بـ ECT دورًا كبيرًا في أعراض اضطرابات المزاج المستعصية المصاحبة لاضطراب فقدان الهوية الانشقاقي.
علاج أعراض الاكتئاب الجسيمة المصاحبة لهذا الاضطراب.