الأربعاء, مايو 8, 2024
الوسواس القهري

علاج الإنتكاسات المرضية في الوسواس القهري

الانتكاسات المرضية خطوتان للأمام وخطوة للخلف

حفاظا على المكاسب و ترويضا للانتكاس أثناء العمل بالبرنامج العلاجي سوف تمر بأيام طيبة و أيام سيئة و بمرور الوقت سوف تكون الأيام الطيبة أكثر و أكثر


و لكن ماذا عن الأيام السيئة ؟

وماذا عن أعراض الوسواس القهري العنيدة التي لا تبرح مكانها مهما فعلت؟

لاشيء يعمل( لا فائدة ) … مشاكل شائعة … عندما تجد نفسك لا تتقدم مع مشكلة الوسواس القهري…

فهنا بعض القضايا التي تحتاج إلى توضيح ومناقشة:

 الإنكار:

من الممكن ألا يكون وسواسا قهريا ، إن مرضى الوسواس القهري كثيرا ما يفقدون الثقة بالآخرين ودوافعهم ولهذا قد تشك في سلوك أسرتك أو الطبيب فلا غرابة إذ أنهم يسمون هذا المرض (المرض الباعث على الشك ) وفي بعض الحالات قد يتشككون في إصابتهم بالمرض أصلا.

و الانكار قد يكون بسبب (overvalued ideas) أو وجود مرض آخر بالاضافة إلى أن الوسواس يؤ

ثر على قدرتك على رؤية مشكلتك بموضوعية.

الإنكار القويم : عقدة الشهيد

إن هذا الإنكار هو نوع من خداع النفس الذي يجعل المريض قادرا على تجنب التغيير بأن يفسر الأعراض لنفسه وللآخرين تفسيرا عقليا بمنطق أن ما أفعله هو لمصلحة الآخرينإنها تحمي المرضى من التأثير المؤلم للمرض عليهم أنفسهم ومن حولهم وبالتالي يتحول المرض إلى مصدر للفخر والتفرد كم أنا نبيل ومدهش ……… سوف أضحي بحياتي بكل سرور وأقوم بطقوس لا نهاية لها طوال اليوم كثمن زهيد أدفعه لحماية كل من أحبهم من المخاطر……. وبما أنه لم يمت أحد قريب مني فلابد أنني أتفهم الشيء الصحيح..

(Overvalued ideas)

هل تعتقد بصدق أن أفكارك الوسواسية شيء غير معقول ؟

هل تعتقد أن الطقوس ضرورية لدفع سوء الحظ والمآسي؟

إذا كان الأمر كذلك فلقد لصقت بوساوسك وطقوسك أهمية كبيرة .

سجل هذه الأفكار أوالمعتقدات الخاطئة لتتعلم كيف تستطيع مواجهتها

تبديل الطقوس :

إن الوسواس القهري من الجبن بحيث يعود لغزو حياتك مرة أخري .في بعض الأحيان يقوم بعض الأشخاص بإحلال أحد الطقوس بآخر أو قد يجعلوا أحد الطقوس أكثر سرعة أو يقومون به بطريقة مختلفة و الجديد قد يكون أقل وضوحا من سابقه ، فبدلا من أن تتفحص الباب المغلق مرة ثانية فإنك قد تقوم بالطرق عليه وهز مقبض الباب عدة مرات أو قد تتجنب أن تتفحص الباب مرة أخرى وتجعل أحدهم يقوم بذلك بالنيابة عنك.

سجل الطقوس الصغيرة والبديلة كي تتعلم كيف تواجهها من خلال البرنامج العلاجى.

التشتت الوقائي :

قد تستطيع أن تشتت نفسك حتي لا تشعر بالقلق أنت تحتاج لأن تشعر بالقلق يزيد ويقل لكي يعمل التعرض و منع الطقوس.

التجنب :

يجب أن تنتبه لكل أشكال التجنب:

هل تتجنب أن تلوث يديك أو هل تحتفظ بيدك نظيفة طوال الوقت؟ هذا يكون التجنب.

عالج الاجتناب كما تعالج الطقوس بالتعرض والمنع

سجل المواقف التي تتجنبها بدلا من مهاجمتها

مثلا أن لا تنتفع من الغراء أو الصمغ لكي لا تلوث يديك أو أنت لاتترك المنزل لكي لا تواجه بإغلاق الباب.

التقليل من أهمية الطقوس :

– إنها ليست في الحقيقة طقوسا

– أستطيع إيقافها عندما أريد

– أنا لا أفكر أنني في حاجة إلى إيقافها

الطقوس هي طقوس، عندما تهاجم الطقوس الكبرى للمرض اذهب إلى الطقوس الصغرى. قد تشعر بالرضا مع التقدم و الشفاء البسيط قد تتخلص من المشاكل الكبيرة وأنت الآن مستعد لوقف البرنامج .. لا تفعل .. إن هذا قد يزيد من احتمالات الانتكاس عندما تكون قادرا على التحرر من المشكلات الكبرى تستطيع أن تتحرر من الصغرى.

أنت في حاجة إلى الدواء الصحيح لتتقدم أكثر :

هؤلاء المرضى الذين لا يأخذون عقارا ضد الوسواس يجب أن يضعوه في اعتبارهم بجدية .

وإذا كنت على علاج ضد الوسواس قد تحتاج إلى تغييره ناقش هذا مع طبيبك .. احتمالات تغيير العقار أو الجرعة أو إضافة عقار جديد

مــــــاذا لو لم يعمل الدواء؟
إذا لم يعمل أحد الأدوية قد يعمل الآخر
مـــــــاذا لو كان يجب علي أن آخذ الدواء طيلة حياتي؟

مـــــــاذا لو أدمنت عليه؟
أدوية الوسواس لا تسبب الادمان
مـــــــاذا لو أخذت الدواء ولم يعالج السبب الرئيسي؟
إن عدم التوازن في كيماويات الدماغ هي السبب الرئيسي .

لا تستسلم .. اعط لنفسك فرصة وحاول مجددا استعمل المعلومات التي حصلت عليها من هذا الكتاب واستمع إلى نصائح المختصين الذين سوف يوجهونك إلى الدواء الصحيح… إن الأمر  يستحق.

مشاكل عائلية :

إن إثارة الصراعات العائلية (المآسي – الشقاق – الخلاف ( قد تؤثر بالسلب على قدرتك على التقدم . و بسخرية و تهكم قد يخرب أفراد العائلة .. . بلا وعي تقدمك .

تذكر عندما يتحسن مريض الوسواس فإن العائلة التي نظمت نفسها حول أعراض الوسواس قد تعيد تنظيم نفسها مرة أخرى

مثلا أنت وأفراد أسرتك قد تجدون أنفسكم في مواجهة وقت طويل كان يستغل سابقا في الطقوس… وهذا قد يجعل أفراد الأسرة أنه لا حاجة لهم ويشعرون بالامتعاض والغيظ من تحررك من الوسواس.

يجب أن تكون هناك علاقات قوية لا تعتمد على وجود   الوسواس ، ارجع لتتعلم كيف تتعامل أنت وأفراد الأسرة مع الوسواس القهري بطريقة أكثر فعالية..

فإذا استمرت المشاكل قد تكون محتاجا إلى العلاج النفسي العائلي من أحد المختصين قد يساعدك في اتخاذ القرارات.

نقص الدعم الاجتماعي :

إن وهن العزيمة والانزواء سوف يكون سببا لمنع التقدم خلال البرنامج العلاجى

ولهذا فإن الاتصال بجماعات الوسواس الداعمة مهم للغاية لأن نقاش المشاكل معهم بوضوح وكذلك الصراعات اليومية مع تقبلهم لك سوف يدخل اختلافا ضخما لشفائك من الوسواس .. ذلك سوف يمدك ببعض المقترحات

قلة الدوافع :

إن التحرر من الوسواس عمل صعب يحتاج لوقت.. أحيانا تجد أن دوافعك قد ضعفت ……. اكتب بعض السطور التي تذكرك كيف أن حياتك سوف تكون مختلفة بدون الوسواس كن محددا جدا … بعد ذلك اكتبهم في ورقة صغيرة والصقها في أماكن مختلفة في منزلك مثل باب الثلاجة مرآة الحمام وعندما تفتر حماستك وتكاد أن تستسلم اقرأ ما كتبت فسوف يمدك بجرعة منشطة تجعلك على الطريق مرة أخرى

هناك طريقة أخرى اكتب قصة قصيرة عن دوافعك الشخصية وسجلها لمدة 5 أو 10 دقائق واستعمل كل الألفاظ التي تجعلها صادقة ويمكن أن تطلب من الزوجة أو الوالدين أن يسجلوها بصوتهم أو بصوتك أنت و الاختيار لك

أمراض تجعل الأمر صعبا :

الاكتئاب – اضطرابات القلق الأخرى – مرض تشتت الانتباه ولزمة توريت  -tichotillommes – body dysmorphic-  –اضطرابات الأكل – سوء استخدام العقاقير إنها بعض الأمراض التي تعرقل التحرر من الوسواس.

إدمان الكحوليات والعقاقير :

إنها تعقد علاج الوسواس بدرجة كبيرةإنها قد تستخدم من قبل المريض لعلاج نفسه من مظاهر القلق المصاحبة للوسواس.

بالإضافة إلى أنها تسبب تفاعل بين العقاقير- آثار جانبية وتفاعلات سمية. فإن هذه العقاقير قد تعادل تأثير الأدوية الموصوفة إن الخطوة الأولى detoxification

الانتكاسة سوف تحدث :

توقع أن تنتكس – الوسواس من طبيعته أن يزيد ويقل.. توقع أن يحدث هذا طوال حياتك

المقترحات التالية قد تساعدك على المعايشة مع الانتكاسة

 بعد بضعة أسابيع أو شهور قد تشعر أنك فعلتها و شفيت من المرض . لا تكن أحمقا إن الوسواس معاند و جبان و قد يعطيك لطمة عندما لا تتوقعها.

إن التقدم بدون انتكاسة ليس تقدما حقيقيا

إن التعامل مع الانتكاسة يحتاج إلى مهارة خاصة التي تساعدك في التعامل مع الوسواس طوال حياتك

2- الانتكاسة ليست علامة للفشل إنها فرصة لتحسين مهاراتك التي تعلمتها من خلال البرنامج العلاجى .

كن أمينا مع نفسك:

فعندما تنزلق وتقوم ببعض الأعمال القهرية اعترف بها ونفذ بعض الخطط للتغلب عليها مستقبلا ارجع في المضمار ولكن لا تنهزم أمام نفسك.

إذا كان من الممكن.. عرض نفسك للموقف المخيف مرة أخرى .. وتقدم

3-ركز في الأعراض الصغيرة قبل ما تتضخم.

عندما تتحرر من الطقوس الكبرى قد تجد نفسك تقوم ببعض الطقوس الصغرى التي قد تظهر أنها غير مؤذية ولكنها ليست كذلك . بعض أمثلةالطقوس البسيطة : لمس الجدران – التأكد من الموقد على الرغم من أنك لم تستعمله طوال ذلك اليوم قبل الذهاب للنوم . قد تكون طقوس جديدة أو قد تكون قديمة ولكنها نسيت بسبب تغلب الطقوس الكبرى.

4.ابحث عن موضوعات عامة أو شائعة قد تجد مخاوف خفية تربط الوساوس المختلفة والأفعال القهرية…(ش) لديها مشكلة تتعلق بالتفحص  (checking)

 ولكنها أيضا تعاني من غسيل اليدين بكثرة.. ومخاوف من أن تقول أو تفعل الشيء الخطأ.

إن المخاوف غير الظاهرة لديها هو أنها قد تفعل أو تقول شيئا يؤذي الآخرين

إن التعرض كان يهدف إلى هذه الوساوس المركزية المختفية خلف الأفعال القهرية المختلفة

5.لا تقارن نفسك بالآخرين الذين لديهم وساوس أو بدونها إنه مرضك أنت ولذلك الشفاء منه سوف يكون بصورة منفردة بك وحدك.

6.إنه من الشائع أنه بعض المرضى الذين حققوا تقدما ملموسا في علاج الوسواس يشعرون بالاكتئاب…نظرا للوقت  الذي فقدوه مع الوسواس القهري وسوف تكون هناك مرحلة من الحزن العميق و الأسف عندما تتصور حياتك إذا كان الشفاء أسرع – سامح نفسك و الآخرين عن الأخطاء التي ارتكبت سابقا.. بدونها لم تكن لتصل للمرحلة التي أنت بها الآن.

7.إن هدف هذا المقال هو التقدم مع الوسواس القهري. ليس شفاءً مثاليا كن واقعيا في توقعك للشفاء منه …

الشفاء عملية تحتاج إلى وقت طويل مع الكثير من التقدم والتقهقر  

8.عندما تعمل بجهد للحفاظ على مكاسبك قد تحبط وتضعف عزيمتك كما لو أنك لم تتقدم أبدا … في هذا الوقت لا تفقد النظرة الثاقبة بخصوص التقدم الحقيقي الذي وصلت إليه.

9.قدّر انتصاراتك القليلة إن التقدم الصغير اليومي سوف يتجمع إلى تقدم أكبر.

10.توقع أعراض جديدة قد تتجمع وتظهر .. امسك بها مبكرا قد تلاحظ أعراضا جديدة لم تلاحظها من قبل.

11.نفذ البرنامج الموجه لبضعة أسابيع قبل أن تتوقف قللأوغيّر الدواء – كن صارما أكثر من المعتاد في مقاومة الطقوس ذلك قد يجعل التحول أكثر سهولة.

اجعل العلاج المعرفي السلوكي جزءاً من نمط حياتك العامة:

اجعل البرنامج الموجه والعلاج المعرفي السلوكي جزءاً رئيسيا لنمط حياتك ، اختلق الطريقة التي تجعل التعرض و منع الطقوس جزءا من حياتك ، قاوم التأكد من الباب كل مرة تغادر فيها المنزل. إن نمط الحياة الصحي سوف يساعدك في تنفيذ البرنامج

املأ وقت الفراغ :

قد أمضيت وقتا طويلا كان مملوءا فيما سبق بالطقوس … هذا الفراغ سوف يحتاج لما يملؤه سوف يحتاج إلى أنشطة.سجل أنشطة مختلفة تستطيع أن تقوم بها…تأكد أنها أنشطة تحب أن تقوم بها وتمتع بها بطريقة غير وسواسية ، هذه الأنشطة سوف تضم الهوايات- العمل التطوعي…وظائف – رسم – الكتابة إلى الصحف ….. الاحتمالات لاحد لها.

تناول طعامك بطريقة سليمة :

إن الطعام المغذي الصحي المتوازن يساعدك من خلال البرنامج الموجه .

إن جسمك يكون من مواد مختلفة : مواد غذائية -موصلات عصبية – هرمونات – إنزيمات … إنها جميعا تعمل سويا لكي يعمل الدماغ بطريقة سليمة،لا توجد وصفة سحرية تجعل دماغك تعمل بصورة سليمة ماعدا تناول وجبات صحية .. ومتوازنة.

تجنب الكحوليات يقلل القلق وأيضا له تأثير إيجابي على الاكتئاب ابتعد عن الأغذية الغنية بـ الكافايين مثل القهوة … الكثير من المشروبات الغازية -الشيكولاتة..

تجنب الحلوى …والمعجنات .. ابتعد عن أي شيء به سكر بداخله استبدلها بالفواكه والكربوهيدرات الأخرى مثل الخبز من القمح الكامل  إنها سوف تساعد حتى في المزاج وتضاد الآثار الجانبية لمضادات الوسواس القهري مثل زيادة الوزن ونهم الكربوهيدرات.

احصل على التمرينات الكافية:

لست في حاجة إلى التمرينات الصعبة والثقيلة لتحصل على نتائج إيجابية ،التمرين المنتظم له فوائد كثيرة… إنها تساعد على إنقاص الوزن بحرق السعرات الحرارية وزيادة التمثيل الغذائي .. ونقص الشهية .. ، يقلل من توتر العضلات – يحسن التركيز والذاكرة والنوم – يقلل الاكتئاب والقلق والضغط .

وكلما تظهر بمظهر أفضل كلما أحسست بالرضا عن نفسك وثقتك وتقديرك لنفسك سوف يزداد والوسواس سوف يقل.

قلل الإجهاد :

بعض المواقف قد تتضمن الكثير من الضغط والاجهاد مثل النقل – المرض  – الولادة – الوفاة… حتى أن زيارة الأقارب من خارج المدينة قد تحمل الكثير من الضغط والإجهاد

وبما أن الوسواس يعمل بشدة في وقت الإجهاد فإن البرنامج العلاجى لن يعمل بسهولة.

توقع هذا – اعط لنفسك راحة خلال ذلك الوقت نفذ خطط للإقلال من إجهاد الحياة اليومية واكتشف طرقا جديدة للتعايش ومواجهة الإجهاد   خذ وقتا للاسترخاء … التحدث مع صديق … اشترك في هواية.

إن التعب الشديد يجعل مرض الوسواس القهري أشد وطأة … خذ كفايتك من النوم والراحة والحيوية … راجع طبيبك في حالة ما تأثر نومك بمضادات الوسواس .

هناك الكثير من الكتب التي تعلمك تمارين  الاسترخاء والإقلال من الإجهاد.. تحسين غذائك وتنظيم برنامج لياقة

اختر ما يتناسب مع نمط حياتك وتعلمه جيداً.

One thought on “علاج الإنتكاسات المرضية في الوسواس القهري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *