3 هل مساعدة الأخصائي النفسي أساسية ومهمة؟

هل مساعدة الأخصائي النفسي أساسية ومهمة؟

لقد مررت بهذا التحذير في أول جملة في كتاب إرشادي لعلاج الوساوس كتب منذ 45 عام “لو كنت شخص يعاني من الوساوس.. هذا الكتاب ليس لك.. لا تقرأ أكثر من هذه الفقرة” ثم أكمل الكاتب أن الإنسان الذي يعاني من الوسواس القهري الديني لا يحتاج إلى كتاب وإنما يحتاج إلى رجل دين ليطيعه على العمياني. (بمعنى أنه بعد الذهاب للطبيب النفسي ومعرفة الحكاية كلها وأسبابها وأعراضها والعلاج سوف أحتاج إلى طبيب نفسي يفهم معاني وقواعد وأحكام الدين أو سوف يتشارك رجل الدين أو طالب العلم أو المرشد الروحي في إعطاء المريض التعليمات الدينية المحددة مع إطاعتها دون سؤال أو تردد أو شك)..
على الرغم من أننا يمكن أن نبتسم من أسلوب الكاتب ولكن علينا أن نشيد بمحاولته الأمينة والصادقة في الدعابة، فلقد أوضح النقاط التي يجب أن تواجهها مثل هذه الكتب، ماذا يمكن أن يكون واعدًا للقارئ وما هى جوانب الإفادة أو الضرر عند قراءة الكتاب وتنفيذ أساليبه.
على مدار أكثر من ثلاثين عامًا من الخبرة فإن كتب مساعدة النفس (برامج المساعدة الذاتية) تستطيع أن تحدث تغيير.. مثال لهذا الكتب المساعدة للنفس في التغلب على شرب الخمور وتقليل الخوف.. كما عملت كتب مساعدة النفس أيضًا على مساعدة الوسواس القهري.. على أية حال فإن في كل الحالات التي أعطى فيها المريض مثل هذه الكتب من قبل أخصائي نفسي محترف كانت كافية حتى لو لم يقدم له الأخصائي أى نصيحة أخرى.. بمعنى أن خطة تغيير السلوك كانت على الأقل تحت مراقبة جيدة لذلك لا نستطيع أن نقدم وعودًا بأن القارئ سوف تتحسن حالته ببساطة بعد استخدام وسائل التغيير المتاحة في هذا البحث… ومع ذلك فنحن نعلم جيدًا أن وسائل التغيير التي عرضناها هى أفضل وسائل العلاج المتاحة اليوم.. ونحن نعلم أيضًا أن الأشخاص أصحاب مرض الوسواس القهري من الممكن أن يتحسنوا بواسطة الخطط الموجهة للنفس.
من ناحية أخرى فإن قلقي الوسواسي يمنعني من أن أقدم وعودًا كثيرة وفي نفس الوقت فإن اهتمامي بآلام الأشخاص أصحاب الوسواس القهري جعلني أصل إلى قرار أنه ليس من الأخلاق أن أخفي مثل هذه المعلومات من أى قارئ محتمل.
أريد أيضًا أن أنبه القارئ إلى مشكلة يمكن أن يصادفها البعض وهى أن بعض الأشخاص أصحاب الوساوس يتفاعلون مع سماع الأعراض الوسواسية من الآخرين فهم يفكرون أنهم من الممكن أن تكون هذه الأفكار أساسًا لوساوس جديدة لديهم، وهذا الخوف من العدوى منتشر إلى حد ما ومن الممكن العمل عليه من خلال وسائل تم وضعها في هذا الكتاب، فإذا كان لديك قلق جدي بخصوص هذا الأمر فيجب عليك أن تعرف أن العديد من الأفكار الوسواسية قد تم شرحها بالتفصيل، ولكن لو كان هذا الأمر يمثل لك مخاوف كبيرة فيجب عليك أن تطلب مساعدة الأخصائي النفسي أثناء قراءة هذا الكتاب.. (فالخطة العلاجية سوف تقوم بمسح وكنس كل أفكارك الوسواسية وأفعالك القهرية حتى تلك التي أصابتك بعد قراءتك لهذا البحث والأبحاث التي قبله على الموقع أو في كتبنا)..