10 علاج الوسواس القهري الديني المسيحي

العـــــــــــــــلاج

العلاج والمؤثرات الحيوية (البيولوجية):

أسباب مرض الوسواس القهري غير معروفة تعتمد النظريات البيولوجية على مصادر عديدة:
1.دراسات المخ التي تقيس المناطق النشطة وغير النشطة في المخ أثبتت أن مرضى الوسواس القهري لديهم أيض أبطأ من الآخرين في المناطق المخية الأمامية.
2.الأدوية التي تساعد في علاج مرض الوسواس القهري تعمل على ناقل كيميائي معين في الجهاز العصبي وهو السيروتونين.
3.الدراسات التي تمت على الحيوانات والتي فحصت مناطق تالفة في المخ وجدت سلوك يشبه الوسواس القهري نتيجة تلف في أماكن معينة في المخ..
فمثلا لو منطقة معينة في المخ تلفت نجد أن الطائر الذي يبني عشه يظل يبني في العش بدون توقف.. وهذا يدل على فقد مفتاح الغلق في المخ الذي عليه أن يخبر الطائر بأن يوقف هذا الفعل.. البعض رأى أن هذا يشبه الفحص والتأكد المستمر عند مرضى الوسواس القهري.
وعلى الرغم من أن هذه دراسات واعدة إلا أننا لا نستطيع أن نجزم أن هذه الأسباب البيولوجية هى سبب مرض الوسواس القهري..
وسائل البحث الحالية لم تجزم بعد إذا كانت هذه التغيرات البيولوجية هى سبب أم نتيجة لمرض الوسواس القهري.
فعندما يكون هناك شيئان لهما علاقة ببعضهما البعض فيمكن لـ A أن تسبب B أو ممكن لـ B  أن تسبب A أو أن C ممكن أن يسبب A و B
المثال التقليدي في مقدمة الأبحاث هو العلاقة بين الجريمة وعدد أماكن العبادة.. فالجريمة في أى منطقة تزداد بازدياد عدد الكنائس وبالتالي فمن الممكن أن يستنتج أى شخص أن الدين يسبب الجريمة.. ومع لحظة تفكير نكتشف أن كلاهما له علاقة بسبب آخر وهو الزيادة السكانية..
وعلى الرغم من أن الدراسات التي تمت على الأدوية وجدت أن السيروتونين له علاقة بالمرض.. إلا أن هناك دراسات أخرى وجدت أن بعض هذه الأدوية يزيد من مستوى السيروتونين والبعض الآخر يخفض مستواه.
ولا يجب أن ننسى أن النشاط يتغير بسبب الظروف البيئية المحيطة بنا.. فالنواقل الكيميائية في مخ رضيع القرد تتغير بوضوح عندما ينفصل عن أمه..
فمرض الوسواس القهري من الممكن أن يغير من العمليات البيولوجية في المخ بسبب التغيرات البيئية المصاحبة لسلوكه وأفعاله.
وعلى الرغم من ذلك فإن الأدوية هى علاج فعال للكثير من مرضى الوسواس القهري.. وهذه المجموعة الفعالة من الأدوية تنتمي إلى فصيل من الأدوية يعرف بمضادات الاكتئاب.. أساسًا هذه الأدوية نشأت لعلاج الاكتئاب ولكن وجدنا أن الكثير يتحسن جدًا عند العلاج بها.
ثلاثة مركبات من هذه الأدوية جديدة نوعًا ما وتشمل:

Anafranil (clomipramine),
Zoloft (sertraline),
Prozac (fluoxtine).

المعالجة النفسية:

النظريات النفسية التي تحدثت عن أسباب مرض الوسواس القهري تظل غير مؤكدة حتى الآن.. ولقد تناولنا من قبل النظريات الواضحة لكل من “بارلو” و “فيجنر”
المعالجة النفسية في صورة علاج سلوكي لها نتائج ممتازة على الكثير من المرضى..
إن المعالجين السلوكيين قد لاحظوا التشابه بين مرض الوسواس القهري وبين أمراض الهلع (Panic) وحيث أن العلاج السلوكي كان له تأثير ممتاز على أمراض الهلع فبالتالي ينفذون نفس العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري..
العلاج السلوكي لأمراض الهلع يشمل التعرض للأحداث أو الأشياء المخيفة ولكن بطريقة تدريجية، ولكن هذه الطريقة كان لها بعض المآخذ على مرضى الوسواس القهري..
في أواخر عام 1960 اقترح “أوبري لويس” طريقة جديدة للعلاج.. فبالإضافة إلى تعريض مرضى الوسواس القهري إلى الأشياء التي تخيفهم وتزعجهم مثل “أدوات مطبخ ملوثة” قام لويس أيضًا بمنعهم من القيام بطقوسهم الروتينية مثل غسل الأيدي.. المرضى الذين توقفوا عن ممارسة طقوسهم حصلوا على نتائج أكثر إيجابية وممتازة مقارنة بباقي وسائل العلاج الأخرى.
هذه الطريقة من العلاج سميت التعرض والمنع Exposure and blocking أو منع رد الفعل Response prevention
الكثير من الدراسات أثبتت أن هذه الطريقة كانت ناجحة في علاج حوالي 75% من المرضى.. ولقد أثبتت الأبحاث أن هذه المعالجة السلوكية هى بنفس فاعلية العلاج بمضادات الاكتئاب والبعض رأى أن هذه الأدوية لا تضيف شئ فوق العلاج السلوكي وحده..
قي بعض الحالات الدمج بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي يكون أكثر فاعلية ولكن لا توجد دراسات تثبت ذلك حتى الآن.
بعض المرضى يميلون إلى العلاج الدوائي والبعض الآخر ضد العلاج الدوائي من حيث مبدأ أهم أو بسبب الآثار الجانبية.. ولكن في أى حال من الأحوال فنحن محظوظين لأن لدينا طريقان مختلفان لمعالجة هذا المرض.

الخلاصــــــة
الوصف الذي قمنا به عن مرض الوسواس القهري قد أوضح صلته القوية بالوساوس الدينية.. غالبًا تمثل هذه الوساوس جزءًا من مرض الوسواس القهري وأحيانًا تمثل كل أعراض المرض.. المرضى الذين لديهم تاريخ طويل من السلوكيات الوسواسية الدينية يحتاجون إلى تقييم لحالتهم من قبل أخصائي نفسي محترف للتأكد من محاصرة كل أبعاد المرض.. المريض لن يتحسن إذا استمر على تكرار صلاته أو إذا قضى 3 ساعات بالليل للتأكد من غلق الأبواب.
ولقد أوضحنا الفرق بين الوساوس والأفعال القهرية.. فكل منهم له آلية مختلفة وكل منهم يحتاج إلى خطة معينة في العلاج كما سنوضح فيما بعد.
وسوف نوجه اهتمامنا مرة أخرى إلى المحتوى الديني من مرض الوسواس القهري المعروف بالوسواس القهري الديني.

كيفية مساعدة مريض الوسواس القهري والوسواس الديني

إن محور هذا البحث هو بالأخص عن الأبعاد الدينية لمرض الوسواس القهري بالنسبة لبعض الأشخاص تكون هذه الوساوس تطورية.. وتشمل مرحلة معينة في حياتهم.. وتكون غير مستمرة وتكون بالأخص وساوسهم دينية.. ولكن للبعض الآخر هذه الوساوس تكون مستمرة، تزداد وتقل في قوتها، في هذه الحالات تكون هذه الوساوس بالأخص أو بالأكثر هى وساوس دينية ولكن الأكثر شيوعًا هو أن تكون هذه الوساوس غير الدينية مثل تكرار غسل الأيدي أو التنظيف أو تكرار التأكد والفحص للاطمئنان تمثل عائقًا كبيرًا للمرض والآخرين.
في هذا الجزء سوف نتناول مصادر الوساوس الدينية والوساوس القهرية.

هل أنا في حاجة لمساعدة طبيب نفسي؟

يجب أن يفكر المريض في مساعدة الطبيب النفسي في أى من هذه الحالات:
1.إذا أدت الأعراض الوسواسية إلى اكتئاب شديد مع أفكار عن الموت أو دوافع لإيذاء النفس جسديًا.
2.إذا تعارضت الأعراض مع الاحساس بالسعادة أو الاستمتاع بالحباة.
3.إذا تعارضت الأعراض مع العمل سواء كان الوظيفة أو الدراسة أو أعمال المنزل.
4.إذا تعارضت الأعراض مع العلاقة بالآخرين مثل الأصدقاء، زملاء العمل، الترابط الأسري.
5.إذا تعارضت الأعراض مع الاستفادة من أوقات الفراغ.
إن آخر ملاحظة هذه تكون بارزة جدًا في مرض الوسواس القهري، فالكثير يستطيعون الحفاظ على حياتهم الوظيفية أو العلاقات الاجتماعية ولكنهم يفسدون كل أوقات فراغهم في الوساوس.

كيف أستطيع أن أجد الطبيب النفسي المساعد؟

إن الترويج عن الكتب الأكثر مبيعًا مثل وظهور الكثير ممن يعانون من الوسواس القهري في البرامج الحوارية وتأسيس منظمات لمساعدة النفس مثل مؤسسة مرض الوسواس القهري، والإعلان عن تقدم وسائل التشخيص والعلاج للأخصائيين النفسيين.. كل هذا أدى إلى زيادة القدرة على علاج هذا المرض بكفاءة.
فمريض الوساوس الدينية أو الوسواس القهري الآن لديه وسائل مساعدة قادرة وأكثر كفاءة عن الماضي ومع ذلك يجب على مريض الوسواس القهري أن يكون مطلع على كل جديد في وسائل العلاج.
فيجب أن يشعر المريض بحرية كاملة في أن يسأل المعالج الخاص به إذا كان يعالج حالات الوسواس القهري بانتظام.. وفي حالة الوساوس الدينية يجب أن يسأل المريض معالجه هل يستطيع معالجة الجانب الديني من المشكلة.. أم أنه في حاجة إلى مساعدة أخصائي آخر متخصص في الجوانب الدينية..
ويسأل أيضًا عن الوسيلة الأساسية التي سيستخدمها المعالج معه.. وبالطبع يجب أن يعرف المريض إذا كان معالجه مؤهل وعلى درجة عالية من الكفاءة في تخصصه.. وسوف نتناول أنواع المعالجين المختلفين في الجزء القادم.
عندما يختار المريض معالجه فمن الأنسب أن تستخدم الجلسات الأولى من العلاج في تقييم قدرتك على التعاون مع هذا المعالج.. يجب أن تناقش المشاكل المحتملة في التعاون معًا بصراحة لإيجاد طريقة لحلها.. المريض المطلع ليس كالمريض الذي يقفز من طبيب لآخر..
فالتغيير الكثير بين المعالجين يمكن أن يكون بسبب رغبة المريض في الشفاء السريع بغض النظر عن مهارات الطبيب.
فأى قارئ من الذين حضروا جلسات تعديل السلوك يعلم جيدًا أن التغيير لن يحدث بدون مثابرة ومضايقة أيضًا.. وبالطبع لا يستطيع أحد أن يضع قاعدة تحدد متى يكفي هذا الحد مع المعالج ولكن وسائل العلاج وبالتعرض والأنواع الأخرى أيضًا تستغرق وقتًا ليس بالقليل قبل أن يحدث الشفاء.
الاهتداء إلى المعالج المناسب يعتمد على ما يحتاجه المريض، فالحصول على المعالج المناسب يتطلب المعالج المتمرس والمحترف وليس بالضرورة أن يكون عضوًا في مؤسسة معينة.

أنواع العلاج المتاحة

1. الأدوية:

بالإضافة إلى الاستشارات والعلاج السلوكي من الممكن أن يستعين الطبيب النفسي بالأدوية لتخفيف الوساوس والأعراض المختلفة للوسواس القهري.. غالبًا كل الأدوية المتاحة لعلاج الاضطرابات الانفعالية قد تم تجربتها..
سوف نعرض أشهر هذه الأنواع المستخدمة اليوم.

مضادات الاكتئاب: لها تأثير كبير في علاج الاكتئاب وأيضًا بعضها يفيد في علاج مرض الوسواس القهري مثل أنافرانيل Anafranil وهو مضاد الاكتئاب الأطول تاريخًا في علاج الوسواس القهري..
وعلى الرغم من أنه يشبه من الناحية الكيميائية Imipramine إلا أن الأبحاث أثبتت أنه يفيد مرضى الوسواس القهري بالتحديد.. ولقد وجد الباحثون أن أنافرانيل يؤثر على الناقل العصبي الموجود في الجهاز العصبي (سيروتونين) والجديد الآن أن هناك أنواع أكثر حداثة من أنافرانيل تؤثر أيضًا على السيروتونين وتستخدم في علاج الوسواس القهري، وأيضًا أثبتت الأبحاث أن (fluoxtine) Prozac و Zoloft   sertraline) ) لهما تأثير فعال على الوسواس القهري.
مضادات الاكتئاب تعمل ببطء وتحتاج حوالي أسبوعين إلى 3 أسابيع حتى يظهر تأثيرها ولكن الاستثناء هنا يكون بخصوص مشاكل النوم التي تتحسن سريعًا.
كل الأدوية لها آثارها الجانبية وبالطبع مضادات الاكتئاب مثل أى دواء له آثاره الجانبية.. أبسطها هو جفاف الفم ودوار، ولكن أغلب هذه الأعراض تختفي مع الوقت أو يمكن تحملها بسهولة.. قليل من المرضى يضطرون إلى تجربة عدة أنواع من مضادات الاكتئاب إلى أن يجدوا ما يفيدهم.. نحن لدينا عدد كبير من مضادات الاكتئاب والعلاج الفعال ممكن أن يجده المريض إذا كان ينوي أن يتعاون في “طريقة التجربة والخطأ” Trual and erroe approach .. هذه الطريقة مهمة جدًا لأنه لا يوجد لدينا حتى الآن لتحدد أى نوع من الدواء سيفيد المريض.. وبعض البالحثين يعتقدون أن هذه الأدوية تكون فعالة فقط إذا كان الوسواس القهري مصحزبًا باكتئاب واضح.
لا توجد دراسة حتى الآن تفيد أن دواءًا معينًا يعمل على علاج الوساوس.. هناك دراسة تمت على مرضى للوسواس القهري يتعالجون بأنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب وجدت أن أكثرهم قد تحسن كثيرًا.
وعلى أى حال فإن هذه الخطوة هى خطوة واعدة في علاج الوساوس.
مضادات القلق: تستخدم كثيرًا في علاج الوسواس القهري لأن القلق والتوتر يلعب دورًا أساسيًا في مرض الوسواس القهري.. هذه الأدوية تشمل Benzodiazipines مثل: Valium, Librium, Ativan وهكذا.. وهناك نوع آخر جديد لديه نفس الخواص Alprazolam (xanax)
مضادات القلق تعالج التوتر وتقلل من الشد العصبي.. ولكن هناك بعض العوائق وهى إمكانية عودة الأعراض بعد توقف العلاج وإمكانية حدوث إدمان في نسبة قليلة من الحالات وحيث أن هذه الأدوية لها أعراض انسحابية تتراوح ما بين خفيفة إلى كبيرة نوعًا ما لذلك يفضل أن تؤخذ تحت إشراف الطبيب فقط.

2.العلاج السلوكي:

هو الوسيلة الأخرى الفعالة أيضًا لعلاج الوسواس القهري. ولقد أوضحنا في هذا البحث الطرق المختلفة للعلاج السلوكي وأضفنا أيضًا بعض اقتراحات رجال الدين.. العلاج السلوكي لمرضى الوسواس القهري يعتمد على مبدأ التعرض والمنع التي أوضحناها في هذا البحث.. القارئ سوف يستفيد منهما كثيرًا وسوف أعلق على بعضها في نهاية هذا الفصل.
المعالجين السلوكيين ممكن أ يكونوا من أحد الوظئاف التي ذكرناها.. أخصائي علم النفس هو الأكثر تدريبًا على هذا النوع من العلاج عن باقي المعالجيم الآخرين ولكن كثير منهم غير مدرب عليها.
كثير من مرضى الوسواس القهري يستفيدون جدًا من مشاركة أفكارهم مع المرضى الآخرين.. هذه الجلسات تساعد على تخفيف وصف المرض بالعار أو الشعور بالخجل منه، كثير من المرضى الذين يعانون من الوساوس الدينية يعانون أيضًا من الوسواس القهري والعكس صحيح وبالتالي فإن هذا النوع من الجلسات يفيد جدًا.