الخميس, مايو 9, 2024
الخوف الإجتماعييهمك

الخوف الإجتماعي

الخوف والقلق شعور طبيعي يوجد في كل الكائنات الحية والهدف منه حماية الكائن الحى من خطر قريب أو دفعه إلى الاهتمام بأمر مهم بالنسبة له.

يتفاعل الكائن الحى مع الخوف أو القلق إما بالهروب من مصدر الخوف أو بالمواجهة مع هذا المصدر وهذا ما يحدث تمامًا مع الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي وهو خوف الشخص من بعض المواقف الاجتماعية التي يكون فيها محط أنظار الناس مثل أن يلقي محاضرة أو يناقش رسالة دكتوراه أو بعض المواقف العامة مثل حضور الاجتماعات في العمل أو أن يتعامل مع أشخاص غرباء عنه.

بعض الناس قد يعانون من هذا القلق عند أول يوم في العمل أو عندما يأكلون أو الخوف الإجتماعييكتبون أمام أنظار الناس، أو عندما توجه إليهم الأسئلة في حصص الدراسة أو المحاضرات، وقد يصل الأمر إلى أنهم لا يستعملون المراحيض العامة.

يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من قلق زائد لنظرات الناس إليه وأن ما يشعر به من الخجل و القلق سوف يظهر ويعرفه الناس الذين ينظرون إليه.

من المهم معرفة أن المصاب بالرهاب الاجتماعي يدرك جيدًا أن الأعراض التي تظهر عليه أثناء التعرض لمثل هذه المواقف مبالغ فيها.

يعتبر الخواف الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا حيث تبلغ نسبته حوالي 12% من الناس ويبدأ غالبًا في الطفولة والمراهقة ما بين 13 – 24 سنة وقد يحدث الخواف الاجتماعي بعد سن 25 ولكن بنسة قليلة.

لا يوجد هناك فارق كبير في هذه النسبة بين الرجال والنساء حيث تبلغ النسبة في الرجال 11% وفي النساء 15%.

الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي إما أن يتجنب المواقف التي تسبب له القلق وإما أن يتعامل معها ولكن بدرجة كبيرة من القلق.

بالنسبة للطبيب قد يصعب التعرف على الرهاب الاجتماعي لأنه يمثل الحد الفاصل بين المرض وبين بعض السمات الطبيعية مثل الخجل.

تذكر دائمًا أنه ليس المقصود هو أن نزيل القلق والخوف ولكن المقصود هو التعايش معهما.

الخــــــواف الاجتماعـــــــي

من الطبيعي أن يشعر معظم البشر بقلق وتوتر بسيط في المواقف الاجتماعية أول يوم في العمل. اجتماع عام، حفل زفاف، مناقشة رسالة الماجستير أو الدكتوراه، بل من المهم أن يحفز هذا القلق الفسيولوجي الانسان على الإتقان والحرص والاستعداد والتبكير واليقظة والحذر.. أما إذا زاد هذا التوتر والقلق الاجتماعي عن حده وكان سببًا في إعاقة النشاط الاجتماعي أو المهني أو الدراسي للفرد فيصبح حينئذ ٍ خوفًا مرضيًا ووجب علاجه.

يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من خوف ملحوظ ومستمر في حالة وجوده بين الناس أو قيامه بعمل أمامهم وذلك بسبب خوفه من نظرتهم له أو مما سيقولونه عنه أو مما قد يفكرون فيه أو بسبب ملاحظتهم له.

وينبع هذا الشعور لدى الشخص المصاب من خوفه من ظهور أعراض التوتر و القلق التي يعاني منها أمام هؤلاء الناس.

وقد لوحظ أن أقارب المريض من الدرجة الأولى هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض لتصل النسبة إلى ثلاثة أضعاف الأشخاص الطبيعيين ويحدث الخواف أو الرهاب الاجتماعي بنفس النسبة بين الرجال والنساء وتبدأ معظم الحالات عند سن 13 إلى 24 سنة.

ومن المهم معرفة أن مريض الرهاب الاجتماعي أو الخواف الاجتماعي على دراية كاملة بأن كل الأعراض التي تتناوبه أثناء تعرضه لمثل هذه المواقف مبالغ فيها وليس لديه أسباب حقيقية لحدوثها.

ومن صفات مريض الرهاب أو الخواف الاجتماعي:

  • تجنب الحديث أمام مجموعة من الناس بل حتى أحيانًا تجنب الرد على الهاتف خوفًا من اللعثمة والارتباك، أو على من يطرق الباب.
  • رفض الوجود بين مجموعة من الناس خصوصًا من هم أعلى منه مكانة اجتماعية أو مرتبة وظيفية.
  • تجنب المواقف الاجتماعية التي لم يسبق التعامل معها.
  • يخجل من الشكوى من سلعة اشتراها ووجدها غير مناسبة أو بها عيب ويستحيل عليه إرجاعها.
  • إذا دخل مطعم مثلاً لا يشتكي إذا تجاهله العاملون أو كان الأكل باردًا يقبل مضطرًا ولا يرفض، ويتمنى لو أنه اعترض ولكنه خائف من ردهم.. ربما يفحمونه ولا يستطيع الرد.
  • لا يحب أبدًا أن يقوم أحد بمقارنته بانسان آخر ولذلك يتجنب المنافسة أو مقابلات طلب الوظائف أو رفع يده للإجابة أو السؤال أو الاعتراض في الصفوف الدراسية والبعد عن حلقات النقاش.
  • لا يحب أبدًا أن يكون في بؤرة اهتمام الناس ولذلك لا يبدأ في التعارف على أحد ويرفض التعبير عن رأيه أو أفكاره أو مشاعره.. لذلك لا تجد لهؤلاء الأشخاص أى أصدقاء ويعيشون في عزلة اجتماعية.. حتى نوافذهم دائمًا تكون مغلقة.. هواياتهم القراءة والتلفاز والكمبيوتر.
  • الخجل الشديد في التعامل مع الجنس الآخر.
  • البعد عن أى علاقة تربطه برؤسائه في العمل ولذلك تجده دائمًا في ذيل السلم الوظيفي ودائمًا لا يرشحه أحد لأى وظيفة قيادية.
  • الخوف من أن يحكم الآخرون على كلامه بأنه كلام ساذج أو أفعاله بأنها أفعال حمقاء أو أنه خوّاف وشخصيته ضعيفة.

وترى في هؤلاء الأشخاص خاصةً مراقبتهم الشديدة لذواتهم واهتماماتهم وقلقهم الشديد بما يراه ويعتقده الآخرون عنهم.. دائمي الارتباك في أى موقف خصوصًا عندما تدفعهم حماقاتهم إلى إيقاع رف مرصوص عليه مواد غذائية في متجر مثلاً فتدفعه تلك الحماقة إلى إيقاع باقي الرفوف فيقرر عدم الدخول إلى التجمعات أو المحال الكبيرة.

عندما يظن أن الناس تراه وتسمعه يصاب بالرعشة والارتباك واحمرار الوجه وزيادة في دقات القلب والعرق وعدم الكلام والتحفظ ولذلك يدخلون تلك المحلات في الصباح الباكر أو قبل الإغلاق.

وفي أحيان كثيرة تؤدي مشكلة مراقبة الذات عند هؤلاء الأشخاص إلى تقليل وتشتيت وقلة التركيز وصعوبة التفكير وسوء التصرف وتباطؤ إتخاذ القرارات والتردد وضعف القدرات الكلامية والتعبيرية والسلوكية.

تلاحظ عليهم أيضًا أنهم دائمًا صامتون يتجنبون النظر إلى أعين من يتكلم معهم ولذلك لا يجلسون أمام أحد في المواصلات حتى لا تتلاقى أعينهم مع أعين الآخرين ولا يمشون أمام جمع من الناس.

كان لي مريضة عندما تأتي وتنتظر في العيادة وتريد دخول الحمام كانت تتحمل ولا تذهب إلى الحمام خوفًا من أن يتكلم الناس عن شكلها أو مشيتها أو أنها جاءت العيادة للعلاج أم لدخول الحمام.

كما أن لدى هؤلاء المرضى ميوعة في المواقف الاجتماعية فلا يعبرون عن آراءهم المخالفة ويترددون كثيرًا ويشعرون بالقلق من الدخول في مواقف جديدة تجعلهم في موضع التقييم والاختبار حتى ولو أدى بهم ذلك إلى أن يكونوا الضيوف في مواقف اجتماعية تخصهم هم شخصيًا مثل يوم زفافه فتراه دائمًا يقف في الشرفة أو على السلم أو أمام باب البيت.. وإذا تكلموا اضطربوا وتلعثموا وترددوا ولا يجدون ما يقولونه أو لا يعرفون ما يجب أن يقال وما يجب ألا يقال.

ربما تجد هؤلاء الناس عصبيون، متوترون، كثيري التململ يعضون على الشفاه والأطراف ويقرضون الأظافر ويخفون وجوههم أو يمسحون عليها.

خجولون، مرتبكون، يصفون أنفسهم بعدم الكفاءة والنقص ليس لأنهم كذلك بل لأنهم لن يستطيعون العمل بكفاءة ودقة وإتقان إلا وحدهم وحينما لا يراهم أحد أو يراقبهم.

بل حتى لا يأكلون ويشربون أمام النلاس ولو حتى الأخوة والأبناء والأزواج.. ولو حدث تجدهم يرتشعون وتسقط من أيديهم الملاعق والأكواب وينسكب الطعام على المائدة ويتصببون عرقًا ويقف الطعام في حلوقهم ويصعب عليهم البلع ويخافون من القئ أمام أى شخص.

لا يكتبون أمام أحد ولذلك يمتنع الطالب المصاب عن الكتابة أيام الاختبارات أمام المراقب أو يمتنع المعلم عن الكتابة أمام تلاميذه، وتمتنع السكرتيرة عن الكتابة على لوحة المفاتيح أمام رئيسها.. أو يمتنع أى صاحب صنعة عن أدائها أمام أى شخص.

معظم مرضى الرهاب الاجتماعي دائمًا ما يشعرون أنهم مختلفون عن الناس ويظنون أن المشكلة في ذواتهم وبسببهم وأن إحجامهم عن الدخول في مواقف اجتماعية هو ما أدى إلى فقد الخبرات والقدرات والتواصل مع الناس ثم بعد ذلك الخوف من علاقاتهم والاختلاط بهم والكلام معهم بل وتجنبهم تمامًا.

وهناك أناس آخرون مصابون بالخواف أو الرهاب الاجتماعي لهم مخاوف خاصة بمظهرهم أمام الناس ويبالغون في أشياء غير ظاهرة أو بسيطة فيقضون ساعات الليل والنهار في التفكير فيها أو يبتعدون عن الناس بسببها ولا يقبلون شكلهم أو لونهم أو مظهرهم أو يمتنعون عن السفر أو لقاء الأهل خوفًا من ظهورها.

مثل الإنسان البدين أو النحيف.. الطويل أو القصير.. كبير الأنف.. مفلطع الأذنين.. أصلع الرأس.

بالنسبة للبنات فهناك من يفكرن في لون البشرة.. سمراء أو بيضاء.. بها نمش.. أو… أو…

ربما تجد في بعض هؤلاء الفتيان تغيرات طفيفة خفيفة ولكن لا تستدعي كل هذا الاهتمام فتراهم دائمي قياس الوزن والطول والحجم والشكل والنظر المتكرر في المرآة وهن زبائن دائمون لجراحي ومراكز التجميل.

كيــــف نتفاعـــل مـــع الخـــوف؟

يتفاعل الانسان ضد الخوف والقلق عن طريق دائرة عصبية في المخ مكونة من الاميجدالا وفرس النهر والقشرة الأمامية من المخ..

يسبب الخوف والقلق في الجنس الانساني عند التعرض لمؤثر “مصدر خطر” زيادة في نشاط الاميجدالا والتي بدورها تحدث رد فعل سريع.

لوحظ زيادة نشاط الاميجدالا عند التعرض لمصدر من مصادر الخوف والقلق وذلك بدراسة المخ بالأشعة وأن الأشخاص الذين يعانون من خلل في هذا الجزء من المخ يكون عندهم التفاعل مع الخوف غير طبيعي..

يعتبر أول تفاعل في المخ تجاه المصدر المخيف في الأميجدالا وهذا الاختلاف بين الأشخاص في درجة نشاط الاميجدالا تحدد درجة التفاعل العصبي تجاه هذا المصدر المخيف.

يلعب فرس النهر دورين في عملية التفاعل مع الخوف..

الأول: تحليل المعلومات المكانية والزمنية عن المصدر المخيف.

الثاني: التعرف على المصدر المخيف على أنه جديد ولم يتعرض له سابقًا وبذلك يتكرر الاحساس بالخوف كل مرة عند التعرض لهذا المصدر.

تلعب بعض الهرمونات مثل الكورتيزون والأدرينالين دورًا في تذكر المصدر المخيف والموقف الذي تعرض له الشخص وأثار قلقه ولهذا تستخدم مضادات هذه الهرمونات كعلاج في بعض حالات الخوف.

دور القشــــرة الأماميـــــة

تلعب القشرة الأمامية دور الفرامل لعملية الخوف فعند التعرض لمصدر من مصادر الخوف والقلق مثل إلقاء محاضرة أمام الناس يزيد نشاط الاميجدالا ويقل نشاط القشرة الأمامية مما يسبب التفاعل مع هذا المؤثر وظهور أعراض الخوف والقلق على الإنسان.

نشاط القشرة الأمامية يتناسب عكسيًا مع نشاط الاميجدالا وبالتالي هذه القشرة تعدل وتقلل من نشاط الأميجدالا وبذلك تقوم بعمل فرملة عملية الخوف.

يؤدي الخلل في القشرة الأمامية إلى جعل المؤثرات المخيفة بدرجة أقل تساوي المؤثرات المخيفة بدرجة أكبر.

وُجد أن بعض الأدوية العلاجية وكذلك العلاج المعرفي السلوكي يساعد على تقليل نشاط الاميجدالا وبالتالي تقليل الخوف والقلق عند التعرض لمصدر من مصادره مثل إنسان يلقي محاضرة أمام الناس.

من أهم وأنجح طرق التعايش مع الخوف طريقة التقبل والتي هى عبارة عن:

معالجة المعلومات التي تصاحب المصدر المخيف بطريقة إيجابية.

إعادة تفسير الأعراض التي تظهر على الإنسان أثناء الخوف..

مثال على ذلك

عند تعرض شخص ما لمصدر من مصادر الخوف والقلق وطُلب منه  أن يعيد تفسير هذا المصدر على أنه غير مخيف لوحظ نقص في نشاط الاميجدالا وزيادة في نشاط القشرة الأمامية.

عند تعريض أشخاص لمصدر من مصادر الخوف بالنسبة لهم مثل التعرف على أشخاص لا يعرفونهم وطلب منهم أن يتحكموا في مشاعرهم تجاه هذا الخوف والقلق الناتج من هذا الموقف لوحظ أيضًا نقص في نشاط الأميجدالا وزيادة في نشاط القشرة الأمامية في المخ.

العلاج المعرفي الذي أثبت نجاحه في حالات الخواف الاجتماعي يركز على التقبل وتقليل التأثر..

 

أسبــــاب الخــــواف الاجتماعــــي

ليس هناك سبب واحد واضح يؤدي إلى إصابة الشخص بالرهاب الاجتماعي ولكن ظهور المرض ينتج غالبًا من تفاعل مجموعة من العوامل:

عوامل وراثية – عوامل بيولوجية – عوامل نفسية واجتماعية وبيئية.

أولاً: العوامل الوراثية

يعتبر الرهاب الاجتماعي من الأمراض التي تسري في بعض العائلات. وتصل نسبة الإصابة في شخص قريب من الدرجة الأولى لمصاب بالرهاب الاجتماعي 16% في حين أن النسبة في قريب من الدرجة الأولى لشخص غير مصاب تبلغ 5%.

في بعض الدراسات الأخرى وجد أن القريب من الدرجة الأولى لشخص مصاب بالرهاب الاجتماعي يكون عرضة عشر مرات أكثر من القريب درجة أولى لشخص غير مصاب بالمرض.

بالطبع وجود الخواف الاجتماعي في أكثر من فرد من أفراد العائلة لا يستلزم الدور الوراثي لأن أفراد الأسرة الواحدة يتشاركون نفس التعليم والخبرات والعوامل البيئية.

تصل نسبة الوراثة في مرض الرهاب الاجتماعي إلى حوالي 51% ومع ذلك هناك دراسات تقلل من أهمية العامل الوراثي في ظهور المرض.

في بعض الدراسات وجد أن الخواف الاجتماعي يتشارك مع الهلع والخوف وخواف الأماكن المفتوحة في نفس العامل الوراثي.

ثانيًا: عوامل بيولوجية

على عكس اضطرابات الخوف الأخرى ليس هناك حتى الآن سبب عضوي واضح للخواف الاجتماعي ولكنها نظريات وفروض.

1.نظرية الأميجدالا:

وجد أن الدورة الدموية في الأميجدالا وفرس النهر (وهو جزء معروف في المخ) تقل في الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي وذلك عند علاجهم إما بالأدوية مثل سيتالوبرام أو بالعلاج المعرفي السلوكي.

2.نظرية السيروتونين:

وجد أن مثبطات إعادة استرجاع السيروتونين  “SSRIs” (ماسا) فعالة بدرجة كبيرة في علاج الخواف الاجتماعي.

3.نظرية الدوبامين:

قد يكون هناك علاقة بين الدوبامين وبين الخواف الاجتماعي لأن استجابة بعض الأشخاص لمضادات الاكتئاب الثلاثية يكون قليل في حالة الخوف الاجتماعي في حين أن استجابة الأشخاص المصابين بالهلع لهذه المواد يكون جيدًا جدًا وهذه المواد لا تؤثر على الدوبامين.

ثالثًا: عوامل نفسية واجتماعية وييئية

العواطف معدية وذلك لأننا نتعلم أن نتفاعل مع مصدر الخوف والقلق عن طريق ملاحظة كيفية تفاعل الآخرين مع هذا المصدر وكذلك عن طريق خبراتنا السابقة في مثل هذه المواقف.

 

كيف يحدث الخواف الاجتماعي؟

يحدث هذا على مرحلتين:

المرحلة الأولى: وهى التكيف حيث يصبح المصدر الذي كان عاديًا بالنسبة للشخص مصدرًا للخوف والقلق عند إزدواجه مع مصدر مخيف..

مثال ذلك

شخص تعرض لنقد شديد من الناس أثناء إلقاءه لمحاضرة عامة أو درس ديني.. إلقاء المحاضرة كان بالنسبة للشخص ليس مصدرًا للخوف والقلق ولكن عند إزدواجه مع النقد والإحراج أمام الناس أصبح مصدرًا لذلك.

المرحلة الثانية: يستمر هذا الخوف عن طريق التأثير السلبي لتجنب مصدر الخوف والقلق بالنسبة للشخص حيث يؤدي التجنب إلى عدم ظهور أعراض الخوف والقلق التي تحدث عند التعرض لهذا الموقف الاجتماعي المخيف.

لقى هذا النموذج لتفسير حدوث الخوف قبولاً ولكنه أخذ عليه بعض الأشياء منها:

  • لوحظ أن هناك أشخاص كثيرين قد يعانون من الخواف الاجتماعي من موقف معين دون سابقة التعرض لهذا الموقف من قبل مثل شخص يعاني من الخوف من إلقاء خطبة الجمعة أمام الناس أو الصلاة إمامًا بالناس وهو لم يخطب الجمعة ولم يصل إمامًا من قبل.
  • لوحظ أيضًا أن هناك أشخاصًا كثيرين قد يتعرضون لنفس الموقف المخيف فلا يحدث عندهم خواف..

ومثال ذلك.. شخص تعرض لنقد شديد من الجمهور أثناء إلقاء محاضرة ومع ذلك لم يحدث عنده خواف من الكلام أمام الناس.

وبالتالي ظهرت نظرية أخرى لتفسير حدوث الخواف الاجتماعي تعتمد على ثلاثة محاور:

المحور الأول: التكيف التقليدي كما في النظرية الأولى.

المحور الثاني: الاكتساب التفويضي: قد يكتسب الخواف الاجتماعي عن طريق مشاهدة بعض المواقف المخيفة أو رؤية بعض الأشخاص يتصرفون بقلق زائد تجاه هذه المواقف.

ومثال ذلك: قد يحدث لشخص خواف من التعرف على الناس وعمل صداقات معهم عندما يرى شخص آخر أحرج أمام الناس وهو يحاول التعرف على شخص غريب عنه.

مثال آخر: طالب سأل سؤالاً أثناء الدرس وكان سؤالاً سخيفًا وبدأ التلاميذ والمدرس بنقده فقد يحدث لطالب آخر خواف اجتماعي نتيجة رؤية هذا الموقف ويبدأ في عدم التفاعل مع المدرس أثناء الشرح.

المحور الثالث: التعليم والإرشاد: قد يحدث الخواف نتيجة لطريقة التعليم والتحذير مثل طفل كان أبوه دائمًا يحذره من الأماكن المرتفعة ويأمره بأن يبتعد عنها فهذا الطفل قد يحدث له خواف الأماكن المرتفعة نتيجة لذلك.

مثال:

طفل يأمره والده دائمًا بأن يتجنب الغرباء ولا يتعامل مع شخص لا يعرفه قد يحدث لهذا الطفل خواف اجتماعي نتيجة لطريقة التعليم هذه.

4.نظرية الاستعداد:

وهى أن الشخص يستعد لحدوث الخوف من مصدر معين إذا كان مصحوبًا بمؤثر مخيف أكثر من مؤثر آخر مخيف.

مثال ذلك: قد يحدث لشخص ما خواف من الكلاب عندما يتعرض لعضة من كلب ولكن في نفس الوقت لا يحدث له خواف من الزهور عندما تصيبه أشواك بشوكة من زهرة.

قد تؤثر بعض العوامل الشخصية والمعرفية في حدوث الخواف الاجتماعي فإن الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي يكونون أكثر خجلاً من غيرهم.. ويكون عندهم دائمًا نقد لاذع لأنفسهم أثناء الأداء أمام الناس.. ودائمًا ما تكون عندهم أفكار سلبية في تقييم أنفسهم أقل مما هم عليه في الحقيقة عندما يتعاملون مع الناس أو يتكلمون في وجودهم.

الدليل التشخيصي والأنواع

بالنسبة للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع المعدل.. فالخواف الاجتماعي:

  • خوف ملحوظ ومستمر من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يكون فيها الشخص عرضة للتعامل مع أشخاص جدد أو يكون محط أنظار الآخرين.. يخشى الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي أنه سوف يتصرف بطريقة حمقاء أو محرجة أمام الناس.
  • التعرض للموقف الاجتماعي المخيف دائمًا ما يستثير الخوف والقلق الذي دائمًا ما يكون مرتبط بالموقف أو يؤدي إلى حدوث نوبات من الهلع عند التعرض لهذا الموقف.
  • يدرك الشخص تمامًا أن الخوف مبالغ فيه وغير منطقي ولكن هذه السمة (أى معرفة أن الخوف غير منطقي) دائمًا ما تكون غائبة في الأطفال.
  • الموقف الاجتماعي المخيف إما أن يتجنبه الشخص أو يتعامل معه بدرجة من القلق الزائد والاضطراب الشديد.
  • تجنب المواقف الاجتماعية المخيفة أو التعامل معها بدرجة من القلق الزائد يؤثر بشكل واضح على حياة الشخص العملية أو الدراسية أو يؤثر على الأنشطة الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين.

في الأشخاص تحت سن 18 سنة لابد أن تكون المدة 6 شهور لكى يتم تشخيص الخواف الاجتماعي.

الخوف والتجنب للمواقف الاجتماعية ليس ناتجًا من تعاطي المخدرات أوتأثير الأدوية أو يكون ناتجًا من سبب طبي عام أو مرض نفسي آخر مثل الهلع.. خواف الأماكن المفتوحة، اضطرابات الأكل.

أمثلة لبعض المواقف التي تسبب الخوف:

  • مقابلة أشخاص جدد.
  • التعامل مع الآخرين.
  • حضور الحفلات والمؤتمرات.
  • حضور الاجتماعات.
  • إلقاء خطاب رسمي.
  • الأكل والكتابة أمام الناس.
  • التعامل مع المسئولين في السلطات.
  • استخدام الحمامات العامة.
  • المشى أحيانًا أمام الناس.
  • إلقاء الأسئلة أثناء الحصص أو المحاضرات الدراسية.

أنـــــواع الخـــــواف الاجتماعـــــي

ينقسم الخواف الاجتماعي إلى نوعين أساسيين:

  1. خواف اجتماعي عام: هذا النوع يشمل معظم المواقف الاجتماعية.
  2. خواف اجتماعي محدد: وهذا النوع عبارة عن موقف اجتماعي معين يتجنبه الشخص ويسبب له القلق والخوف وغالبًا ما يكون في المواقف التي يؤدي فيها الشخص أمام الناس مثل إلقاء محاضرة – صلاة إمام بالناس – إلقاء خطبة – مناقشة رسالة دكتوراه أو ماجيستير.

الفارق بين النوعين:

المرضى الذين يعانون من النوع الأول دائمًا ما يكونون صغار السن وأقل في التعليم وغير عاملين.

وغالبًا ما يكون هذا النوع “الأول” مصحوبًا بالاكتئاب والقلق والاهتمام الزائد بالتقييم السلبي من الآخرين.

النوع الثاني غالبًا ما يكون مصحوبًا بزيادة نشاط القلب.

وهناك بعض الدراسات التي تضيف نوع ثالث في تقسيم الخواف الاجتماعي وهو “الخوف الاجتماعي غير العام” حيث يكون الشخص فيه:

من الممكن أن يكون أو لا يكون عنده خواف اجتماعي محدد.

يعاني من قلق زائد في المواقف الاجتماعية التي يتعامل فيها مع الآخرين.

لديه على الأقل نوع واحد من  المواقف الاجتماعية التي يتعامل معها بدون قلق زائد أو خوف مبالغ فيه.

الأمراض المصاحبة

القلق الاجتماعي سمة من سمات اضطرابات نفسية كثيرة، والاشخاص الذين يعانون من الهلع والوسواس القهري واضطرابات الأكل غالبًا ما يتحاشون المواقف الاجتماعية لأنه يمكن أن يحدث لهم تقييم سلبي من الناس نتيجة الأعراض التي تظهر عليهم.

تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من الخوف الاجتماعي وهم أيضًا مصابون على الأقل بواحد من الاضطرابات النفسية الأخرى إلى حوالي من 50 – 80%.

من هذه الأمراض:

  • الوسواس القهري، الهلع، اضطرابات الخوف الأخرى، اضطرابات الأكل، اضطرابات المزاج، الاكتئاب الشديد، إدمان المخدرات، تعاطي الحكوليات.
  • وجد أن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي عرضة مرتين أكثر من غيرهم لإدمان الكحوليات وذلك في المجتمعات الغربية.
  • الخواف الاجتماعي شائع جدًا في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل حيث تبلغ نسبة المصابين به بين الذين يعانون من اضطرابات الأكل 20%.
  • عندما يتواجد الخواف الاجتماعي مع اضطرابات المزاج أو إدمان الكحوليات أو اضطرابات الخوف الأخرى غالبًا ما يسبق ظهور هذه الأمراض.

أعـــــراض الخـــــــواف الاجتماعــــــــي

تنقسم أعراض الرهاب الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

(1)أعراض معرفية.

(2)أعراض سلوكية.

(3)أعراض فسيولوجية.

أولاً: الأعراض المعرفية:

يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من الفزع الشديد من الصورة التي سوف يبدو بها أمام الآخرين وكذلك يعاني من الانتباه الشديد لنفسه والمراقبة الشديدة لها في كل شئ يفعله وأن معايير الحكم على الأشخاص عنده ليست المعايير العادية ولكن أعلى منها بكثير.

ويعتقد هذا الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي أنه لابد أن يؤثر في الآخرين بطريقة خاصة وأن الكلام الذي سوف يلقيه عليهم في محاضرة مثلاً لابد أن يحدث تغييرًا ملحوظًا في نفوس الحاضرين.. وفي كثير من الأوقات يفكر الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي قبل التعرض لموقف يسبب له القلق عن الأشياء التي يمكن أن تحدث وكيف يتعامل معها، ولكنه بعد إنتهاء الموقف يكون غير راض عن نفسه وبالتالي سوف يراجع كل الأشياء التي تكون غير طبيعية ومحرجة بالنسبة له..

مثال ذلك

شخص يستعد لكى يلقي محاضرة فإنه يظل يفكر كثيرًا في الأسئلة الصعبة والمحرجة التي يمكن أن توجه إليه، وكذلك في التيار الكهربائي الذي يمكن أن ينقطع وكذلك في الميكرفون الذي ربما يتعطل، ويفكر أيضًا في الحاضرين فقد يمرض أحدهم أو يستأذن في الذهاب إلى الحمام.

وهذه الأفكار لا تنتهي عقب الموقف ولكنها قد تستمر لأسابيع بعد هذا الموقف المعين.

هؤلاء الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي يعتادون أن يفسروا الأشياء العادية بالنسبة لأى شخص أو المحادثات الغامضة قليلاً بطريقة سلبية عن غيرهم من الأشخاص غير المصابين بهذا المرض.

قد وجد في كثير من الدراسات أن المصابين بالخواف الاجتماعي أكثر تذكرًا للأحداث السلبية التي مروا بها أكثر من غيرهم من الأحداث التي هى أقل سلبية منها.

ثانيًا: الأعراض السلوكية:

الخواف الاجتماعي عبارة عن خوف مستمر من واحد أو أكثر من المواقف التي يكون فيها الشخص عرضة للنقد بواسطة الآخرين ولذلك يخاف الشخص من أنه سوف يفعل أو يتصرف بطريقة مخزية ومحرجة بالنسبة له..

هذا الخواف الاجتماعي يتعدى حدود الخجل الطبيعية لأنه يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية وبالتالي يؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية وكذلك خلل في الأداء الوظيفي للشخص المصاب بالمرض.

ويتصرف الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي تجاه هذه المواقف إما بتجنبها أو أن يتفاعل معها ولكن بدرجة كبيرة من القلق والتوتر..

وينقسم هذا التجنب إلى قسمين:

  1. تجنب سلوكي شديد:

وفي مثل هذه المواقف يفعل الشخص أشياء من التظاهر بالمرض الشديد حتى يهرب من هذه المواقف وهو في نفس الوقت يحتفظ بصورته أمام الناس أو يلجأ إلى الكذب للهروب من هذه المواقف..

مثال ذلك

شخص طلب منه إلقاء درس ديني في مسجد أو إلقاء خطبة الجمعة وهو مصاب بالخواف الاجتماعي فقد يلجأ إلى السلوك التجنبي الشديد من التظاهر بأنه يعاني من نوبة قلبية أو إغماء شديد ومفاجئ أو شعور شديد بالغثيان أو المغص أو الصداع حتى يهرب من هذا الموقف وهو مع ذلك محتفظ بصورته أمام الناس.

  1. تجنب سلوكي طفيف:

مثل تجنب إلتقاء الأعين أو عقد الذراعين في سبيل تفادي التعرف على الآخرين عن طريق المصافحة.

مثال ذلك

شخص يسافر في القطار ولكنه يتجنب الجلوس على المقاعد التي تكون مواجهة لبعضها البعض لأن ذلك قد يضطره إلى أن ينظر في عين الذي يجلس أمامه ثم بعد ذلك يبدأ هذا الشخص الغريب عنه بفتح حوار ويحاول التعرف عليه..

وقد يتجنب هذا الشخص الرد عالى الهاتف لأنه قد يخطئ في نطق بعض الكلمات أو يتلعثم وكذلك يتجنب الكتابة أمام الناس..

مثال ذلك

تلميذ في لجنة الامتحان يمسك عن الكتابة إذا نظر إليه المراقب لأنه لا يستطيع الكتابة وهناك من ينظر إليه.

ثالثًا: أعراض فسيولوجية:

يعاني المصاب بالخواف الاجتماعي من أعراض فسيولوجية تشبه إلى حد كبير تلك الأعراض التي تجد في اضطرابات الخواف الأخرى..

وتختلف هذه الأعراض بحسب سن الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي، فالبالغين مثلاً قد يعانون من الدموع أحيانًا ولكن يعانون أكثر من كثرة العرق، سرعة التنفس، الغثيان، سرعة ضربات القلب.. وقد يعانون أيضًا من صعوبة في المشى عندما يضطر شخص مصاب بالخواف الاجتماعي أن يمشي أمام مجموعة من الناس مما قد يؤدي إلى فقد الإتزان أو حتى قد تصل إلى  سقوطه على الأرض.

وهذه الأعراض التي تبدو على الشخص تؤدي إلى زيادة القلق أمام الآخرين..

أما في الأطفال فتختلف الأعراض.. حيث يعانون أكثر من البكاء وربما الصراخ والغضب الشديد والتعلق بالآباء والصمت وعدم الكلام وتغطية وجوههم عند تعريضهم لشخص غريب مثلاً أو الزج بهم في مواقف تسبب لهم الخواف الاجتماعي.

التشخيـــــــصات المشابهة

التشخيص الدقيق للخواف الاجتماعي يعتمد على الفهم الدقيق لأعراض الخواف الاجتماعي المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي وبالتالي قد يحدث تداخل بين أعراض الخواف الاجتماعي وبعض الأمراض الأخرى التي يكون فيها تجنب المواقف الاجتماعية والأداء أمام الناس.

مثـــل:

  1. الهلع.
  2. حالات الخوف والقلق الأخرى.
  3. الشخصية التجنبية.
  4. الوسواس القهري.
  5. الاكتئاب

وكذلك يمكن أن يتداخل تشخيص الخواف الاجتماعي مع بعض السمات الشخصية مثل الحياء والذي هو محمود على كل حال.

أولاً الهلع:

يمكن أن يحدث تداخل بين تشخيص الهلع والخواف الاجتماعي لأن بعض المرضى المصابين بالهلع يتجنبون المواقف الاجتماعية وذلك للقلق أنه يمكن للذين يشاهدونهم أن يدركوا الأعراض التي قد تبدو عليهم.

هناك 4 عوامل مهمة في التشخيص المفارق بين الهلع والخواف الاجتماعي:

  1. عدد ونوع نوبات الهلع.
  2. على ماذا يتركز القلق والخوف “بؤرة القلق”.
  3. عدد المواقف التي يتجنبها الشخص.
  4. درجة القلق خارج المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة للشخص.

في حالة الهلع:

  • يعاني المريض من نوبات غير متوقعة من الهلع وكذلك درجة عالية من القلق خارج المواقف الاجتماعية المخيفة.. في حين أن الذين يعانون من الخواف الاجتماعي ليس عندهم شئ من ذلك.

  • لك عدد المواقف التي يتجنبها مريض الهلع أكثر بكثير من المواقف التي يتجنبها شخص مصاب بالخواف الاجتماعي.

  • في النهاية المريض المصاب بالهلع يهتم أكثر بمدى حدوث نوبات الهلع أمام الناس أو الأحداث التي سوف تترتب على هذه النوبات في حين أن الذين يعانون من الخواف الاجتماعي يقلقون أكثر من نظرة الناس إليهم وكيف يتصرفون أمام الناس وهل سيقولون أشياء سخيفة أمامهم أم لا.

 

الوسواس القهري

تشخيص الخواف الاجتماعي ليس هو الصحيح إذا كان الخوف ناتجًا عن مرض آخر..

مثال ذلك

الوسواس القهري يحدث فيه تجنب للمواقف الاجتماعية وكذلك الأكل والشرب أمام الناس ولكن خوفًا من الإحراج أن يشاهد هذا الشخص وهو يغسل يديه بكثرة وبصورة مرضية..

وكذلك أيضًا في بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والشخصية الفصامية يحدث تجنب لكثير من المواقف الاجتماعية ولكن الدافع لذلك هو فقد الاهتمام بالاجتماع مع الناس وكذلك فقد المتعة بذلك الأمر وعدم الشعور بالرغبة في فضاء الوقت معهم.

لكى نشخص الخواف الاجتماعي لابد أن يكون التجنب للموقف الاجتماعي ناتج من خوف الشخص من ملاحظة الآخرين له أو تقييمه بصورة سلبية.

في حالات الخواف الاجتماعي العام الذي يحدث فيه تجنب لمعظم المواقف الاجتماعية يصعب التفريق بينه وبين الشخصية التجنبية ولكن الفارق بين هذين الأمرين أن في حالة الشخصية التجنبية هو أن الفارق بينهما كمي وليس كيفي وأن الشخصية التجنبية تكون أشد من الخواف الاجتماعي حيث يحدث فيها تجنب لكل المواقف.. فالكم فيها أكثر.. فهذا الشخص يفضل أن يعيش وحيدًا ولا يلتقي مع الناس إلا كما يتماس مستقيم مع دائرة.. وبالتالي كل شخص تنطبق عليه أعراض الشخصية التجنبية يكون أيضًا موافقًا لأعراض الخواف الاجتماعي ولكن البعض يفضل تشخيص الخواف الاجتماعي على تشخيص الشخصية التجنبية.

الحيــــــــــاء “الخجل”

هناك عوامل لابد أن تراعى لتحديد أن الحياء الطبيعي قد وصل إلى درجة تشخيص الخواف الاجتماعي حيث أن الشخص الذي يبدو أحيانًا هادئ في الاجتماعات وفي  المجموعات مع الناس أو عندما يلتقي مع أناس غرباء عنه ولا يشعر بقلق شديد أو يتجنب هذه المواقف يكون ذلك الحياء “الخجل” الطبيعي وليس من الخواف الاجتماعي.

الفارق بين الخواف الاجتماعي وبعض حالات الخوف والقلق الطبيعية:

هناك مجموعة من العوامل يجب اعتبارها لتحديد ما إذا كان هذا الخوف والقلق قد تعدى حدود المسموح به ودخل في الخواف المرضي.

  • درجة تجنب الشخص للموقف المخيف.
  • مقدار دخول هذا الشخص في الموقف المخيف وتعرضه له.
  • شعور هذا الشخص تجاه هذا الخوف هل هو راض عنه أم متضايق منه.. فإن الشخص مثلا الذي يخاف من إلقاء خطاب رسمي أمام مجلس حكومي وهو ليس ممن يمكن أن يحدث له ذلك لن يكون تشخيص الخواف الاجتماعي مناسبًا له.

 

في المقال القادم ستجد تفاصيل علاج الخوف الإجتماعي خطوة بخطوة

 

2 thoughts on “الخوف الإجتماعي

  • I was only on 50mg when we conceived her hair loss pills propecia Importantly, these sites are often already marked with low levels of H3K4me1 2, which increase with the recruitment of pioneer factors such as FOXA1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *