السبت, نوفمبر 23, 2024
الأحلام

رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام

ينبغي أن نعلم أن رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم تكون حقًا إذا كانت الصورة رؤية النبيالمرئية له هى صورته الحقيقية التي كان عليها والتي جاء وصفها في الأحاديث الصحيحة، فإنها هى الصورة التي لا يتمثل بها الشيطان، أما إذا رؤى بصورة غير صورته وزعمت الصورة المرئية أنها الرسول فالأمر ليس كذلك، فالممنوع أن يتمثل الشيطان في الصورة الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم أما أن يزعم الشيطان أنه الرسول وقد تمثل في صورة غير صورة الرسول فهذا أمر لم ينفه الحديث.

إذن هناك فرق كبير بين أن يقول “من رآني” وبين “من رأى شخصًا يدعي أنه أنا” أو “من رأى شخصًا وظن أنه أنا” فإن قوله صلى الله عليه وسلم “من رآني” يعني رؤيته صلى الله عليه وسلم بشكله وصورته التي كان عليها.

وهناك فرق أيضًا بين قوله صلى الله عليه وسلم “فإن الشيطان لا يتمثل بي” وبين “فإن الشيطان لا يدعي أنه أنا” فالأولى تعني أن الشيطان لا يستطيع أن يتراءى بصورة الرسول صلى الله عليه وسلم وشكله الذي كان عليه في حياته، بحيث لو رآه أحد الصحابة رضى الله عنهم لعرفه صلى الله عليه وسلم.

إن الشيطان ممنوع من أن يتمثل بشخص النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس ممنوعًا من أن يقول “أنا رسول الله ويكون في صورة غير صورته”

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقوله “لا يستطيع أن يتمثل بي” يشير إلى أن الله تعالى وإن أمكن الشيطان من التصور في أى صورة أراد فإنه لم يمكنه من التصور في صورة النبى صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب إلى هذا جماعة فقالوا في الحديث: إن محل ذلك إذا رآه الرائي على صورته التي كان عليها” وقال العلامة ابن مفلح المقدسي رحمه الله: قال أهل العلم إنما تصح رؤية النبى صلى الله عليه وسلم لأحد رجلين: أحدهما صحابي رآه يعلم صفته، فإنه إذا رآه في المنام جزم بأنه رأى مثله المعصوم من الشيطان.

وروى الحافظ في “الفتح” من طريق إسماعيل بن اسحاق القاضي عن سليمان بن حرب وهو من شيوخ البخاري عن حماد بن زيد عن أيوب قال “كان محمد – يعني ابن سيرين – إذا قص عليه رجل أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم قال “صف لي الذي رأيته” فإن وصف له صفة لا يعرفها قال “لم تره” وسنده صحيح.

بل إن رؤياه صلى الله عليه وسلم في المنام آمرًا بشئ أو ناهيًا عن آخر أو مظهرًا حبه لأمر أو شخص أو طائفة، أو مبديًا كراهته وسخطه على فرد أو جماعة، أو موقف أو عمل، كل ذلك لا يؤخذ به ولا يثبت بمثله حكم شرعي من وجوب أو استحباب أو تحريم أو كراهة أو إباحة أو ولاء أو براءة أو عداوة وإنما يعرض ما يكون من ذلك على الشريعة الثابتة المعصومة فإن وافقها فبها ونعمت، وتكون الحجة هى الشريعة أما الرؤيا فللتأنيس فقط.

أما تهاون المسلمين في دينهم وتركهم الفرائض والسنن، وانهماكهم في المعاصي فهو مشاهد، وآثار ذلك فيهم مشاهدة فقد صاروا وراء جميع الأمم بعد أن كانوا بدينهم فوق جميع الأمم، ولا حاجة لمن يريد نصيحتهم بالكذب على الرسول، ووضع الرؤى التي لا يجب على من رآها أن يعتمد عليها شرعًا، بل يجوز له ذلك إلا إذا كان ما رآه موافقًا للشرع.. فالكتاب والسنة الثابتة بين أيدينا وهما مملوءان بالعظات والعبر والآيات والنذر.

2 thoughts on “رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *