الخميس, مايو 9, 2024
الأحلام

هذه الظاهرة إلى متى؟

نقلاً من كتاب أصول بلا أصول للدكتور محمد إسماعيل المقدم

تقول الرواية “مرضت فتاة مرضًا شديدًا أعيا الأطباء، وفي ذات ليلة بكت حتى جاءها النوم وهى على تلك الحال.. فرأت أم المؤمنين زينب فوضعت في فمها شيئًا من القطران وطلبت منها أن تكتب أذكارًا معينة ثلاث عشرة مرة وتطلب من الناس أن يكتبوها.. فلما استيقظت الفتاة وجدت نفسها قد شفيت من المرض تمامًا وقامت بكتابة الورقة ثلاثة عشرة مرة ووزعتها فحدث التالي:

أول ورقة وقعت في يد رجل فقير فكتبها ثلاث عشرة مرة ووزعها فجاءته أموال طائلة بعد ثلاثة عشرة يومًا.

الورقة الثانية وقعت في يد غني فمزقها فذهبت أمواله كلها بعد ثلاث عشرة يومًا.

الورقة الثالثة وقعت في يد رجل على رأس عمل كبير فسخر منها ففصل من العمل.

تقول الرواية: فعليك أخي المسلم.. أختي المسلمة أن تقوموا بكتابة هذه الورقة وتوزيعها لتنالوا من الله كل ما تحبون في إرادته.

يعلق الشيخ سلمان العودة على هذه الخرافة قائلاً:

إنه نوع من الإرهاب الفكري المدمر، لا تستخدم عقلك ولا تناقش لئلا يصيبك ما أصاب هؤلاء واحذر أن تمزق تلك الورقة “الأسطورة” لئلا تفقد عملك أو تفقد مالك.. وربما تفقد دينك.. هكذا يزعمون..

إن الوحى قد انتهى فلا ينزل على أحد بعد النبى صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فإن من المسلمين من يشرعون تشريعات جديدة لم ترد في الوحى، ويحذرون من يخالفها بالعقاب والعذاب ويبشرون من يفعلها بالتوفيق فكيف تنطلي هذه الألاعيب السخيفة على مسلم قرأ في التنزيل “اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”.

إننا نعلم يقينًا أن الإنسان قد يترك أعظم شعائر الإسلام العملية وهى الصلاة ومع ذلك يظل مرزوقًا معافى في دنياه لأن الدنيا ليست دار جزاء ولا حساب والأصل أن الجزاء والحساب في الآخرة بل نجد قومًا كفارًا لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومع ذلك وسع الله عليهم في الرزق وأعطاهم من العلم المادي والحضارة المادية مالم يعط غيرهم، فالدنيا دار بلاء وليست دار جزاء.

فكيف يأتي من يستخف بعقول بعضنا ويقول إن من لم يفعل كذا أصابه بعد أيام معدودة ما يكره ومن فعله لقى ما يحب.

وهذا الفعل المطلوب ليس واجبًا ولا مستحبًا بل ولا مباحًا إنما هو بدعة منكرة وخرافة غليظة.

ثم لنتساءل هل هذه الكتابة عبادة أم أنها عمل دنيوي محض.. فإن كانت عبادة فهى مردودة لأن الإنسان لم يرد بها وجه الله تعالى وإنما أراد بها الدنيا وحفظ المال والصحة، وإن كانت عملاً دنيويًا فهى أيضًا مرفوضة لأنها ليست من الأسباب المادية والذي يريد المحافظة على الوظيفة عليه ألا يتأخر عن وقت الدوام وأن يؤدي مسئولياتها وأن يحسن استقبال المراجعين ويبني علاقاته مع رؤسائه على أساس صحيح.

كما أن حفظ المال والصحة له أسبابه المادية المعروفة وليس هذا منها بحال.

ثم لماذا رقم 13؟ لقد جاء الذكر في الشرع مرة واحدة ، وثلاث مرات، وسبع مرات، وعشر مرات، ومئة مرة أما ثلاث عشرة مرة فليس لذلك نظير في الشرع مطلقًا..

وأخيرًا من الذي يروي هذه الأكذوبة الملفقة المخترعة؟ فتاة مريضة؟ ومن هى؟ ومن يقول أنها صادقة؟ ومن يروي عن هذه الفتاة؟ إنها رواية مسلسلة بالمجهولين والكذابين والأفاقين وهؤلاء لا تقبل شهادتهم على “بصلة” فما دونها، فكيف تقبل روايتهم في أمر كهذا..  وحتى لو كان الرواة من أساطين الثقات فإذا حدثوا بمثل هذا الكذب البواح سقطت عدالتهم وذهبت الثقة بهم وتركوا  ووجب ردعهم وتعزيرهم ومنعهم من التغرير بعقول السذج والبله والله المستعان، وأنى لأساطين الثقات أن يحدثوا بمثل هذا.. أ هـ.

ونظير هذه الرواية ما يشيع من خوف إلى آخر من أن فتاة رأت رسول الله صلى عليه وسلم في المنام وقال لها “إن الساعة ستكون قريبا وعلامة ذلك أن تفتحي مصحفًا قديمًا فتجدي فيه شعرة” فترى الناس يهرعون إلى مصاحفهم يبحثون عن هذه الشعرة المجهولة.

2 thoughts on “هذه الظاهرة إلى متى؟

  • buy priligy paypal Hypertension, or persistent elevation in blood pressure, is a relatively common and potentially serious threat to feline health

  • Together, the emulsifier s with or without stabilizer s make up the so called emulsifying wax, and the wax together with the oil and fat make up the so called emulsifying ointment base which forms the oily dispersed phase of the cream formulations a vendre levitra 20mg

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *