الخميس, مايو 9, 2024
الأدوية النفسيةالعلاجات الدوائية للإكتئاب والقلق والمخاوف والهلع

عن مضادات الإكتئاب

الفاعلية:

من المعروف أنه كلما زادت حدة أعراض الاكتئاب ، كلما زادت الفائدة من استخدام مضادات الاكتئاب حيث يوصي باستخدام هذه الأدوية عندما يكون الاكتئاب متوسط الشدة على الأقل.. وقد وجد أنه في هذه الحالة (الاكتئاب متوسط الشدة) حوالي 20% من المرضى يتم شفاؤهم بدون علاج و 30% يستجيبوا للعلاج المموه (Placebo) (كبسولات تحتوي على النشا مثلا “العلاج الدوائي الإيحائي”) و 50% يستجيبوا للعلاج بمضادات الاكتئاب (الاستجابة هى قلة أعراض الاكتئاب بنسة 50%)

أما عندما تكون أعراض الاكتئاب غير كافية للتشخيص  (sub- syndromal depression) فمن الصعب التفرقة بين الاستجابة للدواء المموه ومضادات الاكتئاب، بينما مرضى إعتلال المزاج (Dysthymia) يستفيدون من العلاج بمضادات الاكتئاب عندما تستمر الأعراض لسنتين على الأقل.. وعامة يجب مقارنة الفوائد من استخدام الدواء بأعراضه الجانبية وتقييم استمرارية استخدام الدواء.

بداية عمل الدواء:

هناك اعتقاد خاطئ أن مضادات الاكتئاب لا يبدأ تأثيرها إلا بعد أسبوعين إلى 4 أسابيع من الاستخدام.. فكل الأدوية لها شكل معين من الاستجابة حده الأقصى خلال الأسبوع الأول أو الثاني وحده الأدنى خلال 4 – 6 أسابيع من الاستخدام.
وقد نشأ هذا الاعتقاد من بعض الدراسات الإحصائية لتفرقة تأثير مضادات الاكتئاب عن الدواء المموه والذي أتى بعد 2 – 4 أسابيع من العلاج بمضادات الاكتئاب، ولكن هذا التأثير جاء 1 – 2 أسبوع من الاستخدام عندما استخدمت دراسات أكثر دقة (Meta- analysis).
وعلى هذا فإنه عند استخدام دواء معين لمدة أسبوعين وعدم جود تأثير لهذا الدواء على المريض فإنه يجب تغيير جرعة هذا الدواء أو استخدام دواء آخر.

اختيار الدواء والآثار الجانبية:

يوصي باستخدام مثبطات استرجاء السيروتونين الانتقائية (SSRI) حيث أن آثارها الجانبية يتحملها الجسم أكثر من تلك التي تسببها مجموعات مضادات الاكتئاب القديمة مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (TCAS) ومثبطات مؤكسد أحادي الأمين (MAOIS)، ولا يوجد دليل على اختلاف في الفاعلية بين الأدوية التي تعمل كمثبطات استرجاع السيروتونين ولكن الآثار الجانبية تختلف..
فمثلاً الباروكستين (Paroxetine) “سيروكسات – باروكستين – زاندول – باكستين” يسبب زيادة الوزن وخلل في الوظائف الجنسية، السيرترالين (Sertraline) يسبب إسهال أكثر من الأدوية الأخرى من نفس المجموعة.وعلى الجانب الآخر فإن مثبطات الاسترجاع الثنائية             (Dual re-uptake inhibitors) مثل فينلافاكسين “إيفيكسور” ودولوكستين “سيمبالتا” لها آثار جانبية أكثر من مثبطات استرجاع السيروتونين وأقل من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
ولكن يجب الانتباه أنه توجد اختلافات فردية عند استخدام الأدوية بحيث لا تظهر الآثار الجانبية المتوقعة عند استخدام الدواء مع كل مريض وعلى هذا فإنه يجب التفكير بمرونة لإيجاد الدواء المناسب لكل مريض.

ومن الآثار الجانبية المعروفة لمثبطات استرجاع السيروتونين (الصداع وأعراض خاصة بالجهاز الهضمي وخلل في الوظائف الجنسية وقلة الصوديوم في الدم واحتمال النزيف من الجهاز الهضمي).. بينما مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات فلها آثار على القلب والأوعية الدموية مثل ( انخفاض ضغط الدم، سرعة ضربات القلب، تغيرات في رسم القلب) كما أنها سامة عند أخذ جرعة زائدة.. بينما تتفاعل مثبطات مؤكسد أحادي الأمين مع الأطعمة التي تحتوي مادة التيرامين وتسبب نوبة ارتفاع ضغط الدم (Hypertensive crisis) وتسبب كل مضادات الاكتئاب أعراض قطع الاستخدام خاصة الأدوية ذات فترة نصف العمر القصيرة.

تفاعلات الدواء:

بعض مثبطات استرجاع السيروتونين تعمل كمثبطات قوية لبعض إنزيمات الكبد وهذا يعتمد على جرعة الدواء فمثلاً الفلوفوكسامين “فافرين” مثبط قوي لـ CYP1A2 وهذا يؤدي لارتفاع نسبة حدوث نوبات الصرع مع الكلوزابين (clozapine).
ومن الممكن أن تتفاعل مضادات الاكتئاب مع الأدوية الأخرى مثل تفاعل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة مع الأدوية المدرة للبول والتي تزيد من الآثار الجانبية على القلب.

التفكير في الموت أو تمني الموت:

كل مضادات الاكتئاب مرتبطة بزيادة التفكير في الموت أو تمني الموت (والانتحا) و خاصة في المراهقين ويوصي بتنبيه المريض بهذا الأثر الجانبي خلال الأسابيع الأولى من العلاج والتأكيد على طلبهم للمساعدة إذا طلب الأمر ولكن يجب مراعاة الآتي:

  1. أن هذه المخاطرة نسبتها قليلة جدًا.
  2. أن أكثر الطرق فاعلية لمنع أفكار الانتحار هى علاج الاكتئاب ومضادات الاكتئاب هى الأدوية الأكثر فاعلية المتاحة حتى الآن.. وبذلك فإن الانتحارية تقل بشكل كبير جدًا مع استخدام مضادات الاكتئاب.

مدة العلاج:

مضادات الاكتئاب تعالج أعراض الاكتئاب ولكن لا تعالج سبب الاكتئاب وبذلك يجب أن تستمر مدة العلاج إلى 6 – 9 شهور بعد الشفاء من نوبة الاكتئاب. وهناك أدلة على ضرورة الاستمرار في العلاج سنتين على الأقل عند وجود نوبات متعددة.

خطوات العلاج التالية:

حوالي ثلث المرضى لا يستجيبون إلى أول مضاد اكتئاب موصوف لهم وفي هذه الحالة يوصي بزيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إتباع أحد طرق زيادة الفاعلية (augmentation strategy).

2 thoughts on “عن مضادات الإكتئاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *