الخميس, مايو 9, 2024
المخاوف المرضية

دور الأسرة في علاج المخاوف المرضية

إن من يعاني من الرهاب – الخواف – الفوبيا لا يستطيع التحكم في مخاوفه التي تسوقه إلى تجنب ما يخاف وتدعوه دائمًا لطلب الطمأنة المستمرة لذلك فهؤلاء المرضى لم يختاورا طواعية مرض الرهاب – الخواف – الفوبيا تمامًا كعدم اختيار المريض لمرض السكر أو ضغط الدم أو روماتيزم المفاصل وموقف الأسرة الواعي حيال المريض يجب أن يكون مشجعًا ومساعدًا للتغلب على تلك المخاوف والأعراض المصاحبة لها.

بعض الإرشادات الهامة للأسرة:

  • الكف عن انتقاد المريض أو لومه أو السخرية منه إذا لم يتحسن التحسن المتوقع.
  • لا تحكم على المريض بناء على تقدمه أو عدم تقدمه.
  • قرار العلاج يجب أن ينبع من ذات المريض واختياره بدون ضغط.
  • توقع الانتكاس رغم حدوث التقدم في العلاج وسوف يكون أملنا معقودًا على مبدأ خطوتين للأمام وخطوة للخلف.
  • لابد من الثناء على المريض والفرح عند ظهور أى تحسن ولو كان طفيفًا.
  • لا تلم نفسك لأن ابنك أو ابنتك مريض بالفوبيا ظنًا منك أن التربية والعقد النفسية القديمة هى السبب في المرض واعلم أن الأسباب الحقيقة للمرض لا ترتبط بالبيئة فقط بقدر ما هى عوامل بيولوجية ووراثية وبيئية مجتمعة.
  • دع مشاعر الذنب لأنك لم تترك لابنك الحرية لاكتساب بعض الخبرات لمواجهة مسئوليات وضغوط الحياة وأنك لم تترك له الفرصة للذهاب إلى رحلة حديقة الحيوان أو اللعب مع خروف الجيران في العيد أو الذهاب مع أمه للسوق لشراء الدجاج والحمام أو الذهاب لعمه في الريف حيث المزارع الواسعة أو زيارة خاله في القاهرة لرؤية برج القاهرة أو ملازمة أخيه الأكبر عندما ذهب لرؤية البحر فأصبح يخاف الحيوانات والطيور والأماكن الواسعة والمرتفعة والمزدحمة.
  • محظور على أفراد الأسرة الانسياق وراء رغبات المريض في الحصول على الطمأنة المستمرة بأن كل شئ على ما يرام وملازمته عند أى موقف يخافه أو إبعاده عن الأماكن التي يخافها لأن مبدأ العلاج الأساسي هو الامتناع عن الطمأنة لأن فكرة الخوف لن تذهب بمجرد الطمأنة والتجاهل بل بالتعرض لها والعيش معها مما يساعد على التخلص من المخاوف في المستقبل القريب إن شاء الله ولذلك فإن التعود على الطمأنة سوف نتخلص منه بالتوقف عن الطمأنة فإذا طلب المريض الطمأنة أجاب أفراد الأسرة إن تعليمات الطبيب هى الامتناع عن الطمأنة والامتناع عن الإجابة على أسئلتك بأنك لن تسقط من الشرفة إذا دخلتها ونظرت إلى الشارع.. وأنك لن تختنق إذا دخلت السيارة أو الغرفة أو أى مكان مغلق أنك لن تزداد ضربات قلبك عندما تكون في ميدان المنشية في الاسكندرية أو ميدان التحرير في القاهرة أو ميدان الشهداء في بيروت وحدك.. أو أنك لن تستطيع تناول طعامك أمام الناس في مطعم فندق الأطلانتيك في أغادير في المغرب أو في فندق أفريقيا في قرطاج في تونس أو على ضفاف خور دبى في حديقة الخور في الإمارات، أو الزوجة التي تذهب مع زوجها إلى عمله أو عند زيارته لأهله بسبب خوفه من الأماكن المفتوحة وتهمل بيتها ونظافته وأولادها ومصالحهم، أو الزوج الذي يرضي زوجته ويطمئنها باستمرار والذهاب معها للمستشفى يوميًا لعمل فحوصات وتحاليل وأشعات لخوفها من مرض معين  (سرطان المعدة – جلطة بالمخ – ورم في الكبد) أو الأم التي تستجيب لطلب الابن بعدم الذهاب للمدرسة صباحًا بسبب البكاء المستمر أو بسبب الغثيان أو زيادة ضربات القلب أو صعوبة التنفس أو الإسهال أو المغص بسبب خوفه من الذهاب للمدرسة، أو الشاب الذي يخاف من إصابته بنوبة تشنج فيلزم المنزل تمامًا رغم أن طبيب الأعصاب أخبره بأن الأشعة المقطعية للمخ سليمة تمامًا وأن رسم المخ سلبي عدة مرات وأن النوبة التي أصابته قبل ذلك هى دوخة وزغللة وزيادة ضربات القلب هى بسبب ضغطه المنخفض وعدم تناوله لفطوره قبل النزول إلى عمله.

 

وعلى الطبيب أيضًا التخلي عن الخوف الزائد على مريضه والامتناع عن تكرار الفحوص الطبية والتحاليل المعملية مادام قد أجراها في أول العلاقة العلاجية وتأكد من النتائج،ولابد أن نعترف أن عدم الطمأنة سوف يزيد القلق والإنزعاج أو الأمر ساعات أو أيام ولكن مع الصبر والاحتمال وتجاهل المخاوف أو العيش معها سوف تنتهي تلك المخاوف نهائيًا.

2 thoughts on “دور الأسرة في علاج المخاوف المرضية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *