طبيعة النوم عند الفئات العمرية المختلفة

يختلف النوم من انسان إلى انسان ، و من بيئة إلى بيئة ، و من مكان إلى مكان ، و من زمان إلى زمان ، فهناك شخص اعتاد أن ينام مثلاً 5 ساعات يومياً و يقوم من النوم نشطاً ، و على الجانب الآخر هناك شخص يحتاج إلى أن ينام 10 ساعات يومياً حتى يستطيع أن يترك الفراش بل ربما كان هذا الأمر منتشراً فى بعض العائلات دون الأخرى ، و ذلك من بديع صنع الله عز و جل فلكل انسان طبيعة خاصة حباه الله عز و جل بها تميزه عن غيره .

النوم عند الطفل الرضيع و الأطفال :

• يقضى الطفل بعد ولادته ثلثى وقته تقريباً نائما ، و يستيقظ من أجل الرضاعة على فترات متقطعة تتراوح ما بين 2 – 6 ساعات يومياً ، و يكون نومه موزعاً بالتساوى على مدار اليوم .
• عند الشهر الثالث يقل استيقاظ الطفل بالليل و يصير غالب استيقاظه بالنهار .
• و عند سن 6 أشهر يقل وقت النوم لدى الطفل حتى يصل إلى 12 ساعة يومياً ، و يقل نوم النهار تدريجياًَ حتى يصبح النوم لديه متمثلاً فى نوم الليل و النوم فترة القيلولة ، و يُعرف ذلك بمرحلة النوم ذى الطورين .
• و عند دخول المدرسة يختص نوم النهار و يكون النوم متمثلاً فى نوم الليل فقط و يُعرف هذا بالنوم ذى الطور الواحد .
• و مراحل النوم لدى الرُضع مرحلتين هما مرحلة نوم انعدام الحركات السريعة للعينين ، و مرحلة نوم الحركات السريعة للعينين ، و تكون دورة النوم موزعة بالتساوى على هاتين المرحلتين بخلاف الكبار .
• و قد يدخل الرضيع فى مرحلة الحركات السريعة للعينين مباشرةً بعد اليقظة خصوصاً فى الأيام الأولى بعد الولادة ، و تتميز مرحلة نوم الحركات السريعة للعينين بإنخفاض التوتر العضلى ، اضطراب فى التنفس ، الضغط ، ضربات القلب ، و لكن كلها تميل إلى الزيادة مع كثرة الحركة و عدم الإستقرار خصوصاً الوجه مع الأطراف .
• و قبل أن يستيقظ الطفل من نومه ، تجده كثير الحركة و التقلب فى الفراش كأنه يستعد لفترة اليقظة .
• و على الشهر الثالث يبدأ النوم فى أخذ مراحله المعهودة و تقل فترة نوم الحركات السريعة للعينين تدريجياً حتى تصل نسبتها إلى 25% أو أقل قليلاً مع العام الثانى أو الثالث فى مقابل 75% لصالح نوم انعدام الحركات السريعة للعينين .
• و بالنسبة لطول دورة النوم الواحدة فتكون فى العام الأول 45 دقيقة و تزداد فى العام الخامس إلى العاشر لتصل إلى 60 – 70 دقيقة حتى تصل إلى 90 دقيقة فى الأطفال أكبر من 10 سنوات .

جدول يوضح خريطة نوم الطفل فى السنة الأولى :

النوم عند الراشدين :

• و يتمثل فى مرحلتين كما أشرنا سابقاً هما مرحلة ( NON . REM sleep ) و مرحلة (   REM sleep ) و تمثل الأولى 75% أما الثانية فتمثل 25% من دورة النوم .
• أما عن خصائصه فقد تكلمنا عنها بإستفاضة فى الباب السابق .

النوم عند كبار السن :

• يميل كبار السن إلى النوم أثناء النهار مما يقلل من الفترة التى يقضوها فى النوم أثناء الليل .
• و تزداد حركتهم أثناء النوم ، و كذلك كثيراً ما يستيقظون من نومهم أثناء الليل .
• و تقل فترة النوم العميق لدى كبار السن و لعل ذلك هى السبب فى كثرة حركتهم و استيقاظهم ليلاً .
• كما أنهم يظلون فى الفراش فترات طويلة لا يستطيعون الدخول فى النوم ، و كذلك يستيقظون مبكراً .
• و فى الجملة تكون فترة النوم لديهم أقل منها لدى البالغين و لكن كل ذلك شىء طبيعى و لا يُعانون من مشاكل فى اليوم التالى غالباً ، و يكونون راضين عن نومهم .
• و لكن ليس معنى هذا الكلام أن كبار السن لا يُعانون من مشاكل فى النوم بل على العكس تماماً ، فمعدل اضطرابات النوم يزداد بشكل هائل عند كبار السن ، و أبسط دليل على ذلك هو كثرة استخدامهم للأقراص المنومة .
• و لكن يبقى السؤال هل اضطرابات النوم لدى كبار السن و التى تتمثل فى النوم المتقطع ، و كثرة الأستيقاظ مبكراً يعد أمرا عادياً ينشأ نتيجة لتقدم السن أم أنه يحدث نتيجة لتغيرات مرضية أى أنه مرض ، حتى الآن مازال من الصعب تحديد ذلك .

هل فترة النوم نمط واحد عند جميع الناس ؟

إن فترة النوم ليست نمطاً ثابتاً عند جميع الخلق ، بل هى تختلف طولاً و قصراً من انسان إلى آخر بإختلاف السن و المكان و الزمان و النوع ودرجة الحرارة ، و أيضاً الشخص الواحد قد تختلف لديه فترة النوم طولاً و قصراً من وقت إلى آخر .

من حيث السن :

يكون متوسط فترة النوم كالتالى :

• الرضع : ثلثى الوقت تقريباً .
• الأطفال : 10 – 12 ساعة يومياً .
• الراشدين : 7 – 9 ساعات يومياً .
• الكبار : 4 – 6 ساعات يومياً .

يتضح مما سبق أنه كلما ازداد العمر كلما قلت فترة فترة النوم تدريجياً .

من حيث النوع :

• أثبتت الدراسات أيضاً أن النساء تحتاج إلى ساعات من النوم أكثر من الرجال ، و هذا لطبيعة التركيب الفسيولوجى لدى المرأة .
• كذلك المرأة فى فترة الحمل تنام عدد من الساعات أكثر من تلك التى كانت تنامها فى غير فترة الحمل .

من حيث المكان :

المكان الذى ينام فيه الشخص يؤثر بشكل ملحوظ على فترة النوم ، فكلما كان المكان هدوءاً و راحةً و سكينة ً كانت الفترة التى يقتضيها الإنسان فى النوم أطول منها فى حين كون المكان عكس ذلك ، و لكن هذا ليس شيئاً ثابتاً عند جميع الناس ، فهناك أصحاب النوم العميق و هؤلاء ينامون فى جميع الظروف ، و هناك من الناس من اعتاد أن ينام فى وسط الأصوات العالية ، و تحت الأضواء الساطعة ، فطبيعة الناس و نشأتهم ، و ما اعتادوا عليه يؤثر على نومهم بشكل بيِن.

اختلاف فترة النوم عند الشخص الواحد من حين لآخر :

• الشخص الواحد قد تختلف فترة نومه طولاً و قصراً بين وقت لآخر ، فمثلاً أيام الإمتحانات تقل فترة النوم ، و أيام الأجازات و العطلات الرسمية تزداد فترة النوم ، و لعل هذا كتعويض عن نقص النوم و الإجهاد طوال الأسبوع .
• أيضاً الشخص إذا كان معتدل المزاج ، منشرح الصدر فإنه يحتاج إلى فترة من النوم أقل منها إذا أصابه هم و ضيق و حزن .
• مريض الإكتئاب قد يعانى من فرط فى النوم و قد يشكو من الأرق وقد ينام ويستيقظ صباحًا قائلاً لم أنم طوال الليل.

هل يستطيع الشخص أن يُقلل من فترة نومه ؟

• بالطبع يستطيع الإنسان أن يُقلل من فترة نومه تدريجياً ، فلقد أُجريت تجارب و أبحاث كثيرة فى هذا المجال ، و كانت النتيجة هى أن الشخص يستطيع أن يُقلل من فترة نومه ( 7 – 9 ) ساعات / اليوم بمقدار ساعة أو اثنين على مدار فترة طويلة من الزمن تدريجياً.
• الإنسان ينبغى عليه جاهداً أن يعود نفسه على عدم الإستسلام للنوم فترات طويلة ، و أن لا يضيع غالب وقته فى النوم ، فما أطال النوم عُمراً ، فالنوم و سيلة ليست غاية ، و هو مثل باقى الشهوات من الأكل و الشرب و الجماع أباحه الله لعباده رحمةً بهم و لكن يجب عليهم عدم الإفراط فيه بشكل يؤدى إلى إضاعة الواجبات كمن يسمع الآذان و يظل نائماً مُضيعاً للصلوات ، بل الواجب كل الواجب أن نضبطه بالشرع ، فنأخذ من النوم ما نقيم به أجسادنا ، و نجدد به نشاطنا ، و قبل كل ذلك نحتسب نومنا هذا عند الله عز و جل ، كما كان يقول أحد السلف إنى لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتى ، فينوى الإنسان بهذا النوم التقوى على طاعة الله عز و جل فيصير نومه عبادة لا عادة لكى يُؤجر عليها و يبارك الله له فيها فى الدنيا و الآخرة .
• أيضاً النوم فترة القيلولة ( الوقت قبيل الظهر ، أو بين الظهر و العصر ) يُقلل من فترة نوم الإنسان بالليل ، و تنتشر عادة النوم وقت القيلولة لاسيما فى منطقة حوض البحر المتوسط ، و أفريقيا ، و أمريكا الجنوبية .