الخميس, مايو 9, 2024
الأحلام

الرؤيا والاستخارة

الرؤيا والاستخارة

يظن كثير من الناس أن المستخير لابد  له أن يرى في منامه بعد الاستخارة رؤيا ترشده إلى الخير في الأمر الذي يستخير فيه، لذلك يحرصون على أداء الاستخارة ليلاً والنوم بعدها وذلك ظن غير صحيح لأنه لا يستطيع الجزم هل ما يراه رؤيا أم حديث نفس أم حلم شيطاني.

قال ابن الحاج المالكي:

“وبعضهم يستخير الاستخارة الشرعية ويتوقف بعدها حتى يرى منامًا يفهم منه فعل ما استخار فيه أو تركه، أو يراه غيره له وهذا ليس بشئ لأن صاحب العصمة صلى الله عليه وسلم قد أمر بالاستخارة والاستشارة  لا بما  يرى في المنام”.

وقال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله “النوم بعد الاستخارة لعله أى المستخير يرى رؤى تدله على أحد الأمرين: عمل لا أصل له”.

وعلى العبد إذا استخار ربه عز وجل أن يمضي بعد الاستخارة في الأمر الذي هم به لقوله صلى الله عليه وسلم “ثم يحزم” أى يقدم على فعل ما استخار فيه.

وعلى العبد إذا استخار ربه عز وجل أن يمضي بعد الاستخارة في الأمر الذي هم به، لقوله صلى الله عليه وسلم “ثم يحزم” أى يقدم على فعل ما استخار فيه.

عن أنس ابن مالك رضى الله عنه قال “لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجل بالمدينة يلحد وآخر يضرح، فقالوا نستخير ربنا ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبى صلى الله عليه وسلم لما استخاروا ومضوا في الأمر دون اعتبار لرؤيا أو انشراح صدر بل انتظروا ما يسره الله واختاره فعملوا به.

وإذ لا دليل أيضًا على انشراح الصدر وقد ينشرح الصدر لهوى في النفس داخلها قبل الاستخارة، قال العز بن عبد السلام رحمه الله “يفعل ما اتفق” نقله عنه الحافظ في الفتح، وقال ابن الزملكاني رحمه الله “إذا صلى الإنسان ركعتى الاستخارة لأمر فليفعل بعدها ما بدا له سواء انشرحت نفسه أم لا، فإن الخير فيه وإن لم تنشرح له نفسه قال: وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس”.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله “والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما له فيه هوى قوي قبل الاستخارة” فالذي ينوي فعل أمر ما عليه التحري حوله جيدًا والسؤال عنه والاستشارة فيه فإن هم بفعله استخار فيه متجردًا من كل ميل وهوى ثم أقدم عليه وباشر فعل ما يريد: فإن كان خيرًا يسره الله وإن كان شرًا صرفه الله.

One thought on “الرؤيا والاستخارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *