بعض حالات العلاج السلوكي للوساوس والأفعال القهرية
الأفعال القهرية الخاصة بالنظافة
(ب: التنظيف/ الغسيل القهري)
المعلمة “ب” كانت لديها أفعال قهرية خاصة بالنظافة وكانت تخشى من انتقال السرطان والإيدز من مصادر متعددة، وقد تكون أعراضك مختلفة تمامًا عنها ولكن طريقة وضع الأهداف واحدة.. وهذه هى الطريقة التي وضعت بها “ب” أهدافها طويلة المدى:
ففي البداية استخدمت استمارة لتضع فيها بعض الوساوس والأفعال القهرية الخاصة بها والتي ميزتها بالحرف (أ) في قائمة الأعراض:
أعراض أساسية:
تشمل هذه القائمة الأعراض التي ميزتها بالحرف (أ) في قائمة الأعراض..
التاريخ |
الوســـــاوس |
|
العرض |
العنوان العام |
|
قلق بشأن القاذورات والجراثيم |
وساوس خاصة بالتلوث |
|
قلق بشأن الإصابة بالمرض |
وساوس خاصة بالتلوث |
|
قلق بشأن مشاعر الاشمئزاز مما يخرجه الجسم |
وساوس خاصة بالتلوث |
|
الأفعــــــــال القهريــــــــة |
||
العرض |
العنوان العام |
|
غسيل الأيدي المتكرر أو بطريقة معينة |
أفعال قهرية خاصة بالنظافة والغسيل |
|
الاستحمام المتكرر أو بطريقة معينة |
أفعال قهرية خاصة بالنظافة والغسيل |
|
تجنب الاختلاط أو التلامس مع الملوثات |
أفعال قهرية خاصة بالنظافة والغسيل |
ولكى تتبع المبدأ الأول في وضع الأهداف طويلة المدى قامت “ب” بتحديد عرض أساسي واحد لكى تبدأ به ولذلك كان عليها اختيار واحد من الأعراض الستة الموجودة في القائمة السابقة.. وبتطبيق المبدأ الثاني قررت أن يكون العرض الأول الذي تبدأ به هو أحد الأعراض تحت قائمة الأفعال القهرية ولأن كل أفعالها القهرية تحت عنوان عام واحد وهو (النظافة – الغسيل) وجدت أن عليها تحديد أكثر فعل قهري يعكر صفو حياتها في هذا الوقت وقررت أنه الفعل القهري رقم 3… (تجنب الاختلاط أو التلامس مع الأشياء الملوثة) لأن هذا العَرض كان يؤثر تقريبًا على كل نواحي حياتها ولذلك قامت باختيار هذا العَرض لتبدأ به وقامت بكتابته في استمارة (الأهداف طويلة المدى).
الأهداف طويلة المدى
التاريخ:
العرض الأساسي: أقوم بالعديد من الأشياء لتجنب الاختلاط والتلامس مع الملوثات.
الأشياء الأكثر أهمية التي تقوم بها بشكل متكرر أو تتجنبها نتيجة هذا العرَض:
- أتجنب استعمال الغسالات التي استخدمها الغرباء أو باقي أفراد الأسرة.
- أتجنب الحجرات التي قد يكون نزل بها مرضى.
- يجب على أن أغتسل بعد الاحتكاك بالغرباء.
- أقوك بتناول الطعام خارج المنزل لأني لا أستطيع احضاره للمنزل.
- يجب أن أقوم بفصل الملابس النظيفة عن المتسخة في خزانة الملابس.
تغيير هذه الأشياء لأهداف طويلة المدى تريد تحقيقها بنهاية العلاج:
تقييم القلق |
|
|
80 |
|
90 |
|
70 |
|
50 |
|
60 |
وبذلك نرى أنها قامت باتباع المبدأ الثالث حيث حولت هذا العرَض الأساسي إلى خمسة مشكلات سلوكية تستطيع التحكم فيها ثم أعادت صياغة كل مشكلة إلى هدف طويل المدى تريد تحقيقه بنهاية العلاج (المبدأ الرابع).. وبتطبيق المبدأ الخامس قامت باستخدام مقياس تقييم القلق لكل هدف وذلك بتقدير كمية القلق أو عدم الراحة التي يسببها لها كل هدف الآن حتى لو لم تستطع تخيل نفسها تقوم به ثم كان عليها أن ترتب هذه الأهداف تبعًا لكمية القلق التي يسببها كل منها.
ترتيب الأهداف طويلة المدى
التاريخ:
قم بترتيب الأهداف طويلة المدى اعتمادًا على صعوبتها من الأسهل للأصعب:
تقييم القلق |
|
|
50 |
|
60 |
|
70 |
|
80 |
|
90 |
الآن قامت “ب” بالأمر الأخير وهو أن عليها أن تبدأ بأسهل هدف طويل المدى وأن تضع أهدافًا للممارسة لتحقيق هذا الهدف..
كان لدى “ب” مخاوف من التلوث بالمرض وكل أهداف المدى البعيد التي عملت عليها حافظت على مخاوفها قيد التحكم للدرجة التي جعلتها بعد ثلاث سنوات غير قادرة على التدخل بحياتها (أعد النظر في أهداف المدى البعيد)
وعلى نحو أكثر دقة هذه الأهداف بعيدة المدى كانت عبارة عن:
- أن تغسل يديها فقط عندما تكون قذرة فعليًا.
- أن تغسل يديها فقط مرة واحدة قبل اعداد الطعام.
- أن تصبح قادرة على استخدام عربات التسوق في السوبر ماركت.
- ألا تتجنب الأشخاص الذين يبدو عليهم المرض.
- أن تستطيع الدخول إلى حجرات المرضى واستخدام أثاثها.
- أن تستطيع استخدام الغسالات التي استعملها آخرون.
- أن تستطيع اعداد الطعام في المطبخ الخاص بها.
- أن تستطيع تعليق الملابس النظيفة والمتسخة (التي استعملتها) متجاورين في خزانة ملابسها.
- أن تكون مدة استحمامها عشرون دقيقة بعد أن كانت ساعتين أو ثلاث.
- أن تستحم مرة واحدة في اليوم بدلاً من أربع أو خمس مرات.
- أن تستطيع غسل طاولة العرض الخاصة بها بمنظفات المطبخ العادية بعد أن كانت تشعر أنها في حاجة إلى استخدام المبيض.
حتى الآن (ب) غير قادرة على تحقيق كل أهداف المدى البعيد التي حددتها، وفي بعض الحالات كانت ببساطة غير قادرة على التماشي مع أهداف المدى القريب التي وضعتها لنفسها.. كانت لا تزال تغسل يديها أثناء القيام بعملية غسيل الملابس، وكانت تقاوم المصافحة بالأيدي أو الاحتكاك الجسدي بالآخرين.. وكانت تفضل عدم ترك المنزل بعد الذهاب إلى الحمام إلا إذا قامت بالاستحمام قبلها، وفي كل مرة وضعت فيها “ب” أهدافًا قريبة المدى تتعلق باحدى هذه المشكلات كانت دائمًا تمتلك النية الصادقة لتحقيقها غير أنه لمختلف الأسباب لم تكن أبدًا قادرة على استكمال تحقيق الهدف.
وبرغم كل شئ فإنها سعيدة جدًا بالتحسن الذي وصلت إليه حيث أن معظم أفعالها القهرية أصبحت قيد التحكم، كما أن أفكارها الوسواسية قد تقصلت أيضًا.. وبالرغم من أنها لازالت تقوم ببعض الطقوس إلا أن هذه الطقوس لا تتدخل بحياتها بشكل ملحوظ.
ما مقدار الصعوبة التي وجدتها “ب” مع العلاج السلوكي؟
في بدايات علاجها أخبرتني (أتعجب من نفسي كيف أصبحت قادرة على القيام بهذه الأشياء، فلقد كنت أعاني من هذا الوسواس القهري منذ خمسة عشر عامًا على الأقل.. ولا أصدق كيف أصبحت سريعًا قادرة على التخلص من هذه الوساوس في شقتي على الأقل)..
كانت سعيد ومندهشة كيف أنها لم تواجه الكثير من القلق أثناء ممارستها للجلسات.. وأخبرتني كيف أن التوتر الذي شعرت به أثناء ترقب الجلسة كان أكثر سوءًا من القلق الذي شعرت به في الحقيقة أثناء التعرض ومنع الاستجابة.. وقد وصفت لمس الكرسي المتحرك والذي يعتبر واحدًا من الأشياء التي تخافها بهذا الشكل:
(حقيقة لم يزعجني الأمر كثيرًا، صحيح أنني كنت أفضل عدم القيام به ولكنني فعلت.. والشعور بتحقيق هدف ما تغلب على احجامي).
وفي النهاية أكدت لي أهمية وجود مساعد لمساندتها (عندما كان يتملكني الاغراء لتجنب التمارين كانت صديقتي تدعمني قائلة: يجب عليك القيام بذلك وهكذا استمريت وها أنت تراني قد نجوت).
وإجمالاً فإن استجابتها للعلاج السلوكي كانت فورية وشاملة، وبنهاية أربع أسابيع من الممارسة كانت أكثر من نصف مشكلاتها قيد التحكم.. و(ب) مثلها مثل مرضى طقوس النظافة عادةً ما يتحسنون بسرعة على العلاج السلوكي كما أن وساوسهم وأفعالهم القهرية تميل إلى البقاء قيد التحكم في المستقبل.
والآن يعاود “ب” في فترات الضغوط التي تمر بها أسرتها إلحاح النظافة ليظهر على السطح مرة أخرى، ولكنها أصبحت قادرة على تخطي الأزمة دون الاستسلام له.. وسريعًا ما يخفت هذا الالحاح بعد زوال فترة الضغوط النفسية.
الأفعال القهرية الخاصة بالمراجعة
(ت: أفعال المراجعة القهرية)
“ت” هو مدرس كان يخشى أنه قد قام بمهاجمة أو إيذاء أحد الطلاب ولذلك قام بإبعاد كل الأشياء الحادة والسامة عن فصله.. وقام بمراجعة شديدة حتى يطمئن نفسه بأنه لم يؤذ طالبًا.. وها هى بعض أهداف الممارسة التي وضعها للعمل عليها لتحقيق بعض أهدافه طويلة المدى:
- إحضار دباسة للعمل وتركها على المكتب لمدة ساعة.
- إحضار دباسة للعمل وتركها على المكتب طوال اليوم.
- إحضار دباسة للعمل وتركها على المكتب طوال السنة.
- إحضار دبابيس للعمل وتركها على المكتب لمدة ساعة.
- إحضار دبابيس للعمل وتركها على المكتب طوال اليوم.
- إحضار دبابيس للعمل وتركها على المكتب طوال السنة.
- عندما أصبح غاضبًا من طالب لا أقوم برسم علامات لموضع قدمي بالطبشور حتى أتأكد فيما بعد من أنني لم انقض عليه.
- امسك كتاب ثقيل عندما أربت على ظهر طالب ولا أراجع فيما بعد على أنني قد ضربته بالكتاب.
- لا أقوم بالاتصال بآباء الطلاب بعد ساعات المدرسة حتى اتأكد من سلامة الطلاب.
- اكتب كلمة (سم) مرة وأحدق بها بدون أداء أى طقوس.
- اكتب كلمة (سم) عشر مرات وأحدق بها بدون أداء أى طقوس.
- اكتب كلمة (سم) خمسين مرة وأحدق بها بدون أداء أى طقوس.
أفعال التدقيق القهرية
(ت: التدقيق القهري)
والآن دعنا نراجع “ت” المدرس صاحب العديد من طقوس التدقيق والمخاوف من إيذاء الطلاب.. كيف استفاد من العلاج السلوكي؟ إن موقفه أشبه بموقف “ب” حيث أن مشاكله التي أصبح قادرًا على العمل عليها عن طريق النجاح في تحقيق أهداف قريبة المدى قد تحولت إلى الأفضل واستمرت قيد التحكم.
ولكن الأعراض الأخرى والتي كان قد ابتكر من أجلها أهدافًا قريبة المدى لم يكن قادرًا على تحقيقها كانت لا تزال تشكل مشكلات، فعلى الرغم من التحسن الجزئي في قليل من الحالات وبالرغم من استجابته لبعض الأهداف قريبة المدى بشكل كلي إلا أن الالحاح للتدقيق لم يكن ليختفي، وبتعبير آخر يمكننا القول أنه على الرغم من إقلاله للتدقيق لعدة أسابيع إلا أنه في بعض الأحيان كان لا يزال غير متأكد إذا ما قام بإيذاء أحد طلابه أم لا..
ما مقدار الصعوبة التي وجدها “ت” في التعرض ومنع الاستجابة؟
وهنا إليكم تعليقاته بخصوص محاولة تحقيق العديد من الأهداف في سياق العلاج السلوكي.
أخبرني “ت” بخصوص ممارسة العلاج السلوكي من أجل تعلم كيفية استخدام دباسة الورق في الفصل وفي وجود طلابه (لقد كان الأمر صعبًا وتطلب فترة طويلة ولكنه مع الوقت أصبح أسهل كثيرًا وأنا الآن أستطيع استخدام الدباسة بدون تفكير في الأمر).
مشكلة أخرى من مشاكل “ت” كانت عبارة عن احتياجه إلى استخدام ورق الكربون حين قيامه بتصحيح أوراق الطلاب والتي كانت تمكنه من التدقيق بعد ذلك إذا ما كتب أى ألفاظ خارجة عليها.. وتكلم عن كيفية حمل نفسه على عدم استخدام أوراق النسخ الكربونية قائلاً (في البداية كنت أراجع مرارًا وتكرارًا ثم بعد ذلك أصبحت قادرًا على التصحيح دون القيام بذلك.. فقط أدقق مرة واحدة أو مرتين وأشعر بعدها أن الأمر على ما يرام)
واحدة من أهداف “ت” كانت أن يقاوم تفحص المقابس الكهربائية ومفاتيح الكهرباء.. وعن هذا يقول (لقد كان الأمر صعبًا، فلقد أجريت العديد من الفحص والتأكد وساعد أخي بقوله أنه مطفأ.. يقصد المفتاح الكهربائي وكنت حينها أستطيع الابتعاد وكان أخي يقول أيضًا السيارة في الجراج واستطعت حينها الابتعاد كنت أكتفي بكلمته).. لاحظ هنا أن في هذا الوقت سقط أخو “ت” في فخ طمأنة (ت) والتدقيق بدلاً منه..
ومن أكبر أهداف “ت” كانت أن يقاوم تفحص موقع أقدامه مقارنة بعلامة من الطبشور كان قد رسمها على الأرضية بغرض أن يتبعها حتى يتأكد أنه لم يقم بالاعتداء على أحد التلاميذ.. هذا الالحاح يتكلم عنه قائلاً (كانت المقاومة صعبة جدًا.. اضطررت إلى استخدام بعض المراجع للتأكد من أنني لم أتحرك ووجدت نفسي أحدق في أشياء بديلة مثل نسالة قماش أو قطعة سجاد، وكان الالحاح يزول بعدها بثانيتين).
وفي النهاية تحدث “ت” عن تجربته في محاربة الحاحه إلى أن يتصل بآباء تلاميذه كى يسألهم عن صحة تلاميذه قائلاً (كان هذا الأمر في غاية الصعوبة وكنت استسلم في بعض الأحيان، ولكنني كنت أحاول إخبار نفسي “انتظر حتى الغد” وأنا الآن في غاية البعد عن هذا الأمر).
لاحظ أن “ت” خاض قلقًا أكثر من الذي خاضته “ب” في مقاومة طقوسه، والعديد من المرضى أصحاب طقوس التدقيق يشعرون بعدم اليقين وعدم الأمان خلال عملية منع الاستجابة.. كما أن وجود مساعد من الممكن أن يشكل فارقًا بين النجاح والفشل في تحقيق هدف معين، وفي حالة “و” كان المساعد عبارة عن علاج الفلوكستين Fluoxetine (البروزاك (Prozac والذي ساعده على تقليل الحاحاته القوية .. وجدير بالذكر أن مزج العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي قد تمت مناقشته بشكل مفصل من قبل.
كانت لدى “ت” القدرة على التحكم في أغلب طقوس التدقيق بينما كان في منزله بينما ظلت الحاحاته للمراجعة قوية في أوقات وجوده بالمدرسة خاصةً عندما كان يشعر بالغضب أو التوتر.
طقوس الإعادة والأفعال القهرية الخاصة بالعد
“ك” طقوس التكرار والاحصاء القهري
“ك” كان يقوم بصلوات وعد للأشياء وأفعال قهرية خاصة بالتكرار حتى يحمي نفسه من أذى يتخيله وكان يخشى من ألوان وأرقام معينة وها هى بعض أهداف الممارسة التي عمل عليها بمساعدة رفيقه في السكن ثم بمفرده:
- ارتداء رداء أحمر لمدة ساعة بدون قول أدعية. (لأنه كان يظن أنه سوف يرسب مثل فلان الذي رسب في الامتحان يوم أن ارتدى رداءًا أحمر)
- نزول السلالم بدون قول أنا أحب ربي.
- المرور فوق حاجز حجري بدون إصدار دبدبة بالقدم أو قول أنا أحب ربي.
- قول رقم (13) بشكل متكرر بدون قول أدعية فيما بعد.
- ترك التلفاز مفتوحًا طوال الليل على قناة رقم 13.
- اكتب رقم 13 بقلم أحمر.
- الذهاب لمباراة كرة قدم في اليوم الثالث عشر من الشهر.
- مقاومة الأفعال القهرية عندما تعلن الساعة مرور 13 دقيقة بعد الساعة الكاملة.
- مشاهدة برامج التلفاز على القناة رقم 13.
- سوف أخرج من الباب بدون الرجوع ثلاث مرات.
- سوف أخرج من الباب بدون العد من واحد لثلاثة.
فيما يلي دعنا نختبر ماذا يحدث مع العلاج السلوكي إذا تم استخدامه لعلاج أعراض تخص الوسواس القهري ولكن أقل شيوعًا.. نحن نعرف القليل عن علاج هذه المشكلات باستخدام العلاج السلوكي.. ولكننا وجدنا أن أغلب المرضى أصبحوا قادرين على التحكم بمشاكلهم إلى حد ما باستخدام العلاج السلوكي.. بدايةً سوف نعود لمراجعة أمر “ك” والذي كان لديه العديد من الطقوس والتي تتضمن الاحصاء والتكرار للدرجة التي كانت تخنق حياته.
ولاختصار التقدم الذي أحرزه أخبرني “ك” مؤخرًا (إجمالاً حدث أن الأشياء التي استطعت تحقيقها بنسبة مئة بالمئة في التمرين لم تعاود الظهور مرة أخرى).. نجد هنا أنه عمل بجدية شديدة على تحقيق أهدافه قريبة المدى وكان نتيجة ذلك تحقيق أغلبية أهدافه طويلة المدى في مدة الكورس العلاجي التي لا تتجاوز الستة أشهر.. ولقد ظلت هذه الأهداف قيد التحكم لمدة ثلاث سنوات حتى الآن.. أما باقي المشكلات التي وضع لها أهدافًا لم يستطع الانسياق لها لم تستمر قيد التحكم وهذا الأمر شائع الحدوث مع الوسواس القهري.
أصبحت طقوس العد والتكرار لا تعيق حياة “ك” بعد الآن، ولكنه أخبرني مثله مثل كثير من مرضى الوسواس القهري أنه لاحظ أن الالحاح لممارسة هذه الطقوس يزداد في أوقات الضغوط النفسية.. وفي هذه الأوقات كان يتذكر التكنيكات التي أخبرته بها وكان حينها بوسعه مقاومة هذه الالحاحات المؤقتة.
وإليكم تعليقات “ك” بخصوص سير العلاج السلوكي الذي أمكنه من وضع طقوس العد والتكرار الخاصة به قيد التحكم:
(لا أنكر أنني كنت مرتابًا إلى حد ما في بداية العلاج السلوكي، وذلك لأنني كنت قد خضت ست سنوات من العلاج النفسي قبل ذلك، أربعة منهم في التحليل النفسي.. عرفت كل شئ عن طفولتي ولكن هذا لم يساعد وسواسي القهري بأى شكل.. كان أصعب هدف لي هو الاستحمام بدون طقوس، ولأن هذا الأمر تم بدون مساعدة فقد تطلب وقتًا طويلاً حتى استطعت التغلب عليه.. كان الأمر أسهل كثيرًا في جميع الطقوس التي كان يساعدني فيها صديقي منذ البداية).
أول أهداف “ك” التي حققها كانت القدرة على نزول السلم دون طقوس.. ولقد ساعدته على فعل هذا خلال جلساتنا الأولى، وقتها اصطحبنا مساعد “ك” كى يتعلم الأساليب التي سوف يستخدمها مع “ك” خلال تمارين المنزل.. (كانت هذه التجربة من أكثر الأمور حفرًا بذاكرتي قلت لي وقتها “لماذا لا نجرب ذلك” وعندما أعطيت لي الإذن بالبدء عرفت أنك تثق بي وأنني أستطيع أن أفعلها.. كان الأمر أشبه بثقل وقد انزاح عن كاهلي.. أقنعتني أن كل المرضى قد سبق ونجحوا في هذا وبالفعل لم يكن الأمر صعبًا في المرة الأولى أو في أى مرة أخرى بعد ذلك.. وبعدها حتى ولو كنت أقم بالأمر وحدي وبمجرد أن أبدأ فإن الدافع المرضي ينخفض بانتظام ثم يسقط بعد ذلك بشكل مؤثر).
البطء القهري
(ل: البطء القهري)
“ل” كان يؤدي الأنشطة ببطء شديد وكان يتأخر دائمًا في دورات المياه العامة نتيجة أداء طقوسه.. ها هى بعض أهداف الممارسة التي عمل عليها في علاجه مع المعالج السلوكي:
- التقاط ووضع الملعقة خلال عشر ثوان يقوم المعالج بعدّها بصوت مرتفع.
- التقاط ووضع الملعقة خلال عشر ثوان بدون عد المعالج.
- التقاط ووضع الملعقة خلال خمس ثوان يقوم المعالج بعدّها بصوت مرتفع.
- التقاط ووضع الملعقة خلال خمس ثوان بدون عد المعالج.
- التقاط ووضع الملعقة بدون تردد.
- اتباع نفس الترتيب مع التقاط ووضع شوكة.
- اتباع نفس الترتيب مع التقاط ووضع سكينة.
- اتباع نفس الترتيب مع أخذ رشفة من كوب ماء.
- اتباع نفس الترتيب مع أخذ دواء من زجاجة.
“ل” هو الرجل الذي كان يفعل كل شئ ببطء، لقد أحرز تقدمًا كبيرًا مع العلاج السلوكي ولكن لم يكن الأمر سهلاً.. فكل من أنشطته البطيئة ذات المشقة كان عليه العمل على كل منها منفردة.. ونحن في غنى عن ذكر أن الأمر تطلب الكثير من الصبر والمثابرة.. ولقد أنفق المعالج السلوكي الخاص به الكثير من الوقت مع أفراد اسرة “ل” لكى يعلمهم كيف يتعاملون معه لتسهيل العملية العلاجية.
بادئ الأمر بعضًا من أفكار “ل” كانت (شخص ما سوف يموت غدًا لم أفعل كل شئ بشكل مثالي) و (سوف تحدث كارثة وسوف أكون مسئولاً إذا لم أراجع وأتمم على كل شئ) و (إذا لم أفعل هذا بشكل متكامل فسوف أنعت بعدم الكفاءة).. ولقد علمه المعالج أن يتحدى وساوسه بخصوص حدوث الأشياء الكارثية إذا لم يقم بالأمور بمثالية.. ولكى يصل إلى هذه النتيجة أعطى “ل” كروت مفهرسة منقوش عليها تعبيرات شخصية تتحدى أفكاره مثل (لن يحدث شئ فظيع إذا لم أقم بهذا بشكل مثالي) ثم بعدها يقرأ “ل” واحدة من هذه الكروت خلال ممارسة الجسلات وذلك كى يساعده على إتمام أنشطته في حدود الوقت المتفق عليه.
وبجانب ممارسة العلاج السلوكي احتاج “ل” إلى تناول العديد من الأدوية وأيضًا بسبب تكرار النزاعات في منزله كان من الضروري اقناعه أن ينتقل من منزل والديه إلى منزل للتأهيل والذي ثبت كونه بيئة أقل ضغوطًا له.. وكما أوضحت حالة “ل” فإن علاج البطء الوسواسي الشديد يكون غالبًا أكثر تعقيدًا من باقي مشاكل اضطراب الوسواس القهري.
الوساوس والأفعال القهرية الخاصة بالأفكار الخرافية
“س”: وساوس الخرافات وأفعالها القهرية
“س” كان لديها أفكارًا خرافية ومخاوف من الموت متعلقة بأرقام وأنشطة معينة.. وها هى بعض أهداف الممارسة التي عملت عليها خلال جلسات العلاج الأولى لها:
- شراء ساعة (لم تكن ترتدي ساعة لأنها تخشى من أرقام معينة).
- ارتداء الساعة لمدة ساعة في اليوم.
- ارتداء الساعة طوال اليوم.
- شراء ساعة رقمية.
- ارتداء الساعة لمدة ساعة في اليوم.
- ارتداء الساعة طوال اليوم.
- عمل الأشياء (التي يقول رأسك أنك لا يجب أن تفعليها) لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- عمل الأشياء (التي يقول رأسك أنك لا يجب أن تفعليها) لمدة ساعة يوميًا.
- تناول الطعام في أوقات منتظمة وليس خلال أوقات الحظ.
- تناول شيئًا بعد مرور 13 دقيقة بعد الساعة خلال اليوم مرة واحدة.
- استخدام الكمبيوتر لمدة 30 دقيقة يوميًا بدون القيام بطقوس التكرار بالفأرة أو لوحة المفاتيح لمنع الحظ السئ.
- استخدام الكمبيوتر لمدة ساعة في اليوم بدون القيام بطقوس التكرار بالفأرة أو لوحة المفاتيح لمنع الحظ السئ.
- قول الأشياء التي أريد قولها لأمي حتى إن كان رأسي يقول لا.
- النظر لخريطة مدينة بدون تجنب أماكن المقابر.
- القيادة بالقرب من مقبرة بدون أداء طقوس التكرار.
- الذهاب إلى إحدى المقابر والبقاء لمدة 15 دقيقة والتفكير بأشياء غير محترمة عن الموتى بدون القيام بطقوس التكرار.
- النوم على السرير وليس على الأرض (لأن أختها ماتت على السرير فظنت أنها سوف تموت لو نامت عليه)
- الطلب من أمي أن تقوم بعمل محشي (لأنني كنت أخاف أن أموت لأن زوجة أخي ماتت بعد أن قامت بعمل محشي)
كيف تستجيب وساوس الخرافات وأفعالها القهرية إلى العلاج السلوكي؟
دعنا نتفقد “س” مجددًا.. هى امرأة ذات مختلف أنواع المخاوف الخرافية ذات الطقوس والتي أثرت على معظم جوانب حياتها.. لنكتشف سويًا ماذا حدث لها.
لقد عملت “س” بجدية على أهدافها قريبة المدى.. ولقد أثبتت أن التحسن الذي حصلت عليه وكان يخص هذه الأهداف قد استمر معها، ولقد ظلت هذه المشاكل قيد التحكم لأكثر من سنتين.. ولكن عندما كانت تمر بفترات من الضغوط كانت وساوسها الخرافية تعاود الظهور.
أصبح لدى “س” الآن القدرة على العمل لدوام كامل، بل وعادت للدراسة وأصبحت تقابل وتجتمع مع أصدقائها مرة أخرى.. أما باقي أعراض اضطراب الوسواس القهري فلم تعد قادرة على التدخل بحياتها.. وعلى الرغم من كون شفاءها لم يكتمل تمامًا إلا أنها اكتسبت قدرة على التحكم في سلوكها مرة أخرى.
وجدت “س” أنها مرت بضغوط قوية أثناء عملها على تحقيق العديد من الأهداف الخاصة بها.. وإليكم تعليقاتها بخصوص سير العلاج السلوكي الذي خاضته من أجل وضع مخاوفها وطقوسها الخرافية قيد التحكم:
(بالرغم من كون طقوسي قد تحسنت إلا أنني لازلت أشعر بالتوتر، فدائمًا ما تراني أصارع الأفكار.. مررت بوقت عصيب في بداية ارتدائي لساعة المعصم) كانت تخاف من أرقام معينة (يمكن الآن أن أقاوم تكرار الاشياء ثلاثة عشر مرة ولكن لازالت تراودني الوساوس، لقد توقفت عن محاولة إيقاف الفكرة لأن الموضوع تحول إلى طقس جديد، عندما أشعر بالعصبية يصبح من الصعب عدم فعل طقوس التكرار، لو أنت أخبرتني أنه من الأمان فعل شئ ما أعرف حينها أنه مصرح لي بفعل ذلك).
من الواضح أن “س” مرت بأوقات أصعب كثيرًا من التي مر بها باقي الأفراد المذكورين سابقًا عند قيامها بالتعرض ومنع الاستجابة، وعندما أخذت الكلوميبرامين (Clomipramine) الأنافرانيل (Anafranil) فإن ذلك قد ساعدها على الاقلال من الحاحاتها وتوترها، والكثير من الناس الذين يعانون من مخاوف خرافية شديدة سوف يجدون العلاج السلوكي أسهل كثيرًا إذا أخذوا علاج دوائي بنفس الوقت.
الأفعال القهرية الخاصة بالتخزين
“ج”: الجمع/ التخزين القهري
قامت (ج) إحدى المريضات بحجز نفسها في المستشفى لأنها لم تستطع أن تتخلص من الأشياء وترميها.. وكانت أهداف الممارسة لها هى:
- التخلص من 40 صندوق فارغ من منظفات الغسيل.
- إعداد قائمة للأشياء الموجودة بالمنزل والتي تحتاج أن يتم التخلص منها.
- ترتيب الأشياء بالقائمة على حسب درجة صعوبة التخلص منها.
- قضاء ساعة ثلاث مرات أسبوعيًا (بمساعدة الشخص الذي يعنيك) للتخلص من الأشياء الموجودة بالقائمة ابتداءًا بالأقل صعوبة إلى الأكثر صعوبة.
دعنا نرى ماذا فعلت (ج) التي لم يكن لديها القدرة على إلقاء الأشياء بعيدًا.. مع العلاج السلوكي وجدنا أن “ج” قد أصبح بمقدورها الإلقاء بالأشياء لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان.. عندما قامت لأول مرة بممارسة واجباتها العلاجية أصبحت محبطة حين إدراكها كم الوضع الفظيع الذي كانت تعيش فيه، ولكنها الآن بعد أن استمرت في العلاج أصبحت قادرة مرة أخرى على المشى من باب حجرة النوم إلى سريرها دون الحاجة إلى شق طريقها وشيئًا فشيئًا كانت تفرغ حجرات منزلها بما يملأ العديد من حاويات القمامة أسبوعيًا..
تأمل “ج” العودة إلى عملها قريبًا دون أن يعيق عملها طقوسها التخزينية، وبعد أن تضع مشاكل التخزين الخاصة بها قيد التحكم، فإننا سوف نتقدم صوب هدف آخر لها على المدى البعيد ألا وهو الإقلال من احتياجها إلى تذكر المعلومات غير الهامة.
وإليكم بعضًا من تعليقات “ج” بخصوص مشاعرها الذاتية عن العلاج السلوكي (لا أشعر بالاستياء بعد القيام بالمطلوب فعله ولكن الصعوبة الشديدة كانت تكمن في بدء الفعل.. في بعض الأحيان كان الأمر يبدو مربكًا لأنه كان على التخلص من الكثير.. كان اليوم السابق للتمارين أشبه بانتظار عملية الزائدة الدودية، ولكن عندما أبدأ في التخلص من الأشياء فعليًا كنت أبدأ في الشعور الجيد، أخيرًا ظهرت أرضية منزلي وأصبح الأمر أسهل لي في إلقاء رسائل البريد غير الهامة دون أن أنظر فيها).
كان أغلب توتر “ج” ينحصر في توقع وانتظار إلقاء الأشياء بعيدًا وليس في عملية الإلقاء نفسها، وعلى الأرجح لم تكن لتحقق نفس النجاح الذي حققته لو لم يكن لديها مساعد.. وعن هذا الموضوع أخبرتني (لم أكن أستطيع القيام بالأمر بنفس السهولة وحدي لولا وجود مساعدة من صديق وكنت لأميل إلى التخلص من الأشياء أقل كثيرًا لولا وجود صديقتي لتذكرني بأهمية ما أقوم به).
الوساوس بدون أفعال قهرية
“و”: وساوس بلا أفعال قهرية
“و” كان رجلاً عذبته أفكاره الوسواسية بأنه قام بالتحرش بطفل.. ولأنه لم تكن لديه سوى أفكار وسواسية بدون أفعال قهرية كانت أهداف الممارسة له مختلفة عن أهداف باقي المرضى السابقين:
- لا اقوم بسؤال زوجتي حتى اطمئن.
- أؤخر الأفكار إلى (وقت قلق) مصمم.
- أفكر بالأفكار الوسواسية خلال وقت القلق لمدة نصف ساعة كاملة كل مساء في نفس الوقت وفي نفس المكان.
- أشتت انتباهي بنفسي عندما ألاحظ ظهور الوساوس.
- أنتج الأفكار لمدة 15 دقيقة وأقوم بتشتيت انتباهي أو اترك الأفكار تمر بشكل طبيعي خلال رأسي.
- العيش مع الأفكار وأدعها تمر بدون الحكم عليها أو أن أتأثر بها.. كمرور القطار من أمام بيتي أو كالعيش في بيت في وسط السوق مع ما به من أصوات عالية وفصال ومشاكل وعراك.
وفي النهاية دعنا نراجع “و” الرجل صاحب الوساوس التي تتعلق بأفكار مروعة عن كونه يتحرش جنسيًا بطفل ما.. وبعد شهرين من تعلمه أساليب العلاج السلوكي أخبرني “و” (أن الأفكار عن هذا الحادث لم تعد تراودني كثيرًا بعد الآن، ولكن عندما تأتي فإنها لازالت تزعجني كثيرًا)
قبل أن يأتي لزيارتي كان “و” يأخذ الفلوفوكسامين (Fluvoxamine وذلك لعلاج أعراض اضطراب الوسواس القهري، وعلى الرغم من أن العقار قد ساعده في الاكتئاب وطقوس المراجعة القليلة التي كانت لديه إلا أنه لم يكن له تأثير على وساوسه بخصوص التحرش.. ولكن باستخدام أساليب العلاج السلوكي أصبح لدى “و” القدرة على التحكم بهذه الأفكار صحيح أنها لازالت تحدث بشكل عرضي ولكنها لم تعد تؤثر على عمله ولا على حياته الاجتماعية.
الشئ المثير للاهتمام أن “و” اخبرني أنه بمجرد معرفته لأساليب يمكن أن تتحكم ولو جزئيًا في هذه الأفكار الشنيعة فإن هذا وحده جعله يشعر بالتحسن.
وإجمالاً مع مزج العلاج السلوكي والعلاج الدوائي أصبح “و” قادرًا على التحكم بأفكاره بنسبة أكبر من 90% من الوقت وهذا المكسب استمر معه لأكثر من سنة الآن.
الوسواس القهري عند الأطفال والمراهقين
فتاة مراهقة كانت تخاف من التلوث من اللبلاب السام ولذلك لم تعد تلمس أى نوع من النباتات حتى الخضروات والفاكهة والزهور الصناعية وتجنبت الأسياج الموجودة أمام منزلها.. وكانت أهداف الممارسة الأولى لها هى:
- لمس النباتات لمدة 10 دقائق وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعة.
- لمس النباتات لمدة 30 دقيقة وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعتين.
- أقوم بلمس الفواكه والخضراوات وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة 30 دقيقة.
- أقوم بلمس الفواكه والخضراوات وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعتين.
- أقوم بلمس الزهور الصناعية والطبيعية لمدة عشر دقائق وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعة.
- أقوم بلمس الزهور الصناعية والطبيعية لمدة 30 دقيقة وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعتين.
- أقوم بلمس الأسياج الموجودة أمام منزلي باستخدام القفازات وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة 10 دقائق.
- أقوم بلمس الأسياج الموجودة أمام منزلي بدون قفازات وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة 10 دقائق.
- أقوم بلمس الأسياج الموجودة أمام منزلي بدون قفازات وأقاوم الرغبة في الاغتسال لمدة ساعة.
(ر) أول مرضاى للوسواس القهري لم أكن متأكدًا من توقعاتي، بشكل ما.. كنت في نفس الموقف الذي أنت فيه الآن.. فلقد تعلمت مبادئ علاج الوسواس القهري باستخدام العلاج السلوكي وقد كان التعلم مقنعًا.. ولكن حتى تجرب الأمر بنفسك لن تصل أبدًا إلى درجة فهمه أو الإيمان الكامل به وتقول الحكمة اليابانية عن هذا الأمر (أن تعرف ولا تعمل بما تعرف هو أن لا تعرف).. وهكذا استمعت إلى (ر) وهو يخبرني قصته.. وقد كان يراوده مخاوف من أن يصبح ملوثًا من لمسه العديد من الأشياء التي يعتبرها قذرة، وهو يبقي يده اليمنى نظيفة طوال الوقت رافضًا أن يستخدمها في المصافحة بل حتى لا يضعها في جيب بنطاله ولكى يتجنب التعامل المباشر مع الأشياء القذرة مثل ملابس الغسيل، فراشه، أكرة الباب في الحمامات العمومية، أحذيته، أو حتى غطاء تانك البنزين في سيارته.. كان عليه أن يغطيها جميعًا بمناديل ورقية قبل أن يلمسها ولكى يغلق الصنبور في الحمام العمومي كان يغطيه بأوراق المناديل التي يستعملها أيضًا في إمساك أكرة الباب في طريقه إلى الخروج.
وكان “ر” إذا أجبر على لمس أحد هذه الأشياء القذرة فإنه يشعر بالقذارة بطريقة غامضة، كما كان يشعر بعدم الارتياح.. وكان في التو يقوم بفرك يده مرة بعد مرة ثم بمجرد دخوله المنزل يقوم بغسل الملابس التي كان يرتديها أثناء لمسه لهذه الأشياء.
وكانت النتيجة هى أن يتحول “ر” الشاب الذكي الموهوب بسبب أعراض الوسواس القهري إلى شخص غير قادر على القيام بوظيفته ذات الوقت الكامل.. وعندما قابلته كان يعمل فقط عدة ساعات بالأسبوع، بل إن حياته الاجتماعية قد تضاءلت كثيرًا حيث أنه يمضي العديد من الساعات كل يوم إما قلقًا من أن يكون ملوثًا أو يغتسل في محاولة منه لإزالة هذا التلوث.
فما كان مني إلا أن شرحت له ما أعرفه عن علاج هذه الأعراض بالعلاج السلوكي.. في البداية جعلته يلمس الأشياء (القذرة) في مكتبي.. حيث جعلته يلمس الكراسي، الصنابير، أكرة الباب الخاص بحمام العيادة.. كل ذلك بدون أن يغتسل بعدها، وقد سار الأمر جيدًا غير أنه عاد في الأسبوع التالي دون أن يكمل تمرين الواجب الذي اتفقنا سويًا أن يقوم به في المنزل لأنه لم يستطع أن يحمل نفسه على لمس ملابس الغسيل وباقي الأشياء بدون أن يغتسل، ولذلك قمت بزيارة شقته في العديد من المناسبات وذلك كى أساعده على لمس غسيله، أحذيته، فراشه، أثاث حمامه والعديد من الأشياء الأخرى (القذرة) وذلك باستمرار مع منعه من الاغتسال بعدها.
وبالفعل قد أفلح معنا هذا التعرض ومنع الاستجابة وبعد ثلاثة شهور من العلاج اكتسب القدرة على التحكم في غالبية أعراضه، وقد أخبرته أن هذه المكاسب التي حصل عليها عند أغلب المرضى تستمر للعديد من السنوات.. ولقد سنحت لي الفرصة كى أشاهد هذا الأمر بنفسي فلقد تفقدت “ر” بعد ستة أشهر وكانت الأمور لا تزال تسير جيدًا، وبعد سنة كان نفس الأمر وآخر مرة رأيته فيها كانت مشاكله تحت التحكم بشكل جيد لأكثر من ست سنوات وكان يحيا حياة طبيعية.
BARD1 comprises an N terminal RING, a central ARD, and a tandem BRCA1 C terminal BRCT repeat domain at its C terminus Fig buy cialis 5mg online
cost of propecia ireland levitra medicamento cellcept 500 mg Nawaz has compared the hatred that Robinson now faces to the reaction of his own former Islamist comrades when he turned his back on jihad
Wow! This can be one particular of the most beneficial blogs We’ve ever arrive across on this subject. Basically Excellent. I am also a specialist in this topic so I can understand your effort.
I couldn’t resist commenting