الخميس, مايو 9, 2024
الوسواس القهري

نماذج لعلاج بعض حالات الوسواس القهرى

نمثال (1):

1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:

أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن  حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.

ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.

2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:

أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.

ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

 أ – أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.

ب- الخروج من البيت.

4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟  شديد درجته (8)

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله – وليس كل ورقة فيها اسم الله – وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].

– افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].

7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:

ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:

أ – المشى بتعقل وهدوء.

ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.

8- الخطة الفعلية:

الأسبوع الأول:

اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.

اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.

اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.

اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.

اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.

اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.

اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.

وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و… حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.

مثال (2):

1- الأفكار الوسواسية المتسلطة:

– اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين.

– البصق على أشياء مقدسة وغالية مثل… والمصحف ووضع القدم عليه و… و… إلخ.

– الاعتقاد بأننى كافر وخارج من الملة الإسلامية.

2- الأفعال القهرية:

– الاستغفار آلاف المرات بدون تعقل أو تدبر كل ساعات النهار والليل وترك الأسرة وإهمال العمل والتفرغ لذلك.

– الاغتسال المتكرر الكثير والدخول فى الإسلام مرة أخرى وتكرار ذلك مرات ومرات.

– المناجاة الصامتة.. أقول أنا برئ من هذه الكلمات والأفعال ليوم الدين آلاف المرات.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

أ- ترك الصلاة.

ب- عدم الذهاب إلى المسجد.

ج- عدم الاختلاط بأى إنسان متدين.

د- تجنب سماع القرآن خوفاً من تأويل الآيات وتغير معانيها الطيبة إلى معانى أخرى غير طيبة وتغير ألفاظها الطاهرة إلى ألفاظ غير طاهرة.

4- مستوى القلق والضيق: غير محتمل (1.).

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه: خفيف (2) أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– واجه فكرة سب الله أو الرسل أو الدين بدون العراك معها لأنك لست أنت الذى يسب بل مرض الوسواس القهرى.

– أعلم أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.

(انظر إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها وأنه لا يكلف الله أحداَ فوق طاقته، وذلك عندما قال: ]لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ [البقرة: 284].

هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه. روى الإمام أحمد عن أبى هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبى عليه السلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير البقرة (285). فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[[البقرة: 286].

وفى الصحيحين: [إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا].

وروى مس عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك صريح الإيمان. (أى كراهية الوسوسة هى دليل على الإيمان بالله تعالى) وأن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه.

روى ابن ماجة عن ابن عباس قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه]. والاستكراه هنا فى الحديث يمكن أن يكون من البشر أومن غيرهم كالوسواس لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: [جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشىء، لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة]. ورواه أيضا أبو داوود والنسائى والحديث صحيح.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]. (رواه مسلم)

وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب بيان الوسوسة. فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان]، وفى الرواية الأخرى: [سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان]. وفى الحديث الآخر: [لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هدا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل أمنت بالله]. وفى الرواية الأخرى: [فليقل أمنت بالله ورسله]، وفى الرواية الأخرى: [فليستعذ بالله ولينته[. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان. فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفى الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته، فمعناه الأعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى فى إذهابه. وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها. فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فيلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر فى ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره والله أعلم. (انتهى كلام النووى رحمه الله تعالى).

ملاحظـــة:

هنا ينبغى التنويه إلى أن دور الشيطان فى الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما فى قوله تعالى: ]وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ … [الأنفال: 48].

فلو صادفت الفكرة إنساناً سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء.

أما إذا صادفت إنساناً مريضاً فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل (ارجع إلى كيفية تكون الفكرة الوسواسية).

7- العلاج السلوكى:

الخلاصة: عند ورود الأفكار الوسواسية المتسلطة والتى تتمثل فى اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين والبصق على أشياء مقدسة وغالية مثل: المصحف و…. ووضع القدم عليه و…. إلخ فالعلاج هو:

أ- استعذ بالله واستغفره وانته، فإن لم تذهب الفكرة:

ب- افصل بين الفكرة وبين المشاعر المصاحبة لها من حزن وغم وهم، لأنك لست أنت الذى يسب بل المرض وأعلم أن كل ما تعنيه هذه الأفكار أنك مريض وفى حاجة إلى العلاج فإن لم تذهب الفكرة:

ج- حاول وقف الفكرة الوسواسية المتسلطة كما سبق شرحه ولا تجعلها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك. فإن لم تذهب الفكرة:

د- اشغل عقلك بعمل أو بفكرة أخرى كما سبق شرحه فإن لم تذهب الفكرة:

ﻫ- اترك هذه الأفكار بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها كما سبق شرحه. فإن لم تذهب الفكرة:

و- تجاهل هذه الأفكار، ستجد أنها تتلاشى من الوعى والإدراك تدريجيا كأنها غير موجودة.

فإذا فشلت كل هذه المحاولات توكل على الله، وخذ العلاج الدوائى فإن لم تتحسن: أطلب من طبيبك زيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر.

مثال (3):

تقول المريضة:

أتحاشى بلع الريق فى الصيام خوفاً من الفطر، ودائماً عندى فكرة أنى نسيت وأكلت وشربت أثناء الصوم فى بعض الأيام. وأثناء الصيام أحبس نفسى فى غرفة ليس بها طعام أو ماء حتى أتأكد من أننى صائمة. وبعد رمضان أصوم أياماً أخرى بدلاً من بعض أيام شهر رمضان خوفاً من أن أكون قد أكلت وشربت فيها.

خطوات العلاج:

على هذه المريضة أن تعلم:

  • أنه يباح للصائم ما لا يمكن الاحتزار عنه كبلع الريق وغبار الطريق وغربلة  الدقيق والنخامة ونحو ذلك. قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا بأس أن يذوق الطعام الخل والشئ يريد شراءه. وقال ابن تيمية رحمة الله: وشم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم.

  • من أكل أو شرب ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [من نسى وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه]. (رواه الجماعة).

  • لا يجب حبس النفس للتأكد من الصيام ولا يجب إعادة أيام بعد رمضان لأن هذه المريضة إما أن تكون ناسية فقد أطعمها الله وسقاها وإما أن تكون مريضة فلابد من عمل خطة علاجية سلوكية تدريجية.

 

مثال (4):

المريض الذى يتفحص نفسه وملابسه دائماً ويشك فى وجود البلل أو خروج البول بعد الوضوء فيكرر الوضوء، أو فى الصلاة فيعيد الصلاة.

خطوات العلاج:

ننقل له من باب: [قطر البول ونضح الفرج إذا وجد بللاً] مصنف عبد الرزاق ﺟ 1:

583- عن ابن عباس قال: شكا إليه رجل فقال: إنى أكون فى الصلاة، فيخيل إلىَّ أن بذكرى بللاً، فقال: قاتل الله الشيطان، إنه يمس ذكر الإنسان فى صلاته ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب.

591- عن حذيفة بن اليمان قال: إذا توضأت ثم خرج منى شئ بعد ذلك فإنى لا أعده بهذه – أو قال: مثل هذه – ووضع ريقه على أصبعه.

584- قال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إنى ألقى من البول شدة، إذا كبرت ودخلت فى الصلاة وجدته، فقال سعيد: أطعنى، أفعل ما آمرك خمسة عشر يوماً، توضأ ثم ادخل فى صلاتك فلا تنصرفن.

595- عن معمر قال: سأله رجل فقال: إنى أجد البلة وأنا فى الصلاة آنصرف؟ قال: لا حتى تكون قطرة، أحسبه قال يومئذ: هل أحد إلا يجد البلة؟

مثال (5):

مريضة بالوسواس عمرها (42) سنة تهتم كثيراً بصحتها لدرجة مرضية؛ حيث تقوم بتثبيت رباط الذراع الخاص بجهاز قياس ضغط الدم بصورة دائمة، وتضع الترمومتر فى فمها طوال النهار لتقيس درجة الحرارة كل فترة وجيزة. أراد زوجها أن يضع حداً لوساوسها وأفعالها القهرية بالعلاج أو الطلاق (بعد أن تم عرضها على عدد من الأطباء دون جدوى).

خطوات العلاج:

– تم عمل هدنة واتفاق لمدة أسبوعين على أن يكون للزوجة حق قياس درجة الحرارة متى شاءت وعلى الزوج أن يؤجل المناقشة.

– طلب من المريضة استبدال ترمومتر الفم بآخر شرجى حتى يؤجل زوجها فكرة الطلاق لمدة أسبوعين.

– ولأن الترمومتر الشرجى كان يحدث ألماً عند الحركة فكانت أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو أثناء الجلوس تؤجل استعمال الترمومتر الشرجى لفترات كانت تتراوح بين (1/2) ساعة إلى ساعة.

– ثم طلب من زوجها أن يطلب منها أعمالاً متواصلة، تزداد فى الوقت المطلوب أداؤها فيه بالتدريج، فتؤجل استعمال الترمومتر لفترات أطول، واعتادت على الإحساس بالقلق لفترات أطول، فتقل درجة القلق والضيق.

– فى خلال أسبوعين تحسنت كثيراً.

– وفى خلال شهر ونصف لم تكن تستعمل الترمومتر إلا مرة واحدة يومياً.

– ومن خلال استعمال العلاج المعرفى السلوكى تم علاج مشكلة قياس ضغط الدم المستمرة.

مثال (6):

طفلة عمرها (3.5) سنة تقول أمها: ابنتى لا تحتمل ملامسة أى شئ لزج أو دهنى ليديها أو جسمها. وعند لمس المرق أو الزيت أو العسل أو ما شابه فإنها ترفع يديها الاثنين إلى أعلى وتصرخ إن لم يلحقها أحد إلى الحمام ليغسل لها يديها. امتنعت الطفلة عن أكل الحلوى وخصوصاً المصاصة، أو حتى الاقتراب من أى طفل يمسك مصاصة فى يديه أو فى فمه، أو أى باا حلويات حول الفم.

خطوات العلاج:

– طلب من الأم عمل قائمة تكتب فيها أسماء الأشياء التى تتجنبها ابنتها فى قائمة هرمية تحوى أعلاها أكثر الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق، وقاعدتها هى أقل الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق.

– طلب من الأم أيضاً عمل قائمة أخرى للأشياء التى تحبها الابنة جداً، ومن الممكن أن تضحى بأى شئ فى سبيلها. وكان من أهم هذه الأشياء الخروج مع أبيها لركـوب المواصـلات بأنواعها، أو الذهاب إلى البحـر أو حديقة الحيوان.

– طلب من الأم أن تجهز ابنتها للخروج مع أبيها، وعلى باب المنزل عليها أن تلوث يدى ابنتها بالأشياء الموجودة فى القائمة الأولى (عسل، حلوى، زيت،……) وأخذت أعلى درجات القلق.

– إذا رفضت الابنة الخروج ويديها ملوثة يتركها أبوها فى البيت، ويخرج وحده. وإذا وافقت تخرج مع أبيها للنزهة.

– فى المرة السابقة قبلت الابنة الخروج مع أبيها ويداها ملوثتان بالعسل الأسود بعد أن مسحت يديها بمنديل ورقى، وسجلت الأم درجة القلق المفترضة فى نظرها (7).

– وهكذا تم تعريض الطفلة مرات ومرات عديدة لكل الأشياء التى كانت تتجنبها حتى وصلت درجة القلق إلى (2).

– بعد ثلاثة شهور لم تبد البنت أى مقاومة أو اعتراض أو تجنب للأشياء السابقة.

مثال (7):

1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:

أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن  حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.

ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.

2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:

أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.

ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

 أ – أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.

ب- الخروج من البيت.

4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟  شديد درجته (8)

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله – وليس كل ورقة فيها اسم الله – وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].

– افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].

7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:

ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:

أ – المشى بتعقل وهدوء.

ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.

8- الخطة الفعلية:

الأسبوع الأول:

اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.

اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.

اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.

اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.

اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.

اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.

اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.

وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و… حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.

مثال (8):

1- الأفكار الوسواسية المتسلطة:

– اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين.

– البصق على أشياء مقدسة وغالية مثل… والمصحف ووضع القدم عليه و… و… إلخ.

– الاعتقاد بأننى كافر وخارج من الملة الإسلامية.

2- الأفعال القهرية:

– الاستغفار آلاف المرات بدون تعقل أو تدبر كل ساعات النهار والليل وترك الأسرة وإهمال العمل والتفرغ لذلك.

– الاغتسال المتكرر الكثير والدخول فى الإسلام مرة أخرى وتكرار ذلك مرات ومرات.

– المناجاة الصامتة.. أقول أنا برئ من هذه الكلمات والأفعال ليوم الدين آلاف المرات.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

أ- ترك الصلاة.

ب- عدم الذهاب إلى المسجد.

ج- عدم الاختلاط بأى إنسان متدين.

د- تجنب سماع القرآن خوفاً من تأويل الآيات وتغير معانيها الطيبة إلى معانى أخرى غير طيبة وتغير ألفاظها الطاهرة إلى ألفاظ غير طاهرة.

4- مستوى القلق والضيق: غير محتمل (1.).

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه: خفيف (2) أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– واجه فكرة سب الله أو الرسل أو الدين بدون العراك معها لأنك لست أنت الذى يسب بل مرض الوسواس القهرى.

– أعلم أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.

(انظر إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها وأنه لا يكلف الله أحداَ فوق طاقته، وذلك عندما قال: ]لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ [البقرة: 284].

هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه. روى الإمام أحمد عن أبى هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم اشتد ذلك على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبى عليه السلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير البقرة (285). فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[[البقرة: 286].

وفى الصحيحين: [إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا].

وروى مسلم عن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك صريح الإيمان. (أى كراهية الوسوسة هى دليل على الإيمان بالله تعالى) وأن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه.

روى ابن ماجة عن ابن عباس قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه]. والاستكراه هنا فى الحديث يمكن أن يكون من البشر أومن غيرهم كالوسواس لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: [جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشىء، لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة]. ورواه أيضا أبو داوود والنسائى والحديث صحيح.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]. (رواه مسلم)

وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب بيان الوسوسة. فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ا يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان]، وفى الرواية الأخرى: [سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان]. وفى الحديث الآخر: [لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هدا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل أمنت بالله]. وفى الرواية الأخرى: [فليقل أمنت بالله ورسله]، وفى الرواية الأخرى: [فليستعذ بالله ولينته[. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان. فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفى الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته، فمعناه الأعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى فى إذهابه. وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها. فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فيلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر فى ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره والله أعلم. (انتهى كلام النووى رحمه الله تعالى).

ملاحظـــة:

هنا ينبغى التنويه إلى أن دور الشيطان فى الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما فى قوله تعالى: ]وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ …… [الأنفال: 48].

فلو صادفت الفكرة إنساناً سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء.

أما إذا صادفت إنساناً مريضاً فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل (ارجع إلى كيفية تكون الفكرة الوسواسية).

7- العلاج السلوكى:

الخلاصة: عند ورود الأفكار الوسواسية المتسلطة والتى تتمثل فى اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين والبصق على أشياء مقدسة وغالية مثل: المصحف و…. ووضع القدم عليه و…. إلخ فالعلاج هو:

أ- استعذ بالله واستغفره وانته، فإن لم تذهب الفكرة:

ب- افصل بين الفكرة وبين المشاعر المصاحبة لها من حزن وغم وهم، لأنك لست أنت الذى يسب بل المرض وأعلم أن كل ما تعنيه هذه الأفكار أنك مريض وفى حاجة إلى العلاج فإن لم تذهب الفكرة:

ج- حاول وقف الفكرة الوسواسية المتسلطة كما سبق شرحه ولا تجعلها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك. فإن لم تذهب الفكرة:

د- اشغل عقلك بعمل أو بفكرة أخرى كما سبق شرحه فإن لم تذهب الفكرة:

ﻫ- اترك هذه الأفكار بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها كما سبق شرحه. فإن لم تذهب الفكرة:

و- تجاهل هذه الأفكار، ستجد أنها تتلاشى من الوعى والإدراك تدريجيا كأنها غير موجودة.

فإذا فشلت كل هذه المحاولات توكل على الله، وخذ العلاج الدوائى فإن لم تتحسن: أطلب من طبيبك زيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر.

مثال (9):

تقول المريضة:

أتحاشى بلع الريق فى الصيام خوفاً من الفطر، ودائماً عندى فكرة أنى نسيت وأكلت وشربت أثناء الصوم فى بعض الأيام. وأثناء الصيام أحبس نفسى فى غرفة ليس بها طعام أو ماء حتى أتأكد من أننى صائمة. وبعد رمضان أصوم أياماً أخرى بدلاً من بعض أيام شهر رمضان خوفاً من أن أكون قد أكلت وشربت فيها.

خطوات العلاج:

على هذه المريضة أن تعلم:

  • أنه يباح للصائم ما لا يمكن الاحتزار عنه كبلع الريق وغبار الطريق وغربلة  الدقيق والنخامة ونحو ذلك. قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا بأس أن يذوق الطعام الخل والشئ يريد شراءه. وقال ابن تيمية رحمة الله: وشم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم.

  • من أكل أو شرب ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [من نسى وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه]. (رواه الجماعة).

  • لا يجب حبس النفس للتأكد من الصيام ولا يجب إعادة أيام بعد رمضان لأن هذه المريضة إما أن تكون ناسية فقد أطعمها الله وسقاها وإما أن تكون مريضة فلابد من عمل خطة علاجية سلوكية تدريجية.

 

مثال (10):

المريض الذى يتفحص نفسه وملابسه دائماً ويشك فى وجود البلل أو خروج البول بعد الوضوء فيكرر الوضوء، أو فى الصلاة فيعيد الصلاة.

خطوات العلاج:

ننقل له من باب: [قطر البول ونضح الفرج إذا وجد بللاً] مصنف عبد الرزاق ﺟ 1:

583- عن ابن عباس قال: شكا إليه رجل فقال: إنى أكون فى الصلاة، فيخيل إلىَّ أن بذكرى بللاً، فقال: قاتل الله الشيطان، إنه يمس ذكر الإنسان فى صلاته ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب.

591- عن حذيفة بن اليمان قال: إذا توضأت ثم خرج منى شئ بعد ذلك فإنى لا أعده بهذه – أو قال: مثل هذه – ووضع ريقه على أصبعه.

584- قال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إنى ألقى من البول شدة، إذا كبرت ودخلت فى الصلاة وجدته، فقال سعيد: أطعنى، أفعل ما آمرك خمسة عشر يوماً، توضأ ثم ادخل فى صلاتك فلا تنصرفن.

595- عن معمر قال: سأله رجل فقال: إنى أجد البلة وأنا فى الصلاة آنصرف؟ قال: لا حتى تكون قطرة، أحسبه قال يومئذ: هل أحد إلا يجد البلة؟

مثال (11):

فتاة عمرها (16) سنة تقول:

– عندى أفكار مضيقانى تلاحقنى ليل ونهار وبقى لها سنة، وهى أننى لا أقترب من حمام السباحة لأننى خائفة من أن أدفع الناس والأطفال فى الماء.

– وأيضا وأنا ماشية فىالشارع أخاف أن أدفع الناس أمام السيارات ويموتوا.

– لما أكون فى المدرسة ونازلة على السلم أخاف أدفع زميلاتى فيقعوا بسببى على السلم عشان كده تجنبت هذه المواقف تماماً.

– فدائماً أمشى بعيداً عن الناس فى الشارع، أكاد ألصق جسمى بالجدران وأنزل على السلم بعد زميلاتى بفترة.

– ولما أحب أروح حمام السباحة أروح الصبح بدرى. ولو ظهر أى إنسان أغادر المكان فوراً.

خطة العلاج (التعرض التخيلى):

إن هدف التعرض التخيلى هو تحرير المريضة من الخوف من أخطار مستقبلية محتملة. ويتضمن مواجهة المواقف المخيفة والمزعجة مما يجعل المريضة تتأكد من أن ما تتوقعه أن يحدث لن يحدث، خصوصاً فى المواقف التى يصعب التعرض لها، أو يكون التعرض فيه احتمال زيادة القلق لدرجة غير محتملة ويشمل تخيل الأفكار المزعجة فتحتفظ المريضة بهذه الأفكار المثيرة لمخاوفها فى عقلها لفترة، فتتعود عليها المريضة ويبدأ القلق فى التناقص، فتتعلم المريضة قبول هذه الأفكار كما هى. وبمرور الوقت تقل حدة القلق شيئاً فشيئاً ثم تبدأ المريضة بعد ذلك فى التعرض الحقيقى.

– كانت الخطة معتمدة على التعرض لهذه المواقف تخيلياً ومنع الاستجابة للطقوس حتى تتأكد المريضة أن ما تتوقع أن يحدث، من غير المحتمل حدوثه. وقد طلب منها أن تتخيل وتتأمل الأفكار المزعجة المثيرة لمخاوفها، وأن تحتفظ بها فى خيالها لفترة لكى تتعلم كيفية قبول الأفكار كما هى، … مجرد أفكار … وبمرور الوقت تقل حدة القلق.

– طلب من المريضة كتابة أفكارها فكرة فكرة فى شكل قصة خلال خمس دقائق تتخيل فيها نفسها منظراً منظراً، وموقفاً موقفاً، مهما كانت سخيفة أو مؤلمة أو مزعجة، وتسجيل مدى القلق الحادث من وقف الطقوس ومنع التجنب.

– ومن المعلوم أن هذا التعرض التخيلى سوف يخلق فى البداية الكثير من الإزعاج والقلق وكلما زاد القلق الذى يمكن مقاومته كلما كانت النتيجة النهائية أفضل.

– لقد وجدت الفتاة أن تخيل موت طفل فى حمام السباحة نتيجة دفعها له فى الماء أو موت فتاة فى الشارع بسبب دفعها لها أمام السيارات أمر مرعب، ويسبب قلقاً شديداً ودرجته (8).

وكيف كان إهمالها وخروجها من البيت هو سبب كل هذه المآسى المتوقعة. وأنها ستتحمل المسئولية وحدها فيما حدث من موت للطفل أو الفتاة وتخيلت سخرية الناس منها، واحتمال دخولها السجن.

– كان على الفتاة أن تسجل قصتها ذات الخمس دقائق على شريط كاسيت وتكرار تسجيلها ثم تسمعها لمدة ساعة يومياً فى الأسبوع الأول والثانى.

– وكان نتيجة ذلك أن زاد القلق والألم والإزعاج كلما كتبت أو تخيلت أو سمعت، بل وحاولت إيقاف جهاز التسجيل عدة مرات لأنها تشعر أن مجرد سماع الأفكار وتكرارها سوف يجعلها تتحقق فى الواقع، لذلك كانت تحاول تجاهل الفكرة المسجلة بالتفكير فى أشياء أخرى تشتت الانتباه.

– فى الأسبوع الثالث والرابع طلب من الفتاة السماع إلى المسجل يومياً لمدة ساعة. وكتابة قائمة للمواقف والأشخاص والأماكن والأشياء والأفكار التى تتجنبها ودرجة تجنبها لهذه المواقف بعد كل استماع.

– لوحظ أنه بعد تكرار مرات الاستماع إلى القصة وتخيلها كأنها تحدث فى الحقيقة أن درجات القلق والانزعاج بدأت فى الزوال تدريجياً (قلق متوسط درجته 5).

– فى نهاية الأسبوع الرابع أصبح تخيل المواقف السابقة أقل إثارة للقلق وأصبحت الفتاة أقل تصديقاً بأن هذه الأفعال ممكن أن تحدث.

– وبتكرار كتابة وسماع القصة وتخيلها رجع إلى الفتاة تفكيرها المنطقى وتأكدت أنه من المستحيل أن تقوم بهذه الأفعال حتى وإن خطرت ببالها تلك الأفكار.

– وبنهاية الأسبوع السادس وصلت درجة القلق إلى (قلق خفيف درجته 2).

– طلب من الفتاة بعد ذلك أن تبدأ فى تخيل فكرة أخرى من قائمة التجنب ثم كتابتها ثم تسجيلها ثم سماعها بنفس الطريقة السابقة.

– ثم طلب منها أن تبدأ فى التعرض الحقيقى التدريجى والنزول بين الناس وتمشى فى الشارع بمنتهى الثقة وتنزل على السلم بين زميلاتها، وتذهب إلى حمام السباحة وتتمشى على حافته بين باقى البنات و…………. و………..

مثال (12):

ابنى دائم الشكوى يقول: دماغى بتقولى اشتم الناس كلها. وإن أمك وحشة ماتاكلش من إيديها (ويبكى ويقبل يد أمه) ويقول أيدك حلوة يا ماما). ويقول عندى كلام فى دماغى يقول لى: إخواتك وأمك وجدتك وحشين، وألاقى دماغى دايماً فيها كلام كثير. أحيانا كثيرا يبكى ويقول لأخته وأولاد الحارة: هل فى دماغكم كلام كثير زى اللى فى دماغى؟ وتقول الأم: ابنى رافض يتفرج على التليفزيون علشان لما بيشوف أى حاجة تفضل تتكرر فى دماغه طول النهار.

العـلاج:

لأنه من الصعب تطبيق العلاج المعرفى السلوكى مع هذا الطفل اكتفينا بالعلاج الدوائى فقط بجرعة قليلة جدا قرص كل مساء. اختفت هذه الأفكار بعد ثلاثة أسابيع من بداية العلاج، مما أكد صحة التشخيص.

– تم نصح الأم بالاستمرار فى العلاج لمدة ستة أشهر وعرضه مرة أخرى للتأكد من التشخيص وأخذ قرار العلاج أيضا ثم بعد أخذ رأى زميل آخر كما تنصح المراجع العلمية.

مثال (13):

مريض يبلغ من العمر (33) سنة يقول: حضرت درس دينى كان موضوعه أن من يتلفظ بالطلاق ولو بالهزل يقع الطلاق، ومن يسب الدين فهو كافر خارج من ملة الإسلام.

قفزت إلى ذهنى بعد الدرس فكرة أن كل كلمة أقولها من الممكن أن يكون معناها سب الدين، و أخاف أن أتلفظ بكلمة الطلاق بأى معنى. وبسبب ذلك تركت الورشة وانعزلت عن الناس لدرجة إنى أحيانا، أضع يدى على فمى حتى أصمت وأمنع أى كلمة تخرج من فمى بسب الدين أو الطلاق.

وكان المريض يعانى قبل ذلك من مشكلة تكرار الوضوء وإعادة الصلاة وغسيل يديه عند لمس أى شئ (حوالى 6. مرة فى اليوم) وكان يستغرق ساعتين على الأقل فى الاستحمام كل يوم. وكان يعانى أيضا من تكرار كلمات الصلاة والأذكار والقرآن.

خطة العلاج:

الجلسة الأولى: فى الأسبوع الأول:

– تم كتابة العلاج …..

– ذكر أحاديث [إن الله تجاوز لأمتى…. ] [إن أناسا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجدوا ما يتعاظم فى صدورهم… ].

وهنا اطمئن قلبه مؤقتا وتم الاتفاق على بدء العلاج السلوكى بعد اسبوع.

الجلسة الثانية – الأسبوع الثانى:

– علاج الأفكار الوسواسية وتتمثل فى:

– اقبل وجود الفكرة وعش معها .. (تم شرحها).

– مبدأ وجود الفكرة بدون القلق المصاحب لها … (تم شرحه)

ضرورة وقف المناجاة الصامتة …

– مبدأ إن أردت أن تنسى شيئا فأنت تتذكره …

الجلسة الثالثة – الأسبوع الثالث:

– بدأنا بكتابة الأفكار بالتفصيل – رفض الكتابة وقال: صعب

– قلت له: احضر كل يوم لنحكى الحكاية معا.

– فقال المريض: بفلوس أم مجانا؟

– قلت له: بفلوس.

– قال: خلاص كل يوم أكتب أحسن وأوفر الفلوس.

– أحضر المريض كشكولا وبدأ فى كتابة أفكاره بالتفصيل الممل لمدة ساعة يوميا.

الجلسة الرابعة – الأسبوع الرابع:

يقول المريض:  

– مازالت الأفكار كما هى ولكن القلق قليل.

– بطلت تكرار الكلمات وإعادة الصلاة.

– ضغطت على نفسى ولا أكرر الوضوء.

– غسيل اليدين وصل إلى (2.) مرة فى اليوم.

تم الاتفاق على:- الاستمرار فى كتابة الأفكار (ثلاث صفحات مرتين فى اليوم).

– عدم غسيل اليد مطلقاً إلا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام.

– الاستحمام قبل النوم فقط ولا يتعدى نصف ساعة. وعلى الزوجة تنبيهه بعد مرور (2.) دقيقة ويتم غلق محبس المياه بعد (3.) دقيقة.

الجلسة الخامسة – الأسبوع الخامس:

يقول المريض: – لم أعد أخاف من الأفكار وورودها على عقلى.

– اكتشفت أن هده الأفكار لا تمثلنى ولكنها تمثل مرض الوسواس القهرى كما قلت لى.

– مازلت أكتب الأفكار ولكنها لا تأخذ إلا صفحة واحدة فقط (9 مرات فى نصف الساعة).

– قل غسيل يدى كثيراً ولكنى عندما اسلم على أحد غير نظيف أو يده مبللة أو بها عرق أغسل يدى ولكن بالماء فقط وبدون صابون ومرة واحدة. وأصبح غسيل اليد (8) مرات فى اليوم فقط.

– أصبحت لا أكرر الكلمات فى الصلاة ولا أعيد الوضوء أو الصلاة بعد أن عرفت أن الخروج من الصلاة وتكرارها هو عدم احترام لها وأنا أقف أمام الله. وأن استعمال الماء الكثير محرم وأن زيادة عدد مرات غسيل اليدين أو الرجلين فى الوضوء عن ثلاث مرات فيه إساءة. ولكنى مازلت قلقا أن يحدث أى خطأ.

– تم الاتفاق عل نفس النظام السابق.

الجلسة السادسة – الأسبوع السادس:

يقول المريض: – أصبح ورود هذه الأفكار على عقلى فى أوقات الفراغ، وعندما لا أكون منشغلا فقط.

– لست قلقاً من هذه الأفكار أبداً وأعرف أنها تافهة.

– أريد التوقف عن كتابة هذه الأفكار.

– غسيل اليدين لا يتجاوز (4) مرات فى اليوم.

– الاستحمام فى المساء لا يتجاوز (2.) دقيقة.

-لم يحدث هذا الأسبوع تكرار الكلمات أو إعادة الوضوء والصلاة.

الجلسة السابعة – الأسبوع السابع:

يقول المريض: – أصبح انشغالى بالأفكار مثل انشغال أى إنسان باللوحات المعلقة على الحائط.

– توقفت هذا الأسبوع عن كتابة هذه الأفكار.

– لا أغسل يدى إلا بعد الخروج من الحمام وقبل الأكل وعند الضرورة فقط.

– الاستحمام ينتهى قبل تنبيه الزوجة (أقل من عشرين دقيقة).

– لا يصيبنى أى قلق أثناء الوضوء أو الصلاة أو بعدهما

   (إنما الأعمال بالنيات). وتوقفت الجلسات.

مثال (14): (البطء الوسواسى)

رجل يبلغ من العمر (46) سنة يشكو من استغراقه وقت طويل (ساعتين) فى قضاء الحاجة (الحمام) لكى يتأكد تماماً أن مثانته قد خلت من البول، وأن المستقيم قد خلا تماماً من الغائط (البراز)؛ وذلك للرغبة فى الوصول إلى الكمال فى الطهارة وغيرها، ولعدم قدرته على احتمال عدم القيام بالشىء كما ينبغى وعلى أكمل وجه.

استغراق وقت طويل جداً فى الاستحمام (3) ساعات لكى يتأكد من وصول الليفة والصابون والماء إلى كل مكان فى جسمه، وغسل كل عضو من أعضاء الجسم عدد معين (3) مرات (عدد جيد)، ولو أخطأ فيه أو نسى يعيد ويكرر الغسيل والعد.

غسيل جسمه يكون بنظام معين؛ من أعلى لأسفل، ومن اليمين إلى الشمال، وبترتيب معين لكل عضو.

تجفيف الجسم له نفس الطقوس ونفس النظام ونفس العدد. وكلما حاول الإسراع، أضغطت عليه زوجته وأولاده يزداد البطء أكثر فأكثر، واستغرق وقتاً أطول.

عند ارتداء الملابس والاستعداد للخروج لابد من وضع الملابس على السرير بنظام معين، ولابد أن يكون خط أزرار القميص متعامداً مع حزام البنطلون وفى المنتصف تماماً – الحرص على عدم وجود أى كسرات فى القميص من الأمام عن دخوله ى البنطلون، ولابد من دخول القدم داخل البنطلون بدون لمس القماش. ولو حدث يعيد إخراج رجله وإدخالها مرة أخرى خوفاً من حدوث شىء غير سار، ولابد عند ارتداء الملابس البدء فى نظام معين وبترتيب معين لا يتغير. وإذا لم تسمح الظروف بذلك ينتظر ولا يتساهل أبداً.

يقوم بتمشيط شعره إلى اليمين قبل ارتداء الملابس، ثم يقلبه على الشمال عند الخروج – لبس وتلميع الحذاء عند كل خروج وبنفس النظام – رباط الحذاء يجب أن يكون فى صورة دائرتين متساويتين فى القطر، وإعادة ربطهما عدة مرات إن لم يكونا كذلك (3) مرات (عدد جيد).

لقد كان هذا المريض مستغرقاً تماماً فى طقوسه، وأصبح القيام بالعمل على الوجه الأمثل، (والذى لا يحدث دائماًَ) أهم عنده من العمل نفسه وإنجازه – صورته أهم من محتواه.

الخطة العلاجية:

تم عمل القائمة الأساسية للتعرض ومنع الطقوس

مسلسل

العـرض

شـدته

1

رباط الحذاء مرة واحدة وفى صورة تلقائية بدون دقة

5

2

تلميع الحذاء عند الضرورة فقط وليس عند كل خروج

5

3

ارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب

7

4

الخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة سريعاً

9

5

الاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة

10

تم عمل قوائم فرعية صغيرة والبدء فى برنامج  التعرض ومنع الطقوس قائمة قائمة بدءاً بأقلها إحداثاً للقلق، وانتهاءً بأشدها حتى تحرر المريض من كل طقوسه ومن القلق الحادث بالامتناع عنها.

1- التعرض ومنع الطقوس عند ارتداء الحذاء:

  • ارتداء الحذاء الأيمن قبل الأيسر والخروج وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام.

  • من اليوم الرابع إلى السادس ربط الحذاء مرة واحدة فقط والخروج، وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).

  • من اليوم السابع إلى التاسع ربط الحذاء وعمل دائرة واحدة فقط، والخروج وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).

  • من اليوم العاشر وحتى الثانى عشر: لبس الحذاء والخروج بدون تكرار تلميعه وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).

  • تكرار كل ما سبق من اليوم الثانى عشر وحتى يوم الثامن والعشرين.

لوحظ تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة حتى وصل فى بعض الأحيان إلى (9) درجات فى اليوم الثانى عشر, ثم عندما تعود المريض على منع الطقوس بدأ مستوى القلق فى التناقص ووصل فى نهاية الأسبوع الثالث إلى درجتين أو أقل. وأكمل المريض خطته حتى نهاية الأسبوع الرابع.

2- التعرض لارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب:

  • وضع الملابس على السرير بدون نظام لمدة ثلاثة أيام.

  • وضع القدم داخل البنطلون مع لمس القماش لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).

  • عدم الالتزام بنظام وترتيب ارتداء الملابس، والبدء كيفما اتفق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).

  • عدم النظر فى المرآة للبحث عن أى كسرات فى القميص ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).

  • عدم مطاوعة النفس لعمل أى تعديل فيما سبق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ، د)، والخروج مباشرة من البيت وعدم ترك أية فرصة للتراجع.

لاحظ المريض ازدياد مستوى القلق طالما مكث داخل المنـزل وكان لديه رغبة شديدة لعمل الطقوس. وفى نهاية الأسبوع الخامس لم يبد المريض أية مقاومة، بل وأصبح القلق غير موجود تماماً، وأكمل المريض خطته حتى الأسبوع السادس.

3- التعرض ومنع الطقوس الخروج من الحمام (ساعتين):

تم عمل خطة للخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة، والاتفاق مع المريض على تقليل مدة المكوث بالحمام عشر دقائق كل ثلاثة أيام باستعمال ساعة ومساعدة الزوجة؛ لاحظ المريض تزايد مستوى القلق كلما قل الوقت بصورة مطردة، ثم بدأ فى التناقص مع التعود. وبعد (33) يوم لم يتجاوز المريض عشر دقائق فى الحمام بعد أن كان ساعتين.

4- التعرض ومنع الطقوس للاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة (ثلاث ساعات):

باستعمال ساعة وبمساعدة الزوجة تم الاتفاق على اختصار مدة الاستحمام (15) دقيقة كل ثلاث أيام، وتقليل الطقوس تدريجياً – تصاعد مستوى القلق بصورة كبيرة حتى وصل إلى درجة غير محتملة (1.) درجات فى اليوم السابع. ولم يستطع المريض التعايش معه أو مقاومته أو تجنبه.

تم تغيير الخطة:

  • اختصار الوقت (15) كل أسبوع.

  • الأسبوع الأول: استخدام الصابون العادى وعدم استخدام أى مطهرات، والامتناع عن النوم فى البانيو للتأكد من وصول الماء إلى كل أجزاء الجسم.

  • فى الأسبوع الثانى: غسل كل جزء من أجزاء الجسم بالليفة والصابونة والماء مرة واحدة فقط، وعدم تكرار ذلك، وعدم العد  + (ما سبق ذكره فى النقطتين أ، ب).

  • فى الأسبوع الثالث:

اليوم الأول: غسيل جزء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم الثانى: غسيل جزءين من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم الثالث: غسيل ثلاثة أجزاء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم الرابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم الخامس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم السادس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.

اليوم السابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد + (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ).

  • الأسبوع الرابع: تجفيف الجسم بدون النظام والترتيب السابق+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د).

  • الأسبوع الخامس: تكرار ذلك مرات ومرات ومرات+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د، ﻫ).

مع ملاحظة:

  • أهمية وقف الطقوس أثناء الاستحمام، وتنبيه المريض أنه كلما ارتفع معدل القلق لدرجة غير محتملة عليه تأخير أو تأجيل الطقوس ببطأ حتى يتم التعود على ذلك.

  • الاستعانة بلوة لتحديد الوقت عن طريق استخدام ساعة.

  • تنبيه المريض أن الشعور بالخوف علامة على التقدم، وأن تحمل القلق والتعود عليه هو الطريق للشفاء.

  • مرة أخرى لاحظ المريض وزوجته تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة كما تعود على أدائها.

  •  وبمرور الوقت بدأ القلق فى التراجع والتناقص حتى وصل فى نهاية الأسبوع الثانى عشر إلى أقل من درجتين.

العلاج المعرفى:

لأهمية العلاج المعرفى الشديدة فى مثل هذه الحالات وفائدته الكبيرة (ارجع إلى مقال تصحيح المعتقدات الخاطئة فى مرض الوسواس القهرى ).

مثال (15):
طالب فى الصف الثانى الثانوى يغسل يديه كثيراً لأنه يشعر بالاشمئزاز عند لمس التراب والمواد السائلة بأنواعها خصوصاً للزجة ولدهنية .
يتجنب لمس أيدى الناس فى المصافحة خوفاً من نقل القاذورات أو لمس العرق أو احتمال حمل اليد لأى قاذورات لعدم غسلها بعد الأكل أو الخروج من الحمام .
هذا المريض لا يعنيه مطلقاً التلوث ولكنه يشمئز من الأشياء السابقة، ويشعر بالقرف منها أو لمسها ، ربما تكون أمه هى السبب فى هذه الشكاوى حيث كانت تربيه فى صغره على ذلك ، وتجنبه كل هذه الأشياء تماماً وبصورة صارمة.
تم عمل خطة علاجية بسيطة تشمل كتابة كل هذه الأشياء القذرة فى نظره ، والتى تسبب له الاشمئزاز والقرف والغثيان وتشمل:

  1. التراب وأى شئ عليه آثار تراب.
  2. الأشياء اللزجة.
  3. المواد الدهنية.
  4. عرق الآخرين.
  5. الدم.
  6. ……………
  7. …………..

بدأ المريض بلمس التراب والامتناع عن طقوس غسيل اليد لمدة:
(1.) دقائق        اليوم الأول
(2.) دقيقة        اليوم الثانى
(3.) دقيقة        اليوم الثالث
(4.) دقيقة        اليوم الرابع
(5.) دقيقة        اليوم الخامس
(6.) دقيقة        اليوم السادس
(6.) دقيقة        اليوم السابع
بدأ تكرار ذلك لمدة أربعة أسابيع حتى حدوث التعود ، وانخفض القلق إلى قلق خفيف. ثم بدأ التعرض ومنع الطقوس لباقى المواد وبنفس الطريقة السابقة. وقد لوحظ ارتفاع حدة القلق مع تزايد فترة التعرض، وبعد مدة بدأ القلق فى التناقص تدريجيا حتى وصل إلى أقل م      (2) فى المواد اللزجة والدم . واختفى تماما عند لمس التراب والمواد الدهنية فى مدة تتراوح بين أسبوع وأربعة أسابيع.
( لمزيد من المعلومات راجع صفحة التعرض ومنع الطقوس)

مثال (16):
طالب فى السنة الثانية بإحدى الكليات يعانى من تكرار غسيل يده مرات عديدة. فقد كان له زميل فاشل دائم الرسوب من المنصورة ، ويعمل أهله بالكويت. وقد كانت تسيطر على عقله فكرة أنه إذا لمست يده هذا الزميل مباشرة ، أو لمست يده جريدة أو ورقة ، أو قرأ لسانه كلمة المنصورة أو الكويت؛ فإنه سيصبح فاشلاً ويرسب فى الكلية . والذى زاد الأمر سوءاً أن أخته التحقت بكلية فى المنصورة ، وبالتالى لا يمكن لمسها أو أى شئ من أدواتها ( والتى لابد من تركها خارج البيت: أدوات الكلية، كوب ، معلقة ، شوكة ، سكينة، حذاء ). ثم بدأ فى غسيل يده مرات عديدة عند لمس أى إنسان (فلابد أن أى إنسان لمس إنساناً آخر جاء من المنصورة أو الكويت ، أو قرأ هذه الأسماء أو كتبها).
وفى البيت لابد من غسيل يده كثيراً (فلابد أن أخته التى تذهب للمنصورة تلمس أى شئ فى المنزل أو أحد أفراد الأسرة) وكان يثور إذا لمس أدواته أحد ويضطر لغسيل يده، بل والأدوات نفسه ، وأصبح أسيراً لعادة غسيل اليد ، يبذل فيها كل وقته.

الخطة العلاجية :
هذا المريض لا يعنيه القذارة ولا يشمئز منها ، ولا يعنيه التلوث والميكروبات والمرض، ولا يخالف منها. ولكن يسيطر على عقله هذا التفكير السحرى، أن مجرد نطق كلمة منصورة أو الكويت سوف يصبح فاشلاً راسباً ، أو التفكير الخرافى بأن لمس إنسان فاشل وراسب أو أى شئ يخصه لابد أن يجعله هو الآخر راسب وفاشل . واعتقاده هذا جعله يعتزل الناس ويتجنب أى تلامس بهم أو متعلقاتهم .

العلاج المعرفى
تصحيح الاعتقاد الخاطئ:

وذلك عن طريق المواجهة المباشرة للمعتقدات الخاطئة التى تختفي خلف الأفعال القهرية فيتشجع المريض على ملاحظة أفكاره، ويتعلم مواجهة هذه الأفكار ؛ فيصبح تسلسل الأفكار الوسواسية وتعاقب الأفعال القهرية أقل اعتياداً.
سوف تبدأ بمواجهة التقييم غير الواقعى وغير الحقيقى بتطبيق تقييمات حقيقية وعقلانية لهذه المواقف لكى نجعل تفكير المريض دقيقاً وصحيحاً؛ بمعنى أن يعرف أفكاره الوسواسية ، وأن يصفها كما هى ، وبالتالى أن يتعرف على الحقائق الفعلية للمواقف المثيرة للقلق لأن الأفكار والتخيلات الوسواسية دائماً ما تكون شديدة على أساس من الأحاسيس والمشاعر السلبية عن مخاطر مستقبلية .

الاعتقاد الخاطئ

تقييم غير حقيقى – أفكار غير منطقية

تقييم منطقى وواقعى – حديث النفس

المبالغة فى تقدير الأذى والخطر

يجب أن أحمى نفسى من الرسوب والفشل حتى لو كان هذا الاحتمال بعيد جداً

لماذا لا أعطى نفسى الفرصة .
ماذا يمكن أن يفعل شخص سليم لا يعانى من الوسواس القهرى.

تفكير سحرى
المبالغة فى إضفاء الأهمية على الأفكار.

مجرد التفكير فى فكرة سيئة لابد أن تحدث، ولابد أن يحدث السوء والأذى.

إنها مجرد فكرة .
إنها ليست مجرد أفكارى.
هذه فكرة وسواسية .
هذه الفكرة لا تعنى شيئاً
الأفعال هى التى تؤذى وليست الأفكار.

عدم تحمل القلق

لا أستطيع تحمل القلق ولو حتى لوقت قصير.
سوف أكرر غسيل يدى حتى يزول القلق وأطمئن أننى لن أرسب ولن أكون فاشلاً.

القلق سوف يقل بمجرد الانتظار والصبر.
لابد من تحمل بعض القلق لكى أشفى نهائيا ويرتاح عقلى.
لا يجب على الآن القيام بالطقوس
ولابد من الامتناع عن تكرار غسيل اليد.

تفكير خرافى أو وهمى.

عندما أقوم بتنفيذ الطقوس
أستطيع منع مصائب وأضرار أخرى.

هذه الطقوس لتكرار غسيل اليد لا تفعل شيئاً سوى تعذيبى أنا والآخرين من حولى.
لابد من الامتناع عن تنفيذ الطقوس ولن يحدث شئ، ولن أرسب، ولن أكون فاشلاً.
هذه الطقوس متعبة ومضيعة للوقت.

تفكير ماذا لو

 ……

ماذا لو لمست …؟
ماذا لو رسبت …..؟

ماذا لو لمست …؟
ماذا لو …..؟

هذا التفكير سوف يهدد حياتى ووقتى
إن حقيقة أننى سوف أكون راسبا

أو فاشلا أحقر من أن يصدقها عقلى المريض أن التعب والعذاب وضعت فيه نفسى أقسى وأمر من أن أرسب بالفعل وإذا حدث سوف أتعامل مع ذلك بعقلانية ومنطق

الشك المتواصل وغير المحتمل قد يحدث لى أذى أصاب
بالقلق
قد أرسب
قد اكون فاشلا
أنا لن أقبل هذه الأفكار الوهمية
أنا أعرف منطقيا استحالة حدوث ذلك
أن السبب فى ذلك هو مخى المريض
والذى لابد من علاجه

 

العلاج السلوكى (التعرض ومنع الطقوس)
– تماما مثل المثال السابق
– كتابه كل الأشياء التى كان يتجنبها المريض ككتابه كلمة المنصورة  والكويت (1.) مرات لكل منها وبخط كبير وتعليقها فى المنزل طول مدو العلاج (وقد رفض المريض ذلك)
–  كيفية  مواجهه أفكار أخرى وعلاجها
– طرق أخرى لمواجهه المعتقدات الخاطئة
–  التجريب السلوكى
– تمارين لاختبار المعتقدات والأفكار الخاطئة وعلاجها
– البطاقة متعددة الألوان لكل ما سبق يمكن الرجوع إلى صفحة تصحيح المعتقدات الخاطئة

مثال (14)
زوجة عمرها (36) سنه تعانى منذ (8) سنوات من الخوف من المرض والجراثيم والميكروبات وفيروسات الكبد والإيدز والسموم والبكتريا والكيماويات وتخاف على أولادها وزوجها أن تنتقل لهم هذه المواد الملوثة وتسبب فى مرضهم أو موتهم فهى تغسل يديها أكثر من (6.) مرة فى اليوم ومنتهية تماما لأى شئ تلمسه لها كرسى معين ممنوع على أولادها وزوجها الجلوس عليه حددت لنفسها كوبا معينا وشوكة وسكينة وملعقة وطبق لا يلمسه أحد من أولادها أو زوجها خوفا عليهم
تتجنب تمتما لمس المواعين غير النظيفة مقابض الأبواب مفاتيح النور التليفون –  النقود – المكنسة الكهربائية والعادية – المكواة –  سلة المهملات – الملايات والملابس وأى شئ فى الحمام وتقضى حاجتها شبه واقفه لكى لا تلمس قاعدة التواليت تغلى الماء قبل استعماله لشكها فى تلوث خزان المياه قبل استعماله لشكها فى تلوث خزان المياه لا تأكل الطعام الجاهز المشترى من المحلات مطلقا حيث تعتقد تلوث أيدى العمال والطباخين .
كانت الزوجة تقاوم العلاج أو الذهاب إلى الطبيب بحجة أنها تفعل ذلك خوفا على أولادها وزوجها من أن يصيبهم أى مكروه بسببها وأنها مهما تعبت سوف تضحى من أجلهم وسوف تعيش حياته تجاهد وتحاول أن تمنع عنهم كل شئ ضار حتى لو كلفها هذا كل وقتها وجهدها ولم لا ؟ وقد اصبح كل شئ الأن  على ما يرام  بسبب طقوسها هذه فى نظرها .
العلاج المعرفى
1-  على الطبيب إقناع المريضة بصورة علمية مبسط بأن انتقال الأمراض التى تتخيلها لن يحدث لأولادها
2- على المريضة أن تعرف أن مجرد التفكير والخوف من حدوث المرض لن يجعله يحدث ولابد أن تتخلص من هذه الأفكار (باب علاج الأفكار الوسواسية)
3- على المريض مواجهه معتقداتها الخاطئة التى تختفى خلف أفعالها  القهرية (كالمثال السابق مع مقال تصحيح المعتقات الخاطئة)
العلاج السلوكى : (التعرض ومنع الطقوس)
1- تم عمل قائمة للأشياء التى كانت تتجنبها مرتبة حسب شدتها من الأقل الأشد
2- تم عمل برنامج يومى للتعود على لمس الأشياء التى كانت تجنبها وعدم غسيل اليد بعد لمسها (كما سبق شرحه فى الأمثلة السابقة)
3- لوحظ فى هذه المريضة الخوف الشديد وارتفاع مستوى القلق بصورة لم تحتملها قتم تغيير  الخطة والبدء فى برنامج التعرض التخيلى والذى كان هدفه تحرير عقلها من المخاوف والأخطار التى تظن أنها سوف تحدث لأولادها وزوجها وكانت خطوات العلاج تشمل
– تخيل الأفكار المزعجة والمخيفة فى عقلها والاحتفاظ بها لفترة حتى تعود عليها ويبدأ القلق فى التناقص فتتعلم المريضة قبول هذه أفكار والعيش معها كما هى بدون المشاعر المصاحبة لها .
–  ثم تبدأ فى الخطوة التالية وهى التعرض الحقيقى
–  كان على المريضة كتابة أفكارها ومخاوفها والمواقف المزعجة التى كانت تدفعها للقيام بطقوس غسيل اليد المتكرر وكل ذلك فى قصة فى حدود خمسة دقائق تتخيل فيها أولادها وزوجها وقد انتقلت إليهم ألأمراض بسبب إهمالها فى غسيل يديها وكيف كانت معاناتهم وكيف أصابهم الموت وأـنها تحمل وحدها المسئولية فى انتقال المرض إليهم قبل موتهم وتخيلت سخرية الناس منها واحتمال دخولها السجن وكان عليها أن تسجل قصتها ذات الخمس دقائق على شريط كاسيت وتكررها خلال نصف ساعة ثم سماع هذا الشريط يوميا لمدة ساعة .
– كان نتيجة هذا التعرض التخيلى أن القلق بدأ يتصاعد ووصل إلى مداه فى نهاية الأسبوع الثانى ثم بدأ يتناقص واصبح تخيل القصة السابقة أقل إثارة للقلق وأصبحت أقل تصديقا أن الأمراض السابقة سوف تنتقل منها إلى أحبائها وأنها سوف تتسبب فى موتهم ورجع إليها تفكيرها المنطقى وتأكدت أنه من المستحيل حدوث هذه المصائب بالطريقة التى تخيلها واختفى هذا القلق فى نهاية الأسبوع السادس
4- بدأت المريضة فى التعرض الحقيقى للأشياء التى كانت تتجنبها (أى لمسها) وعدم غسيل يديها لفترات تزداد تدريجيا يوما بعد يوم كما فى المثال قبل السابق
5- بدأت المريضة بعد ذلك فى عمل جميع الواجبات المنزلية بالتدريج
الأسبوع الأول :  غسيل المواعين وعدم غسل اليدين بعدها
الأسبوع الثانى : ما سبق مع لمس مقابض الأبواب وعدم غسل اليد بعدها ومع لمس مفاتيح النور وعدم غسل اليد بعدها مع لمس التليفون وعدم غسل اليد بعدها  ومع لمس المكواة وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع الثالث : ما سبق وتزيد إليه استعمال المكنسة الكهربية والعادية وعدم غسل اليد بعدها  ومع جمع القاذورات والتراب وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس سلة الزبالة وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس قاعدة التواليت وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع الرابع: ما سبق مع لمس الملايات وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس الملابس المستعملة وعدم غسل اليد بعدها
ومع لمس أى شئ فى الحمام وعدم غسل اليد بعدها
ومع قضاء الحاجة وهى جالسة
الأسبوع الخامس: ما سبق مع لمس الخضروات والفواكة قبل غسلها وعدم غسل اليد بعدها
ومع استعمال مياه الحنفية دون غليها وعدم غسل اليد بعدها
الأسبوع السادس: ما سبق مع …….
الأسبوع السابع: ما سبق مع …….
6- كان على المريضة بعد الشفاء أن تشغل وقتها

  1. صلاة وعبادة …..
  2. علاقات اجتماعية قوية …….
  3. زيارات ………
  4. تجنب الإجهاد
  5. ممارسة رياضة المشى
  6. تعلم الاسترخاء وممارسته

لمزيد من المعلومات لعلاج مثل هذه الحالات رجاء الرجوع إلى مقالات

  1. التعرض ومنع الطقوس
  2. تصحيح المعتقدات الخاطئة
  3. علاج الانتكاسات المرضية
  4. التعرض التخيلى

مثال (18) التعرض ومنع طقوس الدقة والترتيب
زوجة تعانى من الأفعال  القهرية الخاصة بالترتيب والدقة والتماثل والتوازى كانت لا تحتمل رؤية  الفرش والملابس والأثاث والأشياء الأخرى بالمنزل موضوعة بطريقة غير صحيحة وغير نظامية وغير متماثلة بدقة كما تراها هى ).
تقوم بتعليق الملابس فى الدولاب بنظام دقيق – لون معين من الملابس مع نفس لون الشماعة فى مكان محدد ترتيب نوع الملابس بنظام دقيق –  لو دخل زوجها المطبخ فهى تسرع ورائه لتعديل أى تغيير لنظام الملاعق والشوك والسكاكين الأطباق والأوانى مرتبة يتدرج من الأكبر إلى الأصغر  الزجاجات والبرطمانات فى صف واحدا الطويلة فى الجانبين والقصيرة فى المنتصف والكتابة عليها تكون من الأمام ترتيب الألحفة والبطاطين والملايات والفوط والمفارش كل نوع على حدة وفى مكان مخصص وضع المخدات موازية لعرض السرير وعلى بعد ثابت من الحافة – السجاجيد لابد أن تكون فى منتصف الغرفة تماما وموازية  للحوائط  وقد اشترت فرشاة مخصوصة لكى تجعل الشراشيب مستقيمة وغير منكوشة وكانت تحرص على وضع الكراسى والدواليب والترابيزات متوازية مع الحوائط ومتعامدة على بعضها تماما وإذا وجدت اضطرابا بسيطا فى كل الأشياء السابقة أو غيرها فإن ذلك يثير لديها قلقا شديدا وانزعاجا مما يسبب لها مشاكل مع زوجها وأولادها وجعل معظم أقاربها لا يزوروها .

العلاج المعرفى : أرجع إلى صفحة تصحيح المعتقدات الخاطئة
العلاج السلوكى :أرجع إلى صفحة التعرض ومنع الطقوس

  1. التعرض يتضمن التعود التدريجى لرؤية  الأشياء موضوعة فى مكان غير صحيح ومنع الطقوس يتضمن مقاومة الدافع لإعادة هذه الأشياء إلى مكانها الصحيح
  2. تم عمل قائمة التعرض ومنع الطقوس لكل الأفعال القهرية التى  كانت تقوم بها وترتيبها حسب شدتها الخفيف ثم المتوسط ثم الشديد كالأتى :

    م

    العرض

    شدته

    1

    وضع الشوك  والملاعق والسكاكسين بدون توازى وترتيب

    5

    2

    وبدون وضع الكتابة من الإمام

    6

    3

    وضع الأطباق والأوانى بدون الترتيب المتدرج والدقة

    6

    4

    حفظ الملابس فى الدواليب بدون الالتزام بتجميع الألوان معا وعدم وضع نفس اللون مع نفس الشماعة

    7

    5

    تحريك السجاجيد ووضعها على حسب الأماكن الخالية وليس على حسب توازيها مع الجدران وعدو الالتفات إلى استقامة الشراشيب

    8

    6

    ترتيب الألحفة والبطاطين والبطاطين والملايات والفوط والمفارش على حسب استعمالها وليس على حسب لونها أو نوعها

    9

    7

    وضع الدواليب والترابيزات والكراسى وباقى الأثاث على سحب الحاجة إليها وليس على حسب توازيها مع الحوائط أو تعامدها على بعضها 

      5

 

– كان على هذه المريضة أن تختار من القائمة السابقة الشئ الذى يثير لديها أقل قدر من القلق والإزعاج وهو هنا وضع الشوك والملاعق والسكاكين بدون توازى أو ترتيب وبعدها تحركهم إلى وضع غير صحيح (فى نظرها) ثم تقاوم الدافع إلى ترتيبهم وتوازيهم
– كان إحساسها بعدم الراحة يتزايد – ثم استمرت فى مقاومة هذه الدوافع. حتى قل القلق إلى درجة محتملة
– كان عليها تكرار ذلك ثلاث مرات يوميا لمدة نصف ساعة إلى أن بدأت التعود زادت الثقة إلى أن بدأت فى إهمال هذا الدافع لمدة يوم كامل مع اقل درجة من القلق
– ثم بدأت فى تكرار نفس التعليمات السابقة مع العرض الثانى ثم الثالث وهكذا إلى أن تخلصت منها جميعا
– فكان عليها أن تحرك الشئ (الأطباق والملابس والسجاجيد والألحفة والمخدات وكراسى السفرة )  إلى مكان غير صحيح (فى نظرها) ثم تقاوم الدافع إعادته إلى مكانه وتتقبل تزايد إحساسها بعدم الراحة واستمرت فى مقاومة الدافع حتى قل القلق إلى درجات محتملة (2 أو اقل)
–  عندما كانت غير قادرة  على تحمل أقل قدر من القلق منع الطقوس كان عليها تأخير الطقوس بدلا من القيام بها
وهكذا انتهت كل معاناتها من طقوس الترتيب والدقة

مثال (19) التعرض ومنع طقوس التفحص والتأكد
زوجة تعانى من طقوس الفحص الدائم لباب البيت عند الدخول وعند النوم فى المساء وعند الخروج لخوفها من السرقة وتحمل مسئولية ذلك أمام زوجها لمسافر للعمل بالخارج
كما تعانى الفحص الدائم لفرن البوتاجاز ومفاتيح الغاز وفيش  الكهرباء والثلاجة والخلاط والمكنسة الكهربية والسخان كل ليلة لخوفها من حدوث حريق بالبيت يتسبب فى ضياع كل أولادها كثرة تكرار فحص النوافذ والحنفيات والمحابس  تكرار فحص إيصالات الكهرباء والماء والغاز والتأكد من قيمتها الاستيقاظ فى السماء عدة مرات للتأكد أن البطانية لم تغط أنف طفلها الصغير والانتظار للتأكد من أن صدره يعلو ويهبط وانه يتنفس وعلى قيد الحياة
وبالتدريج بدأت طقوس الفحص والتأكد فى الازدياد وكانت تتفحص كل شئ بترتيب معين وإذا تغير فتبدأ من جديد تتفحص وتتأكد لأنها لم تكن تشعر أن أى شئ على ما يرام وقد  لوحظ أن هذه الأعراض قد ظهرت فجأة بعد سفر زوجها للعمل بالخراج وتحملها لكافة مسئوليات الحياة لها ولأولادها

العلاج المعرفى: ارجع إلى مقال تصحيح المعتقدات الخاطئة وباب علاج الأفكار الوسواسية
العلاج السلوكى : التعرض ومنع الطقوس
لأن التحقق والتفحص والتأكيد لهذه المرأة كان يحمل فى طياته الخوف من حدوث كارثة مستقبلية أما سرقة منزلها أو حريقه أو ضياع أولادها فكان من الصعب البدء فى التعرض ومنع الطقوس مباشرة لأن ذلك كان يسبب لها قلقا شديدا غير محتمل .
بدأت الخطة العلاجية بالتعرض التخيلى كما فى الأمثلة السابقة أرجع إلى كتيب التعرض التخيلى
التعرض ومنع الطقوس : الهدف هو :
أ- التحقق مرة واحدة فقط فى المواقف التى يتحقق فيها معظم الناس مثل الباب أو فرن البوتاجاز وهنا يتم التحقق منها بعد استخدامها مرة واحدة فقط
ب- يجب عدم التحقق فى الأشياء التى لا يتم فى العادة التحقق منها مثل إيصالات الكهرباء والماء والغاز والشيكات بعد النظر فيها أو كتابتها
الخطة العلاجية

  1. بدأت هذه المريضة فى التحقيق من قفل الباب أو فحص فرن البوتاجاز أو …أو …. مرة واحدة فقط وبعد ذلك تتحقق منه كل (5) دقائق لمدة ساعة يوميا تزداد بعد ذلك ساعة أخرى كل يوم واصبح هذا التحقق شيئا مرهقا مما جعله يقل كثيرا
  2. تم عمل لكل الأشياء التى كانت تتفحصها كما فى المثال السابق وأيضا تحديد شدة القلق

ثم بدأت فى الخروج من البيت وتنفيذ خطة التعرض ومنع الطقوس كالأتى :
اليوم الأول : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (1.) دقائق
اليوم الثانى : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (2.) دقائق
اليوم الثالث : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (3.) دقائق
اليوم الرابع : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (4.) دقائق
اليوم الخامس : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (5.) دقائق
اليوم السادس : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (6.) دقائق
اليوم السابع : الخروج من البيت – إغلاق الباب بدون التفحص لمدة (6.) دقائق

  1. وهكذا يزيد ابتعاد هذه المريضة عن بيتها كل أسبوع ساعة والرجوع حتى بدأت فى قضاء كل ليلة خارج البيت
  2. لاحظت المريضة أن مستوى القلق والضيق كان يزداد كلما طال زمن اتبعادها عن المنزل ثم بدأ فى التناقص تدريجيا حتى وصل إلى درجة محتملة
  3. بدأت المريضة فى التعرض ومنع الطقوس لباقى الأشياء التى كانت تتفحصها وتتأكد منها بنفس الطريقة السابقة

لمزيد من المعلومات لعلاج مثل هذه الحالات رجاء الرجوع إلى

  1. التعرض ومنع الطقوس
  2. تصحيح المعتقدات الخاطئة
  3. علاج الانتكاسات المرضية
  4. التعرض التخيلى

مثال (20)
مدرس متزوج عمره 26 سنه يقول : دائما يخطر على بالى باستمرار كلمة الطلاق تيجى على لسانى كلمة طالق أحاول امنعها تطلع منى الكلمة تتكرر فى دماغى  كأنها ميكروفون حاجة تخيلى أقول طالق بائن عشان أمنع نفسى كنت أقول طاهر  – طالع مرة غلطت وقلت طالق
بدأت أقول بينى  وبين نفسى زوجتى طالق واكرر الكلمة غصب عنى اتصلت بدار الإفتاء فهب فى الشيخ وقال : يعتبر الطلاق وقع حتى لو بينك وبين نفسك
ذهبت بنفسى إلى دار الإفتاء أخذنى الشيخ إلى شيخ كبير وقال له : الراجل ده قال : زوجتى طال وحكى له الحكاة كاملة ال تبقى طالق روح هات زوجتك واعقد عليها من جديد (الشيخ لا يدرى أنه مريض بالوسواس  القهرى )

الخطة العلاجية
العلاج المعرفى : لابد لهذا المريض وغيره أن يعلم حكم الدين وأقوال العلماء وأدلتها فى هذا الموضوع وهى :

  1. لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور
  2. طلاق المكره لا يقع عند جمهور العلماء

الدليل الشرعى :
1- عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال  (إن الله تعالى تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم )
ورواه ابن ماجه من حديث أبى هريرة بلفظ (عما توسوس به صدورها بدلا من حدثت به أنفسها وزاد فى أخره وما استكرهوا عليه قال الصنعانى فى سبل السلام والحديث على أنه لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور والحديث المذكور أخبر عن الله تعالى بأنه لا يؤاخذ الأمة بحديث نفسها وأنه تعالى لا يكلف الله نفسها إلا وسعها) وحديث النفس يخرج عن الواسع أ هـ والمقصود حديث النفس الذى لا يملك الشخص دفعه أو وقفه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع هذا الحديث أو وقف تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها
2- وعن أبن عباس رضى اله تعالى عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
قال الصنعانى فى سبل السلام : والحديث دليل على أن الأحكام الأخروية من العقاب معفوة عن الأمة المحمدية إذا صدرت عن خطأ أ نسيان أو إكراه
وطلاق المكره عند الجماهير لا يقع واستدل الجمهور بقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وقال عطاء الشرك أعظم من الطلاق وقرر الشافعى الاستدلال بأن الله تعالى لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه واسقط عنه أحكام الكفر كذلك سقط عن المكره دون الكفر لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو دونه بطريق الأولى أ . هـ

العلاج السلوكى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *