الأربعاء, مايو 8, 2024
الوسواس الدينيالوسواس القهري

نماذج لعلاج بعض حالات الوسواس القهري الديني

مثال (1):

1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:

أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن  حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.

ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.

2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:

أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.

ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

 أ – أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.

ب- الخروج من البيت.

4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟  شديد درجته (8)

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله – وليس كل ورقة فيها اسم الله – وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].

– افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].

7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:

ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:

أ – المشى بتعقل وهدوء.

ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.

8- الخطة الفعلية:

الأسبوع الأول:

اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.

اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.

اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.

اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.

اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.

اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.

اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.

وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و… حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.

مثال (2):

1- الأفكار الوسواسية المتسلطة:

– اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين.

– البصق على أشياء مقدسة وغالية مثل… والمصحف ووضع القدم عليه و… و… إلخ.

– الاعتقاد بأننى كافر وخارج من الملة الإسلامية.

2- الأفعال القهرية:

– الاستغفار آلاف المرات بدون تعقل أو تدبر كل ساعات النهار والليل وترك الأسرة وإهمال العمل والتفرغ لذلك.

– الاغتسال المتكرر الكثير والدخول فى الإسلام مرة أخرى وتكرار ذلك مرات ومرات.

– المناجاة الصامتة.. أقول أنا برئ من هذه الكلمات والأفعال ليوم الدين آلاف المرات.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

أ- ترك الصلاة.

ب- عدم الذهاب إلى المسجد.

ج- عدم الاختلاط بأى إنسان متدين.

د- تجنب سماع القرآن خوفاً من تأويل الآيات وتغير معانيها الطيبة إلى معانى أخرى غير طيبة وتغير ألفاظها الطاهرة إلى ألفاظ غير طاهرة.

4- مستوى القلق والضيق: غير محتمل (1.).

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه: خفيف (2) أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– واجه فكرة سب الله أو الرسل أو الدين بدون العراك معها لأنك لست أنت الذى يسب بل مرض الوسواس القهرى.

– أعلم أن الله يحاسبنا عما نفعل فقط وليس ما نفكر فيه.

(انظر إلى لطف الله وإحسانه تعالى بأنه لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها وأنه لا يكلف الله أحداَ فوق طاقته، وذلك عندما قال: ]لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ [البقرة: 284].

هنا يخبر الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن وأنه مطلع على ما فيهن. لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر ولا الضمائر، وإن دقت وخفيت وإن حاسب وسأل ولكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه. روى الإمام أحمد عن أبى هريرة أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله e اشتد ذلك على أصحاب الرسول e وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فأمرهم النبى عليه السلام أن يقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير البقرة (285). فلما أقر بها القوم ونطقت بها ألسنتهم نسخ الله الآية الأولى وأنزل قوله تعالى: ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[[البقرة: 286].

وفى الصحيحين: [إذا هم عبدى بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يفعلها فاكتبوها حسنة، فإن فعلها فاكتبوها عشرا].

وروى مسلم عن عبد الله قال: سئل رسول الله e عن الوسوسة قال: تلك صريح الإيمان. (أى كراهية الوسوسة هى دليل على الإيمان بالله تعالى) وأن الله لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه.

روي ابن ماجة عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه]. والاستكراه هنا فى الحديث يمكن أن يكون من البشر أومن غيرهم كالوسواس لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

روى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما قال: [جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنى لأحدث نفسى بالشىء، لإن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة]. ورواه أيضا أبو داوود والنسائى والحديث صحيح.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]. (رواه مسلم)

وفى صحيح مسلم بشرح النووى باب بيان الوسوسة. فى الإيمان وما يقوله من وجدها فيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: [جاء ناس من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال ذاك صريح الإيمان]، وفى الرواية الأخرى: [سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان]. وفى الحديث الآخر: [لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هدا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل أمنت بالله]. وفى الرواية الأخرى: [فليقل أمنت بالله ورسله]، وفى الرواية الأخرى: [فليستعذ بالله ولينته[. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان. فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله، وفى الرواية الأخرى فليستعذ بالله ولينته، فمعناه الأعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى فى إذهابه. وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر فى إبطالها. فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر فى دليل إذ لا أصل له ينظر فيه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس، فيلجأ إلى الله تعالى فى دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر فى ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره والله أعلم. (انتهى كلام النووى رحمه الله تعالى).

ملاحظـــة:

هنا ينبغى التنويه إلى أن دور الشيطان فى الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما فى قوله تعالى: ]وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ……[ [الأنفال: 48].

فلو صادفت الفكرة إنساناً سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء.

أما إذا صادفت إنساناً مريضاً فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل (ارجع إلى كيفية تكون الفكرة الوسواسية).

7- العلاج السلوكى:

الخلاصة: عند ورود الأفكار الوسواسية المتسلطة والتى تتمثل فى اندفاعات لسب الله أو الرسل أو الدين والبصق على أشياء مقدسة وغالية مثل: المصحف و…. ووضع القدم عليه و…. إلخ فالعلاج هو:

أ- استعذ بالله واستغفره وانته، فإن لم تذهب الفكرة:

ب- افصل بين الفكرة وبين المشاعر المصاحبة لها من حزن وغم وهم، لأنك لست أنت الذى يسب بل المرض وأعلم أن كل ما تعنيه هذه الأفكار أنك مريض وفى حاجة إلى العلاج فإن لم تذهب الفكرة:

ج- حاول وقف الفكرة الوسواسية المتسلطة كما سبق شرحه ولا تجعلها تسترسل فى عقلك قدر استطاعتك. فإن لم تذهب الفكرة:

د- اشغل عقلك بعمل أو بفكرة أخرى كما سبق شرحه فإن لم تذهب الفكرة:

ﻫ- اترك هذه الأفكار بدون تقييمها أو الحكم عليها أو التأثر بها كما سبق شرحه. فإن لم تذهب الفكرة:

و- تجاهل هذه الأفكار، ستجد أنها تتلاشى من الوعى والإدراك تدريجيا كأنها غير موجودة.

فإذا فشلت كل هذه المحاولات توكل على الله، وخذ العلاج الدوائى فإن لم تتحسن: أطلب من طبيبك زيادة الجرعة أو تغيير الدواء أو إضافة دواء آخر.

مثال (3):

تقول المريضة:

أتحاشى بلع الريق فى الصيام خوفاً من الفطر، ودائماً عندى فكرة أنى نسيت وأكلت وشربت أثناء الصوم فى بعض الأيام. وأثناء الصيام أحبس نفسى فى غرفة ليس بها طعام أو ماء حتى أتأكد من أننى صائمة. وبعد رمضان أصوم أياماً أخرى بدلاً من بعض أيام شهر رمضان خوفاً من أن أكون قد أكلت وشربت فيها.

خطوات العلاج:

على هذه المريضة أن تعلم:

  • أنه يباح للصائم ما لا يمكن الاحتزار عنه كبلع الريق وغبار الطريق وغربلة  الدقيق والنخامة ونحو ذلك. قال ابن عباس رضى الله عنهما: لا بأس أن يذوق الطعام الخل والشئ يريد شراءه. وقال ابن تيمية رحمة الله: وشم الروائح الطيبة لا بأس به للصائم.

  • من أكل أو شرب ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة. فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: [من نسى وهو صائم فأكل وشرب، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه]. (رواه الجماعة).

  • لا يجب حبس النفس للتأكد من الصيام ولا يجب إعادة أيام بعد رمضان لأن هذه المريضة إما أن تكون ناسية فقد أطعمها الله وسقاها وإما أن تكون مريضة فلابد من عمل خطة علاجية سلوكية تدريجية.

 

مثال (4):

المريض الذى يتفحص نفسه وملابسه دائماً ويشك فى وجود البلل أو خروج البول بعد الوضوء فيكرر الوضوء، أو فى الصلاة فيعيد الصلاة.

خطوات العلاج:

ننقل له من باب: [قطر البول ونضح الفرج إذا وجد بللاً] مصنف عبد الرزاق ﺟ 1:

583- عن ابن عباس قال: شكا إليه رجل فقال: إنى أكون فى الصلاة، فيخيل إلىَّ أن بذكرى بللاً، فقال: قاتل الله الشيطان، إنه يمس ذكر الإنسان فى صلاته ليريه أنه قد أحدث، فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء، فإن وجدت بللا قلت: هو من الماء ففعل الرجل ذلك فذهب.

591- عن حذيفة بن اليمان قال: إذا توضأت ثم خرج منى شئ بعد ذلك فإنى لا أعده بهذه – أو قال: مثل هذه – ووضع ريقه على أصبعه.

584- قال سعيد بن جبير: سأله رجل فقال: إنى ألقى من البول شدة، إذا كبرت ودخلت فى الصلاة وجدته، فقال سعيد: أطعنى، أفعل ما آمرك خمسة عشر يوماً، توضأ ثم ادخل فى صلاتك فلا تنصرفن.

595- عن معمر قال: سأله رجل فقال: إنى أجد البلة وأنا فى الصلاة آنصرف؟ قال: لا حتى تكون قطرة، أحسبه قال يومئذ: هل أحد إلا يجد البلة؟

مثال (5):

1- الفكرة الوسواسية المتسلطة:

أ- هى الخوف من المشى فوق أوراق أو جرائد فيها اسم الله أو قرآن  حتى لا أقع فى الإثم فى الدنيا والعذاب والنكال فى الآخرة.

ب- أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فأنا أخاف أن أترك أى حجر فى الأرض حتى لا يتعثر الناس، وأخاف أن أترك أى زجاجة مكسورة فى الشارع حتى لا تجرح قدم طفل صغير. وأخاف أن أترك قشرة موز حتى لا تنزلق رجل أى فتاة فتنكشف.

2- الأفعال القهرية الناتجة عنها:

أ- أفحص الأرض أثناء المشي مرات عديدة، وأمشى متعرجا، وأجمع أي ورقة من الشارع وقراءتها مرات عديدة، والتأكد من عدم وجود اسم الله فيها مرات عديدة.

ب- أفحص الأرض باستمرار مرات عديدة للبحث عن حجر، أو قطعة زجاج أو قشرة موز أو فرع شجرة أو مسمار لدرجة ضياع الوقت وعدم إنجاز أى مهمة خارج البيت.

3- سلوكيات التجنب المطلوب التوقف عنها:

 أ – أتجنب الخطو على الأوراق فى الشارع وأمشى متعرجا للبعد عنها أو النظر فيها.

ب- الخروج من البيت.

4- مستوى القلق والضيق الناشئ عنها؟  شديد درجته (8)

5- مستوى القلق والضيق المراد الوصول إليه؟خفيف درجته (2)أو أقل.

6- العلاج المعرفى:

– عزيزى المريض أنت غير مسئول عن إصلاح كل أخطاء الآخرين مثل الذين ألقوا بعض الأوراق فى الشارع التى فيها اسم الله – وليس كل ورقة فيها اسم الله – وأنت غير مسئول عن كل الأذى فى الطريق. قال تعالى: ]وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [[الأنعام: 164].

– افعل ما فى طاقتك وإمكانياتك فقط لأنه ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ [البقرة: 286]، ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[[التغابن: 16].

7- خطة التعرض ومنع الاستجابة للطقوس:

ينصح الطبيب المعالج المريض بالآتى:

أ – المشى تق وهدوء.

ب- التقليل من فحص الأرض أثناء المشى تدريجياً.

8- الخطة الفعلية:

الأسبوع الأول:

اليوم الأول: امشِ دقيقة بدون تتبع الخطوات وبدون المشى متعرجاَ وبدون فحص الأرض وبدون النظر لأسفل وكرر ذلك خمس مرات يومياَ فى أوقات مختلفة.

اليوم الثانى: أمشِ (3) دقائق كما سبق.

اليوم الثالث: أمشِ (5) دقائق كما سبق.

اليوم الرابع: أمشِ (7) دقائق كما سبق.

اليوم الخامس: أمشِ (1.) دقائق كما سبق.

اليوم السادس: أمشِ (13) دقائق كما سبق.

اليوم السابع: أمشِ (15) دقائق كما سبق.

وهكذا يتم زيادة دقيقتين أو ثلاثة دقائق كل يوم فى الخطة السابقة فى الأسبوع الثانى والثالث والرابع و… حتى تصل درجة القلق والضيق إلى (2) أو أقل ثم نبدأ فى علاج فكرة أخرى.

مثال (6):

مريض يبلغ من العمر (33) سنة يقول: حضرت درس دينى كان موضوعه أن من يتلفظ بالطلاق ولو بالهزل يقع الطلاق، ومن يسب الدين فهو كافر خارج من ملة الإسلام.

قفزت إلى ذهنى بعد الدرس فكرة أن كل كلمة أقولها من الممكن أن يكون معناها سب الدين، و أخاف أن أتلفظ بكلمة الطلاق بأى معنى. وبسبب ذلك تركت الورشة وانعزلت عن الناس لدرجة إنى أحيانا، أضع يدى على فمى حتى أصمت وأمنع أى كلمة تخرج من فمى بسب الدين أو الطلاق.

وكان المريض يعانى قبل ذلك من مشكلة تكرار الوضوء وإعادة الصلاة وغسيل يديه عند لمس أى شئ (حوالى 6. مرة فى اليوم) وكان يستغرق ساعتين على الأقل فى الاستحمام كل يوم. وكان يعانى أيضا من تكرار كلمات الصلاة والأذكار والقرآن.

خطة العلاج:

الجلسة الأولى: فى الأسبوع الأول:

– تم كتابة العلاج …..

– ذكر أحاديث [إن الله تجاوز لأمتى…. ] [إن أناسا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجدوا ما يتعاظم فى صدورهم… ].

وهنا اطمئن قلبه مؤقتا وتم الاتفاق على بدء العلاج السلوكى بعد اسبوع.

الجلسة الثانية – الأسبوع الثانى:

– علاج الأفكار الوسواسية وتتمثل فى:

– اقبل وجود الفكرة وعش معها .. (تم شرحها).

– مبدأ وجود الفكرة بدون القلق المصاحب لها … (تم شرحه)

ضرورة وقف المناجاة الصامتة …

– مبدأ إن أردت أن تنسى شيئا فأنت تتذكره …

الجلسة الثالثة – الأسبوع الثالث:

– بدأنا بكتابة الأفكار بالتفصيل – رفض الكتابة وقال: صعب

– قلت له: احضر كل يوم لنحكى الحكاية معا.

– فقال المريض: بفلوس أم مجانا؟

– قلت له: بفلوس.

– قال: خلاص كل يوم أكتب أحسن وأوفر الفلوس.

– أحضر المريض كشكولا وبدأ فى كتابة أفكاره بالتفصيل الممل لمدة ساعة يوميا.

الجلسة الرابعة – الأسبوع الرابع:

يقول المريض:

– مازالت الأفكار كما هى ولكن القلق قليل.

– بطلت تكرار الكلمات وإعادة الصلاة.

– ضغطت على نفسى ولا أكرر الوضوء.

– غسيل اليدين وصل إلى (2.) مرة فى اليوم.

تم الاتفاق على:- الاستمرار فى كتابة الأفكار (ثلاث صفحات مرتين فى اليوم).

– عدم غسيل اليد مطلقاً إلا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام.

– الاستحمام قبل النوم فقط ولا يتعدى نصف ساعة. وعلى الزوجة تنبيهه بعد مرور (2.) دقيقة ويتم غلق محبس المياه بعد (3.) دقيقة.

الجلسة الخامسة – الأسبوع الخامس:

يقول المريض: – لم أعد أخاف من الأفكار وورودها على عقلى.

– اكتشفت أن هده الأفكار لا تمثلنى ولكنها تمثل مرض الوسواس القهرى كما قلت لى.

– مازلت أكتب الأفكار ولكنها لا تأخذ إلا صفحة واحدة فقط (9 مرات فى نصف الساعة).

– قل غسيل يدى كثيراً ولكنى عندما اسلم على أحد غير نظيف أو يده مبللة أو بها عرق أغسل يدى ولكن بالماء فقط وبدون صابون ومرة واحدة. وأصبح غسيل اليد (8) مرات فى اليوم فقط.

– أصبحت لا أكرر الكلمات فى الصلاة ولا أعيد الوضوء أو الصلاة بعد أن عرفت أن الخروج من الصلاة وتكرارها هو عدم احترام لها وأنا أقف أمام الله. وأن استعمال الماء الكثير محرم وأن زيادة عدد مرات غسيل اليدين أو الرجلين فى الوضوء عن ثلاث مرات فيه إساءة. ولكنى مازلت قلقا أن يحدث أى خطأ.

– تم الاتفاق عل نفس النظام السابق.

الجلسة السادسة – الأسبوع السادس:

يقول المريض: – أصبح ورود هذه الأفكار على عقلى فى أوقات الفراغ، وعندما لا أكون منشغلا فقط.

– لست قلقاً من هذه الأفكار أبداً وأعرف أنها تافهة.

– أريد التوقف عن كتابة هذه الأفكار.

– غسيل اليدين لا يتجاوز (4) مرات فى اليوم.

– الاستحمام فى المساء لا يتجاوز (2.) دقيقة.

-لم يحدث هذا الأسبوع تكرار الكلمات أو إعادة الوضوء والصلاة.

الجلسة السابعة – الأسبوع السابع:

يقول المريض: – أصبح انشغالى بالأفكار مثل انشغال أى إنسان باللوحات المعلقة على الحائط.

– توقفت هذا الأسبوع عن كتابة هذه الأفكار.

– لا أغسل يدى إلا بعد الخروج من الحمام وقبل الأكل وعند الضرورة فقط.

– الاستحمام ينتهى قبل تنبيه الزوجة (أقل من عشرين دقيقة).

– لا يصيبنى أى قلق أثناء الوضوء أو الصلاة أو بعدهما

   (إنما الأعمال بالنيات). وتوقفت الجلسات.

مثال (7)
مدرس متزوج عمره 26 سنه يقول : دائما يخطر على بالى باستمرار كلمة الطلاق تيجى على لسانى كلمة طالق أحاول امنعها تطلع منى الكلمة تتكرر فى دماغى  كأنها ميكروفون حاجة تخيلى أقول طالق بائن عشان أمنع نفسى كنت أقول طاهر  – طالع مرة غلطت وقلت طالق
بدأت أقول بينى  وبين نفسى زوجتى طالق واكرر الكلمة غصب عنى اتصلت بدار الإفتاء فهب فى الشيخ وقال : يعتبر الطلاق وقع حتى لو بينك وبين نفسك
ذهبت بنفسى إلى دار الإفتاء أخذنى الشيخ إلى شيخ كبير وقال له : الراجل ده قال : زوجتى طال وحكى له الحكاية كاملة قال تبقى طالق روح هات زوجتك واعقد عليها من جديد (الشيخ لا يدرى أنه مريض بالوسواس  القهرى )

الخطة العلاجية
العلاج المعرفى : لابد لهذا المريض وغيره أن يعلم حكم الدين وأقوال العلماء وأدلتها فى هذا الموضوع وهى :

لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور

طلاق المكره لا يقع عند جمهور العلماء

الدليل الشرعى :
1- عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال  (إن الله تعالى تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم )
ورواه ابن ماجه من حديث أبى هريرة بلفظ (عما توسوس به صدورها بدلا من حدثت به أنفسها وزاد فى أخره وما استكرهوا عليه قال الصنعانى فى سبل السلام والحديث على أنه لا يقع الطلاق بحديث النفس وهو قول الجمهور والحديث المذكور أخبر عن الله تعالى بأنه لا يؤاخذ الأمة بحديث نفسها وأنه تعالى لا يكلف الله نفسها إلا وسعها) وحديث النفس يخرج عن الواسع أ هـ والمقصود حديث النفس الذى لا يملك الشخص دفعه أو وقفه ومريض الوسواس القهرى لا يملك دفع هذا الحديث أو وقف تلك الأفكار لأنه مجبور عليها مقهور بها
2- وعن أبن عباس رضى اله تعالى عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
قال الصنعانى فى سبل السلام : والحديث دليل على أن الأحكام الأخروية من العقاب معفوة عن الأمة المحمدية إذا صدرت عن خطأ أ نسيان أو إكراه
وطلاق المكره عند الجماهير لا يقع واستدل الجمهور بقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وقال عطاء الشرك أعظم من الطلاق وقرر الشافعى الاستدلال بأن الله تعالى لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه واسقط عنه أحكام الكفر كذلك سقط عن المكره دون الكفر لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو دونه بطريق الأولى أ . هـ

العلاج السلوكى

علاج الفكرة : انظر باب علاج الأفكار الوسواسية

أرجع إلى الأمثلة السابقة فقد تم علاج حالة مماثلة

One thought on “نماذج لعلاج بعض حالات الوسواس القهري الديني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *