الخميس, مايو 9, 2024
الوسواس القهريتفصيل برنامج العلاج السلوكي

البقاء في مرحلة التحكم

“لا يوجد شئ في العالم يمكن أن يحل محل المثابرة”
كالفين كوليدج (1872 – 1933)

أتت (ل) للعيادة من أجل مساعدتها في علاج وسواسها القهري.. قالت (قبل أن نبدأ لقد قرأت كتيب في غرفة الانتظار اسمه تعلم الحياة مع الوسواس القهري.. هذا الأمر أحبطني للغاية وأريد أن أناقش الأمر معك، الفكرة بأكملها أزعجتني وذلك أن اضطراب الوسواس القهري لا يمكن معالجته نهائيًا.. وأنني مضطرة إلى تعلم كيفية الحياة معه مثله مثل المرض المزمن والذي من الممكن أن تتكرر نوباته المرضية في المستقبل).
أخبرتها أنني أتفهم قلقها غير أن المقصود من الكتيب لم يكن لحملها على إقناع نفسها بأنها ستظل دومًا في مشكلة بسبب الوسواس القهري، على العكس كان الهدف منه أن يريها كيف أننا بالرغم من كوننا لا نستطيع علاج اضطراب الوسواس القهري نهائيًا إلا أننا من خلال العلاج نستطيع تقليل الأعراض بشكل كبير..
مفهوم أنه من الصحيح كون اضطراب الوسواس القهري أشبه بالمرض المزمن حيث أنه في أوقات الضغط يزداد إلحاح ممارسة الطقوس بل تزداد الأفكار الوسواسية نفسها غير أن هذا لا يعني أن وسواسك سوف يستمر بالتدخل في حياتك..
والآن بعد أن حققت بعض التحكم على مشكلات بعينها تخص وسواسك القهري فإنه من الطبيعي لك أن تبدأ في التطلع إلى المستقبل.. بالفعل قد يتطلب التحكم في الأعراض الكثير من الجهد.. إذن ماذا سيتطلب البقاء في التحكم؟ حسنًا إنها نفس المقادير.. المثابرة والمعرفة.
عندما أقابل مرضاى هذه الأيام من أجل العلاج السلوكي أشعر بالثقة أثناء إخبارهم ما الذي يمكن أن يتوقعوه من العلاج.. أستطيع أن أطمئنهم بأن قلقهم سوف يقل عند التعرض وبأنهم لن يصابوا بالجنون بسببه، بل يمكنني أن أؤكد لهم أن مشاكلهم سوف تظل تحت التحكم في المستقبل..
ولعلك تتساءل كيف اكتسبت هذه الثقة؟ حسنًا أفترض أن هذه الثقة مزيجًا من مشاهدة كيف نجح العلاج السلوكي مع مئات من المرضى في العقد الأخير بالإضافة إلى قراءة مكتشفات البحث على كثير من المرضى الآخرين حول العالم.
ولكن حقيقة منذ 20 عامًا عندما كنت وجهًا لوجه مع (ر) أول مرضاى للوسواس القهري لم أكن متأكدًا من توقعاتي، بشكل ما.. كنت في نفس الموقف الذي أنت فيه الآن.. فلقد تعلمت مبادئ علاج الوسواس القهري باستخدام العلاج السلوكي وقد كان التعلم مقنعًا.. ولكن حتى تجرب الأمر بنفسك لن تصل أبدًا إلى درجة فهمه أو الإيمان الكامل به وتقول الحكمة اليابانية عن هذا الأمر (أن تعرف ولا تعمل بما تعرف هو أن لا تعرف).. وهكذا استمعت إلى (ر) وهو يخبرني قصته.. وقد كان يراوده مخاوف من أن يصبح ملوثًا من لمسه العديد من الأشياء التي يعتبرها قذرة، وهو يبقي يده اليمنى نظيفة طوال الوقت رافضًا أن يستخدمها في المصافحة بل حتى لا يضعها في جيب بنطاله ولكى يتجنب التعامل المباشر مع الأشياء القذرة مثل ملابس الغسيل، فراشه، أكرة الباب في الحمامات العمومية، أحذيته، أو حتى غطاء تانك البنزين في سيارته.. كان عليه أن يغطيها جميعًا بمناديل ورقية قبل أن يلمسها ولكى يغلق الصنبور في الحمام العمومي كان يغطيه بأوراق المناديل التي يستعملها أيضًا في إمساك أكرة الباب في طريقه إلى الخروج.
وكان “ر” إذا أجبر على لمس أحد هذه الأشياء القذرة فإنه يشعر بالقذارة بطريقة غامضة، كما كان يشعر بعدم الارتياح.. وكان في التو يقوم بفرك يده مرة بعد مرة ثم بمجرد دخوله المنزل يقوم بغسل الملابس التي كان يرتديها أثناء لمسه لهذه الأشياء.
وكانت النتيجة هى أن يتحول “ر” الشاب الذكي الموهوب بسبب أعراض الوسواس القهري إلى شخص غير قادر على القيام بوظيفته ذات الوقت الكامل.. وعندما قابلته كان يعمل فقط عدة ساعات بالأسبوع، بل إن حياته الاجتماعية قد تضاءلت كثيرًا حيث أنه يمضي العديد من الساعات كل يوم إما قلقًا من أن يكون ملوثًا أو يغتسل في محاولة منه لإزالة هذا التلوث.
فما كان مني إلا أن شرحت له ما أعرفه عن علاج هذه الأعراض بالعلاج السلوكي.. في البداية جعلته يلمس الأشياء (القذرة) في مكتبي.. حيث جعلته يلمس الكراسي، الصنابير، أكرة الباب الخاص بحمام العيادة.. كل ذلك بدون أن يغتسل بعدها، وقد سار الأمر جيدًا غير أنه عاد في الأسبوع التالي دون أن يكمل تمرين الواجب الذي اتفقنا سويًا أن يقوم به في المنزل لأنه لم يستطع أن يحمل نفسه على لمس ملابس الغسيل وباقي الأشياء بدون أن يغتسل، ولذلك قمت بزيارة شقته في العديد من المناسبات وذلك كى أساعده على لمس غسيله، أحذيته، فراشه، أثاث حمامه والعديد من الأشياء الأخرى (القذرة) وذلك باستمرار مع منعه من الاغتسال بعدها.
وبالفعل قد أفلح معنا هذا التعرض ومنع الاستجابة وبعد ثلاثة شهور من العلاج اكتسب القدرة على التحكم في غالبية أعراضه، وقد أخبرته أن هذه المكاسب التي حصل عليها عند أغلب المرضى تستمر للعديد من السنوات.. ولقد سنحت لي الفرصة كى أشاهد هذا الأمر بنفسي فلقد تفقدت “ر” بعد ستة أشهر وكانت الأمور لا تزال تسير جيدًا، وبعد سنة كان نفس الأمر وآخر مرة رأيته فيها كانت مشاكله تحت التحكم بشكل جيد لأكثر من ست سنوات وكان يحيا حياة طبيعية.
وتجربتي المبكرة تلك التي خضتها مع “ر” تكررت مع كثير من المرضى الآخرين الذين تحسنوا على العلاج السلوكي وحافظوا على تحسنهم لسنوات بعد ذلك، ولكني اكتشفت أيضًا أن بعض أنواع الطقوس والأفكار كانت أكثر صعوبة في العلاج من البعض الآخر.. وبعد سنوات وخلال بحثي لكتابة فصل في مرجع علمي وجدت أن المرضى أصحاب طقوس النظافة وطقوس المراجعة يمرون بأوقات أكثر سلاسة مع العلاج السلوكي.
وبالرغم من أن مرضانا نادرًا ما يبلغون المئة بالمئة من درجة التحسن مع العلاج السلوكي إلا أنهم يبتهجون في معظم الحالات لما قد بلغوه من التحسن والتحكم بالأعراض، تلك الأعراض التي من الممكن أن تعاود الظهور في أوقات الضغوط إلا أنها لم يعد لديها القدرة بعد الآن على التدخل في عملهم أو حياتهم الاجتماعية.
ولكى أعطيك فكرة عن نوع النتائج التي تتوقعها في علاجك، دعنا نراجع بعض المرضى الذين قابلتهم كى ترى كيف تسير أمورهم الآن.. ولأن هؤلاء كان لديهم مختلف أعراض الوسواس القهري فلعلك تجد لدى البعض منهم مشاكل تشبه مشاكلك.. وكنتيجة سوف تتمكن من توقع نتائج العلاج السلوكي بشكل واقعي وستتمكن من المحافظة على التحكم بمشاكل الوسواس كما ستدرك كيفية تحديد وتجنب السقطات الممكن حدوثها على طول الطريق.

نتائج المدى البعيد للعلاج السلوكي
(ب: التنظيف/ الغسيل القهري)

كان لدى “ب” مخاوف من التلوث بالمرض وكل أهداف المدى البعيد التي عملت عليها حافظت على مخاوفها  قيد التحكم للدرجة التي جعلتها بعد ثلاث سنوات غير قادرة على التدخل بحياتها (أعد النظر في أهداف المدى البعيد)
وعلى نحو أكثر دقة هذه الأهداف بعيدة المدى كانت عبارة عن:

  • أن تغسل يديها فقط عندما تكون قذرة فعليًا.
  • أن تغسل يديها فقط مرة واحدة قبل اعداد الطعام.
  • أن تصبح قادرة على استخدام عربات التسوق في السوبر ماركت.
  • ألا تتجنب الأشخاص الذين يبدو عليهم المرض.
  • أن تستطيع الدخول إلى حجرات المرضى واستخدام أثاثها.
  • أن تستطيع استخدام الغسالات التي استعملها آخرون.
  • أن تستطيع اعداد الطعام في المطبخ الخاص بها.
  • أن تستطيع تعليق الملابس النظيفة والمتسخة (التي استعملتها) متجاورين في خزانة ملابسها.
  • أن تكون مدة استحمامها عشرون دقيقة بعد أن كانت ساعتين أو ثلاث.
  • أن تستحم مرة واحدة في اليوم بدلاً من أربع أو خمس مرات.
  • أن تستطيع غسل طاولة العرض الخاصة بها بمنظفات المطبخ العادية بعد أن كانت تشعر أنها في حاجة إلى استخدام المبيض.

حتى الآن (ب) غير قادرة على تحقيق كل أهداف المدى البعيد التي حددتها، وفي بعض الحالات كانت ببساطة غير قادرة على التماشي مع أهداف المدى القريب التي وضعتها لنفسها.. كانت لا تزال تغسل يديها أثناء القيام بعملية غسيل الملابس، وكانت تقاوم المصافحة بالأيدي أو الاحتكاك الجسدي بالآخرين.. وكانت تفضل  عدم ترك المنزل بعد الذهاب إلى الحمام إلا إذا قامت بالاستحمام قبلها، وفي كل مرة وضعت فيها “ب” أهدافًا قريبة المدى تتعلق باحدى هذه المشكلات كانت دائمًا تمتلك النية الصادقة لتحقيقها غير أنه لمختلف الأسباب لم تكن أبدًا قادرة على استكمال تحقيق الهدف.
وبرغم كل شئ فإنها سعيدة جدًا بالتحسن الذي وصلت إليه حيث أن معظم أفعالها القهرية أصبحت قيد التحكم، كما أن أفكارها الوسواسية قد تقصلت أيضًا.. وبالرغم من أنها لازالت تقوم ببعض الطقوس إلا أن هذه الطقوس لا تتدخل بحياتها بشكل ملحوظ.
ما مقدار الصعوبة التي وجدتها “ب” مع العلاج السلوكي؟
في بدايات علاجها أخبرتني (أتعجب من نفسي كيف أصبحت قادرة على القيام بهذه الأشياء، فلقد كنت أعاني من هذا الوسواس القهري منذ خمسة عشر عامًا على الأقل.. ولا أصدق كيف أصبحت سريعًا قادرة على التخلص من هذه الوساوس في شقتي على الأقل)..
كانت سعيد ومندهشة كيف أنها لم تواجه الكثير من القلق أثناء ممارستها للجلسات.. وأخبرتني كيف أن التوتر الذي شعرت به أثناء ترقب الجلسة كان أكثر سوءًا من القلق الذي شعرت به في الحقيقة أثناء التعرض ومنع الاستجابة.. وقد وصفت لمس الكرسي المتحرك والذي يعتبر واحدًا من الأشياء التي تخافها بهذا الشكل:
(حقيقة لم يزعجني الأمر كثيرًا، صحيح أنني كنت أفضل عدم القيام به ولكنني فعلت.. والشعور بتحقيق هدف ما تغلب على احجامي).
وفي النهاية أكدت لي أهمية وجود مساعد لمساندتها (عندما كان يتملكني الاغراء لتجنب التمارين كانت صديقتي تدعمني قائلة: يجب عليك القيام بذلك وهكذا استمريت وها أنت تراني قد نجوت).
وإجمالاً فإن استجابتها للعلاج السلوكي كانت فورية وشاملة، وبنهاية أربع أسابيع من الممارسة كانت أكثر من نصف مشكلاتها قيد التحكم.. و(ب) مثلها مثل مرضى طقوس النظافة عادةً ما يتحسنون بسرعة على العلاج السلوكي كما أن وساوسهم وأفعالهم القهرية تميل إلى البقاء قيد التحكم في المستقبل.
والآن يعاود “ب” في فترات الضغوط التي تمر بها أسرتها إلحاح النظافة ليظهر على السطح مرة أخرى، ولكنها أصبحت قادرة على تخطي الأزمة دون الاستسلام له.. وسريعًا ما يخفت هذا الالحاح بعد زوال فترة الضغوط النفسية.

(ت: التدقيق القهري)
والآن دعنا نراجع “ت” المدرس صاحب العديد من طقوس التدقيق والمخاوف من إيذاء الطلاب.. كيف استفاد من العلاج السلوكي؟ إن موقفه أشبه بموقف “ب” حيث أن مشاكله التي أصبح قادرًا على العمل عليها عن طريق النجاح في تحقيق أهداف قريبة المدى قد تحولت إلى الأفضل واستمرت قيد التحكم.
ولكن الأعراض الأخرى والتي كان قد ابتكر من أجلها أهدافًا قريبة المدى لم يكن قادرًا على تحقيقها كانت لا تزال تشكل مشكلات، فعلى الرغم من التحسن الجزئي في قليل من الحالات وبالرغم من استجابته لبعض الأهداف قريبة المدى بشكل كلي إلا أن الالحاح للتدقيق لم يكن ليختفي، وبتعبير آخر يمكننا القول أنه على الرغم من إقلاله للتدقيق لعدة أسابيع إلا أنه في بعض الأحيان كان لا يزال غير متأكد إذا ما قام بإيذاء أحد طلابه أم لا..

ما مقدار الصعوبة التي وجدها “ت” في التعرض ومنع الاستجابة؟
وهنا إليكم تعليقاته بخصوص محاولة تحقيق العديد من الأهداف في سياق العلاج السلوكي.
أخبرني “ت” بخصوص ممارسة العلاج السلوكي من أجل تعلم كيفية استخدام دباسة الورق في الفصل وفي وجود طلابه (لقد كان الأمر صعبًا وتطلب فترة طويلة ولكنه مع الوقت أصبح أسهل كثيرًا وأنا الآن أستطيع استخدام الدباسة بدون تفكير في الأمر).
مشكلة أخرى من مشاكل “ت” كانت عبارة عن احتياجه إلى استخدام ورق الكربون حين قيامه بتصحيح أوراق الطلاب والتي كانت تمكنه من التدقيق بعد ذلك إذا ما كتب أى ألفاظ خارجة عليها.. وتكلم عن كيفية حمل نفسه على عدم استخدام أوراق النسخ الكربونية قائلاً (في البداية كنت أراجع مرارًا وتكرارًا ثم بعد ذلك أصبحت قادرًا على التصحيح دون القيام بذلك.. فقط أدقق مرة واحدة أو مرتين وأشعر بعدها أن الأمر على ما يرام)
واحدة من أهداف “ت” كانت أن يقاوم تفحص المقابس الكهربائية ومفاتيح الكهرباء.. وعن هذا يقول (لقد كان الأمر صعبًا، فلقد أجريت العديد من الفحص والتأكد وساعد أخي بقوله أنه مطفأ.. يقصد المفتاح الكهربائي وكنت حينها أستطيع الابتعاد وكان أخي يقول أيضًا السيارة في الجراج واستطعت حينها الابتعاد كنت أكتفي بكلمته).. لاحظ هنا أن في هذا الوقت سقط أخو “ت” في فخ طمأنة “ت” والتدقيق بدلاً منه..
ومن أكبر أهداف “ت” كانت أن يقاوم تفحص موقع أقدامه مقارنة بعلامة من الطبشور كان قد رسمها على الأرضية بغرض أن يتبعها حتى يتأكد أنه لم يقم بالاعتداء على أحد التلاميذ.. هذا الالحاح يتكلم عنه قائلاً (كانت المقاومة صعبة جدًا.. اضطررت إلى استخدام بعض المراجع للتأكد من أنني لم أتحرك ووجدت نفسي أحدق في أشياء بديلة مثل نسالة قماش أو قطعة سجاد، وكان الالحاح يزول بعدها بثانيتين).
وفي النهاية تحدث “ت” عن تجربته في محاربة الحاحه إلى أن يتصل بآباء تلاميذه كى يسألهم عن صحة تلاميذه قائلاً (كان هذا الأمر في غاية الصعوبة وكنت استسلم في بعض الأحيان، ولكنني كنت أحاول إخبار نفسي “انتظر حتى الغد” وأنا الآن في غاية البعد عن هذا الأمر).
لاحظ أن “ت” خاض قلقًا أكثر من الذي خاضته “ب” في مقاومة طقوسه، والعديد من المرضى أصحاب طقوس التدقيق يشعرون بعدم اليقين وعدم الأمان خلال عملية منع الاستجابة.. كما أن وجود مساعد من الممكن أن يشكل فارقًا بين النجاح والفشل في تحقيق هدف معين، وفي حالة “و” كان المساعد عبارة عن علاج الفلوكستين  Fluoxetine (البروزاك (Prozac والذي ساعده على تقليل الحاحاته القوية .. وجدير بالذكر أن مزج العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي قد تمت مناقشته بشكل مفصل من قبل.
كانت لدى “ت” القدرة على التحكم في أغلب طقوس التدقيق بينما كان في منزله بينما ظلت الحاحاته للمراجعة قوية في أوقات وجوده بالمدرسة خاصةً عندما كان يشعر بالغضب أو التوتر.
ووجد لدى بعض الناس أصحاب طقوس التدقيق أنه بالرغم من التناقض الكبير في طقوس المراجعة لديهم للدجة التي سمحت لهم بالقيام بوظائفهم مرة أخرى إلا أن مشاعرهم بخصوص شكوكهم ظلت عند حدودها الدنيا..

لماذا لم يحدث التحسن لكل من “ب” و “ت” بشكل كامل؟
أولاً: هذا أمر شائع الحدوث في اضطراب الوسواس القهري، ومن السهل القول أنهم لم يتحسنوا بشكل تام لأنهم لم يكونوا قادرين على الامتثال لجميع أهدافهم قربية المدى.. حسنًا ولكن لماذا لم يكونوا قادرين على الامتثال لهذه الأهداف؟
أنا أعتقد أن السبب راجع إلى النسبة بين (التكلفة/ الفائدة) وذلك بخصوص الممارسات المتعلقة بتلك الأهداف.. باختصار يمكننا القول أنه إذا كانت الفائدة التي تحصل عليها من وظيفة ما تتفوق كثيرًا على تكلفتها إذا سوف تكون متلهفًا على القيام بهذه الوظيفة ، أما إذا كانت الفائدة والتكلفة متساويين تقريبًا فسوف يؤدي ذلك بك إلى حالة من عدم القدرة على اتخاذ القرار ، أنك إذن سوف تكون متلهفًا على القيام بهذه الوظيفة ، أما إذا كانت الفائدة والتكلفة متساويين تقريبًا فسوف يؤدي ذلك بك إلى حالة من عدم القدرة على اتخاذ القرار ،ما إذا كنت تقوم بالنشاط او لا ، وربما تشعر بالملل في محاولتك لاتخاذ القرار و كمثال : لعلك تقود سيارتك بسعادة لمئات الاميال كي تقابل صديقًا قديمًا في نفس الوقت الذي تشعر فيه بالملل و طول و صعوبة القيادة لخمسة أميال فقط في طريقك لزيارة طبيب الأسنان .
في البداية تقوم أعراض الوسواس القهري الخاصة بمرضاي بالهيمنة على حياتهم ، و في هذه المرحلة سوف يقومون غالبًا بأي شيء للحصول على المساعدة بخصوص مشكلتهم و فيها يرون العناية بالتسجيل ، و التعرض و منع الاستجابة كلها تستحق الجهد الذي تتطلبه ، و لكن و مع تحسن المرض تصبح حياتهم شيئًا فشيئًا أقل تأثرًا بمشاكلهم ،و أخيرًا يصلون إلى المرحلة التي لازالوا يملكون فيها بعض الطقوس المتبقية و التي من الأفضل ألا يملكوها و لكنها لا تتداخل مع حياتهم ، و الآن نجد أن فوائد التخلص من الطقوس القليلة المتبقية لم تعد تبدو مناسبة للجهد اللازم لوضعها تحت الحكم . بالرغم من أن المرضى ربما يوافقون على محاولة تجربة العلاج السلوكي لعلاج هذه المشكلات إلا أنه و لمختلف الأسباب لا يتبعون ممارسة الواجبات المطلوبة ، و لا يستطيعون تفسير عدم اتباعهم هذا ، و يعدون أن يحاولوا بشكل أكبر جدية الأسبوع المقبل ، فقط ليحدث نفس الشيء مرة أخرى ، و في العلاج النفسي التقليدي يطلق على هذا السلوك ( مقاومة العلاج ) غير أنني أفضل الفكرة غير الانتقادية و التي تتعلق بنسبة ( التكلفة/الفائدة ) كتفسير لهذا الامر . و عليك أن تنتبه إلى هذا أثناء ممارستك الخاصة ، و إذا وصلت إلى مرحلة من الاستواء و التي يبطء فيها معدل التحسن ، اسأل نفسك حينها . لماذا ؟

“ك” طقوس التكرار والاحصاء القهري
فيما يلي دعنا نختبر ماذا يحدث مع العلاج السلوكي إذا تم استخدامه لعلاج أعراض تخص الوسواس القهري ولكن أقل شيوعًا.. نحن نعرف القليل عن علاج هذه المشكلات باستخدام العلاج السلوكي.. ولكننا وجدنا أن أغلب المرضى أصبحوا قادرين على التحكم بمشاكلهم إلى حد ما باستخدام العلاج السلوكي.. بدايةً سوف نعود لمراجعة أمر “ك” والذي كان لديه العديد من الطقوس والتي تتضمن الاحصاء والتكرار للدرجة التي كانت تخنق حياته.
ولاختصار التقدم الذي أحرزه أخبرني “ك” مؤخرًا (إجمالاً حدث أن الأشياء التي استطعت تحقيقها بنسبة مئة بالمئة في التمرين لم تعاود الظهور مرة أخرى).. نجد هنا أنه عمل بجدية شديدة على تحقيق أهدافه قريبة المدى وكان نتيجة ذلك تحقيق أغلبية أهدافه طويلة المدى في مدة الكورس العلاجي التي لا تتجاوز الستة أشهر.. ولقد ظلت هذه الأهداف قيد التحكم لمدة ثلاث سنوات حتى الآن.. أما باقي المشكلات التي وضع لها أهدافًا لم يستطع الانسياق لها لم تستمر قيد التحكم وهذا الأمر شائع الحدوث مع الوسواس القهري.
أصبحت طقوس العد والتكرار لا تعيق حياة “ك” بعد الآن، ولكنه أخبرني مثله مثل كثير من مرضى الوسواس القهري أنه لاحظ أن الالحاح لممارسة هذه الطقوس يزداد في أوقات الضغوط النفسية.. وفي هذه الأوقات كان يتذكر التكنيكات التي أخبرته بها وكان حينها بوسعه مقاومة هذه الالحاحات المؤقتة.
وإليكم تعليقات “ك” بخصوص سير العلاج السلوكي الذي أمكنه من وضع طقوس العد والتكرار الخاصة به قيد التحكم:
(لا أنكر أنني كنت مرتابًا إلى حد ما في بداية العلاج السلوكي، وذلك لأنني كنت قد خضت ست سنوات من العلاج النفسي قبل ذلك، أربعة منهم في التحليل النفسي.. عرفت كل شئ عن طفولتي ولكن هذا لم يساعد وسواسي القهري بأى شكل.. كان أصعب هدف لي هو الاستحمام بدون طقوس، ولأن هذا الأمر تم بدون مساعدة فقد تطلب وقتًا طويلاً حتى استطعت التغلب عليه.. كان الأمر أسهل كثيرًا في جميع الطقوس التي كان يساعدني فيها صديقي منذ البداية).
أول أهداف “ك” التي حققها كانت القدرة على نزول السلم دون طقوس.. ولقد ساعدته على فعل هذا خلال جلساتنا الأولى، وقتها اصطحبنا مساعد “ك” كى يتعلم الأساليب التي سوف يستخدمها مع “ك” خلال تمارين المنزل.. (كانت هذه التجربة من أكثر الأمور حفرًا بذاكرتي قلت لي وقتها “لماذا لا نجرب ذلك” وعندما أعطيت لي الإذن بالبدء عرفت أنك تثق بي وأنني أستطيع أن أفعلها.. كان الأمر أشبه بثقل وقد انزاح عن كاهلي.. أقنعتني أن كل المرضى قد سبق ونجحوا في هذا وبالفعل لم يكن الأمر صعبًا في المرة الأولى أو في أى مرة أخرى بعد ذلك.. وبعدها حتى ولو كنت أقم بالأمر وحدي وبمجرد أن أبدأ فإن الدافع المرضي ينخفض بانتظام ثم يسقط بعد ذلك بشكل مؤثر).

“ج”: الجمع/ التخزين القهري
دعنا نرى ماذا فعلت المرأة التي وصفناها في المقدمة بأن ليس لديها القدرة على إلقاء الأشياء بعيدًا.. مع العلاج السلوكي وجدنا أن “ج” قد أصبح بمقدورها الإلقاء بالأشياء لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان.. عندما قامت لأول مرة بممارسة واجباتها العلاجية أصبحت محبطة حين إدراكها كم الوضع الفظيع الذي كانت تعيش فيه، ولكنها الآن بعد أن استمرت في العلاج أصبحت قادرة مرة أخرى على المشى من باب حجرة النوم إلى سريرها دون الحاجة إلى شق طريقها وشيئًا فشيئًا كانت تفرغ حجرات منزلها بما يملأ العديد من حاويات القمامة أسبوعيًا..
تأمل “ج” العودة إلى عملها قريبًا دون أن يعيق عملها طقوسها التخزينية، وبعد أن تضع مشاكل التخزين الخاصة بها قيد التحكم، فإننا سوف نتقدم صوب هدف آخر لها على المدى البعيد ألا وهو الإقلال من احتياجها إلى تذكر المعلومات غير الهامة.
وإليكم بعضًا من تعليقات “ج” بخصوص مشاعرها الذاتية عن العلاج السلوكي (لا أشعر بالاستياء بعد القيام بالمطلوب فعله ولكن الصعوبة الشديدة كانت تكمن في بدء الفعل.. في بعض الأحيان كان الأمر يبدو مربكًا لأنه كان على التخلص من الكثير.. كان اليوم السابق للتمارين أشبه بانتظار عملية الزائدة الدودية، ولكن عندما أبدأ في التخلص من الأشياء فعليًا كنت أبدأ في الشعور الجيد، أخيرًا ظهرت أرضية منزلي وأصبح الأمر أسهل لي في إلقاء رسائل البريد غير الهامة دون أن أنظر فيها).
كان أغلب توتر “ج” ينحصر في توقع وانتظار إلقاء الأشياء بعيدًا وليس في عملية الإلقاء نفسها، وعلى الأرجح لم تكن لتحقق نفس النجاح الذي حققته لو لم يكن لديها مساعد.. وعن هذا الموضوع أخبرتني (لم أكن أستطيع القيام بالأمر بنفس السهولة وحدي لولا وجود مساعدة من صديق وكنت لأميل إلى التخلص من الأشياء أقل كثيرًا لولا وجود صديقتي لتذكرني بأهمية ما أقوم به).

“س”: وساوس الخرافات وأفعالها القهرية
كيف تستجيب وساوس الخرافات وأفعالها القهرية إلى العلاج السلوكي؟
دعنا نتفقد “س” مجددًا.. هى امرأة ذات مختلف أنواع المخاوف الخرافية ذات الطقوس والتي أثرت على معظم جوانب حياتها.. لنكتشف سويًا ماذا حدث لها.
لقد عملت “س” بجدية على أهدافها قريبة المدى.. ولقد أثبتت أن التحسن الذي حصلت عليه وكان يخص هذه الأهداف قد استمر معها، ولقد ظلت هذه المشاكل قيد التحكم لأكثر من سنتين.. ولكن عندما كانت تمر بفترات من الضغوط كانت وساوسها الخرافية تعاود الظهور.
أصبح لدى “س” الآن القدرة على العمل لدوام كامل، بل وعادت للدراسة وأصبحت تقابل وتجتمع مع أصدقائها مرة أخرى.. أما باقي أعراض اضطراب الوسواس القهري فلم تعد قادرة على التدخل بحياتها.. وعلى الرغم من كون شفاءها لم يكتمل تمامًا إلا أنها اكتسبت قدرة على التحكم في سلوكها مرة أخرى.
وجدت “س” أنها مرت بضغوط قوية أثناء عملها على تحقيق العديد من الأهداف الخاصة بها.. وإليكم تعليقاتها بخصوص سير العلاج السلوكي الذي خاضته من أجل وضع مخاوفها وطقوسها الخرافية قيد التحكم:
(بالرغم من كون طقوسي قد تحسنت إلا أنني لازلت أشعر بالتوتر، فدائمًا ما تراني أصارع الأفكار.. مررت بوقت عصيب في بداية ارتدائي لساعة المعصم) كانت تخاف من أرقام معينة (يمكن الآن أن أقاوم تكرار الاشياء ثلاثة عشر مرة ولكن لازالت تراودني الوساوس، لقد توقفت عن محاولة إيقاف الفكرة لأن الموضوع تحول إلى طقس جديد، عندما أشعر بالعصبية يصبح من الصعب عدم فعل طقوس التكرار، لو أنت أخبرتني أنه من الأمان فعل شئ ما أعرف حينها أنه مصرح لي بفعل ذلك).
من الواضح أن “س” مرت بأوقات أصعب كثيرًا من التي مر بها باقي الأفراد المذكورين سابقًا عند قيامها بالتعرض ومنع الاستجابة، وعندما أخذت الكلوميبرامين (Clomipramine) الأنافرانيل  (Anafranil) فإن ذلك قد ساعدها على الاقلال من الحاحاتها وتوترها، والكثير من الناس الذين يعانون من مخاوف خرافية شديدة سوف يجدون العلاج السلوكي أسهل كثيرًا إذا أخذوا علاج دوائي بنفس الوقت.

“ل”: البطء القهري
“ل” هو الرجل الذي كان يفعل كل شئ ببطء، لقد أحرز تقدمًا كبيرًا مع العلاج السلوكي ولكن لم يكن الأمر سهلاً.. فكل من أنشطته البطيئة ذات المشقة كان عليه العمل على كل منها منفردة.. ونحن في غنى عن ذكر أن الأمر تطلب الكثير من الصبر والمثابرة.. ولقد أنفق المعالج السلوكي الخاص به الكثير من الوقت مع أفراد اسرة “ل” لكى يعلمهم كيف يتعاملون معه لتسهيل العملية العلاجية.
بادئ الأمر بعضًا من أفكار “ل” كانت (شخص ما سوف يموت غدًا لم أفعل كل شئ بشكل مثالي) و (سوف تحدث كارثة وسوف أكون مسئولاً إذا لم أراجع وأتمم على كل شئ) و (إذا لم أفعل هذا بشكل متكامل فسوف أنعت بعدم الكفاءة).. ولقد علمه المعالج أن يتحدى وساوسه بخصوص حدوث الأشياء الكارثية إذا لم يقم بالأمور بمثالية.. ولكى يصل إلى هذه النتيجة أعطى “ل” كروت مفهرسة منقوش عليها تعبيرات شخصية تتحدى أفكاره مثل (لن يحدث شئ فظيع إذا لم أقم بهذا بشكل مثالي) ثم بعدها يقرأ “ل” واحدة من هذه الكروت خلال ممارسة الجسلات وذلك كى يساعده على إتمام أنشطته في حدود الوقت المتفق عليه.
وبجانب ممارسة العلاج السلوكي احتاج “ل” إلى تناول العديد من الأدوية وأيضًا بسبب تكرار النزاعات في منزله كان من الضروري اقناعه أن ينتقل من منزل والديه إلى منزل للتأهيل والذي ثبت كونه بيئة أقل ضغوطًا له.. وكما أوضحت حالة “ل” فإن علاج البطء الوسواسي الشديد يكون غالبًا أكثر تعقيدًا من باقي مشاكل اضطراب الوسواس القهري.

“و”: وساوس بلا أفعال قهرية
وفي النهاية دعنا نراجع “و” الرجل صاحب الوساوس التي تتعلق بأفكار مروعة عن كونه يتحرش جنسيًا بطفل ما.. وبعد شهرين من تعلمه أساليب العلاج السلوكي أخبرني “و” (أن الأفكار عن هذا الحادث لم تعد تراودني كثيرًا بعد الآن، ولكن عندما تأتي فإنها لازالت تزعجني كثيرًا)
قبل أن يأتي لزيارتي كان “و” يأخذ الفلوفوكسامين (Fluvoxamine وذلك لعلاج أعراض اضطراب الوسواس القهري، وعلى الرغم من أن العقار قد ساعده في الاكتئاب وطقوس المراجعة القليلة التي كانت لديه إلا أنه لم يكن له تأثير على وساوسه بخصوص التحرش.. ولكن باستخدام أساليب العلاج السلوكي أصبح لدى “و” القدرة على التحكم بهذه الأفكار صحيح أنها لازالت تحدث بشكل عرضي ولكنها لم تعد تؤثر على عمله ولا على حياته الاجتماعية.
الشئ المثير للاهتمام أن “و” اخبرني أنه بمجرد معرفته لأساليب يمكن أن تتحكم ولو جزئيًا في هذه الأفكار الشنيعة فإن هذا وحده جعله يشعر بالتحسن.
وإجمالاً مع مزج العلاج السلوكي والعلاج الدوائي أصبح “و” قادرًا على التحكم بأفكاره بنسبة أكبر من 90% من الوقت وهذا المكسب استمر معه لأكثر من سنة الآن.

تحويل الصعاب إلى مصلحتك

وصولاً إلى هذه المرحلة لعلك لاحظت أوجه التشابه بين هؤلاء المرضى.. أولاً لاحظت أن أوجه التحسن التي حققوها من المرجح لها أن تبقى.. ولأنك في الغالب كنت تعاني من مشاكل الوسواس القهري لفترة طويلة من الزمن فإنه من الطبيعي لك أن تتساءل إن كانت ستعود.. الخبر المفرح هو أن واحدًا من مميزات العلاج السلوكي هى أن المشاكل التي تضعها قيد التحكم تنزع إلى أن تظل تحت التحكم، كما أن العديد من دراسات الأبحاث قد وجدت أن أوجه التحسن مع نهاية العلاج قد استمرت (أو اشتدت) مع متابعة استمرت من سنة إلى خمس سنوات بينما بعض المرضى في هذه الدراسات وجد أنهم قد احتاجوا جلسات تعزيزية من العلاج السلوكي على طول الطريق كى يحافظوا على مكاسبهم.. ولكن هذه الجلسات التعزيزية كانت تتضمن القليل فقط من من جلسات التمرين تصبح بعدها المشاكل قيد التحكم بشكل أسرع كثيرًا من المرة الأولى التي جربوا فيها العلاج السلوكي..
ولاحقًا سوف تتعلم كيف تحدد ما إذا كنت ستحتاج جلسات تعزيزية أم لا، وأيضًا لعلك لاحظت أنه لابد لك من العمل على ممارسة كل هدف بشكل فردي، وأن إنجاز أحد الأهداف طويلة المدى لا يضمن أن باقي الأهداف سوف تتحقق كنتائج بشكل آلي، وكما أوضحت لك تجارب هؤلاء المرضى فإنه عادةً ما تكون تلك المشكلات التي استطاعوا تحقيق الأهداف الملائمة لها بنجاح هى فقط التي تتحسن وتم تأكيد هذا الاكتشاف بواسطة البحث العلمي في اضطراب الوسواس القهري..
وفي إحدى الدراسات كانت امرأة تعاني من كلاً من طقوس النظافة وطقوس التخزين وعولجت عن طريق العلاج السلوكي.. هذه المرأة تعاونت في التعرض ومنع الاستجابة الخاصة بطقوسها للنظافة فتحسنت تلك الطقوس أما طقوسها التخزينية والتي لم تعالج فإنها لم تتغير.. وبالطبع يحق لك الاندهاش بسعادة إذا وجدت أحيانًا أن بعض المشاكل تتغير للأفضل إذا وضعت مشاكل أخرى قيد التحكم.

3 thoughts on “البقاء في مرحلة التحكم

  • breast cancer refractory to other treatments, colorectal can cer, or as adjuvant therapy for colon cancer following Contraindications Precautions The use of metho resection priligy amazon uk First strand cDNA synthesis was performed from 3 Ојg total RNA using MulV Reverse Transcriptase Applied Biosystems, Carlsbad, CA on a Bio Rad MyCycler

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *