اضطراب فرط الحركة وقلة الإنتباه
ما هو إضطراب فرط الحركة (النشاط) ونقص الإنتباه؟
يتسم اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بعدم قدرة الطفل على المواظبة على الانتباه مصحوبًا بشكل من الاندفاعية خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
ولكى يتم تشخيص هذا الاضطراب هناك العديد من الأعراض التي يجب توافرها قبل سن السابعة لكن لن يتم وضع التشخيص إلا بعد بلوغ سن سبع سنوات عندما تتسبب سلوكيات هؤلاء الأطفال في الكثير من المشاكل داخل المدرسة أو غيرها من الأماكن التي يرتادها الطفل.
ولكى يتم تشخيص اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه والاندفاعية إلى الدرجة التي تعيق الطفل عن التعايش مع أقرانه ومنعه من التحصيل الدراسي والتعايش بشكل سليم بين أهله وأسرته وليست مجرد زيادة نشاط قد نجده في الكثير من الأطفال في تلك الفئة العمرية ولا ضعف في التركيز الذي نجده في عدد لا بأس به في تلك المرحلة.
وُصف اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه منذ بداية القرن العشرين لكن كان الاعتقاد السائد وقتها كان أن ذلك الاضطراب ناتج عن التهاب في المخ سَبَّب تلفًا دائمًا في خلايا المخ وكان يُدعى بــ “متلازمة زيادة النشاط” ولكن مع مرور الوقت وفي خلال فترة الستينات من القرن الماضي وبفحص مجموعة كبيرة من الأطفال والتي تعاني من صعوبات في التحصيل الدراسي وضعف في التركيز مع التغير السريع والمتقلب لحالتهم المزاجية لم يتم العثور على أى إصابات عصبية واضحة ومميزة في المخ حتى يُنسب لها حدوث ذلك الاضطراب، وهذا أدى إلى نمو احتمالية تورط العوامل الوراثية في الإصابة بهذا الاضطراب.
ولكن مع مرور الوقت وزيادة الأبحاث العلمية الدقيقة وُجد أنه يلزم تزامن عدة عوامل وليس سببًا وحيدًا حتى يظهر ذلك الاضطراب كما تؤثر أيضًا في تشكيل الصورة التي يظهر بها الاضطراب سواء كان في صورة نقص التركيز أو في صورة الاندفاعية وزيادة النشاط أو في ظهور الصورتين معًا.
الصورة المرضية
عادةً ما يظهر المرض في سن مبكرة (2 – 3 سنوات) لكن لا يتم الجزم بالتشخيص قبل سن المدرسة.
يُظهر هؤلاء الأطفال حساسية زائدة للمنبهات وينزعجون بسهولة بأى درجة من الضوضاء أو الإضاءة أو تغير في درجة حرارة الجو وغيرها من التغيرات البيئية، وهذا لايمنع أنه قد يمر هؤلاء الأطفال بفترات يظهر عليهم علامات متناقضة تمامًا مثل النوم الزائد وقلة الحركة، كما قد يلحظ الأهل بطء نمو أطفالهم في الشهور الأولى من العمر هذا مع أن هؤلاء الأطفال خلال فترة الزحف يزحفون بنشاط و ينامون ساعات أقل من أقرانهم في نفس الفترة العمرية ويصرخون بصوت عال. وبالطبع هم اٌقل استجابة للقيود الاجتماعية التي تقلل من حركة الأطفال وتهدئ من روعهم في بعض المواقف فهؤلاء الأطفال لا يعبأون بأى نظم اجتماعية تستدعي السكون والهدوء.
والمدرسة من أهم الأماكن التي تُظهر الأعراض بشكل جلىِّ، وخضوع الطفل لأى امتحان يُشرع فيه بسرعة جدًا ثم سرعان ما ينفصل عن اكمال الإجابة بعد الانتهاء من إجابة أول سؤالين، ويصعب على هذا الطفل انتظار دوره في الأمور المدرسية التي تستدعي الالتزام بالدور حتى أنه عند نداء طفل آخر في المدرسة قد يجيب بدلاً منه وهذا بسبب تعجله وعدم قدرته على الانتظار.
وعلى الجانب الآخر في المنزل يلاحظ على هذا الطفل عدم قدرته على السكون والهدوء حتى ولو لدقيقة وعادةً ما تظهر عليه علامات القلق والتوتر وتظهر علامات التوتر عليه بسبب أى شئ تافه والتي عادةً ما تؤدي إلى ارتباكه.
يظهر هؤلاء الأطفال التبدل الشعوري السريع والمتقلب، فبسهولة تتغير حالته من البكاء إلى الضحك أو العكس، لذا لا يمكن التنبؤ بشكل معين من الأداء أو الحالة المزاجية.
لا يتحمل مريض فرط النشاط وقلة الانتباه أن يخفي استيائه من شخص أو موقف معين لذا يتصرف دائمًا باندفاعية وهى من العلامات المميزة لهذا المرض.
يشعر الطفل المصاب فرط النشاط وقلة الانتباه بشذوذه على غيره من أقرانه ويتسبب إدراكه لحجم المشاكل الناجمة عن سلوكه إلى النظر إلى نفسه نظرة سلبية وشعوره بالنقص، وعادةً ما يحاول الطفل تعويض هذا النقص ويظهر ذلك بتفاقم عدوانيته عند تعرفه على مشكلته، كما تتسبب تعليقات زملائه على أفعاله في كرهه للمدرسة والذي في نهاية الأمر يتطور إلى ظهور تصرفات عدوانية للمجتمع أو سلوكيات عدوانية للشخص نفسه مثل تعاطي المواد المخدرة.
الأعراض المميزة:
1. زيادة النشاط.
2.اضطراب التوافق الحركي الادراكي perceptual motor impairment .
3. التقلب المزاجي السريع.
4. عدم القدرة على التحكم العام في تصرفاته وأفعاله.
5. نقص الانتباه (قصر مدة التركيز، والتشتت، تكرار بعض الكلمات بشكل مستمر، عدم القدرة على اتمام واجباته، ضعف التركيز).
6. الاندفاعية (التصرف قبل التفكير، يتغير من فعل إلى آخر بسرعة جدًا، عدم القدرة على التنظيم، القفز بصورة مفاجئة داخل الفصل الدراسي)
7. اضطراب التفكير.
8. صعوبات التعلم.
9. اضطرابات السمع.
10. كثرة النسيان.
11. قد تظهر اضطرابات في رسم المخ.
12. 75% من أطفال فرط النشاط وقلة الانتباه يعانون من اضطرابات سلوكية أهمها العدوانية والمواجهة.
يعاني الطفل من صعوبات دراسية عديدة ناتجة من اضطراباته السلوكية ومعاناته من صعوبات تعلم عديدة التي عادةً ما تصاحب الإصابة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، كما يزيد الأمر سوءًا تشتت الانتباه والذي بالطبع يُعيق قدرته على التحصيل الدراسي كما يُعيق أيضًا قدرته على التعبير واظهار ما قد حصله بالفعل.
أشكال المرض
يأخذ اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه عدة صور:
- نقص الانتباه.
- فرط النشاط والاندفاعية.
- فرط النشاط وقلة الانتباه والاندفاعية (الاثنين معًا).
أسباب الإصابة
أثبتت العديد من الدراسات الجينية ودراسات التوائم والتصوير الدماغي للمخ والأبحاث التي أجريت على النواقل العصبية أنه لكى يحدث فرط النشاط وقلة الانتباه لابد من اجتماع العديد من العوامل التشريحية والكيميائية في الجهاز العصبي.
وحتى الآن لم تتضح الصورة الكاملة لآلية حدوث هذا المرض، ولسنوات عديدة كان ينسب حدوث المرض لعدة أسباب منها تعرض الأم أثناء فترة الحمل لبعض الأدوية والعقاقير الضارة أو الولادة قبل الميعاد المقرر أو إصابة الأم بأى صدمات أثناء الحمل وقبل الولادة، كما أشارت أصابع الإتهام لسنوات عديدة إلى المواد الحافظة والألوان الصناعية الموجودة في الأطعمة والتي يتناولها ألأطفال بكثرة..
لكن مع مرور الوقت لم تثبت أدلة قاطعة تنفي أو تثبت هذه الفرضيات.
ومن العوامل التي تشترك في ظهور المرض:
-
العوامل الوراثية:
كان لزيادة الإصابة في كل من – التوائم المتماثلة (عن بويضة واحدة) عنها في التوائم المتآخية (عن بويضتين)، وكذلك ملاحظة زيادة احتمالية الإصابة في أبناء أو أقارب المصاب باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه – الفصل في الإشارة إلى الدور الوراثي والجيني في الإصابة بالمرض.
-
العوامل التطورية:
أشارت الأبحاث إلى أن المواليد التي تولد في أول فصل الشتاء (شهر سبتمبر) هم الأكثر عرضة عن غيرهم للإصابة بالمرض وقد يكون السبب في ذلك العدوى بأحد الميكروبات التي لم يحدد بعد وذلك في طفل لديه الاستعداد للإصابة بالمرض.
-
إصابات المخ:
لسنوات عديدة ظل افتراض وجود تلف واضح بالمخ أثناء فترة الحمل أو ما قبل الولادة هو السبب في الإصابة بهذا المرض، وقد نُسب هذا التلف إلى التعرض إلى أى من المواد السامة أو نقص الامدادات الدموية للجنين أثناء الحمل او التعرض إلى أى صدمة قوية أثرت عل الجنين أثناء الحمل أو خلال فترات طفولته الأولى لكن مع مرور الوقت وتقدم التصوير الطبي لم يتم التوصل إلى شكل واضح لإصابة جزء معين من المخ يمكن الجزم بأنه المتورط في الإصابة بالمرض.
-
اضطرابات النواقل الكيميائية العصبية:
يرتبط مرض فرط النشاط وقلة الانتباه بالعديد من النواقل العصبية ولكن ظهور المرض مرتبط بشكل كبير بنقطة اللوكس سيريولَس “ “Locus cerulus والمسئولة عن عدة نواقل عصبية دورها الأساسي المحافظة على الانتباه. ويرتبط بالمرض الجهاز النورإدريناليني والذي يتكون من جهاز مركزي (ينشأ في اللوكس سيريورلس Locus cerulus ) وجهاز سيمبثاوي طرفي. ويحظى الجهاز السيمبثاوي الطرفي بالدور الأهم في حدوث اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD ، لذا حدوث أى اضطراب في نظام النورإبينفرن (النورإدرينالين ) سوف يؤدي إلى تراكم الهرمونات في المناطق العصبية الطرفية والذي بدوره سوف يؤثر سلبًا على الجهاز المركزي والذي سوف يعيد ضبط اللوكس سيريورلس “Locus cerulus إلى أقل درجة من النشاط. ولقد بينت هذه النظرية أن ملاحظة تأثير العديد من الأدوية والتي أدت إلى نتائج جيدة بعد تناول المرضى لها، ومن أكثر الأدوية استخدامًا (الأدوية المنبهة) والتي تؤثر بدورها على كل من النواقل العصبية الدوبامين و النورإبينفرين (الأدرينالين) والتي تؤكد فرضية اضطراب النظامين الادريناليني والدوباميني حيث ترفع الأدوية المنبهة تركيز الكاتيكولامينات (الإدرينالية و النورأدرنالين) ومن خلال زيادة إفراز تلك المواد وتثبيط النظم التي تسبب تقليل إفرازها.. وتقلل الأدوية المنبهة وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات تركيز العوادم الكيميائية للنوإيبنرفرين (النورأدرينالين) في البول أى ما يعني بقاءها لفترات النورإبينفرين (النورأدرينالين) داخل الجسم ليقوم بدوره في تنظيم الإيقاع الكيميائي ومن هنا تأتي فاعلية هذه الأدوية.
كذلك يلعب عقار “كلونيدين” وهو من محفزات النوإبينفرين (النورأدرينالين) دورًا جيدًا في علاج فرط النشاط الذي يعاني منه طفل فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHA كما تلعب عقاقير مثبطات أكسيد المونوأمين “ “MAOIs دورًا في السيطرة على فرط النشاط.
ومن هنا نلاحظ تداخل العديد من النواقل العصبية في ظهور فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD .
-
عوامل فسيولوجية:
يخضع المخ البشري أثناء مراحل نموه الطبيعية إلى فترات يكون النمو أسرع بكثير من غيرها من الفترات، وهذه الفترات تحدث:
من الشهر الثالث حتى الشهر العاشر من العمر.
ومن العام الثاني حتى العام الرابع.
ومن العام السادس حتى العام الثامن.
ومن العام الرابع عشر حتى العام السادس عشر.
الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه بشكل خاص ربما يكون لديهم شكل معين من رسم المخ.
ومع توفر الأشعة المقطعية كانت هناك الفرصة لإجراء العديد من الدراسات على أطفال فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD والتي أثبتت عدم وجود إصابة معينة أو شكل معين للمخ، لكن مع – استخدام التصوير الطبقي بالإنبعاث البوزيتروني “ “PET والذي يعتمد بشكل أساسي في التصوير على قياس معدل الامدادات الدموية للأنسجة المخية ومعدل نشاطها الخلوي – أفصح عن نقص الامداد الدموي والنشاط الأيضي في هؤلاء الأطفال في الفص الدماغي الأمامي والذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم سلوكيات الإنسان في منعه من فعل أفعال غير لائقة أو غير محسوبة فيظهر ذلك لدى ألأطفال في شكل الاندفاعية والنشاط الزائد.
-
العوامل النفسية والاجتماعية:
من الملاحظ أن الأطفال في المؤسسات المغلقة والحازمة عادةً ما تعاني من نشاط زائد وعدم القدرة على المحافظة على التركيز، ويرجع ذلك إلى الحرمان العاطفي المستمر الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن أطفال كثيرون يعانون من البيوت المغلقة معنويًا والمحرومين من التواصل مع الأب والأم والأقارب والأقران والحزم الزائد بل وقسوة القلوب وتحجرها في الرد على طفل صغير أو سماع شكواه أو حتى المسح على رأسه لإنشغال الأب الزائد والوهمي بعمله وتفضيله التفاهم والحب والحنان والصداقة والقرب من زملائه في العمل أو أصحابه على القهوة أو ما شابه وإنشغال الأم بأحاديث التليفون المتكررة والطويلة للشكوى من أحوال البلد أو الزوج العصبي أو المشغول (أبو عيون زائغة) أو بالغيبة والنميمة ، وعندما يتحرك الطفل أو يلهو أو يطلب طلب أو يتسبب في سقوط شئ غالي أو تافه يكون الرد من الأب والأم الضرب واللطش أو الصدود والهجر والرد الدئم الجاهز (امشي يا حمار، هقطم رقبتك، تستاهل…).
وقد لوحظ أيضًا أن تلك الأعراض تختفي عندما تختفي عوامل الحرمان العاطفي وغياب المشاعر. ويلعب التوتر النفسي وتوتر الجو العائلي والعوامل الداعية للقلق إلى المساهمة – في وجود العوامل الأخرى – في نشأة المرض.
ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟
ينتشر اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه في حوالي 7:3% بين أطفال المرحلة الابتدائية ويصل في بعض الدول الأخرى إلى أقل من 1% ويزيد في البنين أكثر من البنات لتصل احتمالية الإصابة بين البنين والبنات إلى 1:2.
ولقد أثبتت الأبحاث زيادة احتمالية ظهور المرض بشكل كبير بين الأقارب من الدرجة الأولى ممن لديهم الاضطراب، كما تزداد احتمالية إصابة هؤلاء الأقارب أيضًا ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطرابات القلق والاكتئاب. وتصل احتمالية إصابة أبناء البالغين ممن يعانون من مرض فرط النشاط وقلة الانتباه لتصل إلى ضعف احتمالية إصابة أى فرد آخر بالمرض ممن لا يعاني من تاريخ مرضي في العائلة.
كيفية التشخيص
تحتاج العلامات الأساسية للتشخيص (ضعف التركيز – زيادة النشاط – الاندفاعية) إلى السؤال المفصل عن مراحل الطفل الأولى من النمو جنبًا إلى جنب مع الملاحظة الدقيقة للطفل وخاصةً في الأماكن والمواقف التي تستدعي التركيز والانتباه (المدرسة على سبيل المثال).
قد تطغي الشكوى من زيادة النشاط على غيرها في بعض المواقف مثل المدرسة وقد لا تلاحظ في مواقف أخرى مثل اللعب مع أقرانه من الأطفال.
ولكى يتم تشخيص مرض فرط النشاط وقلة الانتباه لابد أن تكون الأعراض موجودة بشكل مستمر وتصل لدرجة إعاقة الطفل عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وذلك من خلال ساحتين من حياته مثل المدرسة والبيت (لا يتم التشخيص إذا كانت الشكوى والإعاقة في مكان واحد فقط).
من الملاحظ على هؤلاء الأطفال قصر مدة الانتباه لديهم واتسامهم بسهولة التشتت والإنتقال من نشاط إلى آخر بدون إكمال النشاط الأول (يبدأ اللعب بالمكعبات ويبني نصف ما بدأ وسرعان ما يتركهم ويبدأ في وضع قضبان قطاره وقبل أن يضع القطار نفسه فوق القضبان يتركه ويبدأ في مشاهدة الكرتون ويترك الكمبيوتر بدون إيقاف التشغيل ليطلب من أمه الماء وعندما يرى أخيه يأكل يبدأ في تناول القليل من الطعام وهكذا..) ، ودائمًا ما يعجز هؤلاء الأطفال على اتباع المدرسين داخل الفصل الدراسي كما لايلتزم هؤلاء الأطفال بأوامر آبائهم وعادةً ما يتصرفون باندفاعية كما قد يظهر عليهم تقلب في المزاج.
ولكون مشكلة زيادة النشاط هى الأكثر إزعاجًا لكل من يحيط بالطفل لذا يلجأ هؤلاء الأطفال للعلاج بنسبة أكبر من هؤلاء الذين يعانون من نقص الانتباه.
عادةً ما يُلاحظ على الأطفال الذين يعانون من الاندفاعية وزيادة النشاط نمو السلوكيات المضادة للمجتمع وغالبًا ما لا يُلاحظ ذلك على الذين يعانون من نقص الانتباه فقط.
عادةً ما يعاني مريض فرط النشاط وقلة الانتباه من صعوبات تعلم مصاحبة فضلاً عن الناتجة من نقص التركيز والانتباه ومن هذه الصعوبات: صعوبات القراءة، صعوبات الرياضيات، صعوبات اللغة.
التقارير المدرسية من الوسائل المهمة في التشخيص وكذلك تقارير المدرسين عن الطفل، فملاحظة المدرس الدقيقة تساعد في التفريق إذا ما كانت صعوبات تعلم الطفل ناتجة من عدم قدرته على الحفاظ على التركيز (الانتباه) أما أنها ناتجة من صعوبات تعلم موجودة بالفعل، ويجب ألا يغفل عدة عوامل أخرى قد تؤثر على المستوى الدراسي منها عدم تقبل المجتمع الدراسي لطفل بهذا النشاط الزائد عن الحد مما يؤثر على نفسية الطفل والذي ينظر إلى نفسه على أنه إنسان غير طبيعي أو أن به نقص عن أقرانه مما قد يؤدي لإصابته بالاكتئاب، كذلك لابد أن يتضمن تقرير المدرسة علاقة الطفل بأقرانه وزملائه في نفس عمره ومن هم أكبر منه سنًا وملاحظة مدى إلتزامه بالأنشطة ذات النشاط المحدد مثل الجلوس في الفصل أو الأنشطة الحرة مثل اللعب وقضاء وقت الراحة.
وبإجراء الكشف النفسي على طفل فرط النشاط وقلة الانتباه ربما يلاحظ عليه اكتئاب المزاج وذلك بسبب ما ذُكر أعلاه، وقد يلاحظ عليه أيضًا اضطراب تفكيره وقد يبدو تفكيره متحجرًا.
ويظهر هؤلاء الأطفال أثناء الكشف عليهم درجة عالية من التشتت كما يلاحظ عليهم علامات القلق.
بإجراء الكشف العصبي قد يظهر تأخر بصري أو حركي أو سمعي مع عدم الجزم بوجود إعاقة واضحة أو إصابة معينة ظاهرة. ويظهر هؤلاء الأطفال بعض الصعوبات في التحكم في حركاتهم وسلوكهم ولا يلزم هؤلاء الأطفال السلوكيات المتوقعة لنفس الفئة العمرية، فلكل سن درجة مقبولة من النشاط لكن في هؤلاء الأطفال يلاحظ عليهم درجة عالية من النشاط غير مقبولة كما يلاحظ عليهم وجود علامات عصبية غير محددة وبإجراء رسم المخ قد يلاحظ وجود اضطراب في رسم المخ ولكن كما ذكرنا سابقًا ليس له شكل معين لتشخيص مرض بعينه.
التشخيص وفقًا لجمعية الطب النفسي DSM IV
أولاً: أعراض نقص الانتباه
لتشخيص اضطراب نقص الانتباه لابد من توافر 6 أعراض من الــ 9 التالية لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولابد لهذه الأعراض أن تكون بدرجة تعيق حياة الطفل اليومية:
- عادة ما يفشل الطفل الطفل في الحفاظ على الانتباه المستمر للتفاصيل وفعل أخطاء ناتجة عن ذلك في المدرسة والعمل والأنشطة الأخرى.
- عادةً ما يجد الطفل صعوبة في المحافظة على الانتباه في والأنشطة والمهام والأنشطة الاجتماعية.
- عند التحدث معه يبدو وكأنه لا يعبأ بما تقول ولا يستمع إلى حديثك.
- عادةً لا يلتزم بالتعليمات كما يعجز عن إتمام الواجبات المدرسية والأعمال الخالية من التشويق والإثارة له.
- عادةً ما يعاني من صعوبة في القدرة على تنظيم أموره والتنسيق بين الأنشطة المتعددة.
- عادةً ما يتجنب الانخراط بالأنشطة التي تتطلب انتباه ذهني مستمر (مثل الواجبات المدرسية وغيرها).
- عادة ما يفقد الأشياء الأساسية للأنشطة اليومية مثل: (الألعاب – الأدوات المدرسية – الأقلام – الكتب وغيرها).
- تشتت بسهولة بأى مؤثر أو منبه خارجي.
- كثير النسيان في أغلب أنشطته اليومية.
ثانياً: أعراض زيادة النشاط
- عادةً ما يظهر الطفل التململ بيديه أو بأقدامه أثناء جلوسه.
- لا يستطيع البقاء في كرسيه في الفصل المدرسي أو في المواقف التي من المتوقع خلالها أن يبقى في مقعده (مش قاعد على بعضه).
- عادةً ما يقوم الطفل بسلوكيات غير مناسبة مثل الجرى والقفز بشكل مفرط لا يتناسب مع السن و نشاط المرحلة العمرية.
- يصعب على الطفل اللعب بهدوء و لا يستمتع بالأنشطة الترويحية والترفيهية للرغبة في التغيير المستمر.
- دائمًا على أهبة الاستعداد كما لو كان يُقاد بموتور.
- يتحدث كثيراً
أعراض الاندفاعية
- ينطلق في الاجابة على الأسئلة قبل الانتهاء من سماع السؤال.
- يجد الطفل صعوبة في انتظار دوره.
- عادةً ما يقاطع الآخرين في حديثهم.
ولابد أن تظهر هذه الأعراض في مكانين مختلفين مثل المدرسة والبيت مع ظهور إعاقة واضحة في المجال الاجتماعي والمهني والأكاديمي.
التشخيصات المشابهة
يولد بعض الأطفال بحالة مزاجية من النشاط الزائد وقلة التركيز لكن ذلك ينحصر في المدى الطبيعي والمقبول للأطفال ولذلك يصعب تشخيص اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه قبل سن 3 سنوات لاختلاط الصورة مع هؤلاء الأطفال.
القلق في الأطفال:
قد تصاحب أعراض القلق أطفال فرط النشاط وقلة الانتباه، وقد يظهر اضطراب القلق في الأطفال بتشتت الذهن وزيادة الحركة في صورة قد تلتبس مع الصورة الاكلنيكية فرط النشاط وقلة الانتباه.
الهوس:
يشترك الهوس مع اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHA في عدة أعراض مثل كثرة الكلام والنشاط الحركي الزائد وتشتت الذهن، لذا قد تختلط في التشخيص مع فرط النشاط وقلة الانتباه ““ADHA على الرغم من امكانية إصابة الطفل بالاضطرابين معًا لكن نوبة الهوس تظهر في فترات موسمية (أى في مواعيد سنوية شبه محددة أو في مواسم معينة) وعادةً ما تُبقى الشخص خاليًا من الأعراض ما بين النوبات.
اضطراب السلوك (Conduct disorder):
ربما يتصاحب وجود الاضطرابين في الطفل معًا.
صعوبات التعلم:
يلزم التمييز بين صعوبات التعلم المختلفة (مثل صعوبات القراءة، صعوبات الرياضيات) فقد يعاني الطفل من هذه الأمور لوجود صعوبات فيها وليس بسبب عدم القدرة على التركيز وهذا لايمنع تصاحب وجود الأمرين معًا: صعوبات التعلم + فرط النشاط وقلة الانتباه.
التحاليل الطبية والآشعة
لا توجد تحاليل طبية مميزة قادرة على تشخيص مرض فرط النشاط وقلة الانتباه وربما يفصح التصوير الطبقي بالإنبعاث البوزيتروني PET عن نقص الامدادات الدموية للفص الأمامي للمخ لكن هذا ليس علامة خاصة ومحددة باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه.. فهناك عدة اضطرابات نفسية أخرى تُعطي نفس الصورة. من الاختبارات المعرفية التي يمكن إجراؤها للطفل اختبار “مهمة الأداء المستمر” وفيه يًُطلب من الطفل الضغط على زر معين عندما يظهر ترتيب معين من الأرقام على عداد موجود أمامه (مثلاً 9325) ويستمر العدد في اظهار ترتيب عشوائي إلى أن يظهر الترتيب المتفق عليه (9325) عندها يضغط على الزر.. هذا هو الاختبار لكن طفل فرط النشاط وقلة الانتباه عادةً لا يلتزم بذلك الإتفاق فيظهر بأحد الصورتين أما يتصرف باندفاعية ويضغط على الزر بمجرد ظهور جزء من الترتيب (رقم 9 مثلاً) أو أن يتشتت تفكيره و لا يلاحظ الترتيب عند ظهوره على العداد.
هل سيظل طفلي هكذا؟
يأخذ مسار الاضطراب فرط النشاط وقلة الانتباهصور متعددة، 50% من الحالات تبقى لديهم الأعراض بعد بلوغهم، وفي باقي الحالات يعافون تمامًا عند البلوغ.
في بعض الحالات قد تختفي زيادة النشاط لكن نقص الانتباه والاندفاعية غالبًا تظل واضحة.
أول الأعراض إختفاءًا هو زيادة النشاط وآخر الأعراض إختفاءًا تشتت الانتباه.
ومن الصعب أن يتعافى الطفل من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه أثناء مرحلة الطفولة، وهناك من يعتبر وجود تاريخ مرضي في العائلة ووجود أحداث عصيبة في وجود اضطراب السلوك أو الإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات القلق من المؤشرات لاستمرار الاضطراب بعد البلوغ.
وفي غياب هذه المؤشرات لا تتوقع التعافي من الأعراض قبل سن الثانية عشر فهو دائمًا ما بين 12 – 20 سنة.
ومن الملاحظ توافر ظروف معينة قد تعين على التعافي مثل معايشة الشخص لحياة سعيدة مليئة بالايجابية والنتاج الاجتماعي والأسري وسعادته مع زوجته وقد تكون هذه الظروف سببًا في تقليل العقبات إن لم تساعد في التعافي.
على الرغم من كل ما سبق يمر معظم المرضى بتعافي ولكن بشكل جزئي ولكن هؤلاء المرضى معرضون لنشأة شخصية مضادة للمجتمع أو تعاطي المخدرات – وينتج تعاطي المخدرات من اضطراب الشخصية فضلاً عن وجود اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD – أو الإصابة باضطراب وجداني وتستمر صعوبات التعلم خلال سنوات العمر المختلفة.
ومع استمرار الاضطراب في المراحل العمرية المتقدمة يظهر بشكل مختلف فزيادة النشاط تقل حدته لكن تبقى الاندفاعية بنفس درجتها وفي هذا السن قد تكون سببًا لحدوث حوادث السيارات أو الخسائر الاجتماعية المتعددة.
وفي هؤلاء الفئة التي ظلت تعاني من المرض بعد البلوغ لا يختلف أدائهم الوظيفي كثيرًا عن غيرهم ممن لا يعاني من المرض على الر غم من اختلافهم في قدرتهم على التحصيل الدراسي عند معاصرة نفس الفترة العمرية.
يعاني طفل هذا الاضطراب من مشاكل اجتماعية مع الأهل وزملاء المدرسة والأقارب والجيران والتي تتسبب في نشأة عدة اضطرابات نفسية مصاحبة مثل القلق والاكتئاب.
العلاج
على الرغم من ضرورة الإلمام الكامل بطبيعة المرض ، لكن هذا ليس كل شئ …. فالمشكلة في الأصل نشأت من إضطراب كيميائي في دماغ الطفل، ولأن المشكلة كيميائية فالحل الأمثل هو إعادة ضبط الإضطراب الكيميائي …
لكن الأدوية تسيطر علي الأعراض ولا تعالجها، وحتى الآن لم يتوافر العقار أو الدواء الذي يعالج نهائياً من المرض، لكن الأدوية الموجودة لها القدرة علي السيطرة علي الأعراض في حوالي 80-90% من الحالات ، وبمعنى آخر تعتبر هذه الأدوية مثل ” النظارة ” التي تساعد على الرؤية السليمة ، دون معالجة أي عيب في القرينة أو العدسة أو الشبكة ، ويستمر أثر الدواء ما دام لازال باقياً في الجسم وبمجرد نقص تركزيه في الجسم أو غيابه سوف يرجع الأمر لما كان عليه.
لكن الدواء وحده قد لا يكون كافيا….
تساعد الأدوية بشكل كبير في تصحيح أنماط الحياة لكن ليس بشكل كامل ، فلا يوجد حتى الآن قرص أو كبسولة لها القدرة على تعليم الطفل المهارات الإجتماعية التي يجب أن يتعلمها ليتغلب علي الكثير من المشاكل الإجتماعية، وينحصر تأثير الدواء فقط في تهيأة الطفل ليتعلم وتوفير الجو البيولوجي المتزن بداخله حتى ينسجم مع البرنامج العلاجي لإكتساب المهارات.
يحقق العلاج السلوكي نتائج فعاله في العلاج، ويقوم العلاج السلوكي بشكل أساسي على نظرية “التعليم” فيبدأ العلاج من خلال تحديد الأب والأم والمدرس السلوكيات الغير مرغوبه عند طفلهم والعمل علي تعديلها إلى أفعال وسلوكيات مرغوبة.
وتُبنى طريقة التعلم على التحفيز والتعزيز الإيجابي، بمعني منح الطفلة مكافآة علي كل فعل أو سلوك سليم أو مرغوب فيه، ويأخذ هذا التعزيز أشكالاً منها ما هو تعزيز مادي كأن ينال بعض الشيكولاته أو لعبة جديدة ، أو أن يكون التعزيز تعزيزاً معنويا كالمدح أو المداعبه .
العلاج الدوائي
يعتبر العلاج الدوائي الاختيار الأول من خيارات العلاج وتعتبر المنبهات من أول الاختيارات الدوائية وذلك بفاعليتها القوية مع وجود آثار جانبية بسيطة.
- الأدوية المنبهة.
- الأدوية غير المنبهة:
- أتوموكستين.
- مضادات الاكتئاب.
- محفزات المستقبلات الأدرينالية ألفا.
الأدوية المنبهة:
تأتي الأدوية المنبهة في أولى الاختيارات عند التفكير في وصف دواء لعلاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD وذلك بسبب فاعليتها القوية.
ومن هذه العقاقير:
- ميثيل فينيديت (Methylphenidate ) مثل “ريتالين، ريتالين إس آر، كونسرتا”.
- ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine ).
- ديكس ميثايل فينيديت (Dexonethyl phenidate ).
- مودافينيل مثل “فوكالين”.
ومن هذه المركبات ما هو سريع المفعول والتي تتطلب أن يتناول الطفل العقار 3 مرات يوميًا ومنها ما هو طويل المفعول والتي تتطلب أن يتناولها الطفل مرة واحدة في الصباح وتظل فاعلية الدواء طوال الأربع والعشرين ساعة مع عدم إعاقة يومه الدراسي بتناول الدواء كما يحدث مع المركبات قصيرة المفعول، كما تتميز المركبات طويلة المفعول بثبات نسبتها في البلازما طوال اليوم وهذا ما لايحدث مع المركبات قصيرة المفعول، فعند تناول الطفل للدواء يرتفع تركيز العقار في البلازما بشكل كبير ثم بعد مرور ساعات قليلة وخضوع المركب لعمليات الأيض والإخراج تنخفض نسبته في البلازما ثم عند تناول الجرعة التالية ترتفع النسبة في البلازما وهكذا يتوازن التركيز في الدم.
عقار كونسيرتا “ Methylphenidate “
تعمل عقاقير المثيل فينيديت و الأمفيتامين من خلال تنشيط الدوبامين على الرغم من عدم العرفة الدقيقة لآلية عملهم. وتظهر فاعلية مثيل فينيديت في 75% من المرضى حيث يستجيبون بشكل جيد لهذا العقار مع وجود آثار جانبية قليلة.
الجرعة
عقار مثيل فينيديت من العقاقير قصيرة المفعول والتي تستخدم للسيطرة على الأعراض أثناء ساعات الدراسة، ويعطى الريتالين في جرعة 0.3 – 1 مجم / كيلو جرام من الوزن.
الآثار الجانبية:
- صداع.
- آلام المعدة.
- أرق.
- التأثير المعاود : حيث تظهر الأعراض مرة أخرى بشكل أكبر بمجرد إنتهاء تأثير الدواء فتظهر على الطفل علامات التوتر كما يزداد نشاطه بشكل طفيف عن مستوى نشاطه تحت تأثير تناول الدواء.
- في الأطفال الذين يعانون من اللوازم الحركية “Motor tics ” قد يؤدي العقار إلى تدهور هذه اللوازم.
- تأخر بطء النمو: بعض الأطفال الذين يخضعون لهذا العلاج الدوائي قد يعانون من تأخر أو بطء النمو (أحيانًا بل ربما) لكن هؤلاء الأطفال يستعيدون القدرة على النمو الطبيعي عند توقفهم عن تناول الدواء، لذا لا يُنصح بتناول هذا العقار خلال عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت مثلاً…) كما يتوقف تناوله أيضًا طوال فترة الإجازة الصيفية، هذا ما يعطي الفرصة لتعويض النمو.
س: إلى أى مدى يؤثر مثيل فينيديت على الأداء الدراسي؟
أثبتت الدراسات الحديثة أن 75% من الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط قد شهدوا تحسنًا ملحوظًا في الحفاظ على التركيز ومن ثم تحسين المستوى الدراسي.
عقار ديكستروأمفيتامين
تأتي أملاح الأمفيتامين و الدكستروأمفيتامين عندما لا يعطى المثيل فينيديت النتائج المرجوة. ومن مركباته ديكسيدرين 0.5 مجم/ كيلوجرام مرتين يوميًا.
عقار ديكس ميثايل فينيديت:
من الأدوية الحديثة ذات آثار جانبية أقل من باقي المجموعة الدوائية.
صور العقار
- يوجد الميثيل فينيديت في شكل أقراص.
- من خلال الجلد في صورة “لاصقة” بها المركب ويساعد ذلك في امتصاص الجسم للعقار بشكل مستمر وهذه الطريقة يتقبلها الأطفال عن الأقراص وخاصةً من يصعب عليهم بلع الأقراص مع تفادي نسيان تناول الدواء لكن قد تسبب اللاصقة بعض التفاعلات الجلدية البسيطة.
الأدوية غير المنبهة:
.1أتوموكستين “Atomoxetine “..
هذه المادة من مثبطات استرجاع النورإبينفرين وهو من الأدوية الفعالة في علاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD وهو من الأدوية المناسبة للأطفال في عمر 6 سنوات أو أكبر.
يُعتقد أن فاعلية هذا العقار تأتي من خلال التثبيط العكسي للروابط العصبية. تمتص المعدة والأمعاء مادة أتوموكستين ويصل إلى أقصى تركيز في البلازما بعد ساعة إلى ساعتين من تناوله.
تظهر فاعلية أتوموكستين على كل من الاندفاعية وكذلك نقص الانتباه ويلزم تناوله مرتين في اليوم.
الآثار الجانبية
- نقص الشهية.
- اضطراب منطقة البطن والأمعاء.
- غثيان.
- توتر.
- بعض الحالات النادرة قد يسبب زيادة في ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
يتخلص الجسم من دواء اتوموكستين في الكبد من خلال أحد الأنزيمات المتخصصة “Cytochome p450” ، وهناك نسبة قليلة قد تضعف عمل هذا الإنزيم عندهم ولو أُعطى أحدهم هذا العقار فيصعب على الجسم التخلص منه سريعًا مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته في البلازما والدم قد تصل إلى 5 أضعاف المستوى المطلوب.كذلك هناك بعض الأدوية التي تُقلل من نشاط هذا الإنزيم مثل مادة الفلوكستين والباروكستين والكينيدين.. وتصاحب تعاطي مثل هذه الأدوية في فترة تناول الأتوموكستين يؤدي إلى زيادة نسبته في الدم لذا يتجنب أخذ الاثنين .. وعلى الرغم من قصر مدة فاعليته إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنه قادر على السيطرة على معظم أعراض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ADHD” ” خلال اليوم الدراسي إذا أُخذ مرة واحدة فقط.
وفي دراسة أجريت على مجموعتين من الأطفال ممن يعانون من فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD بالإضافة إلى أعراض اكتئاب وقلق أعطيت المجموعة الأولى أتوموكستين وأعطيت المجموعة الثانية أتوموكستين وفلوكستين ووجد أن المجموعة التي خضعت لعلاج أتوموكستين تحسنت أعراض القلق والاكتئاب المصاحب كثيرًا دون تناول دواء للاكتئاب.
2.مضاد الاكتئاب “بوبروبيون”
من مضادات الاكتئاب التي تستخدم في علاج فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD والتي أظهرت تأثيرًا في الأطفال والمراهقين، لكن عند استخدامه في جرعات عالية جدًا (أكثر من 450 مجم في اليوم) قد يحدث نوبات صرعية.
3.كلونيدين “Clonidine “
من الأدوية التي تم استخدامها في العلاج وقد حققت نتائج لا بأس بها، وتظهر فائدتها عند تلازم إصابة الطفل بأى لازمة من اللزمات.
4.مثبطات استرجاع السيروتونين “ “SSRI :
لا توجد معلومات كافية عن فاعلية استخدامها في العلاج لكن بسبب تزامن وجود الاكتئاب أو القلق لذا يمكن استخدامها.
5.مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة:
كانت تستخدم حتى وقت قريب لكن بسبب آثارها الجانبية قل كثيرًا استعمالها.
6.مضادات الذهان:
تستخدم ليس لعلاج الذهان ولكن لتأثيرها على السيطرة على النشاط الزائد لذا يقتصر استخدامها في علاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD في الحالات ذات النشاط الزائد والتي لم تستجب لباقي الأدوية السابق ذكرها. وبسبب الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام مضادات الذهان ومع توفر العديد من الأدوية الأخرى السابق ذكرها فلا تأتي مضادات الذهان إلا في آخر الخيارات.
وعلى الرغم من اعتبار المنبهات هى الخيار الأول إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت مجموعة غير المنبهات ومن أهمها أتوموكستين تأخذ الترتيب الأول في الخيارات.
ملاحظة أخيرة متجردة:
يمكنني بمنتهى الأمانة أن أقول أن معظم الأطباء النفسيين في البلاد الفقيرة يستخدمون مضادات الذهان وخاصةً ريسبردون بجرعات قليلة من 1 – 2 مجم:
- للسيطرة على النشاط الزائد لأنها الشكوى الوحيدة التي يعاني منها الأهل والجيران والمدرسة.. حيث أنه في أحيان كثيرة لا يلقي هؤلاء أى أهمية لانتباه الطفل أو مستواه الدراسي أو سعادته الاجتماعية.
- وفي أحيان أخرى يتم كتابة مضادات الذهان للحفاظ على الطفل نفسه من أى إصابات أو جروح أو تهور بسبب النشاط الزائد.
تقييم العلاج
يبدأ تقييم العلاج منذ بدايته:
يعتمد تقييم استجابة الطفل للعلاج بشكل أساسي على أسرة الطفل وهيئة التدريس بالمدرسة، ومع الوقت سوف ينضبط نشاط الطفل، و تتحسن قدرته على التركيز و تقل الاندفاعية. وفي حالة الطفل الذي يعاني من كل من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD و صعوبات التعلم لن تؤثر تلك الأدوية على صعوبات التعلم ولكن سوف تساعد على تحسن أعراض فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD وهذا مما يساعد الطفل في التغلب على صعوبات كثيرة كانت تعوقه مسبقًا، ومع الوقت تتغير النظرة السلبية التي ينظرها الطفل لنفسه بسبب تحسن الأعراض وقدرته على ممارسة حياته مثل أقرانه.
خرافات حول العلاج الدوائي:
استخدام أدوية علاج فرط النشاط وقلة الانتباه لفترات طويلة تسبب العديد من المشاكل أهمها إدمان المخدرات وخاصة عند بدأ العلاج في مراحل مبكرة.
الحقيقية: هذه الأدوية قتلت بحثاً وتم التعرف على حجم أضرارها ومخاطر استخدام العلاج الدوائي قليلة في حين عدم الخضوع للعلاج يحمل الكثير من المخاطر
العلاج النفسي السلوكي
لا يفي العلاج الدوائي بكل الأهداف المرجوة من العلاج، يحتاج الأمر إلى العمل على عدة محاور مثل تنمية المهارات الاجتماعية للطفل وتدريب الوالدين للتعامل مع الطفل وكذلك التركيز على تعديل سلوكيات الطفل في المدرسة والمنزل، ويلزم البحث الدقيق عن أى صعوبات تعلم أخرى قد تكون مصاحبة والبدء في علاجها.
من الأمور المهمة مشاركة الطفل في الخطة العلاجية لذا يجب أن يعرف لماذا يأخذ دواءًا، كما يجب أن تسنح له الفرصة للتعبير عن مشاعره تجاه هذه الخطة.. وقد تكون تلك طريقة جيدة لمعرفة ما يدور في ذهن الطفل، فبعض الأطفال قد ينظرون لأنفسهم بطريقة غريبة ويعتبرون أنفسهم “مجانين” وهم يخضغون للعلاج من الجنون، و التفكير بهذه الطريقة قد يؤخر الخطة العلاجية كثيرًا، يجب أن يعرف الطفل أن الهدف من العلاج هو تحسين أداؤه في جميع المواقف التي يخوضها، وعندما تترك الفرصة للطفل حتى يعيد ترتيب البيئة المحيطة كما يرغب وكما يتوافق مع نشاطه يساعد ذلك كثيرًا في الحد من القلق المصاحب.
ومن المفيد ان يتفق الوالد والمدرس على أهداف يرجي تحقيقها وعلى طرق مكافأة الطفل على تحقيق هذه الأهداف.
أمر هام لابد أن يعرفه الآباء و الأمهات فعلى الرغم من أن أعراض فرط النشاط وقلة الانتباه “ “ADHD ليست إرادية إلا أن هؤلاء الأطفال لا يزالون قادرين على تحمل المسئولية، وهذه الفكرة لها صدى جيد جدًا في العلاج، فمعنويات الطفل ترتفع وثقته بنفسه تزيد عند شعوره بتحمل المسئولية وتحقيق الإنجازات وقدرته على إنجاز ما يريد وبالعكس تزداد نظرة الطفل السلبية لنفسه عند منعه من منحه مهام مثل أقرانه في نفس الفترة العمرية.
يعتمد تدريب الآباء والأمهات بشكل أساسي على تنمية مهاراتهم للتعامل مع الطفل بطريقة التدعيم الإيجابي بمعنى الحصول على مكافأة أيًا كانت قيمتها عند قدرته على تغلبه على الصعوبات وتحقيق إنجازات جديدة على المستويين الاجتماعي والدراسي الأكاديمي.
العلاج الجمعي
يهدف العلاج الجمعي إلى تنمية المهارات الاجتماعية جنبًا إلى جنب مع رفع الثقة بالنفس والشعور بالنجاح والذي بدوره سوف يساعد المريض على التغلب على العديد من المشاكل والصعوبات وخاصةً في المجال الاجتماعي سواء في مدرسته أو بين أسرته. ويُحسن العلاج الجمعي بشكل كبير العلاقات الاجتماعية وبخاصةً في مجال الألعاب الجماعية، ويبدأ البرنامج بأن يلعب مع زملائه المقربين فقط ثم بين باقي الزملاء وهكذا بشكل تدريجي يبدأ الاندماج مع باقي المجموعة عند اتباع التعليمات ، وهذا يلزم الطفل بالانتظار والانتباه حتى يكون متعاونًا وبالفعل ينجح في ذلك مع الوقت ومع مرور الوقت يستفيد.
أهم أهداف العلاج المعرفي السلوكي هو توعية الوالدين ومعهم الطفل عن طبيعة المرض ومعرفة سبل العلاج بالطبع لن تغير هذه التويعة الإضطراب الكيميائي الذي ذكرناه سابقاً كسبب في حدوث المرض .
قد تتسع آمال الآباء والأمهات مما يجعلهم يرغبون في تحقيق أهداف تخرج من حيز الواقع وقد يتعجل الوالدين بوقف الدواء دون الاستعانة برأي الطبيب رغم احتىاج الطفل له .
والتعريف بطبيعة المرض والعلاج من الأمور الهامة جداً ، فلقد أخذ أحد الإفتراضات الخاطئة نصيباً كبيراً من إعتقادات أولياء الأمور ، ألا وهو إفتراض قيام العلاج علي “عزيمة” الطفل ومن ثم إتهامه بالتقاعص عن العلاج ، وإن عزيمته ليست علي المستوى المطلوب وكأن ما يحدث من أعراض ناتج عن إرادة الطفل.
لذا ….. يساعد فهم المرض وطبيعة في الحد من لهجة اللوم التي يوجهها الوالدان لطفلهم والتي بدورها تكون سبباً في زيادة نظرة الطفل السلبية لنفسه
العلاج السلوكي:
يأتي دور العلاج السلوكي في الأطفال المحاطين بدائرة من المشاكل الناتجة عن سلوكياتهم، لذا يحتاج هؤلاء الأطفال المساعدة حتى ينمو لديهم القدرة على ممارسة السلوكيات السليمة والتي يقبلها من حوله.
وتزيد أهمية العلاج السلوكي عند عجز العلاج الدوائي عن السيطرة على الأعراض وقد يحدث ذلك في نسبة قد تصل إلي 20 : 30% من المرضى .
أول العناصر رعاية في العلاج السلوكي هو تقييم السلوكيات الغير مرغوبة وتحديدها وكذلك تحديد الظروف والملابسات التي تقع فيها، والهدف هو الحد من صدام الطفل مع الآخرين ومحاولة الإلتزام برغبات الوالدين.
يأمل الآباء والأمهات في تغيير الكثير من السلوكيات والعادات عند أبنائهم ، لكن القاعدة تقول “الأهداف المحدودة يمكن تحقيقها” فيحتاج الأمر إلى لقاء الوالدين بالطبيب وتحديد الأهم فالمهم.
الخطوة الأولى:
ويحتاج الأمر إلي شيء من التحديد والتخصيص فلا يغني كثيراً إذا كان الهدف المحدد هو “تغير الطفل ليكون شخصاً جيداً… ” فهذه عبارة عامة ومطاطية جداً يصعب تحقيقها بدون تفصيل، لكن لو تم الإتفاق على “نود أن يتحدث الطفل بطريقة لائقة” وعندها يصبح الأمر أكثر وضوحاً وتحديداً وسهولةً مما قبله كما يصبح من السهل تقييم النتائج.
لذا يجب الإتفاق مع الأب والأم على ألا تزيد السلوكيات المراد تغييرها عن 5 في المرحلة الواحدة وكلما قل العد كلما زادت إحتمالية النجاح.
الخطوة الثانية :
تقييم مدى استجابة الطفل للبرنامج العلاجي، فهناك أوامر يستجيب لها الطفل ببساطة بينما لا يستجيب لأخرى إلا بعد التكرار عدة مرات، فقد يكون أمر ترتيب السرير صباحاً عند الاستيقاظ من النوم من الأمور السهلة على الطفل بينما يأتي أمر التحدث بطريقة مهذبة من الأمور التي تحتاج التذكير المتكرر والتنبيه 4 أو 5 مرات يومياً… وبهذه الطريقة ومع الوقت قد نصل إلى الهدف المرجو حتى لو لم يستجيب الطفل من البداية .
الخطوة الثالثة:
تحديد العواقب والنتائج، إيجابية كانت أو سلبية.
معرفة النتائج التي يتوقعها الآباء والأمهات وما يترتب علي الإلتزام بالبرنامج السلوكي، فإذا أراد الأب من طفله أن يتحدث بطريقة مهذبة فعلية أن يعرف أن مقابل كل مرة يلتزم الطفل بالأمر مكافأة أو هدية ولا يلزم أن تكون مادية أو مكلفة بل يكفي الألتزام بتقديم شيء بسيط يسعد الطفل، وهناك العديد من الهدايا والمكافآت البسيطة والغير مكلفة لكنها تحمل معنى غالي للطفل منها المدح ومنها الإبتسامة ومنها الإحتضان أو حتى الإيماء بالرأس مظهراً الإعجاب ومنهم من يحتاج نوع آخر من الهدايا مثل زيادة وقت اللعب أو زيارة الجدة، وهناك من الأطفال من يستجيب فقط حتى يرفع من رصيده عنده والديه حتى إذا طلب شئ لاحقاً لا يقابل بالرفض فيجب وضع ذلك في الإعتبار، ولا يقتصر منح المكافآت علي السلوكيات الحسنة فقط بل أيضا عند الكف عن فعل أشياء لا تقبلها الأسرة، فالطفل الذي يضرب أخيه الصغير يمكن مساعدته علي الكف عن هذا السلوك بمكافآته عند امتناعه عن ضرب أخيه لفترة معينة ويجب أن يتفق الوالدين مع الطفل على طريقة للعقاب عند ممارسته للسلوكيات السيئة، وبالطبع لن يكون العقاب بالضرب فقد يتمثل العقاب في صور مختلفة كأن يجبر علي الجلوس في مقعده أو على كرسي معين لمدة من الوقت أو أن يجلس بمفرده في حجرة من حجرات المنزل لفترة معينة بمقدار دقيقتين لكل سنة من العمر أي عند 4 سنوات لمدة 8 دقائق أو 5 سنوات لمدة 10 دقائق وهكذا…..
والهدف من هذه الطريقة في العقاب هو مقاطعة ذلك السلوك الغير مرغوب وشغل الطفل عن الاستمرار فيه كما يمنح الطفل بعض الوقت للتفكير فيما حدث ومراجعة نفسه ويساعد ذلك كثيراً في التعديل من هذه السلوكيات.
الخطوة الرابعة :
تقييم الخطة العلاجية وتقييم الإنجازات وتقييم مدى نجاح الخطة وتحقيق الأهداف المرجوه وتحديد النقاط التي تحتاج إلي تعديل، وقد يبدو ذلك سهلاً لكنه يحتاج إلى تقييم مفصل دقيق للتطورات والنتائج كذلك وضع الخطط المستقبلة… علي سبيل المثال:
لو بدأ الطفل في نوبة من الغضب وبدأ عقابه من خلال وضعه في حجرة لمدة 8 دقائق فيتم ضبط منبه على 8 دقائق ولابد أن ينتظر حتى يدق جرس المنبه، لكن إذا لم يلتزم الطفل بذلك وصرخ أو صاح قبل إنتهاء الوقت، فليبدأ حساب الوقت من جديد ولابد أن يعلم ذلك جيداً وكذلك حتى يلتزم الطفل بالهدوء للمدة الملطوبة في المكان المطلوب…
وهكذا لابد من الالتزام بهذه الطريقة ، لكن إذا تمهل الطفل أو صرخ قبل الإنتهاء من الوقت وكان من نتائج ذلك أن يصرخ الأب فيه معلنا أهمية بقائه هادئاً صامتاً قد يؤدي ذلك إلي فشل الخطة فسرعان ما سيبدأ الطفل في الغضب ثانية بدلاً من الهدوء المنشود وتعلم الصبر والتحمل الذي هو هدف التمرين.
يجب لفت النظر إلي موضوع مهم جدا ألا وهو: رد فعل الآباء والأمهات، إذا تعود الآباء والأمهات على الاستجابة لأفعال طفلهم بالصراخ والسب والإنفعال لكل فعل غير مرضي يقوم به الطفل، فقد يؤدي ذلك إلى تمسك الطفل بأفعاله وحرصه على تكرارها. وقد يتمسك الطفل بسلوكه نتيجة لزجر والده له بطريقة مبالغ فيها أو غير مناسبة، أو بمعن أخر بمجرد التعليق أو تكرار التعليق على فعل معين.. يؤدي ذلك إلى تمسكه بدلاً من الكف عنه.
وتدور الدائرة هكذا:
وقد يزداد الأمر سوءاً عندما يظن الوالدين أنهم المسئولين عن ذلك السلوك وذلك بسبب إعتقادهم الخاطئ أن سلوك هذا الطفل ناتج عن سوء تربية أو لنقل “قلة الأدب” ، وأنهم لم يحسنوا تربية طفلهم، ويؤدي هذا الشعور بالذنب إلي الضيق ومن ثم يؤدي إلى الغضب… وعندها قد يتبادر إلي ذهنهم الحل: الحزم والعنف ، وبالطبع لا يزيد ذلك الموقف إلا سوءاً.
قليل من الهدوء يكفي
لكسر تلك الدائرة المفرغة يحتاج الآباء والأمهات إلى المحافظة علي حالة من الثبات الإنفعالي والهدوء والرد بحكمة ومقدار من السكينة،. ولابد من التحكم في انفاعلاتهم..
وقد يزداد الموقف سوءا أكثر وأكثر عند إعتقاد الوالدين أن الطفل يفعل كل ما يفعله عامداً متعمداً حتى يضايقهم وكأنه ينتقم منهم، ينشأ هذا الشعور نتيجة لغياب التواصل بين الطفل ووالديه، فبعض أولياء الأمور يريد من طفله أن يكون مثل الكرسي…يسمع الكلام ويطيع الأوامر كأنه تمثال دون أي فرصة لإبداء الرأي…
ويتم السيطرة علي هذه الانفعالات من خلال الأتفاق علي السلوكيات التي يجب أن يعاقب عليها الطفل وبكل هدوء عند فعل الطفل لسلوك منهم يتم عقابه دون غضب ، ومع الاتفاق على السلوكيات التي تستدعي العقاب.
أيضاً يجب الإتفاق على السلوكيات التي تستدعي الثواب ومع الوقت يتشكل للطفل ما هو خطأ وما هو صواب مع الحرص على العقاب أو الثواب ما بأسرع وقت حتى يربط الطفل بين السلوك وبين النتيجة.
بطاقة السلوك اليومي:
يأخذ المدرس في المدرسة دور كبير في الخطة العلاجية، حيث يتم الإتفاق معه على الأهداف المرجوه والنقاط المراد تعديلها في سلوك الطفل في كل مرحلة.
ويأتي دور المدرس من خلال رصد تقيم سلوكيات الطفل في الفصل في “بطاقة السلوك اليومي” يسجل فيها سلوك الطفل ومستوى آدائه في الفصل، وبالطبع يكون التقييم للنقاط المتفق عليها فقط حتى الإنتقال إلى أهداف وسلوكيات أخرى في مرحلة تالية.
وعند عودة الطفل من المدرسة يتمكن الوالد من الإطلاع علي هذه البطاقة وهي بمثابة سجل يومي يرصد فيه سلوكه في باقي اليوم وهذا يمكن رصد سلوكه في البيت والمدرسة معاً، ويتعامل الوالد مع تقرير المدرس كما سبق في سلوكيات الطفل في المنزل، أي يعاقب على السلوكيات الغير مرغوبة ويثاب علي استجابته للتغير في السلوكيات الآخري.
وهكذا عند تحقيق الهدف المرجو من المرحلة الأولي أو تعديل العدد المطلوب من السلوكيات يرجع الوالدين إلي الطبيب للإنتقال إلي المرحلة التالية بخطة تحوي أهداف جديدة يبدأ فيها الأب والأم والمدرس والطفل التنقيح فيها.
أمور مهمة لنجاح البرنامج :
- يجب مكافآة الطفل علي كل سلوك جيد بأسرع ما يمكن وإلا سيفقد الطفل العلاقة بين المكافآة وبين سلوكه، وقد يتسبب تأخر المكافآة في نتائج عكسية فقد يفعل الطفل سلوكاً سيئاً بعد السلوك المطلوب وعند مكافائته قد يربط بين الثواب والسلوك السيء بدلاً من السلوك المطلوب .
- يوقف العمل أثناء الرحلات والفسح.
- يكتب إتفاق مع الطفل يحوي كل الشروط ويعلق في مكان ظاهر.
- تُعَلّق الورقة في مكان يصعب على طفلك تمزيقها إذا إصابته نوبة من الغضب.
- حدد شكل الجزاءات وقدر مدى إستيعاب طفلك لها فهناك من الأمور التي قد تعتبرها عقاب وهي في النهاية لا تحمل هذا المعني بالنسبة له.
- حدد العقوبات والجزاءات التي ستفرضها عليه.
- حدد مدة الجزاءات (كما ذكرنا دقيقتين لكل سنة).
- حدد المكافآت التي سوف تقدرها وتقدر على توفيرها لطفلك كما يمكنك توفيرها له بسرعة بعد فعله وليس بعد وقت طويل يكون قد نسي خلالها الطفل الأمر بالكلية.
تنفيذ البرنامج:
- اكتب الأهداف المراد تحقيقها والسلوكيات المراد تغييرها بشكل واضح ويستلزم الوضوح تحديد الأيام والأوقات والمهام وماذا نعي بإنجاز المهمة، وهذا بالطبع يحدده الوالدين وليس الطفل، وتذكر أنك وطفلك لستم نديبين بل أنت أب وهو إبن.
- دون قائمة المكافآت، اختر المكافآت التي تمثل قيمة بالنسبة لطفلك.
- اكتب قائمة بكل ما يحب الطفل لكي تستخدم كمكافاءة:
- ………….
- …………
- ………..
- ………..
- ……….
- ….
- ..وهذا السجل مفتوح ويمكن الإضافة إلية أي شئ في أي وقت … غداً أو بعد غد… شهر أو شهرين.
- ثَمِّن ما يحبه طفلك مما سبق بالنجوم بطريقة (ستجدها بالتفصيل على هذا الرابط) تصاعدية أو تنازلية علي حسب أحب الأشياء إلي نفسه، مثلا :
- مشاهدة الكرتون في الكمبيوتر…… 10 نجوم
- الذهاب للجدة ……………………….. 5 نجوم
- كيس شيبسي………………………. نجمتين
- شيكولاته ……………………………..3 نجوم
- الذهاب في رحلة مع المدرسة…….20 نجمة
- شراء لعبة جديدة…………………… 25 نجمة
وهكذا على حسب رغبة الطفل نفسه وليس حسب أهمية الشئ بالنسبة لنا.
- عمل قوائم بكل ما يحب الطفل، عبارة عن ورقات صغيرة مكتوب أعلاها الشئ المطلوب وتحتها عدد النجوم ، وتلصق هذه الوريقات في أماكن ظاهرة له حتى يراها كثيراً.
الأمور التالية مهمة جداً:
- الإلتزام التام بعدم صرف أو منح أي مكافآة خارج نظام النجوم وإلا سوف تفقد معناها كوسيلة لتعديل السلوك .
- دون قائمة العقوبات مثل عدم إعطاء نجمة أو إزالة نجمة من التي حصل عليها أو عمل أعمال في المنزل مثل تنظيف المنزل، تنظيف المطبخ ، ري الزرع ، مسح الأرضيات .
- تكرار ذلك بشكل منتظم ثم تقييم النتائح وتكرار الخطة علي نفس السلوك إذا لم يتحقق الهدف أو الإنتقال إلي العمل على سلوك آخر… وهكذا.
- المكافآة أفضل من العقاب… وهذا سيتدعي من الوالد أن يلاحظ أي أفعال جيدة يقوم بها الطفل ويساعد في تغير الطفل ذكر محاسنه أمام الأسرة والأقارب والتكلم عنه كولد حسن، ولا يلزم أن يصنع الطفل سلوك سليماً مائة في المائة حتى ينال مكافآة فمجرد التجربة تستحق الجائزة .
- ويحتاج الأمر إلي توفير البيئة التي تساعد الطفل علي التركيز والإنتباه فيتم تقليل الألوان والحد من وجود الكثير من الآثاث في المنزل بشكل مبالغ فيه كما يحتاج الأمر إلى إعطاء الطفل وقت أكثر من أخوته وهذا في بادئ الأمر لأنه بالفعل يحتاج إلي رعاية أكثر ومع الوقت والتمرين سوف يتغلب بمفرده على الصعوبات.
المدرسة… والمدرس… والفصل…
- يجب أن يجلس الطفل في مكان بعيد عن الضوضاء والمؤثرات التي قد تشتت الطفل مثل: الجلوس جنب الباب أو الشباك أو بجوار التكييف.
- يجب أن يجلس الطفل في أول الفصل حتى لا ينشغل بكل ما يدور أمامه من حركات زملائه .
- أن يكون الفصل خالياً من اللوحات التي تعلق علي الحائط في أول الفصل والتي قد تششته.
- كلما كان عدد الطلاب في الفصل أقل كلما توفرت الفرصة للطفل حتى ينتبه أكثر .
- يحتاج الأمر لكثير من تعاون المدرس فبدلاً مع إعطاء عدة أوامر في مرة واحدة يمكن تقسيم هذه المجموعة على فترات كما يفضل وضع ترتيب بين تنفيذها، فمثلا: مطلوب وضع كتاب الحساب علي المنضدة وتجهيز كراسة الحساب وحل تمارين صفحة 75 ، وعرضها علي المدرس .
فإذا كان الأمر: اخرج كتاب الحساب ، وافتح على صـفحة 75 ، ثم اخرج كراسة تمارين الحساب، ثم حل التمارين الأول، ثم اعرضها على المدرس… هكذا يكون الأمر أسهل. - يتطلب الأمر أن تختار المدرسة المدرسين الذين سيسند إليهم مهمة التعامل مع هؤلاء الأطفال على أسس؛ فيجب أن يتحلى المدرس بمقدار من الصبر والحلم، كما يحتاج المدرس إلى الإلمام بمرض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه لأن الجهل به يسبب الكثير من المشاكل، كما يجب التدريب علي التعامل مع أطفال مصابين بهذا الاضطراب وتزويده بفنيات العلاج التربوي التي تساعده في عمله معهم.
وتعمل طريقة “النموذج” أو ما يسمى Modelling على تقوية الأمر في ذهن الطفل فإذا أراد المدرس من الطفل أمراً فإذا صنعه أمامه قد يسهل على الطفل كثيراً تنفيذه، وكذلك يتطلب الأمر إلى تجزئة المهمة الكبيرة إلي أخرى صغيرة. - يحتاج وضع الجدول المدرسي إلى شيء من الثبات والروتينية حتى لا يضطرب الطفل وكذلك الإلتزام بمدرسين ثابتين لحصص ثابتة.
- يجب أن تتوفر في المدرس مهارات الإتصال وجذب الإنتباه والإلقاء الجيد حتى يتغلب على مشكلة تشتت الذهن ، وفي مثل طفل نقص الإنتباه ينبغي البعد عن التفاصيل أثناء إلقاء المادة العلمية والإهتمام فقط بالفكرة الإساسية حتى لا يفقدها الطفل وتضيع منه مع كثرة التفاصيل.
وحتى نحافظ علي إنتباه الطفل نحتاج إلى:
- لابد من توفير الجو المريح للطفل داخل الفصل مثل المقاعد الدراسية التي توفر الجلسة المريحة للطفل حتى لا ينشغل بأي مصدر للتوتر.
- تشجيع الطفل على أي جهد يقوم به ولو حتى بإبتسامة أو كلمة تشجيع.
- عند انتهائه من عمله …. كافئه.
- جزِّء المهام الكبيرة إلى أخرى صغيرة.
- أكد للطفل أنك ستساعده إذا إحتاج المساعدة ووفر له جو الأمان.
- ابعاد الطفل عن أماكن الأصوات العالية مثل الجلوس بجوار الباب أو الشباك أوالتكييف.
- الإتفاق مع الطفل أن الأمر الذي سيبدأه لابد وأن ينهيه وغير مسموح بالإنتقال لأي أمر آخر حتى ينهي ما بدأ.
- قدرة الطفل علي المحافظة علي التركيز والإنتباه لا تزيد عن 20 دقيقة مع العلم أن مدة الحصة في معظم المدارس حوالي 45 دقيقة؛ لذا يحتاج الطفل إلى استراحة لبضع دقائق بعد مرور العشرين دقيقة الأولى حتى يستعيد نشاطه.
- مناداة الطفل بإسمه يساعد الطفل علي الأنتباه.
- عرض المعلومة عن طريق السؤال ثم ترك محاولة الإجابة للأطفال في الفصل ثم يعرض المدرس الإجابة الصحيحة فطريقة السؤال والإجابة أفضل بكثير من طريقة السرد.
- يحتاج الأمر إلى الإستعانة بالوسائل التوضيحية ومن أسهلها السبورة، ومرافقة الشرح بالكتابة علي السبورة يجذب الإنتباه أكثر من الإلقاء فقط، وكتابة المعلومات المهمة بأولوان مختلفة، وكلما غابت الإثارة والتشويق كلما تفحلت الأعراض وصعُبت العملية التعليمية لذا يستلزم الاعتماد على عدة طرق لجذب الإنتباه في آن واحد مثل اللمس والرؤية والسمع والبصر، فمن الصعب علي طفل يعاني من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه أن يلتفت لكلمات تُلقى بشكل مصمت جاف. ، لذا يستلزم مزج العرض الشفهي مع غيره من صور العرض مثل الصور، الأصوات ، الكتابة علي السبورة ، الاعتماد علي الألوان…وبفضل الله ومن كرمه قد منَّ علينا بتوفر الكمبيوتر وقد تم تطوير الكثير من البرامج التعليمية التي تحوي المواد التعليمية مقدمة من خلال عدة وسائل إثارة كالصورة مع الصوت والحركة والتي تحتاج إلى تفاعل الطفل معها وعندها تجذب إنتباهه.
- التكرار : تكرار المعلومة عدة مرات يساعد كثيراً في زيادة قدرة الطفل على التحصيل.
- استخدام بعض الألفاظ لإضفاء بعض الأهمية مثل (الحته اللي جايه دي مهمة جداً) عندها ينجذب الطفل.
التعامل من السلوكيات الغير مرغوبه:
- التجاوز عن الأخطاء البسيطة مثل حركة اليد وعدم الألتفات للأمور التافهة والتركيز علي المشاكل الكبرى.
- لابد من شغل الطفل دائماً حتى لا يجد الفرصة لإثارة العراقيل والشغب في الفصل… إذا طلب من التلاميذ في الفصل كتابة فقرة معينة واستطاع هذا الطفل أ ينهي الموضوع قبل زملائه وهو بنشاطه الزائد لن يتحمل الإنتظار فسيبدأ في التشويش عليهم… عندها يجب أن يشغله المدرس؛ كأن يحضر شيئاً من خارج الفصل أو ما إلى مثل ذلك وبخاصة الأنشطة التي فيها حركة مثل توزيع أوراق أو كتب علي زملائه أو مسح السبورة..
- عدم مقارنة الطفل بزملائه وقول “فلان أحسن منك” بل الصواب مقارنة الأفعال وليس الأشخاص.
- إلتزام المدرس ببطاقة السلوك اليومي السابق ذكرها وتسجيل أفعال الطفل السيئة والحسنة حتى تلاقي بتقدير الوالد في البيت وتدخل تحت الثواب والعقاب،
- عدم توبيخ الطفل أمام زملائه.
- الإتفاق مع الطفل على إشارة يستخدمها المدرس لتنبيه الطفل أنه قد فعل أمراً غير مرغوب فيه.
- يمكن للمدرس الإستعانة بوسيلة الثواب والعقاب داخل الفصل وكذلك يجب تحديد شكل العقاب قبل حدوث المشكلة ولا يترك بعد حدوث الموقف لأن الكثير من الآباء والأمهات وأيضاً المدرسين يعاقب الطفل عندما يخطأ بالمقدار الذي يشفي غيظه لا بمقدار يتناسب مع الخطأ، لذا يجب أن يتناسب كل عقاب مع حجم الخطأ.
- تعديل السلوك يتطلب اتصال وثيق بين المدرس والوالدين لمتابعة سلوك الطفل في المدرسة وفي المنزل كما ذكرنا سابقاً.
التواصل الغير لغوي:
لا يشعر مريض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بالتغيرات في نبرة صوته وتعبيرات وجهه وحركات جسمه ومدى تناسبها مع المواقف المختلفة، فقد يعلو صوته فجأة عند إثارته وقد يصعب عليه تفهم الأمر ومدى ملائمة ذلك للأحداث كما يخفي عليه مدي تقبل من حوله لإنفعالاته وأفعاله.
يحتاج الأمر إلي التحدث مع هؤلاء الأطفال بشكل طبيعي دون صراخ أو شخط أو نطر ، فقد يكون السبب في تمادي الطفل في أسلوبه أنه كلما رفع صوته لاقى والديه أو مدرسه أو أقاربه ذلك بالصراخ في وجهه حتى يكف عن ذلك، لكنه لا يكف بل يزيد من فعله.
هذا الطفل يحتاج لفهم آداب الحديث وتعلم شكل وضع شكل الحوار حتى لا يتجاهله الآخرون.
يحتاج الأمر إلي تدريب الطفل علي مهارات التواصل في شكل لائق ومرعاة حركات الجسد ونبرة الصوت ونظرة العين وتعبيرات الوجه.
يحتاج ذلك إلي التأكيد علي كل هذه النقاط بشكل واضح ومباشر دون أن يعتمد الآباء والأمهات علي استنتاج طفلهم هذه الحركات والأفعال من أفعالهم كما قد يظن الكثير.
ومن الأمور التي تحتاج إلي لفت الإنتباه إليها “مراعاة الحيز الإجتماعي” فلكل فرد حيز شخصي يحيطه ومسافة لا يسمح لأحد بإختراقها ويقل هذا الحيز أو يزيد بحسب شكل العلاقة فهذه المسافة تقل مع الأصدقاء والأقارب وتقل جداً مع الزوج أو الزوجة وتزيد جداً مع الغرباء …طفل المصاب باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه قد يغيب عنه هذا الأمر فيسبب له الكثير من المشاكل الإجتماعية، وهنا يأتي دور الأب والأم في تعليمه هذا الأمر حتى ينمو الحس لديه مع الوقت.
التعايش مع الأعراض
يتصف بعض ممن يعانون من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه بمحاولة التصرف بمثالية تامة ودقة متناهية وهذا في حد ذاته أمر جيد لكن هذا مع شخص لا يعاني من إعاقة … ففي مريض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه يسلك الأمر مسلك أخر؛ فيأخذ هذا الوازع المثالي منحى سببي… لماذا ؟!!
يحاول الشخص إتقان ما يريد بكل دقة (100% ) وكلما زادت الطموحات – وهذا يمثل تحدي لأعراض مرض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه لأنه من المستحيل تحقيق ذلك فتكون النتيجة الشعور بالإحباط لفشله في إنجاز ما يريد – وتكون النتيجة أن يخطط إلى أهداف جديدة ينوي إنجازها بنفس الطريقة حتى يحسن من صورته أمام نفسه لكن النتيجة تظل كما هي أو لنقل تزداد سوءاً لأنه يفشل في تحقيق الأهداف الجديدة وهكذا…
وماذا بعد ؟!!
لابد من التعايش مع الأعراض وإعتبارها جزء من الحياة.. عندها يبدأ الشخص أو من يعنيه في ترتيب حياته وترتيب أموره على أنه يعاني من أعراض اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه مثل من يعاني من ضعف نظر ببساطة يستعمل نظارة.
ورقة صغيرة تغني عن مشاكل كثيرة:
هذه حقيقة لابد أن يدركها من يعاني من اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ، والكثير ممن يعانون من هذا الإضطراب يشعرون بالإحباط، ويقفون مكتوفي الأيدي بسبب هذا الأمر، لكن الأمر يحتاج إلي التعامل مع هذا الواقع…
لكن كيف؟!!!!
لابد من وضع خطة أو استراتيجية للتغلب على أمر النسيان وإذا كانت قدرات الشخص الذهنية تمكنه من تحقيق هذا الهدف… عندها يمكن الاستعانة بأشياء أخرى تساعده على التغلب على كثرة النسيان.
الأمر سهل……… اكتب ما تريد في ورقة واجعلها في جيبك أو علقها في مكان ظاهر. تدوين المهام في جدول أو ورقة صغيرة يخفف كثيراً من التوتر الذي يعيشه الشخص بسبب قلقه أن ينسى كالعادة.
ولابد من تعاون الوالدين في التغلب على أمر النسيان، ويتصرفان على أساس أن طلفهم سوف ينسى..
لذا عليهم التعامل معه في إطار هذه الحقيقة ومن ثم تذكرته من حين لآخر بواجباته ومهامه وارتباطاته .
If you have a regular 28- day cycle, you can take the 28 and subtract 14, which gives you the approximate day of ovulation Day 14 buy priligy pills
All women with mechanical valves should undergo prepregnancy counseling by a cardiologist with expertise in valvular heart disease and pregnancy in accordance with the AHA ACC guidelines natural female viagra
legit cialis online Miyamoto K, Aiba T, Kimura H, et al
it shows your case and outcomes for various treatments propecia vs generic In practice, however, these stains are uncommonly used, and definitive diagnosis of sarcoma is never reported based on these stains alone