الأربعاء, مايو 8, 2024
مضادات الذهان

الجيل الأول لمضادات الذهان

إن مضادات الذهان التقليدية وغير التقليدية ليست مرتبة بشكل قاطع أو مطلق. فمضادات الذهان التقليدية (الجيل الأول) هى تلك الأدوية التى من المتوقع أن تسبب المتلازمة خارج الهرمية الحادة Acute EPS وارتفاع البرولاكتين بالدم وعلى المدى الطويل تُسبب ضعف الحركة الإرادية المتأخر  Tardive Dyskinesia .

أما مضادات الذهان الغير تقليدية (الجيل الثانى) فى أى تعريف معقول, من المحتمل والمتوقع ألا تؤدى إلى حدوث هذه الأعراض الجانبية. وبالرغم من هذا, فان بعض مضادات الذهان الغير تقليدية تؤدى إلى حدوث الأعراض خارج الهرمية ُEPS المرتبطة بزيادة الجرعة (وفى رأيى الشخصى أنها ربما تحدث حتى فى الجرعات العلاجية القليلة), والبعض قد يسبب حدوث ارتفاع البرولاكتين بالدم, والبعض قد يؤدى فى نهاية الأمر إلى حدوث ضعف الحركة الإرادية المتأخر  Tardive Dyskinesia . ولمزيد من التعقيد فى الأمر, فقد أصبح من المقترح أو الملاحظ أن التأثيرات العلاجية والأعراض الجانبية لمضادات الذهان التقليدية يمكن الفصل بينهما بالاستخدام الدقيق للجرعات وهذا يجعل من المحتمل أن تصير مضادات الذهان التقليدية غير تقليدية (بالرغم من وجود دلائل كثيرة على النقيض أو الضد من هذا).

وباستعمال هذه الملاحظات, يظهر أنه ليس من الحكمة و من غير المفيد أن نعتبر ما يسمى بمضادات الذهان التقليدية وغير التقليدية كمجموعات منفصلة تماما من الأدوية, فالفرق الجوهرى بين المجموعتين هو حجم او نطاق المؤشر العلاجى وصلته أو علاقته بالمتلازمة خارج الهرمية الحادة acute EPS , على سبيل المثال, نجد هالوبيريدول لديه مؤشر علاجى ضيق جدا “إلى أبعد حد” (على الأرجح أقل من 0.5 مجم يوميا) بينما اولانزابين لديه مؤشر علاجى واسع (20-40 مجم يوميا).

ومازالت مضادات الذهان التقليدية تلعب دورا هاما فى علاج الفصام وتمثل بديلا شرعيا أو سارى وصالح المفعول للمضادات الذهان غير التقليدية فى الحالات التى لاتستطيع تحمل مضادات الذهان غير التقليدية أو عندما تكون مضادات الذهان التقليدية مفضلة لدى المرضى أنفسهم (وأيضا هناك سبب مهم يوجد فى بلادنا الفقرانه الغلبانه وهو سعر الدواء والفرق الشاسع والكبير بين أسعار الأدوية التقليدية والغير تقليدية) . وقد تكون مضادات الذهان التقليدية أقل ثأثيرا من بعض مضادات الذهان غير التقليدية “غير كلوزابين” (اميسولبريد, اولانزابين, ريسبيردون) ومع هذا فإن دراسة الـ كاتى CATIE و كاتلاس CUtLASS وجدت القليل من الإختلافات الهامة بين مضادات الذهان التقليدية وغير التقليدية (خاصة سولبرايد وبيرفينازين) وكان العائق الأساسى بالطبع المتلازمة خارج الهرمية الحادة Acute EPS وارتفاع البرولاكتين بالدم وعلى المدى الطويل تُسبب ضعف الحركة الإرادية المتأخر . ويعتبر ارتفاع البرولاكتين بالدم على الأرجح صعب تجنب حدوثة فى التطبيق العملى, حتى فى حالات عدم ظهور أعراض ارتفاعه, وقد يؤثر بشكل عام على وظائف الهيبوثالامس , كما أنه مرتبط بحدوث الضعف الجنسى (فى الجنسين وتأخر الدورة أو انقطاعها فى الإناث) ولكن لابد أن ندرك أن التأثير اللا إرادى لبعض مضادات الذهان غير التقليدية قد يؤدى أيضا إلى حدوث ضعف جنسى.

ضعف الحركة الإرادية المتأخر تحدث بشكل أكثر تكرارا مع مضادات الذهان التقليدية عن حدوثها مع غير التقليدية (على الرغم من صعوية تعريف ماهو غير التقليدى) وبالرغم من هذا يبقى هناك بعض الشك. إن الملاحظة الدقيقة للمريض واستخدام اقل الجرعات الدوائية المؤثرة هام وحيوى فى تقليل احتمالات أو خطر حدوث هذا العرض أو التأثير الجانبى الخطير. ومع كل هذه الخطوات الوقائية, يبقى خطر او احتمال حدوث ضعف الحركة الإرادية المتأخر   مع مضادات الذهان التقليدية مرتفعا بشكل غير مقبول.