الخميس, مايو 9, 2024
الطب النفسي الجنسي

علاج المشاكل والاضطرابات الجنسية

لابد أن نضع في الاعتبار أن أساليب العلاج المختلفة تميل إلى الظهور والاختفاء وعلى ذلك فإنه من المهم أن نضع أيضًا طرق العلاج الحالية في سياقها التاريخي.. لقد كان السائد في النصف الأول من القرن الـ 20 التحليل النفسي، فالمشاكل الجنسية أيًا كانت سوء وظيفة أو اضطراب أو انحراف كان ينظر إليها على أنها أعراض اضطرابات في نمو الشخصية وعقد نفسية.. وكان السائد حينها أنها بحاجة إلى علاج بالتحليل النفسي الطويل الكامل الذي كان يستغرق 4 جلسات أسبوعية ويمتد لعدة سنوات حيث أن الوقت في هذه الطريقة ضروري لإحداث تغيرات بنيوية في الشخصية المعينة التي أصابها الاضطراب اللاشعوري في مراحل الطفولة المبكرة، ويوضع اعتماد كبير على عملية التحول والذي هو عملية يتم بموجبها العيش مرة أخري في نطاق هذه الأحداث القديمة أو التجربة السابقة واسترجاع معانيها وأحاسيسها وحل العقدة الحادثة وسوء الفهم القديم وتجسيد هذه المعادلة في الحياة بصورة جديدة صحية ومقبولة عن طريق هذا الاسترجاع ثم التنفيس الانفعالي ثم العمل على الدخول في المشكلة والمشاكل التي تليها بصورة صحية واعبة وبخبرة جديدة.. وبهذه الطريقة فإن الدفاعات ضد الضغوط الحياتية القديمة سوف تزول تدريجيًا ويتم حل الصراعات الجديدة على نسق ونمط طريقة الحل التحليلي، ولكن بسبب تعامل الإنسان مع الاضطرابات الجنسية بحلول مرضية والتي لا يتمنى المريض التخلي عنها فهو لا يتمنى أن يواجهه أحد بالأخطاء المؤلمة والقلق وأحاسيس الفقد فيكون التقدم بطئ ضد مقاومة مستمرة.
وبما أن هذه الطريقة طويلة جدًا ومكلفة جدًا وخيالية في افتراض الأسباب ونتيجة العلاج فإن الفوائد التي تم الحصول عليها كانت قليلة جدًا ولم يتم توثيقها بوضوح.
ولذلك فقد ظهرت الطرق العملية التوجيهية في العلاج النفسي الجنسي والتي يتم فيها التعلم وإعادة التعلم واكتساب العادات الصحية السليمة.
ولكن نذكر أيضًا أنه نحو بدايات القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 20 وحتى نهايته لاقت عملية النوم الإيحائي Hypnosis (والذي كان يسمى خطأ التنويم المغناطيسي) قبولاً واسعًا ولازال حتى الآن بدرجة ما.. فقد اشتقت مبادئ هذا العلاج من المبادئ التعليمية الأكثر عمومية والتي كان الهدف منها هو إيجاد مجموعة من العادات بواسطة الاقناع المباشر والأفعال والتقليد والإعجاب باستخدام الإيحاءات المتناسقة وجيدة الاعتبار وتم في هذه الطريقة اعتبار أن المشاكل الجنسية النفسية نشأت من عادات معيبة.. ومع أنه تبدو مثل هذه الطرق بدائية اليوم إلا أنها احتوت على كثير من جوهر الطرق السلوكية الأكثر حداثة.. وبمرور السنوات تم التوصية بعد ذلك بطرق عملية أخرى مثل الاسترخاء المترقي وطريقة البدء – التوقف للتحكم في القذف السريع واستخدام الموسع المتدرج للتشنج المهبلي المؤلم وأساليب التحفيز الذاتي للنساء اللاتي ليس لديهن تجاوب جنسي وتلك كانت أساسًا طرق تجريبية.
وقد تأسست الطرق السلوكية العملية على مبادئ نظرية التعلم المشتقة من تجارب معملية أضفت جدارة علمية وهمية لأنها كانت ضد الفطرة السليمة تمامًا مثلما كان التحليل النفسي رد فعل غير علمي مجرد إنسان يعرف كيف يتكلم وكيف يقنع غيره بهذا الكلام المنمق على أمل أن يأتي بنتيجة بعد 5 سنين أو أكثر، وطبعاً كانت شكاوى المرضى تذهب أدراج الرياح والنتائج الوهمية تكتب في الدوريات والمجلات العلمية بدون تمحيص أو تأكيد ثم أتى هذا العصر الذي بدأت فيه أساليب تعديل السلوكيات الجنسية غير المرغوب فيها مثل الشذوذ.. ومن هنا بدأت تظهر حلول للمشاكل الجنسية اليومية بل وببراعة كبيرة وابتكارات بسيطة في شكلها ولكنها غاية في الوصول لنتائج مرضية.

اضطرابات ومشاكل الاهتمام أو التجاوب الجنسي المنخفض:

في هذا الباب سوف نتحدث عن الطرق المتنوعة لعلاج بما في ذلك أدلة فعاليتها ثم يتبع ذلك قسمًا لتقييم وتطوير الخطة العلاجية المبنية على افتراض أن العديد من الحالات سوف تستفيد من دمج الطرق النفسية (المعرفية والسلوكية) مع الطرق الدوائية مع العلم أن هذه البرامج مصممة لعلاج الزوجين مجتمعين وليس علاجًا لفرد واحد بدون تعاون الزوج.

العلاج الجنسي للزوجين:

إن الهدف الرئيسي للعلاج النفسي الجنسي هو التعرف على / أو خفض منع أو كبت التجاوب الجنسي بتطوير طرق مختلفة للتعامل مع هذا الكبت ومعرفة أثر العوامل المادية والجسدية التي تؤثر معظمها بصورة سيئة في التجاوب الجنسي والتي تسبب خفض طاقة الاستثارة الجنسية وأيضًا معرفة المشاكل الناشئة عن التواصل السئ بين الزوجين والمعلومات الخاطئة عن كيفية وأهمية التجاوب الجنسي الطبيعي.. وبالنسبة للأفراد الذين لديهم مواقف وتجارب سلبية طويلة المدى حيال الجنس فإن القيام بنشاط جنسي طبيعي يمكن أن يثير ويزيد من الكبت الذي يمارسونه.. ويهدف العلاج هنا إلى تعديل السلوكيات السلبية وتقليل الخوف المصاحب.

أهداف العلاج:

  • مساعدة كل إنسان على تقبل جنسيته (رجل أو امرأة) وتقبل ذلك الدور والشعور بالراحة والرضا.
  • مساعدة كل زوجين على إقامة شعور بالثقة والأمن العاطفي أثناء الجماع الجنسي.
  • مساعدة الزوجين على تحسين الاستمتاع وحميمية الجماع والمعاشرة الجنسية.

مراحل العلاج:

  • مهام محددة بوضوح يطلب فيها من الزوجين محاولة تنفيذها قبل جلسة العلاج التالية.
  • تقييم وفحص أى محاولات أو صعوبات تواجه الزوجين.
  • التعرف على السلوكيات والمشاعر والصراعات التي تجعل من العلاقة الجنسية مهمة يصعب القيام بها.
  • تعديل وحل مشاكل وصعوبات المهام العلاجية حتى تصبح هذه المهام سهلة التحقيق.

والأمر الجوهري هو طبيعة مجموعة المهام وهذه المهام لها غرضين.. تحريك التفاعل السلوكي في الاتجاه الصحيح.. تعريف وتحديد العوائق التي تعيق التغير السلوكي.. ولحسن الحظ أنه أحيانًا عند تنفيذ هذه المهام السلوكية ربما يحدث التغير بمجرد تحديد المشكلة بدون أى احتجاج إلى علاج إضافي.

مرحلة العلاقة غير الجنسية:

مرحلة توكيد الذات والحماية الذاتية.. يتم توجيه كل زوج إلى ممارسة توكيد الذات والحصول على الحقوق وعدم الخجل، وهذا يعني توضيح ما الذي أحيه أنا أو أفضله أنا.. ما الذي لا أحبه أنا.. ما الذي لا أرضى به.. هذا هو الذي يهددني.. هذا هو الذي يجرحني.. أنا أرغب في…. بدلاً من العبارات الأكثر شيوعًا مثل: لماذا لا تقوم بعمل كذا وكذا.. أو هلا فعلنا كذا وكذا… ومن المستحسن أيضًا أن يخمن كل زوج ما يحب زوجه.. الفعل الفلاني.. الحركة الفلانية.. الكلام العاطفي أو كلام الحب والعطف والحنان أو لفتات معينة أو إيماءات معينة فذلك يقرب كثيرًا بين الاثنين ومن المهم أيضًا أن يوضح كل طرف ما يغضبه أو يسبب له التعاسة أو ما يصده عن التجاوب أو يسبب له الامتعاض أو الضيق أو القرف وبذلك يكون لكل مشكلة حل ولكل أزمة نهاية.. ويتم كل ذلك من خلال النقاش المفتوح وهنا يقوم المعالج بإرشاد الزوجين لمحاولة القيام بهذه الأنماط من التواصل غير الجنسية وقليلة الاهتمام نسبيًا قبل تطبيقه على المهام الجنسية.
مثل (أنا أريد كوبًا من الشاى.. هل تريد؟ أنا سوف أذهب لزيارة فلان هل تريد زيارته معي أم لا ترغب.. أنا سوف أقوم بعمل بيض مفركش هل أقلي لك اثنين.. ويتم الاستمرار على توكيد “أنا” خلال مراحل العلاج).
ويتم الاتفاق في هذه المرحلة من جلسات العلاج الأولى على أنه لن يقوم أى من الزوجين بلمس المناطق التناسلية أو الثديين أو محاولة الجماع.. ويتم تفسير أهمية ذلك في هذه المرحلة المبكرة بأنه يسمح بخفض قلق الأداء والسماح لكلا الزوجين بالشعور بالأمان، إضافة إلى ذلك يتم التوكيد على أن مراحل التفاعل غير الجنسية قيمة جدًا في حد ذاتها.. ويتم إرشاد الزوجين إلى عدم القيام بممارسة الجماع قبل الموعد التالي لدى المعالج ويتم في هذه المرحلة تنفيذ جدول أعمال كما ذكرنا من قبل ويقرر الزوجان وقت حدوث الجماع بعد ذلك وكلما كان ذلك تلقائيًا كان أفضل.
لكن يطلب منهما على نحو محدد تبديل من الذي يقترح ويستهل فترة الجماع وحتى موعد جلسة العلاج التالية ينبغي عليهما تقييد تفاعلهما في المرحلة الأولى على النحو التالي:
الخطوة الأولى: الهدف هو إلمس زوجك أو زوجتك بدون أى اتصال جنسي لكى تتمتع أنت فقط، فالشخص الذي يدعو أو يستهل الجلسة الحميمية يقوم بلمس جسم الزوج في غير المناطق التي ذكرناها بأى طريقة بحيث أن تكون مصدر إشباع ومتعة وللزوج الآخر الذي يكتفي فقط بعمل الحماية الذاتية وهذا يعني طلب التوقف عندما يشعر بأن هناك شئ غير سار أو محبط أو مؤلم ويتم تغيير الأدوار بعد ذلك.. ولا ينبغي في هذه الخطوة أن يتوقع الزوجان حدوث إثارة جنسية ولكنهم قد يصلوا إليها..
والهدف الرئيسي هو الاسترخاء والاستمتاع والشعور بالأمان والمودة والرحمة.
الخطوة الثانية: يعطى الشخص الذي يتم لمسه دعمًا رجعيًا من حيث ما هو ممتع وما هو مبهج وما هو غير سار أو مؤلم (إيه اللي يبسطك، إيه يخليك مستمتع بالمداعبة دي، إيه الأماكن التي تحب لمسها أو مداعبتها، هل هذا المكان يؤلمك)، ولكن يستمر الحظر على الاتصال الجنسي وقد يعرب أحد الزوجين عن قلقه من أن حظر الجماع الجنسي سيؤدي إلى استثارة جنسية لا يتم إشباعها فينشأ عن ذلك إحباط لا حل له.. لكن الرد على ذلك بأن هذه المرحلة مؤقتة سيتم بعدها الاشباع والراحة.

مسائل مهمة أثناء المرحلتين:

  • سوء الفهم تجاه العلاج والدافع للتغيير:

في بعض الحالات قد يتعارض النمط العلاجي مع القيم الشخصية للفرد حيال الجنس، فقد يشتكي الزوجان من أنهما يكرهان عدم وجود التلقائية والشعور بأن المعالج لا يقوم فقط بإعطاء التعليمات لهم لكنه أيضًا يتحقق ويفحص بالتفصيل فيما ينبغي أن يكون حدثًا حميميًا خاصًا لا ينبغي الكلام فيه.. ورغم أن هذه المشاعر مفهومة ومقدرة فإن المعالج ينبغي أن يشير أن هذه الطريقة في العلاج هى جسر مؤقت بين المشكلة الجنسية والعلاقة الجنسية الناجحة.

وينبغي أيضًا على المعالج أن يشرح أن هاتين المرحلتين لهما صلة إيجابية كافية حتى على العلاقة الجنسية الطبيعية لدرجة أنه يكون من المفيد لأى زوجين أن يقوما بممارستها بصورة دورية وأخيرًا يشرح المعالج أن دوره الآمر في البداية سيتغير بمضى مراحل العلاج قدمًا ويعود دور التحكم مرة أخرى للزوجين بالتدريج، وتجدر الإشارة أن صعوبة قبول الطريقة العلاجية قد يعكس عدم رغبة أحد الزوجين أو كلاهما في العلاج ربما لأنهما طلبا العلاج بناء على رغبة الأهل أو حتى يخلي كل منهما مسئوليته عن الفشل فقط ولا يوجد رغبة حقيقية في الحل أو أنه هو يريد أن يتزوج زوجة أخرى أو هى قررت الطلاق ولا تصرح بذلك.
أو ظن أحد الزوجين أو كلاهما أن الكلام في هذه المواضيع عيب وحرام، وفي مرحلة لا إدراكية أو على الأقل غير ذات وعى أو معرفة قد يقوم الزوجان بتبرير الفشل لإنهاء العلاقة الزوجية أو قبول علاقة غير جنسية أو العيش مع الفشل والاحباط والرضا بذلك باقي العمر.. أو القيام بممارسات جنسية محرمة خارج نطاق الزواج.

وربما يصعب تحمل القيود خاصة في مسألة اللمس الجنسي بدون جماع وصعوبة مناقشة الفوائد الناجمة عنه للاستعجال ولعدم فهم كيف أن هذه البنت الجميلة الممشوقة القوام الفائرة الأنوثة وهذا الزوج الفتي القوى المندفع لا يقدرون على فعل ما يفعله أضعف الناس.
المشكلة هنا هى الفشل في فهم المنطق وراء هذه القيود التي قد تكون مسئولة عن هذه الصعوبات إلا أن الأمر كما ذكرنا توًا ربما يكون متعلقًا بأسباب أخرى غير معلومة فقد يتم رفض القيود على أساس مثلاً أنه من غير المنطقي توقع رجل طبيعي يستثار جنسيًا ولا يتبع ذلك الوصول إلى ذروة لذته الجنسية.

مسائل الثقة والأمان بين الزوجين:

إن الخطوات السالفة تعتبر وسيلة فعالة لاختبار الثقة والحب بين الزوجين حتى مع وجود أسباب الفشل الأولى في العلاقة ولذلك نؤكد أنه لا داعي لخرق القيود السابقة أو حتى التردد في الحفاظ عليها طالما قرر الزوجان الاستمرار وتكملة الحياة الزوجية والبحث عن حلول.. كل ذلك سوف يخدم في طريق الحل وذلك بالصراحة وإعطاء المعلومات القيمة الحقيقية للمعالج.. كل ذلك يؤكد على أهمية الشعور بالأمان والثقة والخصوصية التي هى من المعالم الأساسية للمتعة الجنسية مما يستتبع ترك المشاعر تمضي وتنساب مما يجعل كل زوج يتخلى عن دفاعاته النفسية ويتوقف عن الدفاع عن نفسه وأنه المشكلة ليست فيه وأن يتخلى أيضًا عن خوفه من جرح كرامته وكبريائه.. مما يؤدي في النهاية إلى رفض العلاقة الزوجية والجنسية وعدم الاستمرار فيها خوفًا من الأذى النفسي أو الفضيحة من أن أحد الزوجين غير طبيعي أو حتى خوفًا من الرفض أو خوفًا من لجوء الطرف الآخر للخيانة الزوجية.

إن هدف لمس الزوج فقط بدون ممارسة الجماع بما يحقق متعة روحية ورغبة في القرب والنجاح بعد ذلك في الممارسة الحقيقية قد يكون صعبًا على الفهم والقبول خصوصًا عندما يكون هناك رأى للناس المحيطين بالزوجين (إيه اللي بتعملوه ده، تسمعوا كلام الراجل الدكتور ده إزاى، وإزاى واحد وواحدة متجوزين ميناموش مع بعض، سيبكم منه الحكاية أسهل من كده بكتير).

ولكننا نقول أن ذلك يعتبر خطوة أولى في العلاج فقد تكشف عن مواقف أو توجهات دفينة لكل زوج تجاه الآخر.. هل هو راض عنه؟ هل هو راض عن الزواج أصلاً؟ هل هى رضيت به زوجًا كبيرًا أو ضعيفًا أو غير مقبول؟ هل رضيت به حتى لا يفوت قطار الزواج؟ هل أرغمها أحد عليه؟ هل هى على علاقة محرمة بإبن الجيران أو صديق الزوج؟ وبالتالي الزوج الخايب ده مالوش لازمة.
وأيضًا قد يستغرب الناس طلب المعالج بالتبديل الصريح لمن يبدأ ويستهل العلاقة الجنسية مرة للزوج ومرة للزوجة، وذلك لمعرفة المشاكل والتوجهات السلبية الإشكالية مثل الاعتقاد السائد مثلاً من أن المرأة المؤدبة جيدة التربية لا تبدأ أو تستهل أو تطلب العلاقة الجنسية أبدًا بل لابد للرجل من أن يبدأ أو يطلب هو ذلك.. طب لو هو بارد ومعندوش دم أو له علاقات محرمة خارج نطاق الزواج تجعله لا يطلب منها أبدًا.. تعمل إيه المسكينة دي؟
إن الاهتمام بتوكيد الذات والحماية الذاتية للنفس من كل ما يقلل من شأنها خصوصًا في هذا الموضوع الحساس يؤكد على أهمية التواصل والمصارحة.
في هذه الأثناء لابد للمعالج أن يشرح للزوجين معلومات أساسية عن مكونات الأعضاء الجنسية وفسيولوجية عملها، وكيفية التجاوب الجنسي لكل من الرجل والمرأة مؤكدًا على أن عدم فهم ذلك جيدًا ربما يكون سببًا رئيسيًا لعدم التجاوب والنجاح في العلاقة الجنسية.. ويتم شرح كل ذلك بأسلوب مبسط وفي حدود تعلم وفهم كلا من الزوجين وهى أيضًا فرصة جيدة لتعريف وتحديد المفردات والكلمات والأسماء المحترمة والمؤدبة المستخدمة في مناقشة هذه الأمور خصوصًا عندما تبدأ مرحلة ممارسة الجنس الفعلي.
ويجب أن يُفهم أنه لو حدث القذف أو وصلت المرأة إلى ذروة اللذة أثناء هذا التلامس غير الجنسي لابد من أكمال الجلسة حتى آخرها لأننا نركز على المشاعر والأحاسيس المستثارة التي يتم المرور بها أثناء اللمس.
وإذا ظهرت في هذه المرحلة مشكلة القذف المبكر أو السريع يمكن الرجوع لحل هذه المشكلة كما هو مبين في مكان آخر ويجب التوقف لقراءة وفهم وتنفيذ هذه الطرق المذكورة ثم الرجوع للبرنامج مرة أخرى.
وفي حالة التشنج المهبلي ربما يتم استخدام التوسيع المهبلي التدريجي بالإصبع أو استعمال الموسعات المتدرجة مع الاهتمام بتوقيت هذه الأساليب وما إن كان ينبغي القيام بها فرديًا أو بصورة مشتركة.

البدء التدريجي للجماع الجنسي المهبلي:

عندما يصبح التلامس المهبلي والجسدي ماضيًا بصورة جيدة ويكون الرجل قد حقق انتصابًا قويًا بدرجة معقولة أو قد بدأ في كسب السيطرة على القذف أثناء التحفيز والمداعبة، والمرأة تكون قد حصلت على بعض التجاوب المهبلي بما في ذلك زيادة الإفرازات المسهلة للدخول.. فإننا هنا نبدأ في إضافة الإحتواء المهبلي (الإحتواء فقط وليس الحركة) واستخدام هذه المهمة المنظمة تساعد الزوجين على عدم اعتبار أن ممارسة الجنس مقسم إلى مداعبة (مقدمة) وجماع.. وكأننا في حصة دراسية ربما يكون التلميذ سرحان وتائه والأستاذ نابح صوته ومفيش فايدة.
وأثناء جلسة التلامس يمكن للمرأة أن تتخذ الوضع العلوي الأنثوي ثم تقوم بإدخال القضيب إلى مهبلها وتجعل الزوج في موضع عدم مطالبة للجماع بل يؤدي دورًا سلبيًا بما يجعل المرأة في موقف سيطرة ولها إمكانية التوقف أو الإنسحاب متى أرادت (حتى تتأكد أن كل مخاوفها لا داعي لها ما دامت حرة في البدء والإنسحاب) ويتم إرشاد الزوجين على محاولة احتمال الدخول المهبلي لفترات قصيرة في بادئ الأمر بدون أى حركة أو دفع حوضي مع التركيز على مشاعر إحتواء القضيب أو إمتلاء المهبل.. ويتم زيادة فترة الإحتواء بدون دفع أو حركة تدريجيًا ويتم تشجيع الزوجين على ممارسة التوقف في أى وقت أثناء الممارسة بناء على طلب أحد الزوجين وذلك لتصحيح المفهوم  السائد من أن مداعبة الحب عندما تبدأ يجب أن تستمر حتى النهاية مع عدم وجود وسيلة لتجنب تلك النهاية.
ولابد لكل زوج أن يكون على يقين من أن الزوج الآخر يستطيع أن يقول توقف في أى مرحلة بدون حدوث غضب أو جرح لمشاعر الآخر، ويتم نصح الزوجين أيضًا على تجربة أوضاع وطرق مختلفة من اللمس لاكتشاف كل ما يمكن أن يكون ممتعًا في علاقتهما.

2 thoughts on “علاج المشاكل والاضطرابات الجنسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *