الخميس, نوفمبر 21, 2024
النوم

نوم القيلولة

تعريف القيلولة

قال في لسان العرب “القيلولة: نَومَة نصف النهار، وهى القائلة، قال يقيل، وقد قال القوم قيلاً وقائلة وقيلولة ومقيلا”.

وقال أيضًا: “والمَقِيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، يقال: قال يقيل قيلولة فهو قائل”.

القيلولة سنة فعلية:

نومة القيلولة مستحبة شرعًا فهى هدى النبى صلى الله عليه وسلم.

القيلولة في القرآن الكريم:

1.قول الله تعالى “أصحاب الجنة يومئذٍ خيرٌ مستقرًا وأحسن مقيلاً”، وأحسن مقيلا أى موضع قائلة، قال الأزهري القيلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها وقال ابن عباس وابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

2. قول الله عز وجل (و كم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا أو هم قائلون).

القيلولة في السنة:

القيلولة من هدى النبى صلى الله عليه وسلم الفعلي، ولقد جاءت العديد من الأحاديث التي تشير إلى ذلك، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال حدثتني أم حرام: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (نام قليلاً نهارًا) يومًا في بيتها فاستيقظ وهو يضحك، قالت: يا رسول الله ما يضحكك؟ قال “عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة” فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال “أنت معهم” ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثًا، قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فيقول “أنت من الأولين”.

عن أنس أيضًا قال:  دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها،  فاستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم فقال: “يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟” قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب.

ولم يكتفِ النبى صلى الله عليه وسلم بممارسة القيلولة بفعله بل حث عليها بقوله.. عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قيلوا فإن الشيطان لا يقيل”. ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على القيلولة. فعن أنس قال: كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعه. وعن سهل بن سعد قال: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة. وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “تعاونوا بأكل السحور على صيام النهار وبالنوم عند القيلولة على قيام الليل”.

فوائد القيلولة الإيمانية:

وإن كان للقيلولة فوائد صحية أشارت إليها الأبحاث فإن للقيلولة فوائد إيمانية أهمها إراحة الجسم حتى يستطيع القيام بالعبادة فكلما كان الجسد في راحة بعيدًا عن الإجهاد والتعب كان أداء الإنسان لعبادته أفضل، وفرق بين من يتجهز للصلاة والطاعة وبين من يفعلها إسقاطًا لأداء الواجب. ولعل أحدنا يتذكر يومًا كان فيه مجهدًا فقام للصلاة فما وجد فيها إلا أداء للحركات بغية إسقاط الفريضة أو أنه قرأ القرآن وهو مجهد فما عاش مع معانيه، ومن هنا فإن إراحة الجسد بالقيلولة فيه دعوة لإتقان العبادة.

الاستعداد لقيام الليل.. فإن استرخاء الجسد بسنة القيلولة لا يجعل الجسد ينام كثيرًا مما ينهض أصحاب الليل لأداء أشرف عبادة في الإسلام وهى قيام الليل، فقد أخرج ابن ماجه والطبراني عن ابن عباس مرفوعًا إلى النبى صلى الله عليه وسلم “استعينوا بطعام السَحَر على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل”.. قال حجة الإسلام: وإنما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل ويسهر في الخير  فإن فيها معونة على التهجد كما أن في السحور معونة على صيام النهار فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار.

والقيلولة مما يساعد الإنسان على المحافظة على صيام النافلة، فقد أخرج البزار كما في اللآلئ من حديث قتادة سمعت أنسًا يقول: ثلاث من أطاقهن أطاق الصوم: من أكل قبل أن يشرب، وتسحر، وقال، يعني نام بالنهار وقت القيلولة.

القيلولة من شيم الصالحين، وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحرصون عليها أشد الحرص لما لها من أثر كبير في حياة الإنسان، حتى أن الواحد ليتابع عماله وأهل بيته في المحافظة عليها.. ففي حديث مجاهد قال: بلغ عمر أن عاملاً له لا يقيل، فكتب إليه أما بعد فَقِل فإن الشيطان لا يقيل.

القيلولة تقلل من خطر الإصابة بالمشاكل القلبية:

نشر موقع CNN بتاريخ 15/3/2007  بحثًا بعنوان: (ناموا في مكاتبكم تصحوا) جاء فيه أن بحثًا جديدًا أظهر أن القيلولة أثناء العمل تقلل من خطر الإصابة بمشكلات قلبية خطيرة وربما قاتلة، وهذه الدراسة تشير إلى أن الرجال على وجه التحديد هم الأكثر استفادة من نومهم أو قيلولتهم في المكاتب من النساء.

جدير بالذكر أن هناك بعض الشركات التي تسمح لعمالها والموظفين فيها بأخذ قيلولة وعبر الكثير منهم أنها تساعد في زيادة الإنتاجية، وقامت شركة “يارد ميتالز” الأمريكية لتوزيع المعادن بتخصيص غرفة للقيلولة في مقرها الرئيسي كجزء من برنامجها المتعلق بصحة الموظف.

وقال المهندس (م) في الشركة إنه كثيرًا ما يتردد على تلك الغرفة لينام نصف ساعة بناءًا على أوامر طبيبه من أجل تقليل الإجهاد مشيرًا إلى أن ذلك يساعد على بقائه نشيطًا بقية اليوم.

ويشير الدكتور حسان شمسي باشا إلى ما أكده الباحثون في دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية عام 2002 من أن القيلولة لمدة 10 – 40 دقيقة (وليس أكثر) تكسب الجسم راحة كافية وتخفف من مستوى هرمونات التوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم. ويرى العلماء أن النوم لفترة قصيرة في النهار يريح ذهن الإنسان وعضلاته ويعيد شحن قدراته على التفكير والتركيز ويزيد إنتاجيته وحماسه للعمل.

وأكد الباحثون أن القيلولة في النهار لمدة لا تتجاوز 40 دقيقة لا تؤثر على فترة النوم في الليل، أما إذا امتدت لأكثر من ذلك فقد تسبب الأرق وصعوبة النوم.

وتقول الدراسة التي تمت تحت إشراف الباحث الأسباني د. إيسكالانتي “إن القيلولة تعزز الذاكرة والتركيز وتفسح المجال أمام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أكثر إرتياحًا” كما شدد الباحثون على عدم الإطالة في القيلولة لأن الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي وأشار الدكتور إيكالنتي إلى أن الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في أنظمتها اليومية وأوصى بقيلولة تتراوح بين 10 – 40 دقيقة. أ-هـ

فوائد نفسية وفسيولوجية للقيلولة:

يؤكد الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن هناك فوائد نفسية وفسيولوجية كثيرة ناجمة عن القيلولة التي تعني الاسترخاء في الأساس كما في السنة النبوية الشريفة، وهذا هو سر التفاف الغربيين حول القيلولة وتنظيمهم رابطات للدفاع عنها والترويج لها، فيومًا بعد يوم تجري بحوث ودراسات جديدة ويتم اكتشاف منافع للقيلولة لا حصر لها.

ويضيف د. عبد المحسن: تساعد القيلولة أو الاسترخاء التام ما بين ثلاثين إلى ستين دقيقة الإنسان على شحن بطاريته النفسية والفسيولوجية وتحقيق حالة من الراحة التامة للذهن وكافة عضلات الجسم والجهاز الحركي، ومع هذا التداعي الحر وتوجيه الفكر بعيدًا عن الالتزام بشئون العمل والحياة يعود المرء أقوى وأنشط وأكثر قدرة على العمل والعطاء، أما إذا طالت فترة النوم ووصلت إلى ساعتن مثلاً فإن النوم النهاري هنا يقود إلى حالة من الخمول والكسل وربما الأرق الليلي ويكون للنوم أثرًا سلبيًا.

الفوائد الاقتصادية:

توصل العلماء إلى معلومات تسترعي الانتباه بالنسبة إلى نومة القيلولة فقد أظهرت دراسات قاموا به أن نومة القيلولة تزيد من إنتاجية العمال.

فنوم القيلولة يؤدي إلى زيادة إنتاجية الفرد ويحسن قدرته على متابعة نشاطه اليومي، فقد أكد الباحثون في دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية عام 2002 أن القيلولة لمدة 10 – 40 دقيقة وليس أكثر تكسب الجسم راحة كافية وتخفف من مستوى هرمونات التوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم.

ويرى العلماء أن النوم لفترة قصيرة في النهار يريح ذهن الإنسان وعضلاته ويعيد شحن قدراته على التفكير والتركيز ويزيد إنتاجيته وحماسه للعمل.

وأكد الباحثون أن القيلولة في النهار لمدة لا تتجاوز 40 دقيقة لا تؤثر على فترة النوم في الليل، أما إذا امتدت لأكثر من ذلك فقد تسبب الأرق وصعوبة النوم.

وتقول الدراسة التي تمت تحت إشراف الباحث الأسباني د. إيسكالنتي: “لإن القيلولة تعزز الذاكرة والتركيز وتفسح المجال أمام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أكثر إرتياحًا”.

كما شدد الباحثون على عدم الإطالة في القيلولة لأن الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي وأشار الدكتور إيسكالنتي إلى أن الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في أنظمتها اليومية وأوصى بقيلولة تتراوح بين 10 – 40 دقيقة.

ويلتقط خيط الحديث الخبير النفسي الدكتور فتحي عفيفي الأستاذ بجامعة الأزهر موضحًا أن الغرض الأبرز من القيلولة هو عزل الإنسان تمامًا عن المؤثرات الخارجية، ويقول: تساعد هذه الحالة على إراحة الخلايا المخية والأعصاب من الإجهاد الذي يحل بها وليس المهم طول فترة النوم بقدر أهمية النعمق في الاسترخاء، وإذا كان عميقًا ووصل إلى مستوى ما تحت القشرة الدماغية.

من جهته يوضح الدكتور عمرو عمار أخصائي المخ والأعصاب أن كهرباء المخ تستنفد وتجهد من العمل منذ وقت مبكر من النهار ولذلك يحتمي المرء بالقيلولة أو فترة الراحة ولو لدقائق معدودة ليستطيع المحافظة على تركيزه العالي ويواصل العمل إلى الليل بالكفاءة ذاتها.

وأكد العلماء في مؤسسة “النوم الوطنية الأمريكية” أن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار لمدة نصف ساعة تلغي تأثير التعب، وتعيد الاستقرار والحيوية والنشاط للذهن والجسم مهما كانت نوعية المهمة التي يقوم بها الإنسان، كذلك فقد اكتشف الباحثون أن ساعة واحدة من القيلولة العميقة أثناء النهار قد تكون مفيدة كالنوم طوال الليل إذا تمكن الشخص من رؤية الأحلام فيها،كما أن النوم في فترات ما بعد الظهر يساعد في زيادة إنتاجية الفرد إلى الأفضل ويحسّن قدرته على التفاعل ويكسب الجسم الراحة الكافية ويقضي على هرمونات القلق والتوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم.

وتنتشر في العالم هذه الأيام دعوة لمناصرة نوم القيلولة تتبناها منظمات وسياسيون ونواب برلمانيون؛

  • ففي البرتغال هناك (رابطة محبي نوم القيلولة) ويتولى وزير العمل بنفسه مسئولية الدفاع العلني عن القيلولة وفي فرنسا يدعو الخبراء إلى مشروع لتقنين القيلولة.
  • وفي إيطاليا يدعو كبار السياسيين لقيلولة وتسمى مدينة كتانيا في جزيرة صقلية: العاصمة الوطنية للقيلولة.
  • وفي الولايات المتحدة (غرف خاصة للقيلولة) أنشأتها بعض المؤسسات والشركات فضلاً عن (مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية) التي تدعو دومًا إلى مناصرة القيلولة.
  • وفي الصين يوجد اعتراف دستوري بالقيلولة كحق لجميع العمال.
  • وفي الهند يوجد قانون يعاقب من يقطع قيلولة الآخرين
  • وفي اليابان هناك حضور طاغ للقيلولة وهناك أسرّة للاسترخاء في معظم الشركات والمصانع بهدف تحقيق زيادة الإنتاجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *