لماذا ننام ؟

سؤال يدور فى ذهن الكثير منا ، و الحقيقة أن النوم يتحكم فيه عاملان مشتركان هما الفترة التى قضاها الإنسان يقظاً و النظام السيركادى داخل جسم الإنسان ، فكلما طالت الفترة التى قضاها الإنسان مستيقظاً كلما كان أكثر حاجةً و استعداداً للدخول فى النوم ، فلو أن انساناً ظل مستيقظاً لمدة يومين مثلاً ثم آوى إلى الفراش تجده لا يلبث ثوانى قليلة حتى يكون غرق فى سُبات عميق ، و بالفعل تكون هذه الفترة الأولى من النوم و التى تعقب فترة طويلة من اليقظة أكثر عمقاً من غيرها ، و كذلك كلما ازدادت فترة اليقظة كلما زاد الإستعداد للنوم و زادت مرحلة النوم العميق .

و أيضاً النظام السيركادى داخل جسم الإنسان تجده يتحكم تحكماً ملحوظاً فى نوم الإنسان ، فنجد أصعب الفترات التى يقضيها الشخص مستيقظاً هى الفترات الأولى فى الصباح ، حيث يغلب عليه النعاس جداً ، و ما إن تمر هذه الفترة حتى يستطيع الشخص أن يكمل يومه بسهولة و يسر . كما أنك تجد هناك تناسب عكسى بين النوم و بين درجة حرارة الجسم فكلما انخفضت درجة حرارة الجسم تزداد الحاجة إلى النوم بشكل ملحوظ ، و كلما ارتفعت درجة حرارة الجسم تقل الرغبة فى النوم .

أيضاً تجد للإنسان نمطاً فى النوم ، فهو اعتاد أن ينام فى ساعات معينة و يستيقظ عند أخرى ، و يشق عليه جداً تغير هذا النمط .

و لو تأملنا فى الكون من حولنا لرأينا العجب العجاب ، فهناك حيوانات تنام بالليل و تستيقظ بالنهار ، و هناك ما ينام بالنهار و يستيقظ بالليل فسبحان العليم الحكيم الذى خلق كل شىء فقدره تقديراً ، الذى جعل لنا آيات واضحة على وجوده و قدرته فى الأرض و فى أنفسنا قال تعال : ” و فى الأرض آيات للموقنين و فى أنفسكم أفلا تبصرون “