الأربعاء, مايو 8, 2024
الحرية الإنفعالية وتوكيد الذات

أنواع الشخصية العصابية

العصابي الإنصياعي

السلبية (الشخصية العصابية الانصياعية)

Conformist

12

تعني السلبية أن تتخلى عن حقوقك بألا تعبر عن مشاعرك الحقيقية وأفكارك ومبادئك.. وهى تجعل الآخرين (يدوسون فوقك).. إنك دائمًا تبدو دائم الاعتذار بحيث تجعل الآخرين يستهينون بك.

إنك تفعل ما يُطلب منك مهما كانت قناعتك تجاهه، تشعر بالعجز، القلق، الرفض، بل وحتى الإحباط من نفسك.

ويكون دائمًا هدف السلبية هو أن ترفض الآخرين وتتجنب الصراع والرفض..

فهذا الشخص يحتاج دائمًا إلى التأييد وعادة يثق في الناس بسرعة حيث يبدو وكأنه شخص يحب كل الناس ويشمل الجميع بحبه وعطفه، وحقيقة الأمر أن هذا حب غير ناضج تدفعه لذلك حاجته الشديدة لأن يكون مقبولاً من الجميع.

كما لا يمكنه التفوق في عمله حيث يخشى ويتجنب المنافسة وفي العادة لا يحتل موقعًا قياديًا ولو حدث تصبح مواقفه مائعة مترددة وأحوال مرؤسيه متعطلة.

وهناك قصة توضح ذلك..

بعثت احدى الجامعات طبيبًا وزوجته لحضور مؤتمر، وأعطى غرفة في الفندق فوق قاعة الحفلات مباشرةً.. كانت الموسيقى عالية جدًا.. وكانت الزوجة حاملاً وقد قطعا مسافة طويلة ويحتاجان للراحة، تمنى الطبيب لو يستطيع أن يطلب تغيير الغرفة ولكنه تردد..

· إنه لم يدفع ثمن الغرفة بل الجامعة ولابد أن الفندق قد أعطى أسعارًا مخفضة للمؤتمر.

· لابد أن يستخدم أحد تلك الغرفة.

· سيظن أصحاب الفندق إنه كثير الطلبات.

· لن يتمكن أحد من تغيير الغرفة له في هذا الوقت القصير..

ولكنه في داخله شعر إنه غاضب، قلق وعاجز عن تغيير الوضع..

أدرك الطبيب أنه إن لم يفعل شيئًا لتغيير الوضع فسيكون سلبيًا ولكن يجب عليه على الأقل محاولة تغيير الوضع وكانت احدى الخيارات أمامه هى العدوانية.

دائمًا يحتاج إلى التأييد ومعاضدة الآخرين.

عادةً ما يثق في الكثير من الناس بسرعة وبدون إختبار نواياهم ولهذا فقد يتحول أحيانًا إلى ضحية وموضوعًا لاستغلال البعض وتحكماتهم.

قد يهدأ هذا الشخص عندما يعبر له البعض عن الحب والتقبل لكن حاجته العصابية لا ترتوي ومجهوداته المضنية للبحث عن الآخرين لا تتوقف.. فمفهومه لمعنى الحب غير ناضج لأن ما يحكم سلوكه هو حاجته الشديدة للتقبل من الجميع وإرضائهم وهو بذلك يخاف العدوان ويهرب من المنافسة ويصعب عليه أن يعارض آراء الآخرين، وهو بهذا يتحول إلى شخصية باهتة لا يعمل لها الكثير حساب.

يصعب عليه أن يحتل موقعًا قياديًا لأنه بدلاً من أن يتجه للمبادرة ينتظر من الآخرين التوجيه وإعطائه الإذن قبل أن يبدأ عملاً أو يتخذ قرارًا.

يحتاج دائمًا إلى شخص قوي يحميه ويتحول إلى تابع له يردد آرائه وأفكاره. والانصياع للآخرين هو سمة في الشخص العصابي الانصياعي فهو يعبر عن عجزه الشخصي في إتخاذ مواقف معارضة.

يجب أن يدرك هذا الشخص ما يلي:

  •  الاختلاف السليم مع الآخرين مطلب من مطالب التوافق ويؤدي إلى الإتصال الجيد والإحترام المتبادل.
  •  يحتاج النجاح أحيانًا إلى المعارضة، فلا يجب أن يقلق لهذا.. فالمعارضة والاختلاف مع الآخرين شيئان تفرضهما ضرورات الإتصال الاجتماعي السليم وتحقيق الأهداف الشخصية في النمو والنجاح.
  •  توكيد الذات هو من سمات الشخصية المتوازنة.
  •  ليس معنى أن سعيه لإرضاء الآخرين خطأ ولكن دوامه هو الخطأ.. فقد يكون في بعض الأحيان من الحكمة أن ترضى الشخص الآخر ولكن عليه أن يجعلها غاية توجه تصرفاته.

 

العصابي العدائي

الشخصية العصابية العدائية

Hostile

9

عندما نكون عدوانيين فإننا ندافع عن حقوقنا الشخصية، ونعبر عن أفكارنا ومشاعرنا ولكن بطريقة خاطئة، وعادةً لا تساعد كثيرًا بل وقد تتعدى على الحقوق الشخصية للآخرين.

ومن أمثلة السلوك العدواني الإسراف في لوم الآخرين، التهديد والشجار، وبعد العدوانية غالبًا ما نشعر بالمرارة، بالذنب والوحدة فيما بعد..

عادةً ما يكون الهدف من السلوك العدواني هو السيطرة والحماية، الانتصار، الاذلال، وإجبار الآخرين على الخسارة..

والشخص العدواني هو شخص يجد في هزيمة الآخرين تأكيدًا لقوته حيث يشعر بالمتعة والفخر..معاركه مع الناس لا تتوقف وينطبق عليه لفظ (المشاغب) حيث يشاغب الناس دون هدف واضح فقط للشعور بالسطوة.

يشعر دائمًا أنه مهاجم من قبل الناس لذلك هو يسبق بالهجوم لذلك فهو شخص كثير الخصوم..

حياته الاجتماعية ضيقة انعزالية بسبب أنانيته وتعاليه.

ففي المثال السابق فكر الطبيب في الذهاب إلى مكان الاحتفال، الصراخ، أو قطع الكهرباء، ولكن ذلك كان سيعد إعتداءًا على حرية الآخرين ورغبتهم في الاحتفال والاستمتاع بحفلتهم وعلى الموسيقيين في كسب عيشهم..

وبعدها لن يكون الطبيب سعيدًا، سيشعر بالذنب والتعاسة وسيظل في تلك الغرفة أو سيتم إلغاء حجزه بالفندق كليةً.. وهنا سنرى أهمية توكيد الذات.

يجد في هزيمة الآخرين وتحديهم ومعاضرتهم إشباعًا وتأكيدًا لقوته وسلطته، ولهذا فهو يشعر بالراحة النفسية كلما تحول من نصر إلى آخر عندما يشعر أنه أوقع الأذى والزهو بالآخرين لذلك فإن معاركه مع الناس لا تنتهي.

لا يثق في الناس ويفسر تصرفاتهم على نحو يثير شعوره بالتهديد والخوف، لذا فهو يلجأ إلى الهجوم المبكر إذا أحس بأى علامات.. لذلك فإنه يعتبر اختلافه مع الآخرين هجوم شخصي عليه.

يصعب عليه تكوين علاقات دافئة ويغلب عليه الوحدة والانعزال.. ونجد أمثلة متعددة لهذا النمط كمدير العمل الذي يقسو ويعنف من حوله خشية أن يهتز مركزه.