الخميس, مايو 9, 2024
الوسواس القهريالوسواس القهري الديني ... وجهة نظر مسيحية

8 الأصول النفسية لمرض الوسواس القهري الديني المسيحي

الأصول النفسية لمرض الوسواس القهري
إن كلمة وسواس وفعل قهري تحملان الكثير من المعاني في حديثنا اليومي..
في هذا الجزء سوف نشرح الأصول النفسية المحتملة لمرض الوسواس القهري وسوف نرى علاقته بالوساوس الطبيعية وسوف نشرح أيضًا كيف يختلف مرضى الوسواس القهري عن العبارات المشابهة التي نستخدمها في كلامنا اليومي.
مرض الوسواس القهري مقابل الوساوس الطبيعية:
التفرقة بين الوساوس الطبيعية والتفكير الوسواسي يعطي لنا منظورًا واضحًا للاضطراب الموجود في مرض الوسواس القهري.. أغلب المرضى يعانون من أفكار وصور تخيلية غريبة ومخيفة.. هذا وبلا شك ينتج من قدرة عقولنا على تخيل أحداث حقيقية ومبتدعة..
المراقب الجيد يمكن أن يلاحظ أن هذه الأفكار تأتي عندما نكون مجهدين أو نشعر بالإحباط.. الكثير منا يستطيع أن يطرد هذه الوساوس بدون صعوبة أو على الأقل ننشغل بشئ آخر..
في دراسة على أشخاص لا يعانون من مرض الوسواس القهري 80% منهم أكدوا أنهم عانوا من بعض الوساوس في بعض الأوقات.. الأطباء المتدربين يجدون بعض الصعوبات في التفرقة بين هذه الوساوس من الوساوس الأخرى التي يعاني منها مرضى الوسواس القهري..
الأشخاص الذين لا يعانون من الوسواس القهري يختلفون في أن وساوسهم أقل من حيث الحدوث وأسهل أن يطردوها من عقولهم وأقل إحباطًا وأكثر قبولاً.. أما مرضى الوسواس القهري يشعرون دائمًا بأنهم مجبرون ليعادلوا هذه الوساوس.. لذلك فإن الوساوس الطبيعية هى جزء من تجاربنا الطبيعية.. ولكن تكون أقل حدوثًا وأقل ازعاجًا وأقصر بقاءًا عن الوسواس القهري.

بالطبع فإن السؤال الآن لماذا تختلف الوساوس الطبيعية عن الوساوس القهرية؟
الآليات التي يمكن أن يكون لها دور هنا على الرغم من أننا نعلم القليل عن الأسباب النهائية للوسواس القهري وأيضًا أغلب الأمراض النفسية.
الآلية الأولى: اقترحها الأخصائي النفسي “ديفيد بارلو” فهو يرى أن مرضى الوسواس القهري ربما يكونوا معرضين للإصابة باضطراب القلق بما لديهم من طاقة عصبية كبيرة.. وبالتالي فإن أجسامهم تتفاعل مع الأحداث بقلق كبير عن الآخرين وهذه الميول تكون موجودة في سن مبكرة.. ولكن لابد أن يكون هناك أسباب آخرى لمرض الوسواس القهري.
اقترح “بارلو” أن ما يفرق  الوسواس القهري عن اضطرابات القلق الأخرى هو أن مرضى الوسواس القهري يعتقدون أن لديهم أنواع خطرة من الأفكار.. بمعنى آخر إذا فكرت في فكرة معينة فهل هذا الحدث سوف يحدث فعلاً أم أكون أنا من هذا النوع من الأشخاص الذين يفعلون مثل هذه التصرفات المخيفة أو السيئة..
إن كل أب وأم يلاحظان مراحل تفكير أبناءهم في سن 2 – 4 سنوات.. فيعتقد الطفل مثلاً أنه لو تخيل وجود مخلوقات متوحشة في دولابه فلابد أن تكون موجودة..
الوسواس القهري الديني تنطبق عليه هذه الصورة تمامًا فيعتقد هؤلاء المرضى أنهم إذا أتت لهم هذه الأفكار و الصور التخيلية فلابد أن يكونوا مثل هذا النوع من الأشخاص السيئة أو ربما يفعلون هذه الأفعال السيئة.. ثم بعد ذلك يهتم المريض بالمقولات الدينية التي تؤكد على أهمية العقل الصافي والروح الطاهرة والأكثر من ذلك أنهم يعلمون دائمًا أن الله يرى ما في قلوبنا.
ولكن كل أهل الإيمان والعقائد السماوية يعلمون جيدًا هذا الكلام فلماذا يستجيب البعض للوسواس القهري الديني ولماذا أيضًا نجد بعض الناس في مجتمعنا يعانون من مرض الوسواس القهري؟
ربما يكون هناك آلية ثانية تعمل على هؤلاء الأشخاص.. الأخصائي النفسي “دانيال فيجنر” اقترح أنه ربما يكون بسبب وجود خلل في التحكم العقلي.
في تجربة ماهرة سئل الأشخاص أن يفكروا بصوت عال لمدة 5 دقائق في أى شئ يأتي إلى عقولهم.. ثم طلب من مجموعة منهم ألا يفكروا في الدببة البيضاء (white bear) ..
الأشخاص الذين طلب منهم ألا يفكروا في الدببة البيضاء ذكروا الدببة البيضاء 6 مرات خلال الخمس دقائق التالية.. ثم طلب مرة أخرى منهم أن يفكروا مرة أخرى بصوت عال وأن يحاولوا أن يفكروا في الدببة البيضاء على قدر استطاعتهم.. فوجدنا أنهم فكروا في الدببة البيضاء أكثر بكثير بعد محاولة إخماد الأفكار (16 مرة) أكثر من الأشخاص الذين طلبنا منهم في البداية أن يفكروا فيها (12 مرة)..
أى أن الأفكار تتسارع فعليًا بعد محاولتنا إخمادها..
الآن نستطيع أن نرى الصورة واضحة عن مرض الوسواس القهري والوسواس القهري الديني..
أولاً يفكر الشخص في فكرة معينة خطيرة ثم تثير قلقه وتوتره ثم يدفع القلق الشخص إلى التخلص من هذه الأفكار.. هنا تأتينا ظاهرة الدببة البيضاء فكلما حاول الشخص كبح هذه الفكرة كلما زادت قوتها وسرعة تواردها على عقله..
وحيث أن هذه الأفكار تكون غير مقبولة ومزعجة فلا يستطيع أن يتركها كما هى فيحاول البحث عن طريقة ليتخلص من هذه الفكرة..
فمثلاً لو الأفكار عن إيذاء واقع فيطلب كثيرًا من يطمئنه، ولو عن خوف من التلوث والجراثيم فيقوم بفعل معين لتخلص منها.. ويكون هذا الفعل له تأثير مؤقت في إزالة القلق ثم يشعر أنه مجبر على تكرار الفعل عدة مرات وهنا تولد دورة الوسواس القهري.

الشكل التالي يوضح كيفية ظهور الوسواس القهري طبقًا لنظرية “بارلو و فيجنر”..

2 thoughts on “8 الأصول النفسية لمرض الوسواس القهري الديني المسيحي

  • Inhibition of oxidative stress and cytokine activity by curcumin in amelioration of endotoxin induced experimental hepatoxicity in rodents buy cialis online safely

  • On the whole, 120 ovarian cycles were studied in 59 patients 53 cycles in 29 patients in the letrozole group Group A and 67 cycles in 30 patients in the clomiphene citrate group Group B propecia success rate

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *