الخميس, مايو 9, 2024
الوسواس القهريالوسواس القهري الديني ... وجهة نظر مسيحية

9 مرض الوسواس القهري ومصطلحات قريبة

مرض الوسواس القهري ومصطلحات قريبة

نحن نستخدم كلمة وسواس وفعل قهري بطريقة دقيقة تخص مرض الوسواس القهري.. أما كلامنا وحديثنا اليومي له معان أخرى يجب أن نفرق بينها حتى لا يحدث الارتباك.
فمثلاً الناس في حديثها اليومي يتكلمون عن الوساوس ربما يعنون الطعام أوالشراب أو أدوية أو سيارة رياضية جديدة مثلاً..
هذه الوساوس تختلف تمامًا عن مرض الوسواس القهري في أنها ممتعة ومسلية لهم ولا تثير لديهم هذا الاحساس بالقرف والاشمئزاز الذي نجده عند مرضى الوسواس القهري..
هذه الخواص تفرق أيضًا الوسواس القهري عن الإدمان.. فبعض مدمني الخمور يصفون هذا بأنه وسواس قهري.. هذا صحيح فقط من حيث الاحساس بأن التفكير الدائم في الشرب يكون ملح ووسواسي ويشعر الشخص بأنه مجبر على الشرب ولكن الشرب نفسه يكون شئ مسعد ومبهج لهم.. مدمني الخمور الذين في فترة العلاج لا يريدون أن يشربوا الخمر وبالتالي تكون أفكار الشرب مقحمة لهم في فترة العلاج لكن في مرض الوسواس القهري تكون الأفكار في أى مرحلة منفرة وغير سارة..
الفعل القهري في مدمن الخمر ليشرب ليس ليعادل الوساوس كما في مرضى الوسواس القهري.. ففي حالة الإدمان تكون الأفعال القهرية هى تنفيذ للوساوس والأفكار لكن في الوسواس القهري الأفعال القهرية تضاد وتعاكس الوساوس.
القلق أيضًا يختلف عن التفكير الوسواسي في المحتوى والطريقة.. فالقلق دائمًا يكون له علاقة بأحداث الحياة الروتينية مثل الأمور المادية، المشاكل الأسرية، مشاكل العمل والأمور الصحية ويمثلوا المواضيع الأربعة الأكثر شيوعًا في أمور القلق..
وعلى الرغم من أنها مستمرة وتثير التوتر والقلق إلا أنها لا تكون منفرة للشخص كما هو الحال في الوسواس القهري.. في الحقيقة أحيانًا يكون لدينا مشاكل ولا ندعها تغادر عقولنا لأننا نفكر فيها مليًا.. القلق هو ما يجعلنا مستيقظين طوال الليل ويعوق قدرتنا على التركيز..
ما يجعل القلق المستمر يتحول إلى مرض هو أننا لا نفكر في حل المشكلة أكثر من تفكيرنا في المشكلة نفسها.. فممكن أن تؤدي فكرة مقلقة إلى الأخرى في سلسلة لا تنتهي ونحن نفشل فعليًا في حل أى منهما فتكون النتيجة هى حالة مستمرة من القلق والتوتر ما دمنا لم نحل المشكلة أو لم نفكر في شئ آخر..
الاكتئاب يزيد من التفكير الوسواسي وأيضًا يزيد ويقوي مرض الوسواس القهري.. فكما لاحظنا أن الكثير من الناس معرضون للتفكير الوسواسي عندما يكونوا غير سعداء.. فنشعر بأننا لم نعش الحياة كما يجب فنظل نندم على قرار غبي اتخذناه منذ 10 سنوات أو نظل نندم على أخطاء سابقة..
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يكون لديهم نفس الأسلوب في التفكير الوسواسي مثلما يفعل مرضى الوسواس القهري لكنهم يختلفون عن مرضى الوسواس القهري في أن هذه الأفكار الوسواسية تنتهي بمجرد أن يرتفع مزاج الشخص وعادة لا يكون لديهم طقوس معينة لمعادلة هذه الوساوس..
على الوجه الآخر للعملة نجد أن الاكتئاب يحدث كثيرًا مع مرض الوسواس القهري..
فبعض الدراسات أثبتت أن حوالي 80% من المرضى الذين يطلبون العلاج من الوسواس القهري يكون لديهم اكتئاب واضح وقوي.. هؤلاء المرضى أصحاب الاكتئاب والوسواس غالبًا تتحسن حالتهم مع العلاج الصحيح من حيث العرضين (الاكتئاب والوسواس القهري).

مرض الوسواس القهري والشخصية الوسواسية القهرية

نحن جميعًا نعلم الأشخاص أصحاب الشخصية الوسواسية ومن الممكن أن نكون نحن منهم.. الوسواس القهري يختلف عن الشخصية الوسواسية فنجد أن الشخصية الوسواسية تفضل دائمًا الحياة المنظمة والمرتبة.. وهم يميلون للعمل بجدية وممكن أن نجدهم متوترين بعض الشئ بالمقارنة مع زملائهم الهادئين..
مرضى الوسواس القهري (كما رأينا في الأمثلة) لديهم مساحات ضيقة لاهتمام بشئ معين فمثلا امرأة تخاف من الجراثيم ولديها حمامان في منزلها وبسبب أنها دائمًا قلقة وتخاف من نفاذ المنظف نجدها تركت وأهملت حمام منهما لدرجة أن الفطريات نمت على سطحه وأصبح صعب الاستخدام.. مع الوقت نفس الشئ حدث للحمام الثاني.. ونجدها مضطرة لاستخدام المراحيض العامة في الطريق..
هذه الفوضى التي نشأت بسبب فعلها القهري التخزيني نجد أن الشخصية الوسواسية لا تستطيع أن تتحمله أبدًا..
بعض مرضى الوسواس القهري نجد لديهم سلوكيات أخلاقية متناقضة وهذا قليل ما نجده في الشخصية الوسواسية.. فمثلا مريض الوسواس القهري الذي اعتاد على طقوس تنظيفية معينة بعد ممارسة العادة السرية مثل غسل كل مفروشات السرير والغطاء والوسائد نجد أن أفكار الجنس تأتيه دائمًا ويذهب إلى إلى فعل الزنا بدون احساس بأى ذنب..
على الرغم من أن كل إنسان لديه شخصيته المميزة له نجد أن البعض لديه شخصية غير مرنة وصلبة وصعبة التأقلم والتكيف مسببة توتر للشخص أو مشاكل في علاقاته مع الآخرين وهو ما نسميه باضطرابات الشخصية (personality disorder) فالبعض ممكن أن يكون لديه الشخصية الوسواسية وهو يمثل اضطراب بالفعل.. فمثلا يمكن أن نجد هذا الشخص متفاني جدًا في عمله ويهمل جوانب أخرى مهمة في الحياة.. ويمكن أيضًا أن نجده يلعب بالقوانين في الأمور البسيطة مما يؤدي إلى ضرر العمل..
وطبقًا لبعض النظريات إن مريض الوسواس القهري ممكن أن يكون لديه أيضًا هذه الشخصية الوسواسية ولكننا لا نرى هذا كثيرًا في الحياة العملية..
الاستخدام الخاطئ لنفس المصطلح لهاتان الحالتان المختلفتان يكون السبب في إرباك العامة وأيضًا مجتمعات الصحة النفسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *