الخميس, مايو 9, 2024
إضطرابات الأطفال النفسية

إضطرابات السلوك المعرقلة

مقدمة

إن اضطراب السلوك في الطفل في صورة العنف أو السلوك المعرقل والرغبة في التحطيم والتكسير عادةً ما يكون رد فعل للطفل لما يحدث حوله من نزاعات وخلافات أسرية أو التعبير عما بداخل الطفل من احساس بالإهمال أو الاضطراب أو هو صورة من صور الجنوح.

إن الطفل مخلوق رقيق جميل ولا ينتظر منه إلا الإبتسامة الفطرية الجميلة والحركة المفعمة بالنشاط والحيوية والبهجة وأن يصبح الطفل عنيف عدواني يُكسر ويُهشم ويُشعل الحرائق فهو مازال مخلوق ضعيف يحتاج للرعاية والتدخل الطبي المتخصص مع الحزم.

وينقسم اضطراب السلوك المعرقل إلى:

إضــطراب التحدي المعارض

Oppositional Defiant Disorder

العديد من الأطفال يكونون عنيدين ويرفضون الإنصياع لتعليمات الأم والأب والمدرس وهذا مقبول بعض الشئ، لكن أن تصل درجة عناد الطفل إلى أن يضر ذلك مصلحته أو عائلته أو أسرته فطبعًا لابد من التدخل.

فالطفل ذو اضطراب التحدي المعارض طفل عنيد رافض الالتزام بالتعليمات ولا يتبع الأوامر بصورة أكثر من المتوقع لأطفال في نفس المرحلة العمرية.

ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

احصائياتإن سلوك الطفل السلبي المعارض ينتشر في حوالي 16% : 22% من أطفال المدارس.

معدل الانتشار العام 2% : 16%.

وبالرغم من أن بداية ظهور الاضطراب عند سن 3 سنوات لكن تتم الملاحظة الفعلية له عند سن 8 سنوات.

وهو أكثر حدوثًا في الذكور عن الإناث قبل البلوغ ولكن يتساوى الاثنان بعد البلوغ.

النقاط التشخيصية كما ورد في جمعية الطب النفسي

  • نموذج من السلوك المعاند والمتحدي الذي يستمر على الأقل مدة 6 أشهر يكون أثناءها يعاني من 4 أو أكثر من التالي:
    • يعاني من فقد أعصابه وسرعة التوتر “Lost Temper”.
    • غالبًا ما يتجادل مع الراشدين والأكبر سنًا.
    • غالبًا ما يرفض ويتحدى أوامر وطلبات الأكبر سنًا والراشدين.
    • غالبًا ما يزعج الناس عمدًا.
    • غالبًا ما يلقي اللوم على الآخرين في أخطائه أو سلوكه السئ.
    • غالبًا ما يسهل استثارته وينزعج بسهولة.
    • غالبًا ما يكون غاضبًا.
    • غالبًا ما يكون حاقدًا أو انتقاميًا.
  • ولابد أن يتكرر هذا السلوك مع الطفل، حيث لا يتكرر أو لا يتم ملاحظته في أطفال في نفس المرحلة العمرية.
  •  يسبب الاضطراب في السلوك خللاً ما في الأداء الاجتماعي والأكاديمي والمهني.
  •  لا تحدث السلوكيات أثناء اضطراب المزاج أو الذهان.

 هذه النقاط التشخيصية لا تقابل اضطراب المسلك ولا اضطراب الشخصية المعادية إذا كان الشخص بعمر 18 سنة أو أكثر.

أسباب نشأة هذا الإضطراب 

إن الطفل الذي ينمو نموًا طبيعيًا ولديه القدرة على التواصل مع الآخرين فإن اعرف الاسبابالعناد والرفض تمثل مرحلة صحية لنمو الذات والشخصية والاحساس بالكينونة لدى الطفل وذلك بين سن 18 شهر إلى 24 شهر، ولكن في حالة تكرار هذا السلوك وتزايده فإن ذلك يُعد مشكلة.. والنظرية التحليلية التقليدية فسرت هذا الاضطراب.

إن هذا السلوك المضطرب ناتج عن صراع داخل الطفل بين تحقيق الذات والرغبات وبين احتمال رفض الآخر لذلك فنجد أن الطفل تعود على الزن والبكاء ورمى ما في يده للحصول على شئ ما أو لتنفيذ رغبته ويتم تقوية هذا المسلك عندما تستجيب الأم لطلبات الطفل.

وهذا ما ذكره العالم أريكسون في نظرية النمو والتطور. 

    

الباثولوجي والفحوصات المعملية

لا توجد فحوصات معينة للتشخيص.

 

التشخيصات المشابهة:

  • اضطراب المسلك  “Conduct disorder”
  • التخلف العقلي.  “MR”
  • اضطرابات قلة الانتباه والسلوك المعرقل “ADHD”.
  • الاضطرابات المعرفية  “Cognitive distrubance”.

ومن الواضح أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب المسلك عانوا من البداية من اضطراب السلوك المعارض وأن التدخل المبكر للتشخيص والعلاج مهم جدًا.

هل سيظل طفلي هكذا؟

إن مسار الاضطراب المتحدي المعارض يعتمد بشكل كبير على صعوبة الأعراض وقدرة الطفل على السلوك التكيفي وأن الطفل ذو الاضطراب المتحدي المعارض لديه احتمال أن يعاني من اضطراب المسلك وسوء استخدام المواد المخدرة.

وأيضًا يزداد معدل إصابة الأطفال ذوو الاضطراب المتحدي المعارض باضطراب المسلك قلة الانتباه والنشاط المفرط المعرقل.

وأخيرًا فإن التوقع بالنسبة لهذا الاضطراب يعتمد على الأسرة وخبرة الطبيب النفسي الموهوب والتدخل السريع.

العلاج 

-إن علاج هذا الاضطراب يعتمد بشكل كبير على التعاون بين الطبيب والأسرة حيث يتم العلاج السلوكي وتدريب أفراد الأسرة على كيفية التعامل، حيث يُطبق أسلوب الثواب والعقاب، فإذا فعل الطفل سلوك جيد يُثاب عليه وإذا لجأ إلى السلوك التخريبي يتم عقابه بتجاهله والتعامل معه بحزم وتطبيق البرنامج السلوكي الذي سنقترحه (الطفل العنيد).

-التأكيد على التواصل الاجتماعي بين الأب والطفل.

-تشجيع السلوكيات الإيجابية والجيدة لدى الطفل.

اضطراب المسلك   Conduct Disorder

(اضطراب السلوك الجانح في الطفولة والمراهقة)

إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب المسلك يعانون من اضطراب في السلوك بشكل عام ويتضمن ذلك سلوكيات عدوانية.. فمثلاً:

  • العدوان على الناس أو الحيوانات.
  • تحطيم وتكسير وإلحاق الضرر بممتلكات الآخرين.
  • الثورة العارمة ضد القوانين والإجراءات الإلزامية.
  • الخداع والسرقة.    

ولوحظ أن اضطراب المسلك يمكن أن يحدث بصورة مصاحبة للعديد من الاضطرابات الأخرى مثل: قلة الانتباه وفرط النشاط، الاكتئاب، اضطرابات التعلم.

وأيضًا هذا الاضطراب يتأثر بصورة واضحة وقوية بعوامل مثل: الأسرة، مدى التجانس الأسري، العلاقة بين الأهل والطفل، المستوى الاجتماعي.

هذا الاضطراب ينتشر بصورة واضحة في الناس ذوو المستوى المعيشي المنخفض، ولكن بالنسبة لخبرتي المتواضعة فإن هذا الاضطراب يُلاحظ أيضًا في الناس ذوو المستوى المعيشي المرتفع لأن معظم الآباء لا يعتقدون أن هذه السلوكيات الغريبة لدى الطفل أو المراهق اضطراب ويحتاج للتدخل الطبي لإنعدام ثقافة المجتمع الحقيقية، تعليم الشهادات التي لا تساوي أكثر من وزن الأوراق التي كتبت فيها، غياب الآباء التام وإنشغال الأمهات.

 

ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

إن هذا السلوك شائع بين الأطفال والمراهقين ولكن ليس بصورة متكررة ولكن عندما يتكرر بالرغم من العقاب فهذا يُعد اضطراب.

معدل الانتشار من 1% : 10% من السكان.

أكثر حدوثًا في الأطفال الذكور عن الإناث والنسبة تتراوح بين   1:4 إلى   1:12.

أكثر حدوثًا في الأطفال لآباء ذوي شخصية عدوانية ومدمني المخدرات.

النقاط التشخيصية كما ورد في جمعية الطب النفسي

(ٲ) نموذج من السلوك التكراري والمستمر الذي تنتهك فيه حقوق الآخرين الأساسية أو القواعد الاجتماعية الأساسية المناسبة لسن الطفل أو الشخص أو إضطراب المسلكالقوانين، ويتضح ذلك بوجود 3 أو أكثر من المعايير التالية في اثنى عشر شهرًا الماضية (من بداية الأعراض) مع وجود معيار واحد على الأقل خلال الستة أشهر الماضية (من بداية الأعراض):

1. العدوانية تجاه الناس والحيوانات.

  • عادةً ما يهدد الآخرين أو يخيفهم.
  • عادةً ما يبدأ عراكات جسدية أو خناقات.
  • قاسيًا بالإيذاء الجسدي للإنسان وللحيوان.
  • السرقة وهو وجه لوجه مع الضحية “السلب – سطو مسلح – نشل”.
  • إجبار شخص ما على ممارسة الجنس معه بالقوة.

2. تدمير ملكية الغير:

  • الانخراط في إشعال النار عمدًا بقصد إلحاق الأذى بالآخرين.
  • التدمير المتعمد لملكية الآخرين “بوسيلة غير إشعال النار”

3. الخداع والسرقة

  • تسلل إلى منزل أو مبنى أو سيارة شخص آخر.
  • الكذب المستمر في أغلب الأوقات للحصول على شئ ما أو إمتيازات.
  • سرقة الأشياء القيِّمة دون مواجهة الضحية.

4. انتهاكات خطيرة للقواعد والأعراف والقوانين:

  • غالبًا ما يبقى خارج المنزل ليلاً رغم منع الوالدان وذلك قبل عمر 13 عام.
  • الهروب من البيت طوال الليل مرتين على الأقل وهو يعيش في كنف والديه أو من يعوله.
  • غالبًا ما يتغيب عن المدرسة قبل عمر 13 عام.

(ب) يسبب الاضطراب في السلوك اختلالاً هامًا عمليًا في الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني.

(ج) إذا كان عمر الشخص 18 عام أو أكثر لا تتحقق معايير اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

 

وبناءًا على عمر الطفل عند ظهور الاضطراب:

  1. اضطراب المسلك; نمط البدء في الطفولة
    Conduct Disorder; Childhood onset type ـــــ يكون على الأقل وجود معيار واحد قبل سن 10 سنوات.
  1. اضطراب المسلك; نمط البدء في المراهقة
    Conduct Disorder; Adolescent onset ـــــــ غياب أى معيار وصفي لاضطراب المسلك قبل عمر 10 سنوات.
  1. اضطراب المسلك; البداية غير محددة
    Conduct Disorder; Unspecified onset ـــــــ من البدء غير معروف

أسباب نشأة إضطراب المسلك   

1.العوامل الأبوية     

  • عوامل ابويةالقسوة والمعاملة الجافة من قبل الأبوين والعنف سواء جسديًا أو لفظيًا والتي تتسبب في نمو السلوك العدواني والعصبي للطفل.
  • الطلاق والانفصال عامل من عوامل نمو العنف واضطراب المسلك عند الأطفال.
  • سوء استخدام الأطفال في سن مبكرة (الاعتداء الجسدي والجنسي).
  • الشخصية المضادة للمجتمع للأبوين.
  • إدمان المخدرات.
  • إهمال الطفل وعدم التواصل معه.
  • عند إصابة أحد الوالدين بمرض عقلي أو نفسي.

2.العوامل الاجتماعية   

 إن الأطفال الذين يعانون من مستوى معيشي منخفض أكثر عرضة لهذا الاضطراب.

 والأطفال الذين ينشأون في المجتمعات المدنية وعدم توافر فرص عمل للأبوين ونقص الجهاز التعاوني والمساندة والدعم للطفل اجتماعيًا.

 و عند غياب الأب في عمله وتحصيل أسباب المعيشة (لأن شراء سيارة جديدة وإدخار مبلغ للمصيف هذا العام والإشتراك في رحلة عمرة للمرة السابعة والحج للمرة العاشرة أهم كثيرًا من الاستثمار في أغلى شئ في الوجود… الأولاد… البنات… زينة الحياة الدنيا) وعند إنشغال الأم (بعملها، أو أصحابها أو الموضة أو مكالمات ورسائل الزوج على الموبايل أو الغيبة والنميمة والقنوات الفضائية والأفلام والتمثيليات اللى تقطع القلب يا عيني عليها) .

عدم انخراط الطفل في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

سوء استخدام المواد المخدرة.

3.العوامل السيكولوجية 

الأطفال الذين يفتقدون الرعاية والتواصل ويعانون من الحرمان – الإهمال – والمحرومون من التعبير عن المشاعر (الحزن – الاحباط – الغضب).

وطبعًا فاقد الشئ لا يعطيه فنتوقع طفل عنيف، حاد، عصبي.

4.العوامل البيولوجية

وجد من خلال الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب المسلك يعانون من نقص معدل إنزيم بيتا هيدروكسيليز hydroxylase B في البلازما والمسئول عن تحويل الدوبامين إلى نورادينالين وإزدياد معدل السيروتونين في الدم ونقص معدل 5H1AA في السائل المخي.

5.العوامل العصبية 

الدراسات الحديثة أوضحت أن هناك علاقة بين ازدياد النشاط الكهربائي لمقدمة المخ والذكاء الاجتماعي والوعى العاطفي والعصبيةوالاندفاع، فهناك علاقة واضحة بين ازدياد النشاط الكهربائي للفص الأيمن واضطراب المسلك ولذلك فإن رسم المخ EEG مهم في بعض الحالات.

6.الإساءة الجسدية والجنسية للأطفال

تعرض الطفل إلى العنف والعصبية والضرب والاستغلال الجنسي والجسدي

يؤدي الى ظهور سلوك عدواني او عصبي أو عنيد أو مخرب

الإضطرابات المصاحبة:

هناك اضطرابات أخرى تشترك مع اضطراب المسلك في التأثير على الطفل مثل: (فرط النشاط وقلة الانتباه ADHD – العسر الوظيفي للجهاز العصبي – الاضطرابات النفسية التي تحتوي على ضلالات.. مثلاً).

الباثولوجي والفحص المعملي 

لا يوجد اختبار معين أو فحص معين لتشخيص اضطراب المسلك.

التشخيصات المشابهة

  • اضطراب المسلك.
  • اضطراب التحدي المعارض.
  • الاضطراب الوجداني.
  • فرط النشاط وقلة الانتباه.
  • سوء استخدام المواد المخدرة.
  • الوسواس القهري OCD.   

                       

هل سيظل طفلي هكذا؟

مشكلة اضطراب المسلك أنه لا يحدث وحيدًا ولكن يمكن أن يتداخل مع العديد من الاضطرابات الأخرى مثل: الإدمان – فرط النشاط وقلة الانتباه كما أنه فيما بعد يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات أخرى.

التوقع الجيد لهذا الاضطراب في حالة كونه غير مصاحب لاضطربات أخرى والوظائف العقلية للطفل طبيعية.

 

العلاج 

إن علاج اضطراب المسلك يعتمد على التعاون الكامل بين الطبيب والأسرة وإمكانيات المجتمع وموارده.

والعديد من التدخلات تستخدم لعلاج هذا الاضطراب.(الطفل العنيد)

العلاج السلوكي:

إن هذا الاضطراب يمثل اضطراب في سلوك الطفل فعلينا بمكافأة الطفل حين يسلك مسلكًا طيبًا أو حين يبتعد عن العنف.

التثقيف والتأهيل الأسري.

تنمية المهارات الاجتماعية عند الطفل وتعليم الطفل كيف يعبر، كيف يستاء، وأن نحسن من تعليمه كيفية التواصل مع الآخر، وأن يعلم جيدًا أن العنف والسلوكيات التخريبية سلوكيات الضعفاء.

التدخلات العلاجية عن طريق الأدوية وهناك دراسة حديثة تعتمد على إشراك المدرسة في دائرة العلاج حيث أن المدرسة جزء من مجتمع الطفل والذي يعاني أيضًا من اضطراب مسلكه، وفيها يتم اعداد برنامج مدرسي لهؤلاء الأطفال.

 

10 thoughts on “إضطرابات السلوك المعرقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *