سؤال وجواب حول أدوية الوسواس القهري في البالغين
نظرة عامة
الوسواس القهري مرض كامن الخطورة لأنه يمكن أن يتسبب في معاناة ملموسة لكل من المريض و أفراد أسرته. و هذا المرض عادةً ما يعالج بالجمع بين طرق علاجية مختلفة مثل العلاج المعرفي السلوكي في صورة التعرض و منع الاستجابة بالإضافة إلى العقاقير.
و إنه من الأهمية بمكان أن نشير إلى أنه ليس من المرجح أن تساعد كثير من الأدوية النفسية في علاج أعراض الوسواس و لكن هناك عدد من الأدوية ذات الفعالية الجزئية تخضع الآن للتقييم الدقيق.
و لكن علاج معظم مرضى الوسواس يجب أن يتضمن الجمع بين العلاج المعرفي السلوكي و العقاقير. و هذا المقال يركز على العقاقير و لكن هذا لا يعني التقليل من أهمية العلاج المعرفي السلوكي.
ما هى العلاجات التي تساعد في الوسواس؟
إن غالبية العلاجات التي تساعد في مرض الوسواس القهري تقع ضمن مضادات الاكتئاب.. و من المهم أن نلاحظ أن الاكتئاب عادةً ينتج من المعاناة التي يسببها الوسواس و أن الطبيب يمكن أن يعالجها معًا بعقار واحد.
و هناك الكثير من الأمراض التي لها علاقة بمرض الوسواس القهري مثل:
(Compulsive gambling, sexual behavior, trichotillomania, body dysmorphic disorder, compulsive eating, nailbiting and compulsive spending)
و هناك بعض الدلائل على أن العقاقير التي تستخدم في مرضى الوسواس قد تساعد بعضًا من هؤلاء المرضى و لكن هذا يحتاج إلى المزيد من البحث للوصول إلى توصيات قوية و ثابتة.
هل تساعد جميع مضادات الاكتئاب في مرضى الوسواس؟
إن بعضًا من مضادات الاكتئاب التي تستخدم عادةً ليس لها أى تأثير على الإطلاق في مرض الوسواس.
إن العقاقير مثل التوفرانيل و التربتيزول مضادات اكتئاب جيدة و لكن من النادر أن يحسنوا أعراض الوسواس القهري.
ما هى الأدوية الفعالة في الوسواس؟ و كيف تعرف أن هذه الأدوية فعالة؟
هناك ستة عقاقير ثبتت فعاليتها في عدة دراسات جيدة.
(double-blind, placebo, controlled studies)
و هذه النوعية من الدراسات تعتبر من الطرق الفعالة لقياس التحسن و فعالية الأدوية دون تحيز و بدقة شديدة.. و الأدوية الستة الفعال هى:
فلوفوكسامين (فافرين)، فلوكستين (بروزاك)، سرترالين (لوسترال)، باروكستين (سيروكسات)، سيتالوبرام (سبرام) – إسيتالوبرام (سيبرالكس)، و عقار كلوميبرامين (أنافرانيل).
و عقار الأنافرانيل موجود منذ زمن طويل و أفضل هذه الأدوية التي تمت دراستها في العالم أجمع و لكن هناك نتائج مؤكدة على أن الأدوية الأخرى فعالة مثله تمامًا.
و إلى جانب هذه الأدوية التي درست بعناية هناك مئات التقارير التي تتحدث عن عقاقير أخرى كانت فعالة في مرحلة ما و هناك دراسات أخرى أثبتت أن عقار فينلافاكسين (إفكسور) ممكن أن يكون مؤثرًا على نحو ما و لكن هذه يحتاج إلى دراسات أعمق.
لماذا تساعد هذه العقاقير؟
و سوف يظل أمرًا مبهمًا لماذا تؤثر أدوية بعينها و لا تؤثر أدوية أخرى لكل منها تأثير فعال على موصل عصبي معين أو ناقل كيميائي في الدماغ اسمه سيروتونين. و يظهر أن هذه التأثيرات الفعالة على سيروتونين الدماغ لازمة (و لكن ليست كافية) لتسبب تحسن الوسواس القهري.
و السيروتونين واحد من عدة موصلات عصبية كيميائية تستخدمها الخلايا العصبية في الدماغ في التواصل فيما بينها و لكن مستقبلات السيروتونين لا تتجمع فقط في مناطق معينة من الدماغ مثل بعض الموصلات الأخرى و لهذا إفراز و إمتصاص هذا الموصل العصبي يؤثر كثيرًا في الحياة النفسية و من ضمنها الوسواس القهري و الاكتئاب.
إن الموصلات العصبية تكون نشطة في حال وجودها في الفجوة بين الخلايا العصبية (شق الإشتباك العصبي) و ينتهي النقل أو الإرسال بالعملية التي بواسطتها تمتص الكيماويات ثانية بواسطة الخلايا المفرزة.
و تسمى مضادات الوسواس بمثبطات استرجاع السيروتونين.. إنها تعمل على جعل إمتصاص السيروتونين أكثر بطءًا و بذلك تجعله متاح و بكثرة للخلايا المستقبلة و تطيل تأثيره على الدماغ.
نحن نعتقد أن زيادة السيروتونين هذه تحدث تغيرات، مع مرور بضعة أسابيع في المستقبلات (المناطق التي يلتصق بها السيروتونين) الموجودة في بعض أغشية الأعصاب و نحن نعتقد أيضًا أن هذه المستقبلات قد تكون غير طبيعية في مرضى الوسواس و أن التغيرات التي تحدث فيها نتيجة للأدوية تُبطل و لو جزئيًا أعراض الوسواس. هذا جانب واحد من طرق عمل الأدوية و لكن من المحتمل أن تكون هناك كيماويات أخرى بجانب السيروتونين مشتركة في هذا. و في الحقيقة عندما يختل نشاط نظام السيروتونين فإنه يغير أنظمة الدماغ الأخرى.
ما هى الجرعة المستخدمة؟
كقاعدة عامة و لمعظم المرضى يجب استعمال جرعات كبيرة للحصول على تأثيرات مضادة للوسواس القهري.
إن الدراسات التي أجريت تقترح هذه الجرعات: فافرين 100 – 300 مجم / اليوم، بروزاك 40 – 80 مجم/ اليوم، لوسترال إلى 50 – 200 مجم/ اليوم، سيروكسات 40 – 60 مجم/ اليوم، سيبرام 20 – 60 مجم/ اليوم،إسيتالوبرام 10 – 20 مجم/اليوم، أنافرانيل 100 – 250 مجم/ اليوم.
بعض الدراسات ألمحت إلى أن جرعات أقل من تلك ليست أفضل من كبسولات النشا (بلاسيبو) بدرجة ملموسة ( البلاسيبو: هى كبسولات خالية من أى علاج حقيقي)
و لقد رأيت عددًا قليلا من المرضى الذين لم يستجيبوا لجرعات كبيرة من تلك العقاقير و لكنهم تحسنوا على جرعات منخفضة جدًا مثل 5 – 10 مجم بروزاك/ اليوم أو 25 مجم أنافرانيل/ اليوم.
هؤلاء المرضى لم تتم دراستهم بعناية و لحد علمي هؤلاء المرضى المستجيبين للجرعات المنخفضة لم ترد تقارير عنهم في المقالات النفسية.
إذا لم يستجب المريض إلى الجرعات العالية من الأدوية السابقة فإنه يستحق محاولة التجربة مع الجرعات المنخفضة.
هل هناك آثار جانبية؟
كل هذه العقاقير لها آثار جانبية.. و من غير المحتمل ألا يتعرض المريض لواحد أو أكثر من تلك الآثار الجانببية. و كما هو الحال مع كل العقاقير فإن المريض و الطبيب يجب أن يوازنوا الفائدة مقابل الأضرار الناجمة عنها.. و من المهم للمريض أن يكون ملمًا بكل المشاكل التي يمكن أن يسببها علاجه و أحيانًا كل ما يحتاجه المريض هو تغيير الجرعة أو تغيير وقت تناول الدواء.
فافرين، بروزاك، سيروكسات، سيبرام، سيبرالكس، لوسترال تسمى بمثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية. بينما الأنافرانيل عبارة عن مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات أو مثبط استرجاع السيروتونين (SRI ) لأنه له تأثير على بعض الموصلات العصبية الأخرى و لهذا فهو ليس انتقائيًا.
كل هذه الأدوية تسبب آثارًا جانبية جنسية في كلا الجنسين و التي من الممكن أن تتراوح بين انخفاض الدافع الجنسي أو تأخر القدرة للوصول إلى هزة الجماع (orgasm ) إلى فقدان القدرة تمامًا على الانتصاب أو الوصول إلى هزة الجماع.
و من المثير للإهتمام أن هناك بعض المرضى يشعرون بهزة الجماع أثناء التثاؤب و لكن هذا غير شائع. و بعض المرضى أقروا بزيادة إهتمامهم بالأنشطة الجنسية.
و قد يبدو مربكًا بعض الشئ أن تتحدث مع طبيبك عن تلك الآثار الجانبية الجنسية و لكن يجب أن تخبره بتلك الصعوبات الجنسية لكى تتفقا على أفضل طريقة لمواجهتها. و هذه الآثار الجانبية شائعة لدرجة أن طبيبك النفسي لن يندهش، و هناك تقارير عن بعض المرضى الذين تعرضوا لتلك الصعوبات الجنسية فأوقفوا العلاج أثناء عطلة نهاية الأسبوع مما يجعلهم قادرين على الاستمتاع بأنشطة جنسية على الأقل خلال عطلات نهاية الأسبوع. و حتى الآن لم يتسبب هذا الإجراء في حدوث انتكاسة و عودة الأعراض و هذا الإجراء لا يفيد مع عقار البروزاك لأنه ممتد المفعول.
و هناك بعض الدلائل على أن عقار سيبرام أو سيبرالكس لا يسبب آثارًا جانبية جنسية أو زيادة الوزن و لكن هذا يحتاج إلى دراسات أكثر.
إن مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية عادةً تسبب غثيان و عدم القدرة على الجلوس مستقرًا و كثرة النوم عند البعض و عدم النوم عند البعض الآخر و زيادة الإحساس بالطاقة و الحيوية، و عقار الأنافرانيل ثلاثي الحلقات ممكن أن يسبب تأثيرًا واضحًا مثل الدوخة، جفاف الفم، تسارع القلب، بعض الصعوبات في الذاكرة و التركيز و صعوبات التبول و خاصةً لدى الرجال.
و أحيانًا تكون زيادة الوزن مشكلة، والغذاء المحدود ممكن أن نلجأ له في حال زيادة الشهية.
و هناك الكثير من الآثار الجانبية غير الشائعة التي يمكن أن يناقشها الطبيب معك.
و كقاعدة عامة فإن هذه العقاقير آمنة تمامًا حتى مع طول الاستعمال و كل هذه الآثار الجانبية تختفي تمامًا عند إيقاف العلاج. و لهذا لا يوجد أى دليل على أنها تسبب ضررًا دائمًا للجسم.
ماذا يحدث إذا لم أستطع تحمل حتى أقل جرعة ممكنة من الدواء؟
القلة من المرضى لديهم حساسية مفرطة للعلاج و غير قادرين على تحمل أقل جرعة ممكنة و الكثير من الحبوب يمكن أن تكسر إلى نصفين للسماح بالجرعة الأقل و هناك أيضًا شراب البروزاك و السيتالو (ستالوبرام) الذي يسمح للمريض أن يزيد الجرعة تدريجيًا إلى المستوى المؤثر علاجيًا.
و في الغالب لو استطاع المريض أن يبدأ العلاج بجرعة منخفضة للغاية مثل 1 -2 مجم/ اليوم و يزيد الجرعة ببطء شديد ففي النهاية سوف يتحمل العلاج. و هذه الطريقة أثبتت نجاحها لدى الكثير من الناس الذين كونوا جماعة خاصة بهم و بهذه الطريقة التي ساعدتهم كثيرًا مثل (نادي مساعدة مرضى الوسواس القهري بالإسكندرية).
إحدى السيدات بدأت البروزاك بجرعة 20 مجم/ اليوم و تعرضت لآثار جانبية مزعجة مثل قلق متزايد، قشعريرة، و عدم نوم مزعج وشعرت كذلك أن الوسواس أصبح أسوأ. علاوة على ذلك أنها تعرضت أيضًا إلى آثار جانبية مزعجة عند 12.5 مجم/ اليوم من الأنافرانيل و جرعة قليلة من سيروكسات (باروكسيتين) كذلك.
و بعد ذلك بدأت 1 – 2 مجم/ اليوم من شراب بروزاك الذي سمعت عنه من المحادثة عن طريق الكومبيوتر، لم تشعر بأى أعراض جانبية و خلال بضعة أسابيع وصلت مرة ثانية إلى 20 مجم/ اليوم بدون الأعراض الجانبية التي شعرت بها سابقًا مع نفس الجرعة. و استمرت في زيادة الجرعة إلى 60 مجم/ اليوم خلال شهرين و تحسنت أعراض الوسواس بطريقة دراماتيكية. و لهذا زيادة الجرعة تدريجيًا و بعناية مع الشراب يمكن أن يسمح للمرضى الذين لديهم حساسية للدواء للوصول إلى المستويات العلاجية.
هل مضادات الوسواس القهري تسبب آثارًا جانبية دائمة و على المدى الطويل و لا يمكن علاجها؟
بقدر ما نعلم لا تسبب مضادات الوسواس أضرارًا جانبية لا يمكن علاجها. و الكثير من المرضى يستخدمون تلك الأدوية لسنوات طويلة دون صعوبات تذكر.
بعض الأدوية التي تستخدم مثل مضادات الذهان : هالدول، كلوبرومازين (لارجاكتيل)
ثيوريدازين (ملليريل)، ترايفلوبيرازين (ستلازين) تسبب مشاكل عصبية يتعذر إلغاؤها مثل رعشة دائمة، إخراج اللسان، تصلب العضلات (تخشيبة). و من الأفضل عدم استخدام مثل هذه الأدوية إذا كان المريض يعاني من الأنماط العادية للوسواس و لكن إذا استخدمت فيجب أن يكون لبضعة أسابيع.
مثلاً: مريض الوسواس الذي يعاني أيضًا من عرّات (لوازم حركية في العضلات) هناك دليل على أن جرعات قليلة من مضادات الذهان تضاف إلى مضاد الوسواس تساعد في أعراض الوسواس و لكن بدون تلك العّرات فإن مثل هذه الأدوية لا تفيد و يجب تجنبها. (تضاف وتستمر في حالة وجود أعراض ذهانية مثل: الهلاوس أو الضلالات فقط).
هناك مضادات للذهان جديدة مثل كلوزابين و ريسبريدون التي تسبب القليل من تلك المشاكل العصبية و قد تكون مفيدة عند إضافتها إلى مضادات الوسواس و لكن هذه الأدوية لا يجب أن تستخدم بمفردها لأنه هناك برهان على أنها تزيد أعراض الوسواس سوءًا إذا استخدمت بمفردها بعيدًا عن مضادات الوسواس.
من الذي يجب ألا يأخذ مضادات الوسواس؟
بصفة عامة نحن نحاول ألا نعطي مضادات الوسواس للمرأة الحامل أو المرأة المرضعة نظرًا لأننا لا نفهم بوضوح تأثيرها على المدى الطويل على الجنين أو الطفل.
إذا كان الوسواس شديدًا و لا يمكن السيطرة عليه بأى طريقة أخرى و مع ذلك هذه الأدوية تُظهر أنها آمنة و العديد من النساء الحوامل استخدمنها بدون مشاكل.. إذا كان هناك خطرًا على الجنين فإنه يظهر أن الخطر يكون في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل عندما يكون دماغ الجنين في مرحلة التكوين.
بعض مرضى الوسواس قادرون على استخدام الأساليب السلوكية مثل التعرض و منع الاستجابة (الطقوس) لتجنب الأدوية على الأقل خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
إذا كان وسواسِك خطيرًا جدًا قد تحتاجين للأدوية طوال فترة الحمل و كبار السن من الأفضل تجنب الأنافرانيل كعقار البداية حيث أنه له آثار جانبية تسبب دوخة و تشوش و هذيان.. و مضادات الوسواس الأخرى قد تستخدم في كبار السن و لكن في جرعات منخفضة.
هذه الأدوية يمكن أن تستخدم لدى مرضى القلب إلا في حالة استعمال الأنافرانيل فإن ملاحظة القلب ضرورية و رسم القلب المتعدد قد يكون ضروريًا.
هل يجب أن أستعمل فقط مضادات الوسواس عند شعوري بالتعب؟
لا… هذا خطأ شائع.. يجب أن تؤخذ هذه العقاقير بنظام يومي ثابت للحفظ على مستوى ثابت لها بالدم، إنها لا تؤخذ كمضادات القلق النمطية التي تستعمل فقط عندما تكون منزعجًا أو قلقًا و من الأفضل ألا تفقد جرعة كلما أمكن ذلك و يمكن القول أن الوسواس لن يزداد بمجرد فقدان جرعة واحدة لأنه أحيانًا و نادرًا ما ينصح بهذا الطبيب نفسه ليساعد في علاج بعض الآثار الجانبية: مثل الآثار الجانبية الجنسية.
من هو الطبيب الذي أبحث عنه لكى يصف مضادات الوسواس؟
من الأفضل أن تلجأ إلى الأطباء النفسيين المرخص لهم قانونياً بوصف أدوية الوسواس و الذين لديهم خبرة فى تشخيص و علاج الوسواس القهري.
ماذا يحدث إذا أحسست بالفشل لأنني في حاجة إلى عقار يساعدني و أنا غير مقتنع بأن هذه الأفكار الغريبة يمكن أن تذهب بالدواء؟
طريقة مفيدة للتفكير في استعمال العقاقير في الوسواس القهري هى مقارنة مرضك مع مرض طبي شائع مثل البول السكري.
و هناك أدلة متنامية عن أن مرض الوسواس القهري في الحقيقة عبارة عن علة عصبية أو طبية و ليس مجرد نتيجة بعض المشاكل في البيئة أو نتيجة لتنشئة خاطئة أو بسبب القسوة في التربية أو بسبب غضب الله علىّ أو عدم الإلتزام الديني أو بسبب الجن أو الشياطين أو السحر أو العين أو الحسد.
و كما هو الحال في مريض البول السكري الذي يحتاج إلى الأنسولين كى يعيش حياة طبيعية فإن مريض الوسواس القهري يحتاج لمضادات الوسواس كى يعمل بطريقة صحيحة و عادية (مريض السكري مثل مريض الوسواس غالبًا يشعر بالغضب حيال وجوب تناوله العلاج).
لا يوجد أى دليل على أن مرض الوسواس القهري نتيجة لتصرفات المريض و لكن من الأفضل اعتباره اضطراباً كيميائياً أو عصبياً يصيب جزءًا من الدماغ.
ماذا يحدث إذا لم أرغب في تناول الدواء نتيجة لمخاوف وسواسية لدى عن الأدوية؟
دائمًا يمكنك التغلب على مخاوفك بعد طمأنة طبيبك الذي تثق به. و إذا استمر رفضك لتناول الدواء فإن العلاج السلوكي يبدأ أولاً. و جزء من العلاج يجب توجيهه تجاه نفورك من العلاج الدوائي.
و من تجاربنا فإن ازدواج العلاج المعرفي السلوكي مع العقاقير يزيد من فرصك للتحسن
وننصحك بالإلتحاق بنادي مساعدة مرضى الوسواس القهري لمقابلة أناس كان لديهم نفس مخاوفك تجاه الطب النفسي و الطبيب النفسي و الأدوية النفسية للإطلاع على خبرتهم في هذا المجال و كيف تغلبوا على تلك المخاوف.
ما هى تكلفة العلاج؟
هذه الأدوية غالية الثمن و يمكن أن تكلف بين 4 – 12 جنيه يوميًا أو أكثر للأدوية الحديثة.
أما عقار الأنافرانيل فيكلف يوميًا من 2 – 4 جنيه.
و من الأفضل أن تُعلم طبيبك بإمكانياتك المادية لكى يصمم البرنامج العلاجي في حدود هذه الإمكانيات.
لماذا هى مُكلفة لهذه الدرجة؟
يمكن لأى فرد أن يفكر في كل الأسباب الشريرة التي تجعل شركات الدواء تضع سعرًا مبالغًا فيه لها و لكن يجب ان نضع في الحسبان أنها تتكلف عدة ملايين لكى تجلب هذا الدواء و تطرحه في السوف. الكثير من العقاقير لا تُصنع كى تُطرح في السوق و تعتبر بمثابة استثمار مفقود و لكن إذا لم يحدث هذا فمن غير المحتمل أن يحدث تقدم في هذا المجال.
هذه الشركات تنفق الملايين من أجل اكتشاف مركبات جديدة يكون لها تأثير علاجي أفضل… بدون شركات الأدوية سوف ينعدم التقدم في علم الدواء الاكلينيكي و لا يمكن الحصول على أدوية جديدة.
المطلوب توازن بين سعر الدواء و الحالة المادية للمرضى.. لا يوجد ما يمنع من التكسب من الدواء و لكن الرحمة مطلوبة للمرضى الفقراء. و شركات الأدوية مشاركة و بفاعلية في زيادة الوعى بالأمراض المختلفة و من ضمنها الوسواس القهري التي تروج له عقارًا.
ترويج الشركات عن طريق المطبوعات تفيد المرضى لأنه عن طريق تلك الوسائل يعرف المريض أن لديه مرضًا اسمه الوسواس و أنه يمكن علاجه. و شركات الأدوية أيضًا تروج للطرق غير الدوائية للعلاج مثل العلاج المعرفي السلوكي و أيضًا ترعى البرامج التعليمية للأطباء و تساعد في نشر قاعدة المعلومات عن الوسواس القهري للأطباء و المرضى.
هل يمكن الحصول على العقار إذا كنت فقيرًا؟
إن مندوبي شركات الأدوية يزورون الأطباء و غالبًا ما يتركون لديهم عينات مجانية من العقار التي يمكن أن يعطوها للمرضى الذين لا يمكنهم تحمل تكلفة الدواء.
كم من الوقت يحتاجه مضاد الوسواس كى يعمل؟
من المهم ألا نتخلى عن العلاج إلا بعد 10 – 12 أسبوع من الجرعة العلاجية. الكثير من المرضى لا يشعرون بتأثير إيجابي في الأسابيع الأولى و لكن بعد ذلك قد يتحسنون بصورة كبيرة.
في الأيام الأولى من العلاج قد لا يشعرون إلا بالآثار الجانبية و لا يشعرون بأى تأثير إيجابي و أحيانًا ينسى الطبيب إخبار المريض بهذا التأخير في الاستجابة.
و نحن لا نعرف لمَ يأخذ العلاج هذا الوقت الطويل حتى يعمل. و يجب أن نضع في الحسبان أنه حتى الأطباء يتخلون عن العلاج بعد 4 – 6 أسابيع لأنه هذا هو الوقت الذي يستغرقه الاكتئاب حتى يبدأ تحسن المريض و لهذا يجب أن يهتم الطبيب بالاستمرار و يصر على العلاج لفترة أطول.
إلى أى درجة أتوقع أن تساعد هذه العقاقير؟
في الدراسات الكبرى التي أجريت فإن هذه الأدوية تساعد 75 – 85 % من المرضى على أقل تقدير، و حوالي 50 – 60 % من المرضى أظهروا استجابة متوسطة للعلاج، و نحن نعلم أن بعض المرضى لا يستجيبون إطلاقًا للعلاج و هؤلاء قليلون. و في هذه الحالة يصبح الإلتزام ببرنامج العلاج المعرفي السلوكي في غاية الأهمية.
إذا لم تستجب للعلاج الأولي فمن المهم أن تنتقل إلى العقار التالي.. أعرف مرضى لم يستجيبوا لثلاثة من الأدوية السابقة و أظهروا استجابة رائعة للرابع و هناك طرق لزيادة فاعلية العلاج إما بزيادة الجرعة أو بإضافة دواء آخر مضاد للوسواس أو إضافة أدوية أخرى تُزيد من فاعلية الأدوية المضادة للوسواس و كل ذلك يمكن أن يزيد من الاستجابة.
ماذا عن إضافة علاج إلى آخر؟
أفضل إضافة هى أن تضيف العلاج المعرفي السلوكي إلى العقار الحالي.. أحيانًا نضيف عقارين أو أكثر معًا.
مثلاً: بعض المرضى يستجيبون إلى فافرين أو بروزاك مع أنافرانيل و يجب أن يتذكر الطبيب أن مستوى الأنافرانيل بالدم يزيد بصورة كبيرة بالإضافة إلى الأدوية الأخرى و لهذا يجب أن تكون جرعة الأنافرانيل منخفضة على الأقل في المراحل الأولى للعلاج. أحيانًا يكون مستوى العقار بالدم مفيد و لكن معظم الوقت الطبيب الناجح يتتبع الآثار الجانبية و إنسحاب الأعراض لكى يضبط الجرعة.
هناك أدوية أخرى أحيانًا تُضاف إلى مثبطات استرجاع السيروتونين و الأدوية التالية شائع استخدامها: بسبيرون (بوسبار)، ليثيوم كربونات، كلونازيبام (كلونوبين)، ميثيل فينيديت (ريتالين)، فينفلورامين (بوندامين)، و مضادات اكتئاب أخرى مثلاُ: ترازودون، بوبروبيون، ديزيبرامين، و غيرها.
و الدراسات المنضبطة التي أجريت على هذه العقاقير المضافة كانت نتائجها مخيبة للآمال بدرجة كبيرة و لكن و بما أن بعض المرضى يستجيبون لهذه الإضافة فإن الأطباء يحاولون عادةً استخدام هذه الطريقة.
هل هناك أدوية أخرى يمكن استخدامها في علاج الوسواس؟
نعم هناك أدوية تساعد أحيانًا في بعض الحالات الفردية إلى جانب الأدوية التي ذكرت سابقًا. بعض المرضى يمكن معاجتهم بعقارات تسمى مثبطات الأوكسيداس أحادية الأمين (MAOI ) مثل نارديل (فينيلزين)، و بارنات (ترانيل سيبروأمين) و التي تعمل بطريقة مختلفة عن الأدوية الأخرى.
هذه الأدوية تثبط عمل أحد المواد التي تحلل الرسل الكيميائية في الفجوات العصبية و لهذا تطيل عمل هذه الرسل الكيميائية.
و هناك بعض الأدلة النادرة على أن مريض الوسواس الذي يعاني أيضًا من نوبات الهلع أو إهتمامات زائدة بالتساوي و التناسق و التماثل يمكن أن يتحسن مع هذه الأدوية MAOI
و مع هذه الأدوية لا يمكن تناول بعض الأطعمة بعينها و كذلك بعض العقاقير و إلا حدثت بعض التفاعلات التي يمكن أن تكون مميتة و هى خطيرة بصفة خاصة مع إضافتها إلى مثبطات استرجاع السيروتونين و لهذا يجب أن تتوقف على الأقل أسبوعين (5 أسابيع للبروزاك) قبل البدء في علاج MAOI . مضادات الاكتئاب الأخرى يمكن أن تساعد و لكن بنسب قليلة للغاية.
هل سوف أظل أتناول مضادات الوسواس القهري للأبد؟
لا أحد يعلم المدة التي يجب أن يتناول فيها مريض الوسواس العلاج بعد بدء سريان مفعوله. بعض المرضى يستطيعون إيقاف العلاج بعد فترة تتراوح بين 6 – 12 شهر و مع ذلك نسبة من المرضى تزيد على النصف تحتاج إلى أن تبقى على جرعة صغيرة للغاية لسنوات و ربما طوال حياتهم.
خطورة الانتكاسة سوف تكون قليلة إذا مارس المريض العلاج المعرفي السلوكي أثناء تحسنه على العلاج الدوائي الذي سوف تقل جرعته تدريجيًا خلال عدة أشهر.
إن الطرق السلوكية تجعل المريض قادرًا على السيطرة على أى عرض يعود أثناء إيقاف العلاج.
و عادةً بعد إيقاف العلاج فإن الأعراض لا تعود مباشرةً و لكن ممكن أن تبدأ في العودة في فترة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
و عندما يعمل أحد الأدوية بصورة جيدة و يوقف و تعود الأعراض فإن نسبة كبيرة من المرضى تُظهر استجابة طيبة عند العودة للعلاج نفسه. و مع ذلك لقد رأيت بضعة مرضى لا يستجيبون لنفس العلاج أو نفس الجرعة عند العودة إليه بعد إيقافه.
هل يمكن تناول الكحوليات أثناء العلاج لمن يتناولونه؟
يتناول بعض المرضى الكحوليات أثناء تناولهم هذه العقاقير بسبب الاكتئاب الحادث من الأفكار الوسواسية أو بسبب اليأس من التحسن بسبب عدم الإلتزام بالبرنامج العلاجي و من الأهمية أن نضع في الاعتبار أن الكحول يكون له تأثيرًا مضاعفًا على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية.. و هناك آراء عن أن الكحول يضاد التأثير العلاجي لهذه الأدوية .. و لهذا فإنه من المنطقي عدم تناول الكحول على الإطلاق.
هل أنا في حاجة إلى علاجات أخرى بالإضافة إلى العقاقير؟
كما أوضحنا سابقًا فإن معظم الأطباء النفسيين يعتقدون هذه الأيام أن أفضل علاج هو إضافة العلاج المعرفي السلوكي المتمثل في التعرض و منع الاستجابة (الطقوس) إلى العقاقير.
ما هو العلاج السلوكي؟
العلاج النفسي التقليدي الذي يهدف إلى مساعدة المريض لكى يكون مدركًا وواعيًا بمرضه بصفة عامة لا يفيد في أعراض الوسواس القهري نفسها و مع ذلك يمكن أن يفيد كجزء من برنامج العلاج ككل خاصةً في المرضى المزمنين و الذين أصبحوا منعزلين لسنوات طويلة أو المرضى الذين بدأ مرضهم في عمر مبكر.
و على الجانب الآخر فإن العلاج السلوكي المتمثل في التعرض و منع الاستجابة فعال في كثير من حالات الوسواس القهري.
و من خلال هذه الطريقة فإن المريض بتأن و طواعية يتعرض للأشياء و الأفكار التي يخشاها إما مباشرةً أو عن طريق التخيل (جزء التعرض) و بعد ذلك يشجع أو يمنع (بعد إذن المريض) من القيام بالأعمال و ردود الأفعال القهرية المعتادة.
مثلاً: في حالة غسل اليد القهري: ممكن أن يُدفع المريض للمس شئ يعتقد أنه ملوث و بعد ذلك يُحرم من الإغتسال لساعات.
و عندما يعمل العلاج بصورة طيبة فإن المريض يبدأ شعوره بالقلق تجاه الأفكار الوسواسية يقل تدريجيًا و يصبح قادرًا على العمل بدون أفعالاً قهرية لوقت طويل.
و أثبتت الدراسات التي أجريت على العلاج السلوكي لمريض الوسواس أن فائدته تدوم لوقت طويل.
و لكى نحصل على أفضل النتائج فإن توافق العناصر يكون ضروريًا.. المعالج يجب أن يكون على مستوى عالٍ من التدريب على الطرق الخاصة و المريض يجب أن يكون لديه الدافع القوي مصحوبًا بتعاون أسرة المريض. بالإضافة إى زيارة الطبيب فإن المريض يجب أن يكون أمينًا في إنجاز المهام المنزلية (Homework ). و لهؤلاء المرضى فإن التحسن سوف يكون ملموسًا.
و مع إضافة العلاج الدوائي إلى العلاج السلوكي فإن أغلب مرضى الوسواس يكون باستطاعتهم القيام بوظيفتهم العملية و الإجتماعية على أحسن وجه. إن العمل الدؤوب في البحث عن السبب و العلاج يحمل في طياته الوعود و الأمل لمرضى الوسواس و عائلاتهم.
ما مدى العلاقة بين مرض الوسواس القهري و الاكتئاب؟
تقريبًا ثلثى مرضى الوسواس القهري قد عانوا على الأقل من نوبة اكتئابية في مرحلة ما من مراحل حياتهم.
على الأقل ثلث المرضى الذين يحضرون للعلاج يكونوا مكتئبين. بعض الأطباء النفسيين يرجحون أن الوسواس يسبب الاكتئاب و البعض الآخر يقول أنها مجرد مصادفة.
معظم المرضى يخبروني بأن أعراض الوسواس قد حدثت أولاً و أن الاكتئاب قد بدأ عندما أصبحوا غير قادرين على التعامل مع الوسواس القهري.
ما هى أعراض الاكتئاب؟
فقدان الشهية أو زيادتها.
نقص الوزن أو زيادته.
الحزن – القلق – ضيق الصدر.
فقدان الإهتمام بأشياء كانت محور إهتمامه سابقًا.
فقدان الاستمتاع بالحياة
الاستيقاظ مبكرا في الصباح.
التكاسل و الخمول و بطء الحركة.
قلة النوم أو كثرة النوم.
البكاء دون معرفة السبب.
أفكار انتحارية أو تمني الموت.
الشعور باليأس.
الإحساس بالعجز.
صعوبة التركيز و النسيان و التردد.
إن وجود واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة وجود اكتئاب و لكن إذا كان العديد منها موجودًا فهذا يعني أنك مكتئب.
ماذا يحدث إذا تحسن الوسواس و لكني مازلت مكتئبًا؟
إنه يحدث أحيانًا، يمكن أحيانًا إضافة علاج آخر للقضاء على الاكتئاب و يمكن للطبيب أن يساعدك في إيجاد سبب لإستمرار الاكتئاب و يمكنك الرجوع إلى برنامج العلاج المعرفي في الاكتئاب لكى تساعد نفسك.
Cats 1 to 2 mg kg as needed to control edema cialis online without prescription GATA6 haploinsufficiency causes pancreatic agenesis in humans
generic cialis for sale In the same study, prolongation of the QT interval on the electrocardiogram was noted when patients were given doses higher than 250 mg m loading dose, followed by maintenance doses of 80 mg m of Tamoxifen Apotex tamoxifen citrate given twice a day