الخميس, مايو 9, 2024
الطفل العنيد

الطفل العنيد (2) الطبع المزاجي للطفل

ما هو الطبع المزاجي؟

الطبع هو سلوك طبيعي نولد به.. إنه إجابة “كيف هو” وليس “لماذا هو” ولا يجب الخلط بينه وبين الدوافع.. إن السؤال لا ينبغي أن يكون “لماذا يتصرف هكذا إن لم يأخذ حلوى؟” ولكن إذا لم يأخذ حلوى فكيف سيعبر عن عدم رضاه؟” هل سيصرخ؟ هل سيئن ويلح؟ هل سيثير نوبة غضب؟

هذا الطابع السلوكي مولود به وليس نتاج عن البيئة، وتصرفاتك كوالد من الممكن أن تؤثر على الطبع المزاجي للطفل وتغيره ولكنها لا توجده من الأساس.

كل طفل لديه مزاجه الخاص وهو عبارة عن مزيج من تسع خصال كالآتي:

1.مستوى النشاط: بشكل  عام هل هو نشيط أو  ملول من سن مبكرة.

2.التشتت: هل من السهل تشتيت انتباهه …. هل يحافظ على  تركيزه جيدًا؟

3.الحدة: هل هو طفل صاخب؟ طفل حزين؟ سعيد؟

4.النظام: إلى أي مدى يمكن توقع سلوكه وأساليبه في الأكل والنوم والحمام؟

5.الثبات: هل يستطيع أن يجلس لفترة طويلة لينهي ما بدأه؟ ( وهو ما نصفه بالإيجابي)

…..هل هو عنيد – ملول – كثير الالحاح عندما يريد شيئًا ( ما نصفه بالسلبي).

6.مدى استجاته للمؤثرات الحسية: كيف يتفاعل الطفل مع المؤثرات البصرية – الضوضاء – الأنوار الساطعة – الألوان – الروائح – الألم – الجو الدافئ – المذاقات – النسيج وملمس الملابس … هل من السهل مضايقته؟ هل من السهل إزعاجه؟

7.الاقتراب/الانسحاب: ما هو رد الفعل للأشياء الجديدة … للأماكن الجديدة… لأشخاص الجدد ….للملابس الجديدة– للأطعمة الجديدة والغير مألوفه له؟

8.التكيف: كيف يتعامل الطفل مع الانتقال والتغيير.

9.المزاج: ما هو الطبع الأساسي للطفل؟ هل يميل إلى الفكاهة أم الجد؟

عندما نفهم تلك الطباع التسع فالطبع المزاجي لأى طفل ممكن تقسيمه ما بين سهل جدًا و صعب جدًا.

خذ مثالاً على ذلك نشاط الطفل، كلما زاد نشاطه كلما صعب التحكم فيه وبالتالي كلما زادت طباعه الصعبة زادت صعوبة تربيته.

 

الطفل صعب الطباع

بطريقة عامة أى طفل يمكن تقييمه كالتالي:

الطبع

سهل

صعب

مستوى النشاط

قليل

كثير

التشتت

قليل

كثير

الحدة

منخفضة

مرتفعة

النظام

منظم

مهمل

الإلحاح

لا يوجد

كثير

الحساسية

لا توجد

عالية

الإقبال/الإدبار

يقترب

لا يقترب

التكيف

جيد

سئ

المزاج

إيجابي

سلبي

وبالتالي تبعًا لمدى المشكلة التي يمثلها ذلك السلوك للعائلة فإن أى طفل يمكن تقسيمه إلى التالي:

1.عادةً طفل سهل ولكن لديه بعض الطباع الصعبة:

     إن الآباء متعايشون مع الطفل ولكن يحتاجون إلى تعلم بعض مهارات التحكم ومبادئ التهذيب.

2.طفل صعب:

      الطفل صعب التربية وهناك ضغط على الأم وغالبًا على الأسرة كلها.

3.طفل صعب جدًا:

  كلاً من الطفل والعائلة يعانيان من الصعوبات.

4.طفل مستحيل:

     “قاتل الأمهات” هذا اللفظ أحسن وصف لذلك الطفل.

هل هو بعد ذلك كله طفل طبيعي؟!!!!!

لو كان لديك طفلاً صعبًا فلابد أنك تساءلت من حين لآخر هل هو طفل طبيعي؟

لو رأيت أنه غير طبيعي … لذا  لابد من إعطاء تشخيص واضح لمرض ما.. كل الهائجالبشر مختلفون وهناك نطاق واسع من الاختلافات في السلوك البشري تقع كلها في النطاق الطبيعي.

خذ مثال:  ثلاثة أطفال أذكياء ومتحفزون لأداء الواجب، أحدهم سيركز في أدائه حتى ينتهي، الثاني سيجد صعوبة في البدء ولكن ما إن يبدأ لن يتوقف حتى ينتهي، الثالث سيبدأ بدون تردد ولكن سيكون صعب التركيز ويتوقف عدة مرات في المنتصف.. ليس أحد من هؤلاء الثلاثة أكثر طبيعية من الآخر.. ولكن ببساطة هذه اختلافات طبيعية في السلوك البشري.

إنك لن تتخيل مقدار الصعوبات التي يواجهها الآباء مع أطفالهم، بل إن دراسة أثبتت أن هناك عشرة أطفال صعبين بين كل مائة طفل دون أن نحتسب بينهم من يعانون من اضطراب زيادة النشاط وقلة الانتباه،  فلو حسبناهم سنضيف إليهم عشرة آخرون فنصل بذلك إلى نتيجة أن 20% من الأطفال تحت سن 6 سنوات لديهم طباع الطفل الصعب ويجد ذووهم مشاكل في تربيتهم.

 

 

ما الذي يسبب الطبع الصعب في الطفل؟

إن طفلك لا يكون صعبًا كى يستفزك رغم أن هذا غالبًا ما يكون التفسير الغالب في ذهن الآباء خاصةً وهم لا يجدون سببًا آخر لذلك السلوك.

والدة كانت تشعر بالقلق الشديد كل ليلة وهى تعد العشاء لأنها لا تعرف إن كانت ابنتها ستتناوله أم لا.. وكانت كلما بذلت جهدًا أكبر في إعداده كلما ازدادت يقينًا أن ابنتها سترفضه.

كل الفكرة أن ابنتها كانت تجوع عند ساعة مختلفة كل ليلة، هذه الشهية غير المنتظمة كانت سببًا في أنها لا تجلس على العشاء كل ليلة، إنها لا تريد مضايقة أمها ولكنها فقط لا تشعر بالجوع الساعة الثامنة مساءًا.

ونتيجة للمعركة اليومية والتي تنتهي دائمًا إما بالتهديد أو الرشوة من جانب الأم سيظل دائمًا عدم الأكل سلاحًا في يد الطفلة لتأخذ ما تريده.

غالبًا ما يأخذ سلوك هؤلاء الأطفال نوعًا نمطيًا، وكذلك سلوك الأباء، هذا النوع من التفاعل السلبي قد يزيد هذا النوع من السلوك لدى الطفل.

لنأخذ مثالاً آخر:

طفل صغير أبدى رغبته في شراء دراجة، وافق الأب لأنه عادةً لا يبدي إهتمامًا بأى شئ، اشترى له أغلى دراجة وجدها.. عندما قدمها له أخذها الولد إلى غرفته بدون أى انفعال يذكر.. اهتاج الأب بشدة “كيف يفعل هذا بي؟ بعد أن ذهبت إلى أربع محلات  لأبحث له عنها” وعندما سمع الطفل صراخ والده رمى الدراجة على الأرض وأخذ يبكي ويصرخ.. إن الأب لم يلاحظ المزاج السلبي لولده وإن أى تعبير بسيط عن الفرحة عند ولده يساوي عند طفل آخر القفز من الفرحة.

إن الطفل الصعب يصنع شيئًا مثل (موجات الثورة) في محيطه كأنك ترمي حجرًا إلى بحيرة ساكنة.. إن وقع رد فعل الطفل على المحيطين به يؤثر أولاً على والدته ثم باقي العائلة ثم باقي المحيط من الجيران والأصدقاء وبالطبع كلما اتسعت الدائرة كلما قل التأثير.

وليس فقط ذلك التأثير على من يحيط بهم ولكن تذكر إن ذلك التأثير يعود إليه في ردود فعل المحيطين به…. الأم تشعر بالذنب والغضب، يفقد الآباء سلطتهم على الأبناء، التهذيب غير المجدي، كل ذلك يزيد السلوك المعاند لدى الطفل ويزيد صراعات السلطة.. حلقة مفرغة تتأثر بها العائلة بأكملها والطفل أيضًا.

 

كيف يؤثر ذلك كله على الطفل؟

نتيجة الاحتكاك المتزايد ستتولد لدى الطفل مشاكل ثانوية (أخرى) قد يصبح كثير التعلق والخوف، قد يعاني من كوابيس مستمرة، وقد تصبح مشاعره شديدة الحساسية، قد يصبح مستمر الغضب أو يفسده التدليل.

ويقلقنا أيضًا أن ذلك الطفل سيعاني من مشاكل داخلية تتعلق بصورته الداخلية، إنه يتصرف وكأنه يكره نفسه، سيقول دائمًا “أنا سئ” وطفل آخر ربما يفعل أى شئ كى يخرج منتصر، قد يغش في الألعاب أو قد يكذب.. من السهل إحباطه، عند أى خطأ صغير فإن الضيق يملأه عند أى معوق يتعرض له.

عندما يتعلم الآباء التحكم في هذا السلوك يبدأ جو المنزل في الاسترخاء ويتحسن مزاج لطفل عندما يخرج من تلك الدائرة المفرغة..

ومع ذلك إن استمرت تلك الدائرة المفرغة فإن تأثير الطفل يصبح أعمق وهذا بالتأكيد ما نحاول تحنبه.. أن نتجنب المشاكل المستقبلية التي ستؤثر سلبًا على شخصية الطفل.

 

رؤية جديدة لمزاج الطفل

ضع في اعتبارك أن مستوى النشاط هو واحد من 9 أبعاد للمزاج الأساسي للطفل، والطفل عالي النشاط يكون لديه صعوبات أخرى في نواحي أخرى.. فهم هادئمشتت، عندهم صعوبات في التكيف، لديه مشاكل في التغيير والانتقال، عنيد، شديد العنف، عالي الصوت مع قابلية عالية للاستثارة والانفعال، شهيته غير منتظمة، شديد الحساسية للأصوات العالية والأضواء الساطعة ومن السهل استثارته.

فمما سبق نجد أنهم أطفال ذوي طبع صعب وليس فقط عالي نشاط.

مثال: طفلة ذات ثلاث سنوات ونصف عادةً ما تنسحب من المواقف الجديدة ، الناس الجديدة، الأشياء الجديدة، لدرجة أن أمها تجد صعوبة في أخذها إلى أى مكان..فعندما تأخذها إلى الطبيب النفسي فإن الطفلة تنسحب وتتراجع فورًا، وبناءًا على زيارة واحدة يمكن للطبيب خطأ أن يسمي تلك الطفلة قلقة، ولكن الطبيب الجيد لن يعطي تشخيصًا بناءًا على زيارة واحدة.

 

 لنرى مثال آخر:  طفل تمت دعوته إلى حفل زميله .. في يوم الاحتفال كان الطفل يشاهد الكرتون بهدوء وهو منتبه ولكن الأم أخطأت بمقاطعته لكى يقوم بارتداء ملابسه.. كان منغمسًا تمامًا ولا يريد إزعاج.. يتصاعد الصراع ويبدأ الطفل في الصراخ عاليًا وتحايله الأم وتجلب له الملابس الجديدة ولكنه يصر على إرتداء ملابس قديمة لأنه يشعر فيها بالراحة أكثر (صعوبة تكيف)، بينما الملابس الجديدة تصيبه بالحكة (سرعة تأثر)، وعندما تجبره على ارتدائها بعد صراع طويل ونوبة غضب تتراجع الأم وتسمح له بإرتداء حذاؤه القديم، وعندما يحين وقت مغادرة المنزل يكون الاثنين في حالة عالية من الضيق وعلى وشك الانفجار.

عندما يصلان إلى الحفل يجدان عددًا كبيرًا من الأطفال يلعبون.. تتصاعد الأصوات ويزيد النشاط ويصبح الطفل مشتتًا أكثر ويزيد انفعاله بواسطة الأضواء والضوضاء وتلاحظ أمه علامات الخطر ولكنها تأمل أنه سيجلس بهدوء في وقت تناول الحلوى. (نلاحظ زيادة الحساسية للأصوات والأضواء وسهولة الاستثارة).

وعندما يجلس الأطفال لتناول الحلوى يرفض هو الجلوس ويستمر في التجول ويمسك كل اللعب والكتب والهدايا في يده ويخبر أمه أنه ليس جائعًا (عادات الأكل غير المنتظمة).. وتستمر محاولات الأم  لإقناعه ولا تدوم فترات استقراره وهدوءه كثيرًا (سوء تكيفه يجعل صعبًا عليه أن يتقبل تغيير النشاط من حوله).

وفي النهاية تلتقط الأم طفلها المتلوي الصارخ وتأخذه بعيدًا معتقدة أن طبيب الأطفال على حق وطبيب الأعصاب مخطئًا تمامًا وخاصةً وقد إتفق معظم الآباء الموجودين على زيادة نشاطه.

ولكن عندما نتناول تلك التصرفات بالتحليل نجد أنها مجموعة من الأفعال المحددة لسلوك هذا الطفل وليس فقط صفة واحدة (زيادة النشاط) إنه يبرز فقط لأنه الصفة الاجتماعية الواضحة والمرئية وهى كذلك الصفة الأسهل في التحديد والتي تجعله يبرز في وسط مجموعة من الأطفال.

فكم شخص يعرف مصطلح سهولة التأثر بالمؤثرات الخارجية أو الإيقاع غير المنتظم أو حتى التكيف السئ للطفل؟

الآن يجب أن يكون الأمر واضحًا، إن تصرف الطفل يخضع لعوامل كثيرة وحين نتعلم أن نسيطر عليها ونفهم تمامًا طباع الطفل وأن نتقبله كطفل صعب المراس عندها سنتعلم كيف نتعايش معه.

حين تستعد لعمل برنامج لطفلك الصعب تذكر عدة مبادئ أساسية:

  • مصطلح صعب هو مصطلح نسبي….. “فما هى درجة الصعوبة”.

  • الأطفال صعبي المراس ليسوا كلهم سواء.

  • درجة التغيير التي تحتاجها لتتعامل مع طفلك سوف تعتمد ليس فقط على درجة صعوبته ولكن على تأثير تلك الصعوبة (الدائرة المدمرة) على العائلة كلها.

10 thoughts on “الطفل العنيد (2) الطبع المزاجي للطفل

  • Additionally, a meta- analysis showed that WHR was slightly but significantly decreased in the berberine groups versus placebo or no treatment 5 RCTs, 402 participants, MD 0 priligy and viagra combination Your doctor will determine whether you need intravenous sedation or general anesthesia

  • It is insoluble in water and is freely soluble in dichloromethane and ethanol how can i get viagra cloxacillin how to get rid of lamictal rash The U

  • Mirtazapine, an agent not commonly used in the noncancer AYA population, may be particularly helpful for treatment of weight loss, nausea, or insomnia buy priligy online usa quazepam and tramadol both increase sedation

  • priligy and cialis together As such, estradiol has been targeted by male reproductive and sexual medicine specialists to help treat conditions such as infertility and hypogonadism

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *