الخميس, مايو 9, 2024
الطفل العنيد

الطفل العنيد (6) برنامج “من أجل طفلك العنيد”

برنامجإن فلسفة ذلك البرنامج أن أى أبوين يستطيعا تعديل اتجاهاتهما وسلوكهما من خلال تعلم طريقة جديدة.. إنك تستطيع أن تفهم طبع طفلك الصعب وتبدأ في تعديل ما يحدث معه ومع عائلتك وبالتدريج ستصبح خبيرًا في طبع طفلك وسلوكه، ولن تصبح أسيرًا لمشاعرك، ولأن الخبير يستطيع التعامل مع أى مشكلة ستصبح أنت أيضًا كذلك خبيرًا في التعامل مع المشاكل وستصبح أكثر مرونة وأكثر تقبلاً وأكثر سلطة بطريقة إيجابية.. ستتعلم مبادئ ووسائل التعامل مع طفلك.

المكونات الأساسية في البرنامج:

1. التقييم: تحديد ماهية المشكلة:

إن الجزء الأول من البرنامج يؤهلك كوالد أن تتفهم الموقف بوضوح أكبر، ستدرس طفلك وتركز على مسائل عائلية هامة مثل رد فعل الأب والأم للطفل، التوجيه والنظام وسيعطيك هذا التقييم أساسًا لقرار تتخذه بشأن طفلك

‚ 2.استرجاع سلطتك الناضجة:

أن تستعيد مكانك الطبيعي كقائد للعائلة.. إنك تحتاج إلى طرق توكيد لسلطتك كقائد..

ستتعلم أن تفكر في الطبع وتتعامل مع السلوك بدلاً من أن تنفعل غريزيًا لما تعتقده سوء سلوك من الطفل.. ستجد أنك تعاقب أقل وعندما تفعل ستجد نتيجة. ستتعلم:

  • فض الاشتباك والتراجع.
  • أن تصبح حياديًا في موقفك.
  • أن تفكر وتراجع الموقف قبل أن ترد.
  • أن تفهم أخيرًا سلوك طفلك الغريب وتربطه بطبعه الصعب.
  • أن تبدل موقفك “لماذا يفعل هذا بي؟” إلى ” كيف أفهم هذا السلوك؟”.

 

ƒ 3.تقنيات السيطرة:

عندما تستعيد أنت وزوجتك مكانكما الطبيعي في البيت كمسيطرين على الوضع العائلي ستتمكن من مزج عدة تقنيات للسيطرة مع أسلوبك الأبوي والذي سيحدد الصراعات والمشاكل والأسئلة التي يثيرها طفلك العنيد.

وعندما استعمل تلك الصفة فأنا لا أقصد بها عقابًا بل أقصد بها تعاطفًا مع طفل لا يستطيع السيطرة على نفسه. الرسالة التي سنوصلها للطفل هى “أنا أفهمك” لن تستطيع تحويل طفلك إلى طفل سهل ولكن تعرفك على طباعه وتعلمك كيف تتعامل معه سيجعل الأيام والليالي العائلية أقل ضغطًا وتوترًا.

„ 4.الإرشاد العائلي وتبادل النصائح مع عائلات أخرى كانت في مشكلة مماثلة:

يسبب الطفل العنيد العديد من المشاكل في الجو العائلي.. هذا البرنامج يوفر تقنيات التعامل مع تلك المشاكل والسيطرة عليها.

 سيعطيك البرنامج شعورًا إنك لست وحيدًا ولست غريبًا وأن هناك آخرون مروا بنفس المشكلة واستطاعوا التغلب عليها.. وسيأتي دورك يومًا أن تنقل نفس التجربة إلى أناس آخرين يعانون.

وإليك البرنامج التفصيل

3الخطوة الأولى: تقييم الوضع الراهن

3الخطوة الثانية: استعادة السلطة الأبوية

3الخطوة الثالثة: تعلم تقنيات السيطرة في المواقف المختلفة

3الخطوة الرابعة: التعاون مع عائلات أخرى ومجموعات المساندة 

الخطوة الأولى : تقييم الوضع الراهن

خمسة أيام لدراسة الموقف

اعطي تلك الغاية خمسة أيام من حياتك وسيصبح هدفك خلال تلك الأيام هو أن تتعرف على طبع طفلك وسلوكه وكيف يؤثر أحدهما على الآخر في الحياة اليومية وستنظر أيضًا إلى نفسك وردود فعلك تجاه طفلك والوضع العائلي العام.

وننصحك خلال تلك الأيام أن:

1.لا ترتبط بأى مواعيد اجتماعيةواجعل يومك أسهل ما يكون.

2. اقضيا معًا كأبوين أطول وقت ممكن في النقاش وحاولا أن تجدا إجابات تعبر عما تشعران به سويًا.

3.سجلا في دفتر خاص إجابتكما عن الأسئلة التالية: تساعد الكتابة على توضيح الأفكار وأيضًا تعتبر وسيلة ناجحة جدًا في قياس التقدم في الحالة.

4.التوقف عن أى عقوبة زائدة وغير مجدية [مهم جدًا ]: اجعل العقوبة حاسمة وأقصر ما تكون وتوقف عن التهديد والصراخ والضرب وأنت تقوم بدراسة الموقف.

أ.قيم السلوك الشخصي لطفلك

فيما يلي قائمة بالسلوكيات التي تسبب مشاكل للعائلة وأيضًا الكيفية التي يعبر بها الأهل عن هذه المشاكل.. استعمل تلك التقسيمات كإرشاد لك للوصف الذي تعبر فيه عن طفلك وتكتبه في دفترك..

أى من هذه الأوصاف يعبر عن طفلك؟  

السلوك

تعبيرات الآباء

متحدي

يفعل كل ما يريده.

يتجاهل ما أقوله.

يفعل تمامًا عكس ما أقوله.

مقاوم

يرفض أن يستمع.

يرفض اتباع التوجيهات.

يماطل.

يجد دائمًا أعذار.

غير منتبه

لا يستمع.

يتجاهل كلامي.

ينخرط في أحلام اليقظة.

عنيد

لا يقبل الرفض.

إرادته قوية جدًا.

خجول

شديد الانطواء.

يتعلق بثيابي.

دائمًا يُخفي وجهه.

يتراجع.

دقيق

شديد الإهتمام بالتفاصيل.

يريد أشياء معينة فقط.

صعب الإرضاء.

ينتبه لأشياء صغيرة لايهتم بها غيره.

متنمر

دائم الشكوى.

دائم الجدال.

لا يرضى أبدًا.

مقاطع

يتدخل دائمًا في محادثات الكبار.

لايدعني أتحدث في الهاتف.

متطفل

يقتحم خصوصياتي.

يدخل إلى حجرتنا.

كلامه غاضب

يشتم كثيرًا.

يطلق الألقاب حتى على الكبار.

يصرخ.

أخلاقه سيئة

رهيب على المائدة.

دائمًا يرد على في الكلام.

يأخذ ألعاب الأطفال الاخرين.

وقح.

أناني

لا يشارك الآخرين أو أخوته ألعابه.

كل هذا ملكي.

سلوك جامح

دائمًا متهيج.

من السهل إثارته.

يخلق فوضى.

ممكن أن يكون مدمرًا ويرمي ويكسر الأشياء.

متهور

يفقد السيطرة.

لديه نوبات من الغضب على أشياء صغيرة.

لا يستطيع إيقاف نفسه أو اندفاعاته.

نوبات الغضب

تختلف في الحدة والزمن.

عدواني

يدفع الآخرين عن طريقه.

يضرب ويركل ويعض الأطفال الآخرين وأحيانًا الكبار.

ب.الخطوة التاليةإقرن بين سلوك الطفل والمواقف والأوضاع

أن تقرن بين سلوك الطفل والمواقف والأوضاع من الأمور الهامة جدًا لأنه يبين أن نفس السلوك يمكن أن يحدث في مناطق مختلفة. مثلاً الطفل المقاوم نرى ذلك عندما يقوم بارتداء ملابسه (بالمماطلة) أو في المدرسة (بإيجاد الأعذار) أو عند تناول الغذاء (بتجاهل ملاحظاتك عن سلوك المائدة).

  ضع في قائمتك أية مواقف أخرى تنطبق على حالتك مثلاً:

الاستيقاظ في الصباح

الأنشطة العائلية

إرتداء الملابس

التفاعل مع أخوته.

تناول الوجبات

التفاعل مع أصدقائه وأقرانه.

الذهاب إلى النوم

التفاعل مع الخادمة.

ألعاب الكمبيوتر

المدرسة والمدرسين.

اللعب

الأماكن العامة.

ج.قيم الطبع المزاجي لطفلك

            تعلمك التعامل مع طفلك =  نصف المعركة

عليك أن تتعرف على أمزجة طفلك التي تخلق السلوك المشكلة.. وستتعلم لاحقًا إنك عندما تعرف في أى مزاج طفلك الأن ستتعلم كيف تواجه السلوك بدلاً من أن تعاقبه.

الطباع الصعبة

1.مستوى عالي من النشاط: شديد النشاط، لا يستقر بمكان، ملول، في حركة مستمرة، يجعلك متعبًا، جرى قبل أن يمشي، من السهل إثارته واستفزازه، متهور، فاقد السيطرة، عدواني، لايتحمل أن يظل بمكان واحد.

2.التشتت: لديه مشكلة في التركيز وإبداء الإهتمام، لا يستمع، غارق في أحلام اليقظة، ينسى التعليمات

3.شديد الحدة: صوته عالي بغض النظر كان غاضبًا أو سعيدًا.

4.فوضوي: غير متوقع، لا يمكن معرفة متى سيجوع أو يتعب، في صراع مستمر حول تناول الطعام والذهاب إلى الفراش، يستيقظ في منتصف الليل، متغير المزاج، لديه أيام جيدة وأيام سيئة بدون سبب واضح.

5.التواجد السلبي: عنيد، لا يتوقف عن الالحاح، لا يتوقف عن التذمر أو التفاوض لو كان يريد شيئًا، لا يلين، لا ييأس، صعب الوصول إليه أو اقناعه، قد يدخل في نوبات غضب طويلة.

6.سهولة التأثر بالمؤثرات: “حساس” جسديًا وليس نفسيًا، شديد الاحساس بالألوان والأضواء والملمس والأصوات والروائح ودرجة الحرارة (ليس بالضرورة جميع تلك الأشياء).

7.التراجع المبدئي: خجول ومنطوي مع الناس الذين لا يعرفهم، لايحب المواقف الجديدة، يتراجع أو يحتج بالبكاء أو التمسك بملابس والديه، وقد يدخل في نوبة غضب لو أُجبر على التقدم.

8.صعوبة التكيف: لديه صعوبة في التغيير والانتقال في الأنشطة أو الروتين المعتاد، غير مرن، دقيق جدًا، يلاحظ التغييرات الطفيفة، يعتاد على أشياء معينة كأنواع من الأطعمة والملابس ويرفض تغييرها.

9.مزاج سلبي: جدي أو متقلب المزاج، لا يُظهر السعادة،  يصعب إرضاؤه.

ويمكنك تسجيل  ما سبق في جدول كاتالي

مشكلته بسيطة

متوسطة

صعبة

مستوى النشاط

 

 

 

التشتت

 

 

 

الحدة

 

 

 

النظام

 

 

 

الوجود السلبي

 

 

 

المؤثرات

 

 

 

الاقبال والتراجع

 

 

 

التكيف

 

 

 

المزاج

 

 

 

د.سجل العلاقة بين المزاج والسلوك

إذا استطعت إرجاع سلوك معين لطفلك إلى حالة مزاجية معينة فإن ذلك السلوك يصبح فورًا أقل إثارة للدهشة.

اذهب الآن إلى سلوكيات طفلك والمواقف التي حدثت فيها واسأل نفسك هل استطيع الربط بين ذلك السلوك ومزاج طفلي.. وفي كل مرة ترى الرابط (بين المزاج والسلوك) ضع علامة þ أمام ذلك السلوك، مثال على ذلك التذمر المستمر ممكن أن نرجعه بوضوح إلى صعوبة في التكيف، أو لنضرب مثال آخر للتوضيح:

 طفلة ذات أربع سنوات؛  سلوكها المقاوم العنيد غالبًا ما يظهر أثناء إرتداء الملابس. إنها تصر على إرتداء سروال قديم ولا تغيره، لا تحب إرتداء ملابس معينة تقول أنها تشعرها بالضيق.. هذا يعبر عن صعوبة في التكيف (التواجد السلبي + حساسية شديدة للمؤثرات التي تسببها الملابس لها). مشكلاتها أثناء النوم نتيجة لنومها المتقطع. سلوكها الأناني والذي يظهر في إصرارها على رؤية برامجها فقط يمكن إرجاعه إلى التواجد السلبي وصعوبة التكيف فإنها تنغمس فيما تفعله ولا يمكنها تغييره.  الخجل الذي يظهر في تعلقها بملابس والدتها ورفضها التعامل مع الغرباء يمكن إرجاعه إلى التراجع المبدأي مع حساسيتها الشديدة للمؤثرات.

 

هـ. قيم تأثير طفلك على الأسرة:

هناك العديد من العواقب التي تحدث نتيجة تأثر العائلة بسلوك الطفل المشكلة.. أريدك الآن أن تنظر إلى عائلتك وترى كيف تأثرت بسلوك طفلك وناقش الموضوع مطولاً واضعًا في اعتبارك وجهات نظر الآخرين من حيث:

1.تأثير السلوك على الأم:

من ناحية الارهاق – الحيرة – الاحساس بالعزلة – عدم الكفاءة – انكارها لوجود مشكلة – احساسها بالذنب أو الغضب.

 2.تأثير السلوك على الأب:

هل تشعر أنك مُهمَل من علاقة الأم بالابن – هل تشعر أن زوجتك تؤدي وظيفة سيئة كأم – هل أنت غاضب – مذنب – مرهق.

3.تأثير السلوك على الأخوة:

هل تقارن بين طفلك المشكلة وإخوته وتجدهم دائمًا أفضل منه؟ هل يقومون بأفعال سيئة أحيانًا للفت الانتباه؟ هل يشعرون بالإهمال؟ هل تجدهم منعزلين؟

4.كيف تأثر الزواج؟

هل أصبحتما تقضيان وقتًا أقل معًا؟ هل تتشاجران معًا كثيرًا حول سلوك الطفل؟ هل تشعران أن علاقتكما تتدهور؟

5.كيف تأثرت العائلة الممتدة؟

أبويك – حمويك – إخوتك.. هل تنتقدك عائلتك على سلوك طفلك؟ هل دائمًا ما تنتهي اللقاءات العائلية نهاية سيئة؟ هل غالبًا ما تتشاجر مع والدتك وحماتك على طريقة تربية طفلك؟

6.هل تتدهور المشاكل الأخرى أو تظهر مشاكل جديدة؟

استعمال المخدرات – مشاكل مادية – ظهور الاكتئاب على أحد الأبوين.

رجاءًا لا تبدأ النقاش بإلقاء اللوم على الطرف الآخر أو إهانة الطرف الآخر أو فتح نزاعات مجددًا.

7.عواقب السلوك على الطفل نفسه

رأيت كيف أثرت سلوكيات الطفل على العائلة وسترى الآن كيف تؤثر تلك السلوكيات على الطفل نفسه.. اسأل نفسك تلك الأسئلة عن طفلك..

  1. هل يبدو غاضبًا باستمرار؟

  2. هل يتعلق بك باستمرار؟

  3. هل هو دائمًا خائف؟

  4. هل يعاني من أحلام وكوابيس سيئة؟

  5. هل هو حساس وسهل المضايقة؟

  6. هل هو لا يحب نفسه؟

  7. هل يقول أشياء مثل “أنا سئ”؟

 

 

و.قيم طريقتك في تهذيب طفلك ….هل  تهذيبك كافيًا؟

التهذيب غير المجدي هو واحد من أكبر مشكلات الأسرة مع الطفل العنيد.. حاول الإجابة عن الأسئلة التالية.. كل إجابة بنعم في التقييم التالي تدل على طريقة غير مؤثرة وعلى احباطات أنت غير مضطر أن تعيشها بعد الآن..وتأكد أن الفائدة تكون في عقوبة أقل وليس أكثر كما تتوقع..

  • هل تجد نفسك ثائرًا وتصرخ كثيرًا؟

  • هل تعامل طفلك بندية.. إذا ضربك تضربه أنت أيضًا؟

  • هل تعاقب طفلك أكثر مما تريد؟

  • هل دائمًا ما تقول (لا) لطفلك؟

  • هل تجد نفسك مضطرًا لتكرار ما تقوله طوال الوقت؟

  • هل أنت في معركة مستمرة مع طفلك؟

  • هل دائمًا ما تجد نفسك تبرر أفعالك لطفلك؟

  • هل دائمًا ما تتفاوض مع طفلك؟

  • هل دائمًا ما تنتزع منه وعدًا أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى؟

  • هل تهدده بأشياء لا تنوي تنفيذها؟

  • هل رد فعلك أكبر من الخطأ الذي فعله؟

  • هل تختلف أنت وزوجتك على كيفية التعامل مع الطفل؟

  • هل أحيانًا ما تجد صعوبة في التعامل والرد على الطفل؟

  • هل تجد طفلك أكثر نفوذًا منك؟

  • هل تجد إنك كلما عاقبت الطفل أكثر كلما ازداد عنادًا؟

  • هل تلح عليه طوال الوقت؟

  • هل دائمًا تغير رأيك في طريقة العقاب؟

  • هل دائمًا ما تستسلم له؟

والآن فكر في طرق تتعامل بها مع طفلك كانت مجدية فعلاً..

  • هل فعلت شيئًا من قبل ولو بعفوية وكنت مندهشًا لاستجابة طفلك؟

  • هل هناك عقوبة معينة تجدها أكثر تأثيرًا مع طفلك؟

سجل نجاحاتك مع الطفل وستبتكر مع الوقت حلولاً عبقرية لمشكلاتك مع طفلك.

 

ي. سجل قائمة السلوك غير المقبول

أحد الأسباب الرئيسية للتقويم غير المجدي أن الأبوين قد وصلا إلى درجة من الإرهاق والثورة من سلوك الطفل يجعلهما يستجيبا بعنف إلى أى شئ يفعله الطفل.

يجب أن تتعلم ضبط النفس.. ولمساعدتك أن يكون رد فعلك أقل حدة نحتاج إلى قائمة أخيرة يعدها كل من الأب والأم كلٌ على حدة بالسلوكيات غير المقبولة التي يجدها الأب والأم واجبًا عليهما تقويمها وتغييرها.

وبعد أن تكتب قائمتك وتتأكد أنها كلها ذات أهمية اجلس مع زوجتك وراجعا ما كتبتماه وحاولا الوصول إلى قائمة واحدة ذات أهمية لكما معًا. حاول التركيز على ما يضايقك فعلاً ولا يمكن السكوت عليه وضعه في تلك القائمة.

بعض النقاط التي تجعلك أكثر تركيزًا:

1.لا تذكر أى أسباب أو دوافع؛ فقط سلوكيات.. ركز على حقيقة أن طفلك “لن يغير ملابسه” وليس على أنه “لن يغير ملابسه بسبب أنه يريد فقط تنفيذ رأيه”.

2.هل تعتبر تغيير هذا السلوك هام؟ لا تركز على كونه يضايقك فقط… هل يثيرك أكثر أنه يسبب كثيرًا من الضوضاء وهو يلعب بألعابه أم أنه يضرب إخوته أيضًا بتلك الألعاب؟

3.هل التصرف يضايق الأبوين معًا؟

4.هل أنت موضوعي؟ كن حياديًا في تقرير السلوكيات و لاتكتبها وطفلك بجوارك بل اكتبها في وقت تكون هادئًا فيه في حجرة بلا أى مقاطعات.

5.إلى أى مدى هذا السلوك مؤثر في الدرجة؟ هل يحدث كل ليلة أم من حين لآخر؟

6.لاتقلق على تأثيرات السلوك على المستقبل “ماذا سيحدث لو كبر وكانت تلك أخلاقه؟.

وتذكر أنك تستطيع دائمًا تغيير ومراجعة وإضافة أى سلوك إلى اللائحة تبعًا لتغيرات الموقف.

انظر إلى قائمة أبوين لديهما طفل مشكلة:

قائمة الأم

قائمة الأب

  • يأكل الكثير من الطعام غير الصحي

  • يعض الأطفال الآخرين.

  • لا يتبادل ألعابه.

  • يدخل في نوبات غضب طويلة.

  • يكسر الأشياء عن عمد.

  • يرفض إرتداء شيئًا جديدًا.

  • سلوكياته على  المائدة سيئة جدًا.

  • يصرخ بعنف عندما يستحم.

  • لا يمكن أخذه إلى أى مكان.

  • لابد أن ينفذ ما يريده.

  • دائمًا في مزاج سئ.

  • لا يقدر الهدايا.

  • يلمس أى شئ بيديه.

  • لا يستمع لنصائحي.

  • يتصرف بسوء مع الغرباء.

  • يأتي إلى فراشنا ليلاً.

  • يبكي كثيرًا.

  • يعض الأطفال الآخرين.

  • لديه نوبات غضب.

  • يقضي وقتًا طويلاً في مشاهدة

  • الكرتون أو ألعاب الكمبيوتر.

ثم قاما بتبادل الأفكار حول قائمتيهما وأنتهيا إلى قائمة واحدة مشتركة بالسلوكيات التي يرغبان حقًا في تغييرها.

الآن.…..  أنت اتعرف:

  • نوع السلوك الذي يضايقك.

  • أين ومتى يحدث ذلك السلوك.

  • المزاج المصاحب لذلك السلوك.

  • نوع التأثير الذي يحدثه ذلك السلوك على العائلة.

  • تأثير السلوك على الطفل نفسه.

  • أن التهذيب الذي تستعمله معه غير مجديى.

  • السلوك غير المقبول و الذي لابد من تغييره.

    تعلمت كل ذلك والآن ستتعلم كيفية تغييره.

الخطوة الثانية : استعادة السلطة الأبوية

التربية التي تفيد حقًا:

إقتناع الوالدين بالتخلي عن الطريقة القديمة في التربية.

-فرض السلطة الأبوية في البيت بالطريقة القديمة غير مجدية.

-طريقة قول.. لا .. كثيرًا ….غير مجدية.

-الدخول في صراعات مع الطفل …..غير مجدي.

-النزول إلى مستوى الطفل في التفكير والسلوك …..غير مجدي.

-الكثير من الصراخ والتهديد …….غير مجدي.

الهدف هنا هو تعليمك طريقة جديدة للتربية تكون حازمة ولا تستهلك وقتك وجهدك وغير مؤذية لنفسية الطفل.

ستجد أنك تعاقب أقل ولكن ما تفعله يكون مجديًا حقًا..

الأفعال المحسوبة

هى القرارات المتعددة التي يصل إليها الآباء من حيث القوانين، الروتين، التوقعات والنتائج.

يجب أن نتشارك مع الطفل في مناقشات هادئة بعيدًا عن أى مشاحنات. 

ردود الأفعال

هى مواقف تحدث ردًا على فعل معين دون ترتيب مسبق لفعل غير متوقع مثال على ذلك العقوبة.

وسنستعمل في طريقة التربية المجدية كل المعلومات التي جمعتها عن طفلك خلال الخمسة أيام السابقة.

أهمية القواعد

عندما تصلا إلى تعريف واضح للقواعد، التوقعات، والنتائج تأكد من إبلاغ طفلك بها. كثيرًا ما نفترض أن أطفالنا يعلمون ما نتوقعه منهم ولكن ذلك غير صحيح.

لا تبلغه بما تريده في جو من الصراخ والتهديد بل يجب أن يكون ذلك في جو مطمئن، هادئ.. اخبره بما تريده وما تتوقعه بصداقة ولكن بحزم “لقد تناقشت مع والدتك في مشكلة رميك للطعام  والقاعدة الجديدة اليوم إن ذلك غير مسموح به في منزلنا ، حاول جهدك أن تساعدنا إن لم تستطع السيطرة على نفسك فسنضطر إلى جعلك تتناول الطعام بمفردك في المطبخ”.

تذكر جيداً: الأطفال الصغار مهما كانت درجة صعوبتهم يفضلون بقوة أن يرضوا آبائهم عن أن يتعاركوا معهم باستمرار.

يجب أن نتقرب إليهم بطريقة تناسبهم وعندما نشعر منهم باستجابة يجب أن نشعرهم بانجازاتهم وأن نهنئهم على مجهودهم.. ليست المبالغة مطلوبة ولكن أن تشعره بحب أنك لاحظت أنه بذل مجهودًا وأنك فخور به.

ما هى القواعد التي يجب وضعها؟

تختلف القواعد من عائلة لأخرى.. ليست هناك طريقة صحيحة وحيدة تصلح لكل عائلة،ولكن تذكر قاعدة “مبدأ الخصوصية” .. كوالد من أقل حقوقك أن تتمكن من دخول حجرة نومك والحمام وتكون وحدك عندما تغلق الباب.. وبالمثل فإنك (مع مراعاة عمر الطفل) يجب أن تراعي خصوصية طفلك ولا يجب أن تكون موجودًا عندما يقوم باستخدام الحمام مثلاً.. إلا إذا نادى هو عليك.

 

الشكل والنظام

الشكل

هو جانب هام جدًا من التهذيب المؤثر. ويتعلق ويعطي بعدًا واضحًا وصريحًا للتوقعات.

الطفل الصعب لا جدال يتحسن سلوكه إذا عرف ما المتوقع منه وهذا بفرض أن تلك التوقعات لا تتغير باستمرار.

كثير من الأحداث اليومية يمكن إعطاؤها شكلاً أكثر نظامًا مثل وقت النوم، وقت الطعام، والحمام وأشياء أخرى.. في كل مرة يخرج فيها الموقف عن السيطرة ويصبح مشحونًا بالمشاعر ستستطيع السيطرة عليه باعطاؤه بعض النظام ويجب عليك إخبار طفلك من خلال مناقشة هادئة ومدبرة عما تريده.

    النظام يختلف عن الروتين؛

النظام

النظام و المرونة يجب أن يسيرا سويًا.. وبالمثل الحزم وطيبة القلب لا يتعارضان.. تستطيع أن تصر أن يرتدي طفلك ملابسه للذهاب للمدرسة في وقت محدد كل يوم ولكن دعه يختار ملابسه حتى ولو لم يعجبك اختيار الألوان.. تستطيع أن تطالب بموعد محدد للنوم خلال الأسبوع ولكن كن مرنًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

الروتين

هو تتابع متوقع لأحداث معينة تحدث بنفس الطريقة في كل يوم.. مهما كان الطفل صعبًا فإنه يستطيع أن يتعايش مع روتين معين.. إنها فرصة أن تستغل الحاح طفلك بطريقة إيجابية..

إن الطابع المزاجي لطفلة يجعلها تستمر في طلب شئ كأسطوانة مشروخة، أو يجعلها تنخرط في أداء شئ تريده لساعات سيساعدك عندما تجعلها تعتاد على نظام معين.. ويصبح ذلك النظام عادة جيدة.

في كثير من المنازل أهم نظامين يجب وضعهما هو نظام للصباح ونظام للمساء وفيما يلي بعض أمثلة الروتين:

في الصباح

في المساء

الاستيقاظ

نشاط عائلي

الذهاب للحمام

مشاهدة الكرتون

إرتداء الملابس

الذهاب للحمام

الفطور

التغيير للنوم

مشاهدة الكرتون

قراءة قصة

الذهاب للمدرسة

الذهاب للنوم

المرونة مسموح بها في الساعات التي ستحدث بها تلك الأحداث وكم من الوقت الذي سنقضيه في ممارستها..ولكن تتابع الأحداث يجب المحافظة عليه.. تستطيع أن تجعل طفلك يشارك في وضع تتابع الأحداث، اعط الطفل درجة من التحكم والمشاركة.

وعندما تتفق على قائمة محكمة علقها على الحائط، اجعلها جميلة مليئة بالصور والألوان، اجعلها لعبة واجعل الطفل يشارك فيها ثم اختار يوم من أيام الأسبوع لتبدأ في العمل بها.. لا تبدأها تدريجيًا ولكن ابدأ فيها كلها من بداية اليوم، ولابد أن تكون موجودًا للإشراف على تنفيذ الطفل للروتين، ولكن بعد ذلك اجعله يفعله وحده.

تذكر إنه نظام للطفل وليس لك.. ويجب على الآباء المساعدة في منع الأمهات من التدخل.

المكافآت المخطط لها (المحسوبة)

كثير من الآباء يرون أنهم يحتاجون إلى عقوبات أكثر قسوة لمواجهة السلوك السئ المتكرر من جانب الطفل، ولكن هل هناك طريقة لتحسين ذلك السلوك دون معاقبة الطفل؟

 كيف تجعل الطفل يستمع إليك؟ كيف تجعله يلتزم بقواعد المنزل؟

لو تراجعت وحاولت النظر إلى الموقف بموضوعية ستجد أنك تتعامل مع طفلك بأسلوب منتقد وسلبي.. ومهما حاولت إصلاح الوضع فإنه لا يتحسن.. فلماذا لا نغير الوضع الذي نتعامل به مع الموقف، ونتجه إلى موقف أكثر إيجابية تجاه ما يفعله الطفل.

ولكن لو سألتني ماذا إذا كان طفلي لا يفعل ولا يصنع أى شئ إيجابي؟ إذن دعنا نعرض على الطفل محفزات للسلوك الإيجابي..

ولكن هل هذه تعتبر رشوة؟

لا.. هناك فرق بين الرشوة و المكافأة؛ الرشوة هى ما يقدمه الأب للطفل للتخلص من الحاحه، إن الأب تحت ضغط من سلوك الطفل يقول “لو فقط توقفت عن الصراخ سأشتري لك دراجة” إنه رد فعل فوري لجو عاطفي مشحون.. وكلما تكرر سيعلم ذلك الطفل المدلل إنه يجب أن يأخذ شيئًا قبل أن يفعل أى شئ؟

مبادئ نظام المكافآت

  • المكافآت لابد من التخطيط لها بدلاً من كونها رد فعل لموقف..

  • طريقة رد فعل الوالد لابد أن تكون محايدة وليست عاطفية ولا يجب أن تفعل أى شئ لتتخلص من إلحاح طفلك.

  • تُعطى المكافأة دائمًا بعد الفعل وليس قبله.

  • المكافأة تكون من أجل سلوك محدد، لا تكافئ الطفل قط لأنه طيب أو لأن مزاجه حسن.

  • المكافأة نفسها يجب أن تكون محددة بدلاً من وعد مبهم بمفاجأة كبيرة.

مكافأة على الروتين… نظام النجوم

الطريقة الأولى:

  • اختر نظامًا تريد تطبيقه.                                    

  • قرر مع طفلك خطوات النظام و لا تقوم بتغييره وحدك.  

  • صمم مع الطفل لوحة جذابة للأنشطة التي يتضمنها النظام.

  • اخبر الطفل أنه في كل مرة يكمل فيها النظام سيكسب نجمة أو استيكر من اختياره.

  • وفي كل مرة تكتمل خمسة نجوم (أو أى رقم تقررانه معًا) سيحصل على جائزة (تقرران معًا ما هى).

  • اجعلها لعبة و لا تتسرع في التوقعات.. وأما أن يكتسب نجمة أو لا.. كن متأكدًا أنه يفهم ما تريده منه وتذكر أيضًا أن العقوبة الوحيدة في ذلك النظام هو حرمانه من النجمة وقل “قدر الله وما شاء فعل” حاول مجددًا في الغد.

  • وكملاحظة أخيرة الطفل الصعب تستطيع الوصول إليه عن طريق مكافأة السلوك الجيد أكثر من معاقبة السلوك السئ.

الطريقة الثانية:

  • اكتب  قائمة تحوي كل ما يحب الطفل مرتبة تصاعديًا أو تنازليًا أو كما ترى مع ملاحظة أنها قائمة مفتوحة يضاف إليها يوميًا كل شئ جديد تكتشف أن الطفل يحبه.

  • تثمين ما يحبه الطفل بالنجوم.. مثلاً:

    • مشاهدة الكرتون = 5 نجوم.

    • رحلة مع المدرسة =  15 نجمة.

    • لعبة جديدة =  20 نجمة.

    • كيس شيبسي =  نجمتين.

    • باكو شيكولاتة =  3 نجوم.

    • رحلة بالقطار =  6 نجوم.

    • مدينة الألعاب =  20 نجوم.

    • رحلة للشاطئ =  15 نجمة.

    • زيارة صديقه =  8 نجوم.

    • الخروج للغداء خارج المنزل =  20 نجمة.

    • دعوة صديقه للمنزل =  8 نجوم.

    • ألعاب الكمبيوتر =  5 نجوم.

  • عمل قوائم تحوي كل قائمة منها اسم الشئ المراد الحصول عليه وعدد النجوم المطلوبة وتُعلق هذه القوائم في مكان واضح في المنزل.. مثلاً على الثلاجة، باب الحمام، دولاب الطفل أو باب غرفته.
    نظام النجوم3 نظام النجوم2 نظام النجوم1
  • التأكد التام من فهم الطفل للطريقة بتكرارها عدة مرات على أشياء بسيطة يحصل عليها أو يُحرم منها ثم نبدأ بتنفيذها في حياته كلها.
  •  عند القيام بسلوك جيد أو الإقلاع عن سلوك سئ توضع نجمة في قائمة من القوائم التي يحددها الطفل بنفسه، وعند تكرار السلوك الجيد توضع نجمة أخرى وهكذا…

ما تم الحصول عليه عدد النجوم المكافأه
3333 15  رحلة مع المدرسة
33 باكو شيكولاتة
33 ألعاب الكمبيوتر 
333333 20  مدينة الألعاب
……………. ……… ………….
…………… …….. ………….
  • عند إتمام عدد النجوم المطلوبة لمكافأة معينة يُعطى الطفل المكافأة بدون تأخير.
  • عند ارتكاب الطفل لمخالفة أو القيام بسلوك سئ تُحذف نجمة من قائمة من القوائم يختارها أحد الوالدين ولا يحق للطفل أن يعترض أو يقترح حذف النجمة من قائمة وترك أخرى.
  • يجب الصبر عند عدم إتباع الطفل للتعليمات وزهده في أى مكافأة والعناد حيث أن ذلك هو ما يحدث دائمًا في أول الأمر ولكنه في النهاية سوف ينهار أمام ثبات الوالدين في تنفيذ الخطة والحزم بعدم إعطاء رشاوي أو تأجيل الخطة أو التنازل بإعطاء المكافأة هذه المرة، ولو إنهارت الأم أو إنهار الأب وفقدوا الأمل بأنه طفل عنيد وصعب ومشاكس ووصف الخطة السلوكية بأنها غير ذات فائدة سيكسب الطفل المعركة ونبدأ من الصفر.. ولذلك لابد من المثابرة والانتظار أيام أو أسابيع أو حتى شهور.
  • عندما لا يكفي عدد النجوم لإعطاء مكافأة معينة والوقت لا يُسعف والفرصة سوف تفوت على الطفل… في الذهاب لرحلة مع المدرسة مثلاً أو الخروج مع الوالد وبقية الأسرة للذهاب للجدة أو لشراء حذاء العيد الجديد… فلا مانع من إعطاء تكليفات للطفل للحصول على النجوم من مصدر إضافي مثل (ترتيب الأحذية في مكانها وإضافة نجمة – ترتيب حجرة أخته الصغيرة وإضافة نجمة – تنظيف الحمام و ترتيبه وإضافة نجمة – غسيل بعض الأطباق في الحوض بعد وضع كرسي صغير للوقوف عليه في المطبخ وهكذا..

ردود الفعل المؤثرة

العقوبة هى جانب واحد فقط من التربية.. إذا شعر طفلك إنك مسيطر على الوضع فإن احتياجك للعقوبة سيكون أقل وسيكون أكثر تأثيرًا..

العقوبة هى تأكيد واضح وصارم أن سلوك الطفل غير مقبول وأن ذلك السلوك كان يمكن التحكم فيه من جانب الطفل.. يجب اخبار الطفل مسبقًا وفي وضع هادئ أن ذلك السلوك لن يُقبل أبدًا في ذلك المنزل.. وأنا أعتقد أن العقوبة تكون أكثر تأثيرًا عندما تكون موضوعية وحيادية ويكون الوالد فيها مسيطرًا على مشاعره.

         انتبه: الحيادية.. تفكير وليست مشاعر

  • قبل أن تستطيع أن تتعامل مع سلوك طفلك بكفاءة لابد أن تتبنى وجهة نظر موضوعية أساسها الحيادية.. لذلك كلما أساء طفلك التصرف لا تستجب بعاطفية أو غريزيًا (لا تنفعل – لاتسب – لا تضرب – لا تنسحب) تذكر أن يأتي رد فعلك من العقل وليس القلب.

  • تراجع.. ادرس الموقف وكن حياديًا قدر المستطاع.. لاتجعل الموضوع شخصيًا ” لاتقل لماذا يفعل هذا بي” هذا يجعل مشاعرك تتحكم فيك وتصبح غير قادر على الحكم على الموضوع.

  • ركز على سلوك طفلك وليس أهدافه أو مزاجه.

  • أنت تحاول التحكم في انفعالاتك الغريزية من أجل طفلك ولذلك توقف.. تراجع قليلاً، امتنع عن (لا) الفورية، التهديدات، احساسك أنك ضحية، حاول أن تفصل مشاعرك وتستبدلها بسلوك مدرس يعالج مشكلة.. سلوك بارد متحفظ على قدر استطاعتك.

 

اسأل نفسك: هل هو مزاج؟

تذكر أن الطفل لايستطيع السيطرة على نفسه.. حاول التعرف على تلك المواقف التي لا يمكن السيطرة عليها.. ولو استطعت التعرف على الصلة بين تلك المواقف والمزاج ستصبح فورًا أكثر تعاطفًا..

طفلك يعاني من نوبة غضب.. اسأل نفسك ما الذي يغضبه.. هل هى قطعة من الملابس؟ متجر مزدحم؟ هل دخلت طفلتك في نوبة غضب عندما طلبت منها تغيير ملابسها الداخلية؟ هل لا تحب ذلك اللون؟ ملمس الثياب؟

أيضًا ابحث في المرحلة الانتقالية مثلاً: كان طفلك يلعب بالحجرة وناديته للغداء  فاستجاب بنوبة غضب.. تراجع خطوة وحاول أن تفكر فيما استثاره.. تغير في الروتين، تغير في النشاط، تذكر.. كثرة استعجال الطفل قد يجعله عنيدًا.

العقوبة رمزية

من خبرتي أرى أن مدى ودرجة العقوبة ليس بأهمية الوقت الذي تستغرقه العقوبة.

خمسة دقائق يقضيها الطفل وحده في غرفته تفعل مفعول الستين دقيقة، ولنكن واقعيين إنه ليس منطقيًا أن نطلب منه قضاء كل ذلك الوقت وحده.. إن سلطتك لا تمس عندما تكون العقوبة خفيفة.. إن حقيقة أنك قررت عقابًا وباشرت تنفيذه هو ما يجعله مجديًا.. ولذلك كقاعدة اجعل العقاب معقولاً وتذكر أن تكون جدي و مُهدد وليس معنى ذلك أن تُخيف الطفل بل أن تؤكد جدية موقفك وتصميمك.

 كن واضحًا بشأن القانون والعواقب

لقد اتفقت أنت وزوجتك على بعض القوانين الأساسية وشرحتها له بسهولة وموضوعية.. “هذا قانون جديد في المنزل.. منذ هذه اللحظة أنت غير مسموح لك أن تضرب أى أحد ولو فعلت ذلك فستكون عقوبتك أن تذهب إلى حجرتك وحيدًا” في المرة الأولى التي يضرب فيها أخته ذكره بالقانون لو فعلها ثانيةً لابد أن تتصرف بكفاءة وسرعة وتنفذ العقوبة التي اقترحتها..ولكنك لا تريد أن تشعره أنه بلا قيمة فقط لأنه أساء التصرف حاول تجنب ألفاظ مثل “ولد سئ، فتاة سيئة” إن الرسالة التي تريدها أن تصل “إنك لن توافق على تصرف مثل هذا”.

 

كـــيف أعــــــاقب؟

1.كن مختصرًا: دائمًا كن مختصرًا في تفسيراتك “لقد فعلت هذا وهو غير مسموح به وعقوبتك الآتي…”  لا تقل أكثر من هذا و لا تبالغ في التفسيرات.

2.لا تفاوض: مشكلة والدى الطفل الصعب أن الطفل أصبح قويًا جدًا في نظرهما حتى أنهما يشعران أنهما يتعاملان مع شخص بالغ آخر يحتاجان أن يفسرا له كل أفعالهما و تصرفاتهما، ولكن القاعدة مع الطفل الصعب ” ألا تفاوض” أنت تضع القوانين ولو سألك الطفل عن السبب فأخبره “لأني أريد ذلك” ، ولنضرب مثال للتوضيح: ترفض ابنتك الأكل وتلفظه من فمها وأنت قررت أن هذا سلوك غير مقبول. اخبري ابنتك قبل الغداء أنها ستجلس في غرفتها لو لفظت الطعام.. لو فعلت ذلك مرة اعطها إنذارًا واحدًا فقط  ولو فعلته ثانيةً لا تجري ذلك الحوار:

الأم:   اذهبي إلى غرفتك.

الأبنة: ماما .. لم أقصد ذلك لقد وقع مني.

الأم:   لقد عنيت ما قلته حقًا.

الأبنة: ولكن يا ماما أنا لا أعرف كيف أبلع تلك القطعة من اللحم، إنها تلتصق بأسناني.

الأم:   أنا أخبرتك أن تذهبي إلى غرفتك الآن.

الأبنة: خلاص يا ماما لن أفعلها ثانيةً.

الأم:   عبير…

الأبنة: هل أستطيع الذهاب إلى غرفة الجلوس؟ 

        هذا المشهد يجب تغييره إلى الآتي:

الأم:  حسنًا عبير لقد أنذرتك مرة وفعلتها ثانيةً اذهبي إلى غرفتك لخمس دقائق.

الأبنة:ماما من فضلك لم أقصد ما فعلته.

الأم:  اذهبي إلى غرفتك بدون نقاش.

الأبنة:لماذا؟

الأم:  لأني أقول هذا.

لا تتخيل الصورة الديموقراطية للعائلة التي تحوي طفلاً صعبًا لن يمكن تكوينها إلا بعد وضع أسس ديكتاتورية وليس ديموقراطية.. ليس للطفل صوتًا في تقرير ماهية العقوبة. تذكر ثانيةً أنت لا تريد أن تكون طاغية ولكنك تريد أن تكون قائدًا مؤثرًا.

3.كن حازمًا: بدلاً من أن تصرخ في طفلك، تدرب على صوت التهديد، صوت يعني أنك حقًا تقصد ما تقول، مع طفل صغير نبرة الصوت عليها عامل كبير.

لا تحاول ملاطفة طفلك وكأنك لا تعني ما تقول “لا يا حبيبتي إننا لا نحب أن ترسمي بالألوان على الحائط.. الأطفال الجيدون لا يفعلون ذلك.. موافقة يا حبيبتي ارسمي على قطعة ورق المرة القادمة واريها لي”  بدلاً من ذلك كوني حازمة “أنا لا أريدك مطلقًا أن ترسمي على الحائط أو على أى شئ إلا كراسة تلوينك، هل تفهمين ما أقول؟”

4.كن واعيًا أيضًا باستخدامك للكلمات… “لقد حان موعد نومنا” تحمل رسالة مختلفة تمامًا عن “لقد حان موعد نومك”.

5.لا تُكثر من التحذيرات: الطفل سيختبرك ليتأكد أنك تقصد حقًا ما تقول، عندها يكون من المهم جدًا أن تنفذ كلامك ولا تعطيه تهديدات متكررة بدون أن تنفذ ما قلته.. تحذير واحد يكفي ولكن بعد ذلك افعل.

6.كن عمليًا: تعتمد العقوبة على مقدار الخطأ.. كن مرنًا حيال ردود أفعالك في موقف معين.. يجب أن تعطي نفسك فترة للتفكير والإبداع فيما يمكن أن تفعله مع طفلك.. وتذكر أيضًا أنك يجب أن تضع العمر في الاعتبار.. إنك لن ترسل طفلاً في الثانية إلى حجرته لأنه لن يفهم ولن يبقى فيها.. ولكن ذلك الطفل سيفهم إن حرمته من مشاهدة عالم سمسم أو الكرتون أو من حلواه المفضلة أو لعبته المفضلة.

قد تضطر إلى الابتكار، فإن طفلاً يسئ التصرف في سوق تجاري لن تستطيع أن ترسله إلى حجرته وقد لا تريد تأجيل العقاب حتى العودة إلى المنزل.. قد تخبره أنك لن تشتري له الأيس كريم لأنه أساء التصرف.

7.كن أحادي التفكير: تذكر أن هدف التربية الصحيحة هو جعل الطفل يطيعك.. طريقته أو موقفه وهو يفعل هذا ليس هامًا.. قد يحتاج أن يحافظ على كرامته فلا تخلط هذا مع عدم الطاعة فإن رسالة العقاب قد وصلت.. فمثلاً عندما يعصاك طفلك فتخبره بأنه معاقب وعليه الذهاب إلى غرفته أو الجلوس على كرسي العقاب أو على سجادة العقاب فيرد قائلاً “لا يهمني أنا لا أريد الجلوس معك على أى حال” ويجري إلى غرفته، تجاهل هذا وفكر أنك نفذت ما تريده.

وسائل العقاب

العقاب هو وسيلة من إظهار السلطة الأبوية.. عندما تكتمل سلطتك فلن تحتاج إلا إلى طريقة أو اثنتين.. مثل ارسال الطفل إلى غرفته أو سحب امتياز منه.. وتذكر ثانيةً أن نبرة الصوت والموقف الحازم في منتهى الأهمية بالأخص مع الأطفال الأصغر سنًا.

كثير من الآباء يسألون عن العقاب الجسدي.. لا أعتقد أن هناك مشكلة مع والد متحكم ومسيطر على مشاعره ومن حين لآخر يعطي طفله ضربة على المؤخرة.. قد يصفي هذا الجو وينهي الموقف سريعًا..

لو كانت أفعالك حازمة ومختصرة وجزء من نظام تربوي فهى حقًا ليست عقابية.. إن أردت الحقيقة إنك تعطي طفلك اختيارات وتجعله يتحمل العواقب..

مثلاً بعد تقرير نظام النوم فإن طفلتك ذات الأربع سنوات تستمر في ترك غرفتها.. أخبرها أن لديها اختيار إما البقاء في حجرتها والباب مفتوح أو مغلق ولكن لا يوجد اختيار آخر. أنذرها مرة إن خرجت من غرفتها الثانية اضربها على مؤخرتها دون كلام واذهب بها إلى غرفتها واغلق الباب من الخارج دقيقتين (أو حسب عمر الطفل).. عندما تفتح الباب خاطبها بجدية قائلاً: “إن أمك و أبيك كانا يقصدان ما يقولانه.. لديك نفس الاختيار ودعينا نحاول مرة أخرى”.. قد تحتاج إلى تكرار ذلك عدة مرات ولكن إن فعلته بطريقة ودية وحازمة فإن احتمالات النجاح تزيد.

هذه المبادئ في التربية الفعالة تؤدي إلى نتيجة مع أى طفل.. مع التدرب المستمر ستتحسن أساليبك في مبدأ طيب وحازم تستعمله مع طفلك.. موقف حازم مع إساءة السلوك ومرن مع المضايقات البسيطة، وصديق جدًا إلى جانب طفلك وواضح جدًا مع من بيده السلطة. ستجد أن هناك جوًا جديدًا من السيطرة اكتسبته مع طفلك.. وهذه فقط نصف الحكاية النصف الآخر ستتعلمه لاحقًا مع السلوكيات الخارجة عن سيطرة طفلك الناتجة عن مزاجه السئ.

 

التفهم الإيجابي للمزاج

إن تفهم السلطة الأبوية لا يكفي وحده ولكن يجب استعماله مع عدد من وسائل التحكم التي تعتمد على تفهمك الجديد لمزاج طفلك.

والتحكم يختلف عن العقوبة في كونه يستعمل بواسطة الوالد حين يشعر أن كون الطفل صعبًا ليس خطأ الطفل، ويأتي هذا التفهم حين يقوم الوالد بالربط بين سلوك الطفل و المزاج المسبب له، كذلك التحكم يؤدي إلى الإقلال من العديد من السلوكيات المرهقة مثل الخوف الزائد.. ويكون المزاج في تلك الحالة أكثر تعاطفًا ويختلف عن حالة الوالد السابقة والتي كانت أكثر قسوة وتميل أكثر إلى الانضباط والعقوبة.

التحكم عبارة عن قسمين:

الأول: هو استجابة لحدث معين يتطلب رد فعل فوري.

الثاني: أفعال أخرى نقوم بالتخطيط لها مسبقًا لمنع أو تقليل السلوك الصعب للطفل.

إعادة تسمية السلوك = تفهم طفلك

أصبحت الآن لديك فكرة مبسطة عن السلوكيات المختلفة لطفلك والمزاج المسبب لها.. أول هذه الخطوات هو “إعادة التسمية“. هذا اللفظ مقصود به التعرف على المزاج المسبب للسلوك ثم  اعطاؤه إسم معين، ثم مشاركته إما مع الطفل أو استعماله لتغيير موقفك تجاه الطفل..

إنك تقول رسالة للطفل “أنا أفهم ما تمر به”.

ولماذا هذا هامًا؟ لأن أى تغيير لابد أن يأتي من كونك متعاطفًا مع طفلك الصعب..

هذا صعب جدًا في البداية لأن الوضع متفجر بينكما منذ فترة ولن تحقق النجاح فورًا ولكن اعط نفسك وقتًا..

إن أعطيت مسمًا للسلوك ستجد أن مرات ثورتك على طفلك أصبحت أقل، ستجد نفسك تنسى أحيانًا ولكن مرات النجاح أصبحت أكثر.

وفيما يلي بعض الأمثلة عن المسميات، وتذكر كن واضحًا وبسيطً وهادئًا.. نبرة صوتك هامة جدًا لأنها قد تفضحك:

السلوك

المسمى الجديد

مستوى نشاط عالي

إنك كثير الحركة اليوم.

لا تستطيع الجلوس هادئًا.

إنك متهيج اليوم.

التشتت

أجدك تجد صعوبة في الانتباه.

الحدة

صوتك عال جدًا ولكن لماذا لا تحاول التحدث بصوت منخفض.

الاضطراب

أعرف أنك لا تشعر بالجوع الآن أو الرغبة في النوم.

الالحاح السلبي

أنا أعرف أنه من الصعب عليك أن تتخلى عن شئ تريده.

سهولة التأثر

أنا أعرف أنك تشعر بالحرارة حتى عندما لا يشعر بها من حولك.

الانسحاب المبدئي

أعرف أنك لم تتعود على ذلك الملمس بعد.

أعرف أن بعض الروائح تبدو لك غريبة.

أعرف أنك تأخذ وقتًا لتتعرف على الأماكن الجديدة / الأشخاص الجدد.

صعوبة التكيف

أعرف أنه صعب عليك أن تتغير.

لا تبدأ في الانغلاق حاول أن تنفتح على العالم حولك.

المزاج السلبي

التعرف عليه هو من أجلك أنت.

أنه يساعدك على ألا تشعر بالغضب من طفلك دائم الغضب والشكوى.. في المواقف الجديدة “يجب أن تقل لنفسك إن الطفل لا ذنب له فيما يحدث”.

الخطوة الثالثة : 

تعلم تقنيات السيطرة في المواقف المختلفة

 

السلوك الهائج

عادةً ما يكون الطفل فائق النشاط متهيج السلوك وقد يخرج أحيانًا عن السيطرة، يتطور الموقف سريعًا ولذلك يكون أساس التدخل هو التدخل المبكر، ولابد أن:

  • أن تلمح أمارات الخطر.

  • تحيد موقفك.

  • تُعطي مسمًًا للسلوك.

  • ثم تتدخل.

العنصر الأساسي في التعامل مع الطفل المفرط النشاط، المتهور بغض النظر كنت والدًا أو مدرسًا هو أن تتعرف على النقطة التي لا ينبغي تجاوزها عند الطفل قبل أن يخرج السلوك عن السيطرة.

عادةً يكون الانتقال سريعًا ولا يمكن التقاطه بسهولة ولذلك يجب مراقبة الطفل في العديد من المواقف التي تهيج فيها لنرى تطور الموقف لكى تقرر متى تتدخل.

1.التهدأة

هى تقنية تستعملها عندما تجد طفلك على وشك الهياج.. كن محايدًا وحافظ على إتصال العينين وقل للطفل “أنك شديد الغضب.. خذ وقتًا لتهدأ قليلاً” ولو كان ضروريًا احمله حملاً من المكان ومع الوقت ستصبح خبيرًا في التقاط التغيرات الأولى في السلوك.. يمكنك أن تعطيه إنذارًا “لقد أصبح صوتك مرتفعًا، اهدأ قليلاً أو سأضطر أن أمنعك من الاستمرار في اللعب”.

لابد أن يكون لديك بعض الوسائل التي تستعملها لتهدئة طفلك:

  • مع طفل صغير قد يكون كتابًا خاصًا أو تسجيلاً تسمعانه معًا.

  • مع طفل صغير قد يكون مجرد “تعال واجلس على قدمى قليلاً”.

  • معظم الأطفال كثيري النشاط يحبون اللعب في المياه.. ضعهم في حوض مياه ودعهم يلهون قليلاً “هذا ينفع دائمًا ليس فقط عندما تريد تهدئتهم ولكن أيضًا عندما تريد نصف ساعة لنفسك”.

  • برنامجهم المفضل في برامج الكمبيوتر قد ينفع  لتستعمله في ساعة الضرورة.

  • لو كان طفلك يستمتع بوجبة خفيفة معينة كالأيس كريم أو فاكهة معينة قد يكون اعطاؤه إياها وسيلة تهدئة رائعة.. مهما كانت طريقتك في تهدأة طفلك لا تفكر فيها أبداً على أنها رشوة على سلوك سئ.وإذا كان طفلك قد تعصب كثيرًا في الوقت الذي تدخلت فيه ببساطة اخرجه جسديًا من الموقف.. اخرجه إلى “منطقة التهدأة” منطقة بسيطة من البيت لا تستعملها كعقاب ولكن كتهدأة للغضب قبل أن يتفاقم وحاول أن تبقى صديقًا وطيبًا.

2.إطلاق البخار

قد تحتاج إلى طريقة معاكسة نسميها “إطلاق البخار”.

إن طفلاً كثير النشاط قد يجن إذا وجد نفسه محبوسًا في شقة صغيرة أو في يوم ممطر.. ستجد أنه يخترع كل المشاكل في دقائق… هنا أيضًا أخبره “أنا أعرف أنك تشعر بالملل والقلق  واختر نشاطًا يسمح للطفل أن يصرف فيه طاقته.. اذهب إلى الحديقة ودعه يجري أو في بهو المنزلد.. كن صديقًا له وأنت تقول “أنا أعرف أنك ستجن لو جلست كثيرًا دعنا نتحرك”.

وقل تلك الكلمات لطفلك “التهدأة وإطلاق البخار” سيتعود عليهم وسيعرف ما المقصود منها.

التململ

مع الأطفال كثيري النشاط قليلي التركيز عامل الوقت شديد الأهمية بالذات في المدرسة مع الواجب، يجب ان يسأل الوالد أو المدرس كم يستطيع أن يجلس لينجز ما يعمله.. إنك تستطيع أن ترى الطفل وقد بدأ في التململ, في فقدان التركيز، لايستطيع الجلوس على الكرسي أو يحدق في الفضاء، يهرش في رأسه، يلعب بالقلم والكراسة (عايز أشرب، عايز آكل، عايز أدخل الحمام.. طب أطفي النور، طب أفتح الباب، أرد على التليفون).. هذا هو سلوك حلم اليقظة وهو يؤكد أن مستوى الطاقة عند الطفل قد ارتفع….. استعمل طريقة “الوقت المستقطع”    Time out

3.الوقت المستقطع

اخبره “أنا أعلم أنك لا تسطيع الجلوس أكثر” واسمح له يأخذ راحة قصيرة واجعله يفعل شيئًا يخرج تلك الطاقة المكبوتة.

خلال الأنشطة مثل الواجب أو تناول الوجبات لو كنت ترى أن الطفل يمكنه السيطرة على نفسه عشر دقائق فقط ثم يبدأ في السرحان دعه يأخذ راحة كل عشر دقائق، اسمح له أن يترك المائدة، يتجول قليلاً ثم يعود.. هذا هام جدًا.

هناك شيئان لابد من تذكرهما مع الطفل القلوق شديد النشاط والتهور.. قد لا تكون أنت موجودًا عندما يتفاقم سلوك الطفل إلى حالة خارجة عن السيطرة.. لا يوجد ما يمكن فعله في تلك المواقف ولا يوجد أى فائدة من معاقبة الطفل على سلوك أنت لم تشهده وغالبًا لم يستطع الطفل التحكم فيه.

أحيانًا يتعمد الأطفال “بغض النظر كانوا صعبي المزاج أم لا” إساءة التصرف أو العدوانية وفي هذه الحالة يكون السلوك مقصودًا ويجب أن يتعامل الوالد مع هذه الحالة بصرامة وهنا بالتأكيد تصح العقوبة.

التعامل مع التغيير

مرة أخرى ستبحث عن المزاج المصاحب للسلوك.. كن حياديًا وأنت تسميه.. عندما تريد التغيير فإن غالبًا أول ما نريد تغييره هو التكيف السلبي والتراجع المبدأي.. وستكون وسيلة التغيير هى “الاستعداد وإعطاء الفرصة للطفل للتعود على الموقف الجديد” وإنه مهم جدًا لك أن تفرق بين أن تُأهب الطفل للتغيير وبين المبالغة في تحذيره..

إن الأمهات القلقة تحضر طفلها للموقف الجديد بتكرار خوفها من سلوك الطفل..  عبارة واحدة من الأم ستكفي.. مثلاً “ستذهب إلى زيارة أحد قريباتي هذا المساء، أعرف أن هذا موقف جديد بالنسبة إليك، لو أردت البقاء بجانبي حتى تتعود عليه فلا بأس” وهو ما نسميه “وقت التعود”.

4.وقت التعود:

وقت يقضيه طفلك بجانبك في الواقف الجديده على كي يتعود على كل ما هو غريب بالنسبة له…. هام جدًا بالنسبة إليك كما هو هام بالنسبة لطفلك…. معرفتك أن طفلك يتراجع أمام المواقف الجديدة سيساعدك على الشعور بالاسترخاء أكثر مع عدم الضغط عليه وسيعرف الطفل أنك موجود لمساعدته وسيكون أكثر شجاعة. يمكنه البقاء بجوارك ولكن لا لزوم أن يجلس على قدميك.

إن مبدأ مساعدة هؤلاء الأطفال الخجولين المتحفظين في التقدم بخطواتهم الخاصة لهو هام جدًا للمدرسين أيضًا.. فإن هذا الطفل قد يحتاج إلى أسابيع أو شهور طويلة قبل أن يستطيع المشاركة بفاعلية في الفصل.

لا تخلط هذا بالقلق و لا تعتبرها مشكلة نفسية.. بكل الوسائل شجع الطفل على أن يشارك ولكن لا تضغط عليه وحاول ألا تنظر إلى خجله على أنه انعكاس سلبي على قدرتك كمدرس.. إن الأطفال صعبي التكيف يكون أداءهم أفضل لو قيل لهم باختصار على ترتيب الأحداث.. مثلاً: سنذهب إلى جدتك بالأتوبيس اليوم.

5.ساعة التغيير:

شئ أساسي يساعد الأطفال صعبي التكيف يُطلق عليه ساعة التغيير” يمكن استعماله للأطفال من سنتين ونصف وأكبر، إنها ساعة تعمل بالبطارية ولها أرقام “رقمية”.. هذه الساعة تكون مع الطفل ويجب أن يقرنها في ذهنه كوسيلة لمساعدته على التغيير.. إنها ساعته.. ضع عليها بوسترات ملونة باسمه وأخبره أن تلك الساعة ستساعده على التغيير من نشاط إلى آخر.. وتساعده على أن ينهي ما يفعله قبل أن يبدأ في نشاط جديد.  .

مثلاً قد يجد طفلك صعوبة في أن يترك النشاط الذي انغمس فيه للذهاب معك إلى الخارج، لذا ابدأ في استعمال تلك الساعة كل مرة سيحدث فيها تغييرًا كبيرًا “لا تستعملها لشئ آخر إنها ساعة التغيير”.

مثال: ذهبت أنت وطفل إلى النادي ونزل حمام السباحة وطفلك يحب اللعب فيه.. ويحب طرطشة المياه.. عندما تناديه خارجًا كى يتناول الغداء فيقاوم، وغالبًا ما ينتهي ذلك بمعركة أو نوبة غضب.. ولكن بساعة التغيير ستذهب إلى طفلك وتعطيه الساعةوتقول له “أن الساعة الآن 12:10 عندما يتغير الرقم إلى 12:15 لابد أن نرجع للمنزل لتناول الغداء”.

الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التكيف يكرهون المفاجآت ولابد من اعطاؤهم فرصة لتقبل التغيير في وقت محدد..

استعمل الساعة لكل التغيرات الكبيرة “اقتراب موعد النوم، وقت المدرسة، الخروج للتسوق”  ولكن لا تبالغ فمثل كل شئ ستفقد ساعة التغيير مصداقيتها لو استعملتها عشرين مرة في اليوم.

غير المتوقع

يحير الآباء سلوك الأطفال الفوضوي وصعوبة توقعه وخاصةً منطقتى الأكل والنوم. إنه شديد الصعوبة أن تتعامل مع طفل ليس جائعًا و لا يريد النوم في أغلب أوقاته.

الطبع المزاجي هو عدم الانتظام والمفتاح أو أن تفرق بين وقت الفراش من وقت النوم وتفرقة وقت المائدة عن وقت الأكل.

تستطيع أن تجبر الطفل على الذهاب إلى الفراش في وقت محدد ولكنك لا تستطيع إجباره على النوم.. اشتر ضوء ليلي وعندما يحين وقت النوم اجعل الطفل يذهب إلى الفراش.. اطفئ كل الأضواء ما عدا ذلك الضوء الصغير واسمح له بأخذ لعبة صغيرة أو كتاب إلى الفراش ولكن لا تسمح له أبدًا بمغادرة الفراش هذا هو وقت النوم.

فرص نجاحك ستكون أكبر لو كان وقت ذهابه إلى الفراش جزء من روتين ثابت كما أوضحنا من قبل.

السماح له بلعبة أو كتاب يجب أن يكون امتياز خاص و أن توضح للطفل أنه سيحرم منه إن قام من فراشه.. لو وجدت أن طفلك عاجز عن البقاء وحده في غرفته رغم وجود ضوء فربما يكون ما تتعامل معه هو الخوف وليس التحدي وسنتعلم كيف نساعده على التغلب على مخاوفه.

وبنفس المنطق إنك لا تستطيع إجبار طفل غير جائع على الأكل ولكن اصر على بقاؤه على المائدة بينما العائلة تتناول الغداء.

لو أحس الطفل بالجوع بين الوجبات اعطيه شيئًا يأكله ولكن حاولي الحفاظ على توازن هذه الوجبات الخفيفة ويجب ألا تتعدى ساندويتش أو كوب من الحساء أو فاكهة ولكن لا تضعي أبدًا وجبة كاملة في هذه الأوقات.

وتستطيعين أيضًا تقسيم وجبته الأساسية إلى أجزاء.

وهناك طريقة فعالة جدًا “الطبق المفضل” املأي له طبق بقطع من اللحم البارد، البطاطس، الجبن، الجزر، الفاكهة (أو ما شابه) واخبريه أن هذا هو طبقه ويمكنه تناول منه ما يريد وقتما يريد.

الأطفال الفوضويين يكونون أيضًا عرضة لتقلبات المزاج.. تعلمي أن تتجاهلي هذا فلا يوجد ما يمكنك عمله في هذا الأمر إلا أن تقولي لنفسك “إنه طفل صعب وهذا أمر خارج عن سيطرته”.. و لا تأخذي أبدًا تلك التقلبات بصورة شخصية وستجدين أن تلك التقلبات تخف كلما تحسن الوضع العائلي.

إنه  لا ينتبه إلى كلامي

شكوى عامة من كثير من الآباء وهى عادةً تشير إلى أن الطفل عنيد ومتحدي.. ولكن غالبًا ما يكون الطبع المزاجي هنا هو “سهولة التشتت” من الخطأ إذن أن نفكر “إنه لا يستمع إلي بقصد لأنه لا يهتم بكلامي” من الأفضل أن تفكر فيه على أنه سهل التشتت ويعاني صعوبة في التركيز.

الطريقة الأساسية هنا لمعالجة ذلك هو الحفاظ على التواصل البصري، انزل إلى مستوى عينى طفلك قبل أن تخبره بما تريد. اقترح تلك الوسائل على مدرسيه ويجب أيضًا ألا يجلس في المؤخرة بل دائمًا في مقدمة الفصل ولا بجانب الباب أو الشباك حتى لا يتشتت انتباهه و حيث تستطيع المعلمة الحفاظ على الاتصال البصري معه.

الطفل الزنان (كثير الالحاح)

يدخل آباء الطفل (الزنان) في دائرة مغلقة محاولين إيقاف ذلك السلوك دون أن يدركوا ما هو الطبع الذي يعنيه ذلك السلوك، إن الطبع الشعوري لذلك الطفل التعس كثير الالحاح والشكوى هو المزاج السلبي. ودائمًا ما يبدو هؤلاء الأطفال جادين ونادرًا ما يظهرون الحماسة وغالبًا ما يكونون شديدوا الارتباط بآبائهم.

ذلك مزاجه السلبي، و المزاج السئ جزء من تكوين ذلك الطفل، تعرف عليه وتجاهله قدر استطاعتك وسيساعدك هذا على ألا يكون رد فعلك لمزاجه السلبي مبالغًا فيه، وعندما يتحسن الجو العام العائلي سيتحسن مزاج طفلك.

سلوك (أنا لا أحب هذا)

هذا السلوك غالبًا يصاحب الطبع المزاجي “سهولة التأثر بالمؤثرات” إنه شديد الحساسية للملمس، الطعم، الحرارة، الأضواء، الألوان.. غالبًا ما يجد الأهل أنفسهم عالقين في الدائرة المفرغة لأن أطفالهم مصرين على أشياء بعينها ويرفضون كل شئ آخر.

في هذه المنطقة تسمية الشعور هامة جدًا وجزء كبير منها إدراك أن الطفل لا يعاندك ولكنه حقًا متضايق، لا تتحداه، تعرف عليه وخاطبه “أنا أعلم أن الأصوات العالية تضايقك”، “أعرف أن الحذاء الجديد يبدو لك غير مريح”، “هل يبدو لك طعم الأكل غريبًا”، “أعرف أنك تشعر بالحرارة”.

الطريقة هنا هى عدم رفض طبع “الحساسية الشديدة” ولكن معاملة السلوك المصاحب له على أنه مبالغ فيه وغير منطقي.. لا تتحدى طفلك هناك مناطق أخرى أكثر أهمية تمارس فيها سلطتك كأب أو أم.

مثلاً الملابس الداخلية إن كانت غير مريحة لطفلك سببًا مناسبًا للمعركة؟ لو كان لونها أبيض أو أزرق.. إنه لا يحب الأحذية برباط ويفضل اللاصق هل من الضروري أن أشتري حذاءًا برباط؟

وبالمثل في مسألة الطعام.. ستجد أن طفلك لا يأكل إلا أشياء معينة فقط.. لا تتحديه بلا جدوى إلا لو كان ما يأكله غير مغذي.

لا تدخلي معه في نقاشات عقيمة وتجنبي صراعات القوة فقط بتقديم اختيارات. لا تتورطي في أسألة مفتوحة “ماذا تريد للإفطار؟” لأنها قد تؤدي إما لحيرة الطفل أو لأخذه قرار غير مقبول منك لذلك فالأأمن أن تعرضي عليه اقتراحين يختار بينهما.

بعض الأطفال توترهم الأماكن المزدحمة  والصاخبة، ذات الأضواء الساطعة، ويظهر هذا في كثرة تذمرهم “أنا لا أحب هذا” إن هذا يعكس الطبع السلوكي والمزاجي للانسحاب المبدأي وصعوبة التكيف خاصةً لو صاحب هذا مزاج سلبي سئ وتكون الطريقة هنا هى “التعرض التدريجي للأشياء الجديدة” وإعطاء وقت كافٍ للتعود عليها. مثلاً:  من أجل طفلة تستجيب بطريقة سيئة للأشياء الجديدة واشتريت لها فستانًا جديدًا.. اتركيه معلقًا في الدولاب ليوم أو يومين ثم اخرجيه واتركيه معلقًا خارجًا يوم أو يومين، ثم بعد ذلك اقترح عليها تجربته.

هذا التعرف على طبعها المزاجي أفضل من أن تحاول إجبارها عليه وانتقادها لرفضها، إنك لا تريد أن تجعل الطفلة تشعر أنها سيئة فقط لأنها لا تريد تجربته.

 

التعامل مع نوبات الغضب

ما هو تعريف نوبة الغضب؟

ليس فقط أى سلوك خارج عن نطاق المألوف، وليس فقط عندما يضرب الطفل رأسه في الحائط أو يكسر شيئًا.. إن التعريف أوسع من ذلك

إنه أى موقف يبدي فيه الطفل انفجار من الغضب، البكاء، الصراخ، ولعله من الأفضل أن نطلق عليه “نوبات الانفجار“.

 يجب تقسيم تلك النوبات إلى قسمين:

  1. نوبات الغضب التلاعبية Manipulative

  2. نوبات الغضب المزاجية Tempermental

في نوبات الغضب التلاعبية فإن للطفل هدف يحاول تحقيقه ولكن بطريقة خاطئة.. ولكن في نوبات الغضب المزاجية  لم يطلب الطفل شيء وليس له هدف محدد ولكن ببساطة تم التعدي على حدوده المزاجية الخاصة فأثار نوبة غضب.. مثلاً: طفل يعاني من صعوبة في التكيف عندما تطلب منه فجأة تغيير النشاط وعمل شئ آخر أو الطفل شديد النشاط عندما تطلب منه الجلوس ساكنًا لفترة طويلة بعبارة أخرى إنه لا يستطيع التحكم في نفسه…..هذا ما نسميه نوبة الغضب المزاجية.

كيف نفرق بينهما؟

نوبة الغضب المزاجية أكثر حدة، حقًا يخرج الوضع عن السيطرة.. بينما في التلاعبية فإنها بحكم طبيعتها أقل حدة وأكثر تخطيطًا ولها هدف واضح وإن كانت الحقيقة أنهما قد تبدوان متشابهتين في بعض الأحيان وقد تؤدي إحداهما إلى الأخرى.

ماذا تفعل مع النوبة التلاعبية؟

  • لا تستسلم أبدًا إلا لو كان رفضك المبدأي غير مبرر، فلو اكتشفت إنه غير منطقي فغير موقفك ولكن في الأحوال الأخرى لابد أن تبعث برسالة للطفل إن نوبات الغضب غير مجدية.

  • لابد أن يكون موقفك أمام الطفل قويًا وصارمًا.. لا تتعاطف معه أثناء نوبة الغضب… لا تقل “أنا حزين لأنك متضايق وتبكي ستأخذ الحلوى لاحقًا” ولكن قل “لن تأخذ تلك الحلوى الآن سيطر على ذلك السلوك حالاً”.

  • غالبًا ما يكون الإلهاء طريقة ناحجة جدًا، إنه يعني أن تقوم بطريقة عملية بأخذ عقله بعيدًا عن مسبب النوبة وهذا يختلف عن الاستسلام.

  • إبعاد الطفل مناسب أيضًا تستطيع أن تقول للطفل “اذهب إلى حجرتك حتى تهدأ” بل وابعد نفسك أنت أيضًا عن الموقف.

  • التجاهل التام وسيلة ناحجة جدًا لو لم تستطع إبعاد نفسك عن الموقف، حاول أن تبدو غير مهتم والأهم ألا تتفاوض معه.

  • ولكن لو بدأ الطفل بإيذاء نفسه خلال النوبة بأن يخبط رأسه في الأرض يجب أن تتدخل.

  •  والمثابرة هى المفتاح السحري للتحكم في تلك النوبات.

ماذا تفعل مع نوبات الغضب المزاجية؟

  • في أثناء تلك النوبات لا تترك طفلك، ضع ذراعيك حوله لو سمح لك أو فقط لا تترك الغرفة فإن وجودك سيكون مطمئنًا له.. كن هادئًا وقل له “أنا أعلم أنك متضايق ولكن كل شئ سيكون على ما يرام” وعندما يهدأ ويريد الجلوس بمفرده احترم رغبته.

  • لا تدخل معه في مناقشات مطوّلة حول ما يضايقه إلا لو أراد هو الحديث وفقط عند انتهاء النوبة.

  • حاول الإلهاء إذا استطعت.

  • قد تضطر إلى الانتظار ختى انتهاء النوبة.. لو استطعت التعرف على سبب النوبة فحاول إصلاحه ما استطعت. فمثلاً لو كان السبب أنها أجبرت على إرتداء فستان صوفي و لا تريد ذلك فانزعه عنها فورًا هذا ليس استسلامًا ولكنك والد متفهم أدركت السبب الحقيقي للنوبة وتحاول إصلاحه.

سلوك الأسير

الطفل المثابر الذي يرفض الاستسلام، الطفل الذي يجد صعوبة في التكيف و لا يستطيع تحمل التغيير، الطفل شديد الحساسية الذي يميل إلى أشياء معينة و لا يستطيع تغييرها، كل هؤلاء يميلون إلى الانغماس في طقس معين أى محاولة لتغييره يدخلهم و أهلهم في معركة. مثال:  يقول الطفل “أمي اربطي لي الحذاء” تربطه الأم “لا يا أمي هذا ضيق جدًا” تربطه الأم ثانيةً  “لا يا أمي هذا مؤلم جدًا” اربطيه ثانيةً.

الطريقة هنا سهلة جدًا؛ توقف إن تدفع الموقف إلى درجة جديدة من الصعوبة حتى تصبح  أسير موقف لا حل له وكلما حاولت أن ترضيه استحال الموقف أكثر وكلما اشتكى أصبحت أسير للموقف ولكن هذه الدائرة المغلقة لابد أن تنكسر.

ولكن كيف تتعرف عليها  لتكسرها.. ضروري عند نقطة معينة أن تعرف أن تلك المناقشة بلا جدوى.. اخبر طفلك قبل أن تربط له الحذاء “أنا أعرف إنك متضايق من الحذاء ولكن ربطي إياه مرة بعد مرة لن تريحك سأحاول مرتين فقط وإن ظللت غير مرتاح إما ستغيره أو ستضطر إلى إرتداء شئ آخر.

يجب أن تدرك أن الطفل أيضًا أسير و لا يهم إن كان ما يهمه هو الحصول على الحلوى أو رغبته في السهر أو غيرها.. المهم أنه أسير. قل له بحزم “لقد طلبت ذلك ثلاث مرات بالفعل، لن تأخذه ويجب أن تتوقف فورًا” وغالبًا يتوقفون لأنك كنت مباشرًا وواجهت الإلحاح السلبي وفي الأحوال الأخرى التي لن يتوقف فيها اخبره ببساطة أن المناقشة انتهت وتجاهله تمامًا.. اذهب إلى حجرتك لو استلزم الأمر واغلق الباب وفيما بعد اخبره أنك تعرف أنه إذا أراد شيئًا فإنه صعب عليه أن يتراجع عنه ولكنه لابد أن يعرف عندما تقول الأم أو الأب (لا) فإنهما حقًا يعنيان ما يقولان ويجب عليه أن يتقبل هذا.

ساعد نفسك بنفسك….كيف نعلم الطفل مهارات التعامل مع المواقف المختلفة؟

حتى الآن كان كل شئ موجهًا إليك كوالد، كمدرس، كبالغ ذو تأثير كبير على الطفل لتعليمك كيفية التعامل مع الطفل الصعب بطريقة إيجابية وبناءة.. ولكن ماذا عن الطفل نفسه؟ هل هناك وسائل لتعليمه (هو) طرق أفضل للتكيف وللتحكم في سلوكه ومشاعره؟

لدرجة كبيرة هذا يعتمد على سن الطفل، ذكائه، ودرجة نضوجه.. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن استعمالها مع طفل كبير:

1.الطفل الخبير

من سن الخامسة وما أكبر يمكن تعليم الطفل تدريجيًا ما هو المزاج.. وهذا بالطبع يحتاج إلى جلسات مخطط لها ولابد ان كون  هادئة.. يجب أن تخاطبه على أنه شخص بالغ وإن التعبير عن المشاعر هو جزء من عمليه النضوج وليس الغرض أبدًا من هذه الجلسات اخباره أن شيئًا ما خطأ فيه.

  • يمكنك مثلاً مساعدته أن يرى أنه شديد الحماس ولكن هذا يؤدي أحيانًا إلى حالة من الهياج.

  • صفات مثل الالحاح، الخجل، الحساسية، الفوضوية، سهولة التأثر (بالأصوات مثلاً) كلها صفات يمكن تفسيرها في جلسة صداقة، معبرًا فيها عن فخرك باستقلاله كشخص له مشاعره الشخصية وردود فعله وآراءه.

  • اخبره إنه أحيانًا تكون ردود أفعاله مبالغًا فيها وإنك تريد مساعدته في التحكم فيها. فمثلاً علمه أن يتعرف على مشاعره وعندما يصبح متوترًا يستطيع أن يطلب من المعلمة فترة راحة قصيرة.. عندما يكون حزين أو متضايق يستطيع أن يأخذ نفسًا عميقًا ويعد ببطء من واحد إلى عشرة.

  • عندما يجد نفسه أسير رغبة معينة وكرر طلبه أكثر من مرة عليه أن يتوقف ويحاول التفكير في شئ آخر.

  • عندما يتوتر في موقف جديد يستطيع أن ينتظر قليلاً حتى يجد نفسه أكثر راحة.

عندما يحقق الأطفال ذلك القدر من التحكم بالنفس يكون رائعًا رؤية ذلك الفخر بالإنجاز الذي حققوه.

2.الطفل القائد

عندما يكون لدى طفلك مشكلة معينة في السلوك تستطيع مساعدته على إزاحة تلك العثرة من طريقه بأن تضعه في موضع الأستاذ والمعلم.. عندما تفعل ذلك فإنك تجعل طفلك يدرك أنه المتحكم ويستطيع السيطرة على الأمور. تستطيع مثلاً أن تشتري لطفلتك عروسة ولو كان لديها مشكلة في مواجهة المواقف الجديدة تستطيع أن تطلب منها أن تعلم العروسة كيف تتكيف مع المواقف الجديدة.. وتستطيع أن تحضر لها ساعة وتطلب منها أن تعلم العروسة قيمة الوقت.. أو تخبرها أن العروسة لديها مشكلة في العض والطفلة كأم يجب أن تعلمها ألا تعض، يمكنها أن تصحبها إلى السوق أو إلى حفلات العائلة لأن العروسة لا تعلم كيف تتعود على الأماكن الجديدة..

هذه الطريقة تمكنها من التغلب على بعض المخاوف.. عندما تعلم العروسة كيف تكون أشجع فإنها بدورها تتعلم كيف تقهر مخاوفها.

3.الرفيق الشجاع

خوف الأطفال صعب قد يظهر بوضوح وقت النوم وقد يصبحون شديدو الالتصاق بأبويهم ويرفضون الذهاب للنوم في أسرتهم أو يصرون أن تبقى أمهاتهم بجوارهم.

يمكن معالجة ذلك بإعطاء الطفل دمية على شكل حيوان مفترس واخباره “هذا هو دبك الشجاع “أسدك الشجاع، تنينك الشجاع” سيبقى إلى جوارك كيف تشعر بالخوف وهو معك لا يخاف؟ لا داعٍ للخوف واترك أمك تذهب لحجرتها، سيساعد ذلك على عدم الشعور بالخوف عندما لا تكون الأم موجودة، يجب أن تكون الدمية جديدة ومخصصة لذلك الغرض وسيساعده هذا على التغلب على مخاوف النوم.

 

رد فعل الخبير.. وضع كل المعلومات معًا

كيف يستجيب الأبوان بطريقة مترابطة فعالة للمواقف المعقدة التي تطرأ يوميًا في عائلة بها طفل صعب.

ستتعلم الآن كيف تضع كل المعلومات عن التهذيب التي عرفتها مع وسائل التحكم لتتعلم طرق جديدة للتعامل مع طفلك.

هذه الطرق الجديدة تعتمد على سلطتك كقائد ناضج.. ويمكن تقسيمها إلى سلسلة من الخطوات.

يجب أن تكون صبورًا و لا تتوقع النجاح من أول مرة، مع تكرار الممارسة وتزايد ثقتك في سلطتك الأبوية لن تأخذ تلك العملية منك سوى بضع ثوان، ستصبح عملية تلقائية بالنسبة إليك.. لو استطعت تغيير ردود فعلك على مدار عدة أسابيع فإن هذا رائع.. إن سلسلة الخطوات في رد الفعل الخبير لأى سلوك صعب سلبي أو بغيض يبدأ بالآتي:

هل أستطيع التعامل مع ذلك الآن؟ يجب أن تقيم نفسك وحالتك الذهنية، لو كنت لا تستطيع التعامل ابتعد فورًا.. لو تستطع انتقل إلى الخطوة 2.

كن القائد: تراجع قليلاً، حيِّد مشاعرك وأبدأ في التفكير.

حدد نوع السلوك من قائمة السلوكيات التي عرفناها معًا.

تعرف على الطبع المزاجي: حاول معرفة الطبع المزاجي خلف السلوك ليمكنك التصرف بدلاً من معاقبة طفلك دون جدوى.

هل هما متفقان؟ إن كان السلوك لا يعكس أى طبع مزاجي وراءه.. هل الأمر هام جدًا لتأخذ وقفة.. إن لم يكن تجاهله وابتعد عن الموقف.

العقاب المناسب:  إن لم يكن طبع مزاجي استجب بحزم وقرر العقاب المناسب.

7.كن عمليًا.. استعمل المنطق والعقل.. لو أثار طفلك نوبة غضب في مكان عام سارع بإخراجه إلى منطقة أهدأ.. المنطق وتفتحك كوالد له دور كبير في السيطرة على الموقف.

8.لو كان الموقف خطيرًا..استخدم غرائزك وتصرف :كأن يترك يدك ويجري في منتصف الطريق .

وفيما يلي نماذج من الحياة الواقعية لعائلات لديها طفل صعب وكل منها يليه رد الفعل التلقائي لتصرف الطفل ثم خطة طويلة المدى للتعامل مع مواقف مماثلة:

1.العائلة الأولى:لماذا لا يعجبها شئ؟

أخذ الوالدان الأطفال إلى عرض عرائس الأطفال بالمدرسة.. الطفل الأكبر (6 سنوات) مهذب ومنطلق، الطفلة الصغرى (4 سنوات) جادة، خجولة وأحيانًا متعلقة كثيرًا بوالديها.. إنها لا تحب عروض أو أفلام الأطفال لكنها تحب كثيرًا عروض العرائس وعندما يقرر الأب الذهاب إلى لذلك العرض الذي تحبه فإنها تبكي وتتعلق بأمها وترفض الذهاب، وفي أثناء العرض ترفض الجلوس على كرسيها وتصر على الجلوس في حجر والدتها.. وعندما تسكت أخيرًا ويبدأ العرض فإنها تبكي وتصرخ حتى أن أمها تصيح بها غاضبة “ماذا بك إنهم عرائسك المفضلة؟” تقول الطفلة “لا أنهم أكبر” ونتيجة لبكاء الطفلة المستمر يُجبر الأهل على مغادرة العرض عائدين للمنزل مقتنعين أنهم أخفقوا ثانيةً في اسعادها فإن طفلتهم لا يعجبها شئ.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل كان لابد أن يكون مختلفًًا من بداية تعلقها بأمها ورفضها الذهاب.. ثم عندما بدأ البكاء عند مشاهدتها العرض..

هل تكرر ذلك من قبل؟ إنها طفلة خجولة، كثيرة الشكوى بالذات في الأماكن العامة.

هل الطبع المزاجي متدخل؟ بالتأكيد.. رفضها للأشياء الجديدة والانسحاب المبدأي، إنها سهلة الاستثارة وظهر ذلك بوضوح أثناء العرض.. صعوبة التكيف ظهرت عندما قالت إن الطائر مختلف أنه أكبر.. جديتها وشكواها يعكسان مزاجها السلبي..

إذن لو أدرك الوالدان ذلك فإنها تحتاج إلى الطمأنة.. تأخذ الأم الطفلة بين ذراعيها، تضمها وتقول “أنا أعرف إن كل ذلك جديد بالنسبة إليك وأنت لم تتعودي على الطائر بذلك الحجم ولكن لا تخافي ستتعودين عليه مع الوقت”.

تستطيع تشجيع الطفلة أن تأخذ لمحات خاطفة إلى الدمية وإن فشل ذلك والطفلة لا تزال متضايقة فلتذهب بها إلى آخر صف في  مكان العرض ، ستتشجع على المشاهدة عندما تكون المسافة أكبر.

الخطة المسبقة

مع طفل كهذا لابد أن تستعد من اليوم السابق.. اخبرها أن العائلة ستفعل شيئًا جديدًا غدًا.. اخبرها أنها سترى حيواناتها المفضلة على الطبيعة ولكن أكبر، أكثر ألوانًا وقد يبدون مختلفين.. وفي يوم العرض اذهب مبكرًا واقضي وقتًا أطول بالخارج حتى تتعود على المكان الجديد..

يجب أن يناقش الأبوان الخطة مسبقًا، يقرران من سيجلس بجوارها ويحتويها لو احتاجت ويذهب بها بعيدًا لو أرادت.

 

2.لا أحد يفوز.. كلنا خاسرون.

هذه أم لديها طفل عمره 6 أشهر وطفل سئ المزاج عنده 6 سنوات، في يوم تكتشف الأم أن حليب الأطفال قد نفد وتحتاج إلى الذهاب إلى المتجر لشراء بعض منه قبل أن يستيقظ الرضيع.

تطلب من الطفل الأكبر الذهاب معها ولكنه يرفض ترك لعبه، فتخبره أنها ستذهب مسرعة وستغلق عليه الباب وليست هذه هى المرة الأولى ولكن الطفل يصرخ رافضً ذهابها.. إذن اذهب معي .. يرفض صارخًا أيضًا موقظًا أخيه الرضيع الذي يبكي هو أيضًا والأم يائسة “انظر ما الذي فعلته، لقد أيقظت أخيك إنه جائع و لا يوجد لبن له إنه خطؤك” مما يؤدي إلى زيادة الصراخ ويثير الطفل الأكبر نوبة غضب راميًا كل اللعب على الأرض.

ماذا يفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل: يجب أن تكون الأم حيادية وتحدد سلوك الطفل.. إنه سلوك مقاوم عنيد.. الطبع المزاجي هنا هو صعوبة التكيف وسرعة التغيير من اللعب إلى الخروج مرفوضة بالنسبة له.

لقد سألته الأم أن يختار بين الخروج معها أو الجلوس بالمنزل وحيدًا وكلاهما مرفوض بالنسبة له.. كانت الأم تستطيع أن تقول له “احضر لعبك معك إلى السيارة” فإن لم يفعل ذلك هل تستطيع أن تؤجل اللبن، أن تجعل الرضيع يتناول عصير تفاح أو زبادي؟ على الأقل حتى تستطيع طمأنة الطفل الأكبر.

الخطة المسبقة:

هذا طفل عنيد، صعب التكيف ويجب تجهيزه قبل الانتقال من موقف لآخر.

يمكن استعمال ساعة التغيير.. اخبري طفلك في خلال خمسة دقائق سنذهب إلى المتجر وبعد عشرة دقائق ستعود إلى حجرتك ولعبك.

3.سرير من هذا؟

لعدة أسباب استمر ذلك الطفل في الذهاب إلى سرير والديه لينام معهما.. وعند عمر 3 سنوات ونصف أصبح يرفض الذهاب للنوم في أى مكان آخر.

بدأت المشكلة منذ طفولته عندما كان يستيقظ عدة مرات خلال الليل ويذهب إلى فراش والديه وتكرر ذلك كثيرًا، تكون أمه مقتولة من يوم طويل وصراعات آخرها يكون بمحاولة إقناعه بالذهاب إلى سريره للنوم.. وتصبح الليالي عبارة عن لعبة الأسرة المتبادلة.. مرة عندك ومرة عندي.. وتتعقد الأمور عندما يقول أنه خائف من الظلام والأحلام السيئة.

وبعد فترة تيأس الأم وتبدأ سلسلة من المناقشات الجدية بين الأبوين في محاولة لحل المشكلة.. يرفض الأب نوم الطفل معهما وتلين الأم أمام خوف الطفل فيذهب الأب غاضبَا للنوم على أريكة خارج الغرفة.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

إنه ليس رد فعل لليلة واحدة.. إنه يحتاج إلى خطة محكمة ويكمن حل المشكلة في تفهمك لها.

اسأل نفسك عن دورك في تكوين تلك العادة الليلية لدى الطفل.. هل يأتي إلى فراشك لأنه خائف أم أصبح يستخدم تلك الكلمة ليلاعبك بها؟ هل تخلط وقت الذهاب للفراش بوقت النوم؟

إن الطفل غير المنتظم لا يمكن إجباره على الذهاب للنوم ولكن المواعيد المنتظمة للذهاب للفراش لابد من الحفاظ عليها..

الطفل الخائف يمكن أن يساعده (الرفيق الشجاع).. اعط الطفل دمية “الدب الشجاع” أو أى حيوان آخر ليشجعه أثناء الليل ويمكن استخدام العروسة في طريقة الطفل القائد حيث يطلب من الطفل مساعدة العروسة على النوم كما سيفعل الأب والأم.

لو كان لدى الطفل مشكلة الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل، طمئنه ولكن يجب الذهاب به إلى حجرته، كن حازمًا ومختصرًا..

ولو كان الطفل خائفًا ابق معه قليلاً حتى يطمئن ولكن لا تنم بجواره.

4.صعب الإرضاء في الطعام

كمعظم الأمهات فإنها تحب إعداد الطعام و خاصةً الوجبات المغذية..

 ولكن ابنها (4 سنوات) لديه دائمً مشكلة الصعوبة في تناول الطعام.. إنه نادرًا ما يقول أنه جائع ولا يحب التغيير في وجباته، كلما ذاق شيئًا جديدًا لم يعجبه، إنها قلقة لأنها تشعر أن غذائه ليس متوازنًا وبالتالي فإن الصراعات بينهما أبدية هى من جانب تحاول إجباره أو  إقناعه أو  محايلته للأكل وهو طوال اليوم يعذبها بما يأكله (جبن، حلوى، مقرمشات، بطاطس) ويلح ويلح حتى يأخذ ما يريده وعندما تعطيه ما يريد فإنه يفقد إهتمامه به ويتركه بعد قضمة واحدة.. صراعات مستمرة على الأكل لا تنتهي.

ماذا يفعل الوالد الخبير؟

لا يوجد رد فعل معين، يجب التراجع ودراسة الوضع لوضع خطة محكمة:

هناك طبع مزاجي واضح خلف سلوك الطفل.. طباعه غير المنتظمة تجعل من الصعب عليه أن يشعر بالجوع في أوقات منتظمة، لديه صعوبة في التكيف، إنه لا يحب تغيير الأكل أو طريقة إعداده، لديه حساسية عالية للمؤثرات حتى أنه لا يحب مذاق معظم الأكل ويشتكي (طعمه غريب – حار – كثير التوابل).

يجب أيضًا أن تقيم الأم نفسها هل هى قلقة لأنه لا يتناول طعامًا صحيًا أم لأنه لا يتناول طعامها؟

صحة الطفل يمكن تقييمها عن طريق طبيب الأطفال، سيقرر إن كانت صحته على ما يرام أم لا..

عندما يأتي وقت تناول الوجبة فإن الطفل يجب أن يجلس على المائدة مع باقي العائلة حتى إن لم يكن جائعًا وتستطيع الأم دائمًا تحضير أطباق شهية له عندما يجوع.

ويجب أن يراعي أخلاقه عند الجلوس على المائدة حتى وإن كان لا يأكل.

يجب أيضًا أن تضع حدودًا، إنه يريد هامبورجر على الغداء والعشاء.. لا تجعلها مشكلة ولكن لو أراد حلوى دون تناول عشاؤه قل (لا) بحزم.

5.في الطريق

هذه الأم تستعمل السيارة لقضاء معظم مشاويرها.. الطفل الأكبر ولد لطيف مؤدب (6 سنوات) ولكن الرعب يأتي من أخيه الأصغر (4 سنوات) طفل شديد النشاط، عنيد، متهور، مستحيل أن يجلس ساكنًا ويربط حزام الأمان في السيارة، في هذا اليوم كان غاضبًا من والدته لأنها قاطعت لعبه  واستمر يبكي ويصرخ من المقعد الخلفي معظم الطريق.. كانت الأم تحاول التركيز على القيادة وتصرخ من حين لآخر “اسكت” ويزداد هياج الولد ويمسك أحد لعبه ويضرب بها أخيه ويتشاجرا معًا وفي أثناء المعركة تطير إحدى اللعب وتضرب رأس الأم.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل: أول ما يجب عمله في السيارة هو البحث عن الأمان.. يجب إيقاف السيارة على جانب الطريق.. اهدأي أولاً وفكري إن هذا سلوك هائج.. هل يدخل فيه طبع مزاجي؟ طبعًا لقد أخذت طفلك شديد النشاط من وضع الحرية والانطلاق إلى وضع ضيق محكوم.

احضري طفلك إلى المقعد الأمامي وحافظي على إتصال العين وحاولي تهدئته “أنا أعرف إنك متضايق لأنك تركت ألعابك، كان ذلك سريعًا ثم وجدت نفسك محبوسًا في السيارة ولكننا سرعان ما سنصل” واتركي طفلك بجوارك خلال مسافة الرحلة الباقية.

الخطة المسبقة:

من الواضح أن بعض التحضير كان يمكنه مساعدة الأم.. ساعة التغيير قد تساعد، تحذير مسبق بوقت مغادرة الحديقة، وضع الطفل بجوارك مع بعض الألعاب الآمنة والباقي في شنطة السيارة، ويجب أن يكون معك شنطة للطوارئ من أجل الرحلات الطويلة بها أشياؤه المفضلة، وجبة خفيفة، عصير أو أى شئ آخر قد يلهي طفل قلق أو كثير النشاط.

إن كان طفلك متهيجًا حاولي تهدئته قبل الرحلة وكلما طالت الرحلة حاولي تقسيمها على أجزاء.

6.أستاذ نوبات الغضب

في يوم شتاء شديد البرودة تنظر الأم خارج النافذة، إنها أسيرة فكرة إن طفلها يبدو سلوكه يقترب من الجنون بسبب المكث في المنزل طوال النهار، ولكن الجو عاصف وهى غير واثقة من إمكانية نزولها معه إلى أى مكان.

تذهب إليه وتقول له “استعد سنخرج” وتجره ليلبس وفي الأثناء تكلمه حتى يهدأ قليلاً.. وعندما تحضر له الحذاء يقول “لا يا أمي لا أريد هذا” تحضر له واحدًا آخر “لا يا أمي هذا ليس مريحًا” وتظل تروح وتجئ وهو يعترض والنتيجة أنه يصرخ وهى تجلس على الأرض متعبة تريح ظهرها متسائلة ماذا تفعل الآن؟ يرفض إرتداء معطف الشتاء في نوبة غضب أخرى.. أمه تصر وترغمه على إرتدائه وتجره خارج المنزل.. وعندما يصلا إلى الحديقة يصرخ رافضًا الدخول وبدأت الناس تتجمع وتنظر.. نفد صبر الأم وتحاول جره بعنف إلى داخل الحديقة وفور أن يدخل ينطلق لاعبًا مع الأطفال الآخرين وتنهار الأم جالسة على مقعد بالحديقة.. وبعد فترة يأتي إليها طالبًا عربته الكبيرة فتقول له الأم إنها بالمنزل.. يقول “ولكني أريد عربتي اذهبي وآتيني بها” وينطلق في نوبة غضب جديدة.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل:

 هذا الطفل لديه نوعان من نوبات الغضب.. نوبة مزاجية وأخرى تلاعبية..

تظهر المزاجية في أثناء إرتداء ملابسه والتلاعبية عندما يريد عربته الآن و إلا….

ولأن الأم لا تستطيع التفريق بينهما فهى تعامله نفس المعاملة.. بينما في المزاجية تحتاج إلى كثير من المساندة والتفهم، ويجب في التلاعبية ألاَّ تستسلم وتحاول تجاهله.

لو استمرت نوبة غضبه في الحديقة خذيه إلى المنزل وكذلك نوبة إرتداء الملابس كان يجب السيطرة عليها أسرع من ذلك.. عند مدخل الحديقة يظهر طبعه المزاجي (الانسحاب المبدأي) وكان يجب عليها إعطاؤه بعض الوقت.

الخطة المسبقة

كان أول شئ يجب أن تفعله تلك الأم هو التخطيط إلى الخروج، إن أفعالها كلها لا تأتي بناءًا على خطة وبالتالي عندما تقابل بالاعتراض يؤدي هذا بها إلى اليأس.. إنها تفترض أنه يعاندها عن قصد.. يجب أن تكون حيادية.

هل سيفيده الذهاب إلى الحديقة؟

لا يجب الاستجابة لرغبته في الاعتراض على نوع معين من الملابس أكثر من مرتين.

ساعة التغيير ستساعده في تغيير الأنشطة.

لو كان الجو باردًا وهو يرفض إرتداء معطفه اجعليه يحمله لو كان باردًا حقًا سيرغب في إرتدائه. و لا تنسي حساسية المؤثرات إنه يتقبل البرد والحرارة بطريقة مختلفة.

عندما تذهبان إلى مكان حتى وإن كان مألوفًا وواجهتِ الانسحاب المبدأي اخبريه أنك تفهمين وإنك بجواره حتى يتعود عليه.

7.إنك تستحقين راحة اليوم

تحب تلك العائلة طفلتهم ذات الخمس سنوات جدًا برغم أن مستوى نشاطها يكون غالبًا أكثر من باقي الأطفال.. يمكن أن تكون متهورة، صوتها عالي، حساسة جدًا للتغيير.. عندما يأخذانها إلى أماكن تكون الحركة فيها محدودة مثل المطاعم فإنهما يختاران الأماكن التي بها ركن للعب الأطفال.

إلا أنها بعد فترة وجيزة يصبح سلوكها متهيجًا وخارجًا عن السيطرة.. إنها تبدأ في دفع الأطفال الآخرين فتتدخل أمها وتأخذها بعنف لتجلس على الكرسي ولكن الطفلة مثارة جدًا بحيث لا تستطيع الجلوس.. تقلب مشروبها وترمي البطاطس على الأرض وترفض تناول الطعام.. لقد فشلت خطة تجميع الأسرة على الغداء.. فيستسلم الأبوان ويتركانها للعب.

ماذا يفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل:

عندما تشعر الأم أن سلوك طفلتها قد أصبح خارجًا عن السيطرة كان يجب أن تأخذها بعيدًا وتجعلها تهدأ قليلاً، مثلاً في العربة أو في الحمام بعيدًا عن الأطفال..

كوني حيادية، اذهبي إلى طفلتك، ابعديها عن مكان اللعب.. انظري إلى عينيها واخبريها “إنك كثيرة الهياج” ويجب ألا تعود أبدًا إلا بعد أن تهدأ.

عند الجلوس على المقعد لفترة سوف تبدو قلقة وتتململ في جلستها اسمحوا لها بالنزول والتجول قليلاً.

طفل مثل هذه الطفلة هام جدًا أن يكون لدينا حس التوقيت المناسب.

 الخطة المسبقة:

استخدام فترات التهدأة من حين لآخر ويجب أن تتعلم توقيت التدخل المناسب.

حاول ألا تأخذها إلى أماكن تواجد أو تجمع الكبار حيث سيحرجك سلوكها.

رتب لها برامج رياضية .

8.هذا ليس عدلاً:

طفل عمره 7 سنوات وأخته عمرها 4 سنوات، يعتقد أنه يعيش في أكثر البيوت ظلمًا على وجه الأرض لأن أخته المدللة تحصل دائمًا على ما تريده، إنها لا تُعاقب أبدًا وتفعل أشياء ليست مسموح له بفعلها، إنها تضربه وتسئ إليه وليس مسموح له بالرد، إنها عنيفة ودائمًا تصرخ وتريد ألعابه وتظل تلح حتى تحصل على ما تريده.

هذا الطفل لديه لعبة قطار يحافظ عليها جدًا.. وأرادت الطفلة الحصول عليها فدخلت غرفته دون أن يعرف وخطفت إحدى عربات القطار صارخة “إنه لي” وحاول أخوها أخذها منها دون فائدة فتفقد الطفلة السيطرة على نفسها وترميه بعربة القطار فتخبطه في رأسه فيصرخ ويضربها على رأسها.. تدخل أمهما فتجد الاثنان يبكيان ولكن لأن الطفلة أكثر صراخًا تأخذ الأم جانبها.

يثور الابن غضبًا “أنت دائمًا تفضلينها علىّ، هذا ليس عدلاً”

وعندما يعود الأب في المساء ويسمع ما حدث ينفجر في زوجته “أنت تقومين بإفسادها” وتكون مشاجرة بينهما خلال العشاء.

 ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل:

عندما تأتي في نصف مشاجرة بين الأبناء فلا تحاولي أن تكوني حكمًا ولا تحاولي معرفة من الملام.. فقط فرقي بينهما وتعاملي مع السلوك.. تكلمي مع الهادئ والأكبر

“أنا أعرف أنه قطارك ولكن دعني أتعامل مع أختك أولاً” طمئنيه أنك لست غاضبة منه ثم حولي إهتمامك إلى طفلتك الخارجة عن السيطرة، إنها تثير نوبة غضب.

حاولي تحويل إهتمامها إلى لعبة أخرى ولا تحاولي معرفة أيهما المذنب ولا تعاقبي أيهما إن لم تشاهدي المعركة من البداية..

الخطة المسبقة:

ابحثي عن النقطة التي بعدها يحدث الانفجار بين أولادك هذا سيساعدك كثيرًا.

في هذه الحالة الطفلة الصغرى (الصعبة) لابد من وقفة حازمة معها “ليس مسموحًا لها باللعب بلعب أخيها دون موافقة أو أن تدخل حجرته (إن وجدت) مادام الباب مغلقًا”

9.إني لا أريد الذهاب إلى المدرسة

هذا الطفل (6 سنوات) طفل نشيط ولكنه أحيانًا خجول ولحوح.. عندما يشعر بالقلق يعض على أظفاره.. شديد التعلق بوالدته.. قضى ثمانية أسابيع في معسكر صيفي بعد رفض مبدأي واستمتع جدًا بالتجربة وازدادت ثقته بنفسه واعتقدت والدته أنه سيعود مرهقًا وقد استنزف طاقته كلها بالمعسكر وسيعود طفلاً مطيعًا يأكل وينام فقط.

ولكن على العكس فإنه عاد شديد الملل، متغير المزاج وأيضًا عاد إليه طبعه اللحوح، شديد التعلق، أصبح يرفض الخروج بدون والدته، إنها تشعر أنه ظلها الصغير.

إن لديها قائمة بالأشياء الي تريد عملها قبل بدء الدراسة ولكن لكل نشاط معركة كبرى إنه يرفض الذهاب إلى المحلات، يرفض قص شعره صارخًا، إنه حتى يرفض اللعب مع طفل الجيران والذي كان أقرب أصدقائه.

وبالطبع كان أول أسبوع في المدرسة جحيمًا، إنه يرفض تركها ترحل، وتضطر إلى الجلوس معه في الفصل ويصبح ثائراً إذا حاولت الرحيل.

الأسبوع الثاني أسوأ.. إنه يرفض الاستيقاظ من الفراش وإرتداء ملابسه، يشكو من وجع في معدته ولابد أن تجره إلى المدرسة.

إنه الآن يتعلق بها أكثر أثناء الليل أيضًا لأنه خائف من النوم بمفرده.

في النهاية رفضت المعلمة بقاء الأم في الفصل، أثار الطفل نوبة غضب لكن المعلمة رفضت التراجع.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل:

لابد أن يكون مبنيًا عن معرفة هل رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يغطي طبعًا مزاجيًا أم لا.. في هذه الحالة نعم هناك تراجع مبدأي وصعوبة تكيف ولكن ليس هذا هو الحال فقط، إنه طفل قلق وهو يرينا حالة تسمى (قلق الانفصال) وهو يسبب له رفض المدرسة.

يجب أن تكوني حازمة ودعيه واذهبي.. لا تناقشي ولا تشرحي.. كلما كانت أفعالك واضحة كلما سهل تقبله لها.

الخطة المسبقة:

يجب وضع عدة عوامل في الاعتبار:

يجب على الأمهات معرفة الفترات الانتقالية في حياة أطفالهن وتأثيرها عليهم.. بين المدرسة والأجازة معظم الأمهات يشعرن أنهن أسيرات.

لماذا فترة النمو الاجتماعي التي صادفها هذا الطفل في المعسكر تلتها فترة تقهقر؟ هذا شائع جدًا في الأطفال صعبي الطباع وليس حله أبدًا دفعه نحو الاستقلالية ولكن بإعطائه أساسًا صلبًا للأمان.

مثلاً لو أبدى طفلك خوفه من ذهابه إلى الحديقة بمفرده طمئنيه واخبريه ألا يقلق وامكثي معه أول مرة نصف ساعة ثم اذهبي وفي المرة الثانية اجلسي على مقعد في الحديقة ودعيه يراكِ، سوف تلاحظين أنه كل دقيقة أو دقيقتين سوف ينظر إليك ليطمئن إلى وجودك وبالتدريج سوف ينشغل باللعب مع أقرانه ويقل نظره إليك… انسحبي بطيئًا وانتظري المرة القادمة 15 دقيقة ثم 10 دقائق ثم 5 دقائق وهكذا.. .

خلال تلك الأوقات الانتقالية كوني ودودة ومساندة له ولا تنتقدي سلوكه حتى يحقق بعض الإتزان.

لا تدخلي في نقاشات مطولة عن مخاوفه، دعيه يعبر عما يقلقه ولكن لا تسأليه مطولاً عنها لأنك لو فعلت ستعطي مخاوف وهمية (مثل الوحوش واللصوص) أهمية أكبر في عقله.. طمئنيه بقولك “إن ماما وبابا يحبانك جدًا ولن يدعا شيئًا سيئًا يحدث لك”.

اعدي طفلك للذهاب للمدرسة بالحديث عنها حتى تبدو مألوفة بالنسبة له بدون مناقشات مطولة عنها أيضًا.. خذيه  واذهبي إلى المدرسة، دعيه يتفرج على الفصول قبل بداية الدراسة بصورة هادئة، تلقائية.. ولا تبالغي.

الروتين الصباحي يساعد في تنظيم وقت الدراسة ولكن ابدأيه قبل بداية الدراسة بأسبوع على الأقل.

عندما يكون طفلك ذو الخمس أو ست سنوات شديد التعلق بك حاولي ترتيب أن يستقبله أحد آخر على باب المدرسة ليأخذه للداخل مثل حارس الأمن، مدرس، أو مشرفة.. لا تبقي معه بداخل المدرسة (إن كان أصغر من ذلك يمكنك البقاء فترة قصيرة تقل يوميًا بالتدريج).

10.رعب الفصل

عندما دخلت تلك الطفلة الحضانة لأول مرة (4 سنوات) كان قلق أمها كبيرًا.. كانت طفلة مثل الصبيان، عنيفة جدًا، من السهل إثارتها، تحب القيادة و لا تحب التغيير وعرف أبواها أن أحسن وسيلة للتعامل معها هو الروتين المعروف..

بعد حوالي شهر بدأت تصل لأمها جميع أنواع الشكاوى والرسائل والمكالمات من المدرسين.. إنها تضرب، إنها تعض، إنها ترمي الألعاب، ترفض المشاركة في الألعاب الجماعية برغم أنها لم تكن بتلك الصعوبة في المنزل.

لكن بعد ذلك بدأت أمها تواجه صعوبة معها في المنزل أيضًا.. إنها متقلبة المزاج وصعب التحكم فيها وأخيرًا أبلغتها الحضانة إنها تدمر جو الفصل و لا يمكن أن تعود قبل أن تتعلم السلوك الجيد.

ماذا سيفعل الوالد الخبير؟

رد الفعل:

لا شئ فوري.. ابقها في المنزل لعدة أيام حتى تعرف ما الذي يحدث واخبري طفلتك بذلك “إنك ستبقين في المنزل لبعض الوقت وكل شئ سيصبح أفضل”.

لا تعاقبي الطفلة ولا تستجوبيها عما حدث.. اذهبي إلى المدرسة وقابلي المدرسين لبحث أفضل وسائل التصرف.. لا جدوى من إشعار الطفلة إنها سيئة.

 الخطة المسبقة:

هذه طفلة لديها مشكلة مع الانتقالات.. مع تغيير روتين المنزل وتقبل روتين جديد في المدرسة.

مستوى نشاط عالي، سهولة التشتت أمرين من المهم جدًا ملاحظتهما فيها عند الذهاب للمدرسة، لا تنتقدي المدرسة ولا المدرسين ربما لا يعرفون كيفية التصرف مع طفلتك ولكن أيضًا لا تعتذري عن سلوك طفلتك.

تقربي منهم بأسلوب بناء “إني أريد مشاركة بعض المعلومات التي ساعدتني في المنزل معها.. إن ابنتي لديها صعوبة في الانتقال والتغيير، عندما تكون حولها مجموعة كبيرة من الأطفال تستثار بسهولة ولذلك يجب أن أراقبها حتى أعرف متى وصلت لمستوى عال من الإثارة فآخذها بعيدًا حتى تهدأ قليلاً.. وعندما أريدها أن تستمع إلى فإني أجعلها تجلس قربي وانظر في عينيها هذا يساعدها على التركيز”.

سيؤدي هذا إلى تواصل جيد بينكم.

هذه الأمثلة توضح أن كل وسائل التدخل التي ذكرناها تحتاج لمعرفة الطبع المزاجي للطفل.. التقدم مع طفلك الصعب سيكون تدريجيًا وستتخلله فترات صعبة لكما معًا.

كونوا صبورين ويجب أن تُري طفلك كم تحبه وتعلم أن تمدحه على صفاته الجيدة وأن تستمتع بجلسته وستجد مع الوقت أن الدائرة المفرغة قد تم إحلالها بوصلة من الإعجاب والإحترام بينك و بين طفلك.

الخطوة الرابعة : التعاون مع عائلات أخرى…. مجموعات المساندة

مجموعات المساندة

كثير من الأمهات والآباء يشعرون بالمساعدة الإيجابية التي حققتها مجموعات المساندة في حياتهم.

“كنت وحيدًا تمامًا حتى أتيت إلى المجموعة، لم أكن أعتقد أن هناك أحدًا يشعر بما أشعر به.. لقد توقفت عن لوم نفسي واحساسي بالذنب، لقد وجدت من يفهمني”.

تستطيع أن تتخيل احساس الراحة وأنت تشعر إنك أخيرًا قد وجدت من عانى مجموعات المساندةمثلك ونجح في المرور من تلك التجربة وكيف نحج وما هى التقنيات التي استخدمها.

وقد تكون أنت مجموعة، وأحسن طريقة تجمع بها الآباء الذين يعانون من طفل صعب هى بتوزيع إعلانات وأسئلة معينة على كل الحضانات والمدراس الابتدائية في مدينتك، اسأل عن مشاكل في التربية، في النوم، مشاكل مع نوبات الغضب، النشاط الزائد، واطلب من الأهل الاتصال بك إما عن طريق الهاتف أو البريد الالكتروني.

وعندما يقوم أحد بالإتصال بك اخبره عن الغرض من المجموعة وهو مشاركة الألم والخبرة في تربية طفل صعب وأيضًا توفير نصائح وطرق جديدة وإجابات عن طريق تفاهم مشترك لأطفالكم.

وأكثر ما يقوله الآباء في تلك المجموعات “إن أبشع المشاعر التي اختبرتها مع طفلي الصعب كان احساس العزلة..إنني فقط من أعاني هذا الألم”.

المساندة والتفهم التي يجدها في مجموعة المساندة هى الهدف الرئيسي منها.

وعندما تكبر مجموعتك تستطيع أن تقوم بخدمة للمجتمع وتدعو أساتذة  ومدرسين ومتخصصين لبعض اجتماعاتكم ويكون تبادل الخبرات دائمًا مطلوبًا ويجب أن يكون هذا بطريقة دبلوماسية.

إن ما تعلمته من هذا البرنامج هو “التربية الفعالة” وكيف تكيف نفسك وطفلك والعائلة.. ولكن مفاهيم ذلك البرنامج يمكن أن تتوسع فيها، تبدل، تغير بأى طريقة تلائم احتياجاتك ويمكنك عندها الوصول لأبعد مدى مع طفلك وعائلتك.

نصائح لإدارة مجموعة مساندة

1.حتى تكسر الحاجز في أول جلسة ابدأ بتعريف نفسك، تكلم عن طفلك، عائلتك، مشاعرك، ثم اطلب من الأهالي تعريف أنفسهم وأن يتكلموا عن الموقف الخاص وآمالهم من تلك المجموعة.

2.انصح الآباء الآخرين بدراسة برنامج الطفل العنيد.. الصعب حتى يتكون لدى المجموعة تفاهم مشترك.

3.لابد من وجود وقت في بداية كل جلسة يستطيع فيها الآباء والأمهات الكلام عن مشاكلهم الحالية، حيث أن تلك المشاعر قد تمنعهم من الاستفادة من موضوع الجلسة إن لم يتم التنفيس عنها.

4.حافظ على الجو هادئًا، تستطيع تقديم الشاى أو القهوة في البداية، ولا تشعر إنك يجب أن تحافظ على قواعد صارمة فمهما كان ما سيقوله أى أب ستجد صداه عند الآباء الآخرين.

5.كقائد للمجموعة شارك بمشاعرك عن طفلك قبل أن تتوقع أن يفعل الآخرون ذلك.

6.حاول دائمًا أن تكون المشاركة للأزواج وإن كانت هذه ليست قاعدة ولكن الأمهات غالبًا ما يشعرن أن الآباء قد تركوا لهم تلك المسئولية وإنهم لا يقدرون صعوبة المشكلة، وقد يفيد أيضًا أن تحضر جليسة الأطفال إن وجدت.

7.اعطِ رقم هاتف خاص لجميع أعضاء المجموعة وشجعهم على تبادل المكالمات.

8.حاول أن يكون اللقاء أسبوعيًا لشهر أو شهرين ثم دع القرار للمجموعة بشأن نظام اللقاء.

22 thoughts on “الطفل العنيد (6) برنامج “من أجل طفلك العنيد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *