الخميس, مايو 9, 2024
إضطرابات السيطرة على الدوافع

هوس إشعال الحرائق Pyromania

يعاني الشخص باضطراب هوس إشعال الحرائق من رغبة متكررة مقصودة وهادمة لإشعال العديد من الحرائق مصحوبة بالتوتر أو المرور بإثارة عاطفية قبيل ارتكاب تلك الأفعال، ويصاب من خلالها الشخص المضطرب بالافتتان بالنار، أو الإهتمام بها، أو الفضول حولها والانجذاب لها وبالمواضيع المتعلقة بها مثل: المعدات المتعلقة بالنار، و استخداماتها أو عواقبها.

وينتاب الشخص المصاب باضطراب هوس إشعال الحرائق شعور بالرضا، الإشباع عند إشعال الحرائق أو مشاهدتها أو المشاركة في عواقبها.. ويختلف الشخص المصاب باضطراب هوس إشعال الحرائق عن غيره بأن الآخر يشعل الحرائق من أجل مكسب مادي أو بانتقام وغالبًا ما تكون أفعاله خاضعة لتخطيط سابق ومحكمة التدبير.

إحصائيــــــــــات المــــــــــرض

بالرغم من أنه لا توجد إحصائيات دقيقة ومتكاملة عن معدل إصابة اضطراب هوس إشعال الحرائق إلا أن نسبة بسيطة جدًا من البالغين الذين يشعلون الحرائق هم الذين تنطبق عليهم معايير تشخيص هذا الاضطراب و تزيد نسبة الإصابة بشكل واضح في الرجال عن النساء لتبلغ 8 : 1

الاضطرابات المصاحبة

عادةً ما ترتبط إصابة الشخص باضطراب هوس إشعال الحرائق باضطرابات نفسية أخرى أهمها ارتباطه الوثيق بإدمان المواد المخدرة والعقاقير خاصةً الكحوليات، اضطرابات المشاعر سواء الاكتئاب أو الاضطراب الوجداني أو يكون مصحوبًا بأنواع أخرى من اضطرابات السيطرة على الدافع مثل: هوس السرقة، أو اضطرابات في الشخصية مثل: اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

ويعاني الكثير من الأشخاص الذين يشعلون الحرائق من تخلف عقلي بسيط عن باقي أفراد المجتمع، أو اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه أو لدى المعظم منهم تاريخ سابق لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.. ويعاني الكثير من الأطفال والمراهقين المصابين بذلك الاضطراب من.. إما تاريخ من المعاناة من التبول اللاإرادي في الصغر أو اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.

مسببــــــــــات المـــــــــــرض

1.العوامل البيولوجية:

وقد وجد ارتفاع في معدلات حمض هيدروكسي اندول أسيتيك أسيد 5HIAA ومركبات MHPG في السائل المحيط بالمخ والذي يرجع وجود خلل في أنظمة السيروتونين والأدرينيرجيك كما لوحظ وجود انخفاض في مستوى نسبة السكر بالدم يظهر بشكل تفاعلي لمثل هؤلاء المصابين.

ونحتاج إلى إجراء العديد من الدراسات لارتباط تلك النظريات كمسببات بيولوجية لحدوث اضطراب هوس إشعال الحرائق.

الأعراض الإكلينيكية وتشخيص المرض

يعاني المرضى المضطربين بهوس إشعال الحرائق من رغبات متكررة لإشعال الحرائق في المنازل المجاورة، غالبًا يثيرون الإنذارات الكاذبة وينمو لديهم إهتمام شديد مزيف بمقاومة حرائق ممتلكات الناس، مع فضول شديد حول إشعال الحرائق مع فقدان الاحساس بتأنيب الضمير أو بالذنب واللامبالاة لعواقب مثل تلك الأفعال وعلى العكس من ذلك فمثل هؤلاء المصابين ينتابهم احساس بالرضا والإشباع جراء القيام بتلك الأفعال.

ويعاني الكثير من هؤلاء المصابين بالعديد من الاضطرابات الأخرى مثل إدمان العقاقير وخاصةً الكحوليات، اضطرابات جنسية، تخلف عقلي بسيط، إحباط مزمن، ومشاكل متكررة مع أفراد السلطة.

وقد ذُكر أن هناك بعض المصابين من مشعلي الحرائق ينتابهم استثارات جنسية جراء القيام بإشعال الحريق.

ويتم تشخيص اضطراب إشعال الحرائق إذا ما توافرت لدى المصاب:

  1. إشعال نار مقصود هادف في أكثر من مناسبة أو فرصة.
  2. توتر أو إصابة عاطفية قبل الفعل.
  3. افتتان بالنار أو إهتمام بها أو فضول حولها أو انجذاب لها وبسياقاتها الظرفية مثل (المعدات المتعلقة بالنار) استخداماتها أو عواقب الحريق.
  4. الاحساس بالمتعة أو الرضا أو التفريج عند إشعال النيران أو عند مشاهدتها أو المشاركة في عواقبها.
  5. لا يتم إشعال النار من أجل كسب مالي أو للتعبير عن أيدولوجيا سياسية أو لإخفاء فعل إجرامي أو للتعبير عن الغضب أو الانتقام.. أو لتحسين ظروف المعيشة أو كاستجابة لوهم أو هلاوس نتيجة عته أو تخلف عقلي أو تسمم بمادة.
  6. لا يعلل إشعال النار من خلال اضطراب مسلك أو نوبة هوس أو اضطراب شخصية معادية للمجتمع.

مشابهــــــــــات المـــــــــرض

لابد قبل الحكم بإصابة مثل هؤلاء المضطربين بهوس إشعال الحرائق من استبعاد حدوث مثل هذه الأفعال نتيجة تأثر الشخص المصاب بعوامل أخرى أدت إلى قيامه بتلك الأفعال مثل:

  • الأشخاص المطلق عليهم (الحارقون أو مضرمي الحرائق) Arsonist من قبل القانون.. وهم الذين لديهم أهداف أخرى محددة لإشعال تلك النيران.
  • الأشخاص المصابين باضطراب المسلك، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والذي يمثل إشعال الحرائق لديهم سلوك من ضمن السلوكيات المرضية التي يعانون منها.
  • المصابين بالفصام أو مرض الهوس الذي يقوم بمثل تلك الأفعال نتيجة لاستجابة إلى هلاوس أو ضلالات تسيطر عليه.
  • المصابين ببعض الاضطرابات التي تؤثر على وظائف المخ مثل العته، التخلف العقلي، التسمم بالمواد.. ومثل هؤلاء الأشخاص لا ينمو لديهم إدراك ذهني لمدى العواقب التي يترتب عليها قيامهم بإشعال الحرائق.

مســــــــــــار ومــــــــــآل المــــــــــرض

مع أن سن الطفولة هو السن الذي يبدأ فيه الطفل المصاب بإشعال النيران إلا أن العمر الذي يصاب فيه المريض بهوس إشعال الحرائق غير معروف ويحدث المرض بصورة نوبات ويأخذ شكل موجات ترتفع وتنخفض، تزيد وتقل، ولكن إذا ما تم علاج مثل هؤلاء الأطفال المصابين بسن مبكرة فإن النتائج تكون غالبًا جيدة، ولكن تكمن الصعوبة في علاج البالغين بسن متأخرة وذلك للإنكار المتكرر لأفعالهم، ورفضهم تحمل مسئولية وعواقب تلك الأفعال فضلاً عن أن معظمهم يفتقر إلى الحكم السليم على تلك الأفعال وأكثرهم مدمني مخدرات.

العــــــــــــــــــلاج

مع أنه لا توجد سياسات واضحة ومحددة حول علاج اضطراب هوس إشعال الحرائق وبرغم صعوبة علاج مثل هؤلاء المصابين لفقدانهم الدافع والحافز لتلقي العلاج إلا أنه لابد من استخدام بعض البرامج العلاجية لعلاج هؤلاء المصابين مثل برامج العلاج السلوكي والتي لابد أن تحتوي على نظام إشرافي دقيق للحيلولة دون حدوث أى نوبات للشخص المصاب.

وفي علاج الأطفال المصابين لابد من انتهاج سياسات علاجية صارمة وتدخلات قوية إذا لزم الأمر، ولابد من تدخل الأسرة خاصةً في علاج الأطفال والمراهقين وعدم إتخاذ العلاج شكل العقاب لمثل هؤلاء المصابين.