المقامرة المرضية Pathological Gambling
يعاني الشخص المصاب بالمقامرة المرضية من سلوك سئ مستمر ومتكرر والذي يسبب أعباء مادية وخلل بالنشاط الوظيفي والاجتماعي للشخص المصاب.. ويتخذ شكل السلوك السئ الذي يعاني منه الشخص المصاب بالمقامرة المرضية عدة صور منها:
إحصائيـــــــــــات المــــــــــرضتزيد نسبة الإصابة في الرجال القادمين من وسط مادي مرموق و تزيد الإصابة ما بين سن 35 إلى 50 سنة بحسب الدراسات التي أجريت، وينتشر المرض في كل أوساط المجتمع الطبقية والمهنية والعمرية والأخلاقية المختلفة… وقد ظهرت الإصابة بين النساء في الآونة الأخيرة لتصل النسبة إلى وجود امرأة بين ثلاثة مقامرين يعانون من اضطراب المقامرة المرضية، وقد عللت هذه الظاهرة بخروج المرأة للعمل وحصولها على أموال خاصة بها. غالبًا ما تملك تلك العائلات التي يعاني بعض أفرادها من المقامرة المرضية من اضطرابات أخرى مثل إدمان المخدرات (خاصة الكحوليات) كما تشيع المادية والمنافسة بين أفرادها، ودائمًا ما تجدها تتخذ المال علامة على مدى النجاح الذي يحققه الفرد. الاضطرابات المصاحبةيرتبط ظهور اضطراب المقامرة المرضية بوجود اضطرابات أخرى مثل: اضطرابات المشاعر مثل الاكتئاب الجسيم أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الإدمان خاصةً الكحوليات والنيكوتين والكوكايين، اضطرابات بالشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية، اضطراب الشخصية النرجسية، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، اضطرابات أخرى من اضطرابات السيطرة على الدوافع. مسببـــــــــــات المـــــــــــرض1.العوامل النفسية الاجتماعيةهناك العديد من العوامل الاجتماعية التي من الممكن أن تؤدي إلى ظهور اضطراب المقامرة المرضية ومنها:
أو تعرض الطفل لأجواء من لعب القمار أثناء نموه أو أثناء فترة المراهقة.. ويؤثر غياب دور الأسرة في ترسيخ معاني الحلال والحرام و التخطيط والحكمة والحفاظ على المال دور كبير في الطفل أو الشاب كما ينعكس هذا الدور إذا ما رسخت الأسرة في نفوس الأطفال معاني المادة والمال كهدف يعيش من أجله الإنسان. وهناك افتراض لوجود رغبة (على مستوى اللاوعى) لدى هؤلاء المضطربين للخسارة أو أنهم يقامرون من أجل تفريج شعور بالذنب على مستوى اللاوعى لديهم. وقد تم تفسير ذلك أيضًا باضطرابات في الشخصية، فمعظم هؤلاء المصابين باضطراب المقامرة المرضية عبارة عن نرجسيين (لديهم صفات الشخصية النرجسية) مما يتملكهم شعور بالعظمة والاحساس بقدرتهم على التحكم في الأحداث واستطاعتهم توقع المستقبل. 2.العوامل البيولوجية:وقد ركزت الكثير من الأبحاث على أنظمة مستقبلات السيروتونين والنورأدرينالين.. وقد لوحظ ارتفاع نسبة مركبات MPHG بالسائل المحيط بالمخ CSF بينما تنخفض نسبة تلك المركبات بشكل ملحوظ في بلازما الدم. كما لوحظ ارتفاع نسبة مركبات النور إبينفرين Norepinephrine بالبول وانخفاض مستوى معدلات نشاط مركبات مثبطات الماو MAOI والذي يعتمد انتشاره بصورة قوية إلى مدى نشاط نظام السيروتونين بالمخ. والجدير بالذكر أن هناك احتياج قوي إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات تلك الملاحظات. الأعــــــــراض الإكلينيكيــــــــــة والتشخيــــــــصيظهر الشخص المصاب باضطراب المقامرة المرضية نشاط زائد، إسراف ببذخ، تبدو عليه علامات القلق والاكتئاب، لديه قناعات بأن المال هو سبب كل مشاكله وهو الحل في نفس الوقت لكل هذه المشاكل، ودائمًا ما يضطر للكذب من أجل الحصول على المال للمقامرة.. وعادةً ما يعاني من مشاكل جنائية ويرتكب أفعالاً غير شرعية من أجل الحصول على تلك الأموال، ولكن دائمًا ما تكن تلك الأفعال غير عدوانية ولا تحتوي على عنف. ومثل هؤلاء المصابين يعرضون انفسهم إلى فقدان ثقة الآخرين، الكذب الدائم على أفراد العائلة، فقدان العلاقات المهمة بالآخرين، محاولات انتحارية ناتجة عن حالة الاكتئاب التي تنتابهم..و أخيرًا فإن هؤلاء ينتهي بهم الحال إلى السجن لقيامهم بأفعال غير شرعية مخالفة للقانون. ويتم تشخيص هؤلاء المصابين إذا ما توافرت لديهم تلك الظواهر:
مشابهـــــــــــــات المــــــــــــرضالمقامرة الاجتماعية:والتي يقوم من خلالها الشخص باللعب مع الأصدقاء في مناسبات محددة وتكون الخسارة محددة ومقبولة.. وهذه الأوساط قليلة في مجتمعاتنا المسلمة الملتزمة. المقامرة كعرض لنوبة هوس:ويملك الشخص المصاب تاريخ سابق لنوبات هوس، فاقدًا الحكم السليم على الأشياء.. ولابد من التفرقة ما بين قيام المصاب بالمقامرة أثناء نوبة الهوس وما بين التقلبات المزاجية للشخص المقامر التي تشبه المصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب ما بين نشوة بالفوز وما بين نوبات اكتئاب نتيجة للخسارة. الشخصية المعادية للمجتمع:والذي يعاني من مشاكل المقامرة ومن الممكن أو يوجد كلا الاضطرابين معًا.. ولابد من تشخيص الاضطرابين. مســـــــــــار ومـــــــــــــآل المـــــــــــــرضيظهر اضطراب المقامرة المرضية في سن المراهقة لدى الرجال وفي سن متأخر لدى النساء، ويتموج الاضطراب (يزيد ويقل) ولكن يبقى مزمنًا.. ويمر المصاب بأربعة مراحل: مرحلة المكسب:ويكسب المريض أمولاً طائلة تساوي مرتب عمل عدة سنوات والذي بطبيعته يخطف المريض للقيام بمزيد من اللعب.. و تمثل هذه المرحلة لدى السيدات هروبًا من مشاكلها أكثر من مجرد مكاسب مادية. مرحلة الخسارة المتزايدة:وفيها يعتمد الشخص على المقامرة كمصدر أساسي يعيش منه وبناء لحياته.. فيتحول من مقامر ماهر إلى مقامر غبي يخسر كثير من الأموال ويفقد عمله ويفقد وظيفته. المرحلة المستميتة:وفيها يقامر الإنسان بتهور ليقوم بالمقامرة بمبالغ كبيرة من المال وتتراكم عليه الديون، يكتب شيكات بدون رصيد ويقع في مشكلات ضد القانون. مرحلة فقدان الأمل:وفيها يفقد المريض الأمل في استرجاع وتعويض الأموال التي خسرها، ورغم ذلك يستمر الإنسان في المقامرة لتفريج الإثارة والتوتر والقلق الذي ينتابه.. ويأخذ المرض وقت طويل يصل إلى 15 عام للوصول إلى هذه المرحلة ولكن خلال سنتين فقط منها يكون الشخص المصاب قد فقد كل شئ وتم تدميره تمامًا.. العـــــــــــــــلاجنادرًا ما يسعى المصاب بالمقامرة المرضية لطلب العلاج ولكن دائمًا ما نجد أفعاله غير الشرعية، الضغوط من الأهل أو مشاكله النفسية الأخرى هى السبب في طلبه العلاج. ويحتاج المريض في بعض الأحيان إلى احتجازه بالمستشفى لعزله عن أوساط المقامرة والمقامرين التي يعيش فيها.. ويمكن علاج مثل هؤلاء المصابين بالعلاج النفسي بالاستبصار insight oriented psychotherapy بشرط أن يكون قد أمضى 3 أشهر بدون ممارسة اللعب (المقامرة). العلاج المعرفي السلوكي:من خلال معرفة المريض بطرق التمرينات الاسترخائية لمساعدته على تجنب القيام بالمقامرة. وتلعب الأسرة دور كبير في العلاج . العلاج بالعقاقير:ومع أنه هناك القليل الذي نعرفه عن مدى فاعلية العلاج بالعقاقير للمصابين بالمقامرة المرضية إلا أن هناك دراسة واحدة قد دونت أن هناك 7 من كل 10 مصابين قد توقفوا عن المقامرة لمدة 8 أسابيع عند تعاطيهم عقار فلوفيكسامين (فافرين) وهناك بعض الحالات الفردية التي سجلت تحسنًا على عقار الليثيوم والأنافرانيل ، ويتم علاج أى اضطرابات أخرى مصاحبة للمقامرة المرضية من نوبات اكتئاب جسيم، هوس، قلق، أو أى اضطرابات عقلية أخرى. |