الخميس, مايو 9, 2024
الطب النفسي الجنسي

السلوكيات والمعتقدات والقيم السلبية عن الجنس

الجنس شئ سئ:

مما تعمله الناس من الصغر هو عدم الكلام مطلقًا بل تحريم الكرم عن الأمور الجنسية وكيف نفهمها وما هو الحرام وما هو الحلال وكيفية التعبير عن مشاعرنا الجنسية مع أزواجنا مما جعل الأطفال يطورون مخاوف ومعتقدات غريبة وبدائية عن موضوع الجنس وما لم نعالج هذه المعتقدات والسلوكيات عن الجنس في صورة مؤدبة وشرعية فسوف تكبر معنا مع التقدم في العمر وفي الغالب فإننا نتعلم ونعلم أطفالنا أن ننظر إلى الجنس على أنه فعل خاطئ وشئ قذر ولا يفعله إلا الأشرار.. مثل هذه القيم السلبية عن الجنس قد تستمر معنا حتى نكبر وعندها سوف نجد كل المشاكل الجنسية النفسية السابقة الذكر.. وقد تكون محلولة بشكل غير مكتمل عندما نبدأ في علاقتنا الجنسية بعد الزواج ولكن  يبقى أثرها ليعكر صفو المتع الجنسية التلقائية وقد نشعر أحيانًا أن المتعة الجنسية أمر خاطئ (وأنا أحب أن أسمي المتعة الجنسية الراحة الجنسية وليس المتعة لأن العلاقة الجنسية أنا شخصيًا أعتبرها تنفيس للضغوط الحياتية ورباط بين الزوجين لكى يحاول كل منهما إراحة الآخر ودفع بلاء الشهوة بما خلقه الله من حلال الزواج ووسيلة للتكاثر والخلافة في الأرض). ونحن نخفيها تمامًا ولا نتكلم عنها ولا يجب أن يرانا أحد أو يسمعنا أو يسمع أننا نفعل ذلك بأى شكل وبدون أى مبررات لا يجب علينا إعطاء أطفالنا أى سبب للاعتقاد أننا نفعل ذلك أو أننا نستمتع أو نرتاح عند ممارسة الجنس.

الجنس أمر مقزز:

إن التقزز هو إنفعال محير فهو توليفة من الإقبال على – والتجنب من – فإذا أردنا أن نتجنب شيئًا ما فربما نشعر بالرعب منه ولكن إذا كان لدينا مشاعر ممزوجة قوية حيال هذا أى الرغبة في فعله والرغبة في عدم فعله فإننا نشعر بالتقزز وربما يكون التقزز مثار بالاشمئزاز الأخلاقي.. وهذا يماثل وضع أشياء كريهة بالفم..
تصور احساس الإنسان في هذه اللحظة.. لذلك فمن مظاهر العلاج والتحسن هو استبدال التقزز بالحب والرغبة والرضا بما كان مستقذر من قبل وتصبح العلاقة حميمية عندما يجتاحها الأمان وعندها فإن الإنسان المصاب بالتقزز من الممارسة الجنسية يبدي تحولاً دراميًا للراحة والمتعة الجنسية أثناء وبعد البرامج العلاجية السلوكية ولكن تجدر الإشارة إلى أن التقزز قد يكون موجهًا بشكل خاص للقضيب أو المهبل أى لقذارة ورائحة السائل المهبلي وأحيانًا التقزز من رائحة السائل المنوي في النادر.. وهذا النوع من التقزز دائمًا ما يحدث لأولئك الذين يهتمون بنظافة أبدانهم وملابسهم وفراشهم بصورة شديدة وهذا النوع قد يكون أكثر صعوبة في العلاج..وهو يعكس صفة شخصية لا صورة عامة.
ومن المهم تذكر أنه في حالة الاستثارة الجنسية مع الزوج المحب أو الزوجة المحبة فإن كثيرًا من الناس قد يتجاوزون عن أو حتى يتمتعوا بمشاعر أو روائح قد نجدها في وقت ما كريهة أو مقززة ولذلك فالتقزز الجنسي قد ينشأ عندما تتواجد عوامل أخرى تمنع الاستثارة الجنسية الطبيعية وفي تلك الحالات فإنه بلا شك يكون ذو أهمية ثانوية.

الحاجة للتحكم الذاتي

إن الاستثارة الجنسية قد تهدد إحتياجاتنا للتحكم الذاتي.. وبعض الناس الذين لم يشعروا بمرحلة أو يمروا بمرحلة هزة الجماع Orgasm قد يشعرون بالخوف بصورته في مخيلتهم.. وآخرون قد مروا به أثناء ما يعرف بالعادة السرية السيئة أو الاستمناء ويشعرون بعدم القدرة على السماح لمثل ذلك الاسترسال بالحدوث أمام شخص آخر أى الزوج أو الزوجة طبعًا وهذا قد يعكس الاحتياج العام للاحتفاظ بالتحكم خاصة لدى الأشخاص من النوعية التي لا تحب أن تبدي انفعالات كثيرة أو ارتباك (اهتزاز) ولدى آخرون فإن الخوف قد ينشأ من شدة المشاعر المستثارة لديهم ومدى فقدان السيطرة التي قد تم الشعور بها سلفًا.. وهم قد يكرهون مظهرهم البدني أثناء هزة الجماع وقد يخشون فقدان السيطرة وخروج البول أو البراز وقد يكونون على وعى من أن يصبحوا عرضة للمشاكل الجنسية ليس فقط بسبب أنهم وقتيًا غير قادرين على حماية أنفسهم لكن أيضًا لأنهم قد يتركون أنفسهم عرضة للسخرية أو الرفض من قبل أزواجهم.
وربما يكون هناك خشية من أن يكون الجنس طريقًا إلى فقدان التمييز في اختيار العلاقة الجنسية  بمعنى أن يمارس الجنس مع أى إنسان لا يحل له.. وهذا بوجه خاص يكون مشكلة في الغالب للمرأة التي قد تشعر أنها إذا أطلقت مشاعرها واستمتعت بالجنس فعلاً فأنه سيكون لديها صعوبة في التحكم في نفسها وتصبح غير قادرة على التمييز بعد ذلك في العلاقة الجنسية (مع زوجها أو غيره للأسف).
وفي بعض الحالات ربما تكون قد مرت في مرحلة عديمة التمييز نسبيًا في وقت مبكر في أثناء نموها ولم تكن تعرف الحلال من الحرام والصواب من الخطأ.. وبعد فترة من الامتناع عن الجنس (التوبة) تدخل في مرحلة زواج مستقر ومحترم بصورة معقولة لكن على حساب فقدان الاسترسال الجنسي أو الاستسلام للمشاعر الجنسية مع زوجها، وأى محاولة لإعادة إيجاد المتعة الجنسية قد تجلب الخوف من العودة إلى عدم القدرة على التمييز في العلاقة الجنسية أى الخوف من الرجوع إلى الفترة السابقة من عدم الالتزام.

الحاجة للحفاظ على الاتصال مع الأصدقاء والأقارب:

في دراسة عن هزة الجماع الأنثوية وجد مظهرًا معينًا يميز بين المرأة التي يكون لديها هزة جماع  مرتفعة وتلك التي يكون لديها هزة جماع منخفضة.. فالمرأة ذات الهزة المنخفضة تشعر أن الناس التي تقدرهم وتحبهم قد يتركوها بصورة غير متوقعة وتبدو مشغولة ذهنيًا بشكل مزمن باحتمال إنفصالها عن أولئك الذين لديها معهن علاقة صداقة حميمة ووثيقة الصلة (صديقات أو قريبات) وهؤلاء النسوة في الغالب كان لهن آباء منفصلين وتحمل أيضًا معنى إنعزالي أو غائبين أثناء فترة طفولتهن ومراهقتهن.. وتجدر الإشارة إلى أن صعوبتهن في إطلاق مشاعرهن لهزة الجماع نتجت عن خوفهن من فقدان الاتصال مع من يحببن.. وهذه النتيجة المثيرة تحتاج إلى إعادة فتحها.
وبلا شك بالنسبة للعديد من الناس رجالاً ونساءًا فإن هزة الجماع تعني “المغادرة ” للحظات في رحلة منفردة وأولئك الذين يشعرون بالراحة فقط مع الجنس كتعبير عن الحب قد لا يتمتعون بالتجربة المشتركة للمراحل المبكرة من ممارسة الجنس لكنهم يشعرون بعدم الراحة عندما يجدون أنفسهم يتحركون في هذه المرحلة الانفرادية ورد الفعل هذا قد لا يمنع لذة الجماع كليةً لكنه قد يخفف من قوتها.

التجارب المؤلمة (traumatic) أو السلبية الجنسية المبكرة:

إن نوع التجربة السلبية التي حصلت على أعلى نسبة انتباه هو الانتهاك أو الاغتصاب الجنسي أو سوء الاستغلال الجنسي أثناء فترة الطفولة أو المراهقة.. وإلى المدى الذي كانت فيه مثل هذه التجارب السيئة السابقة مؤلمة أو غير سارة في ذاك الوقت.. فإنه من غير المدهش وقوع عواقب سلبية طويلة المدى إلى ذلك الحد على الرغم من أن الأفراد يختلفون في مقدرتهم على التحمل والتأقلم مع مثل هذه الصدمات وما يعتبر من المتناقضات حول النتائج في هذه الكتابات هو أنه في الغالب أشهر نتيجة في إحصائيات المجتمع هو ما يطلق عليه  أو التجنيس وهو يعني بداية مبكرة (سابقة) لنشاط جنسي طوعي ويشير إلى أنه كلما زاد عدد الشركاء في الجنس في السن الصغيرة كلما كان ذلك عرضة للمجازفة الجنسية، وتفسير مثل ذلك الناتج غير مفهوم بصورة جيدة ويوجد إفتقار في الأبحاث ذات الصلة والمصممة لاستكشاف العوامل المؤثرة المحتملة في ذلك الأمر..
رغم ذلك فإنه لا ينبغي إفتراض أن ذلك النمط التجنيسي  متنبئ بعملية جنسية جيدة ممتعة عندما يتم تأسيس علاقة ما.. فيبدو أنه يوجد عددًا من العوامل المحتملة لتأسيس الحميمية الجنسية لدى أولئك الأفراد.. وأحد الأنماط المفترضة نظريًا هو أنه عندما تحدث صدمة مؤلمة و استغلال جنسي في مرحلة مبكرة نسبيًا من النمو الجنسي أو الانفعالي العاطفي فإنه تتأسس رابطة بين الانفعال (العاطفة) السلبية والاستثارة الجنسية.. فإن هذا النمط التناقضي والذي يعتبر بعيدًا عن كونه نادر الوقوع قد يؤدي إلى كون الجنس يستخدم كمعدل للمزاج  وهذا في حد ذاته قد يصبح عائقًا للحميمية  ونمط آخر وهو أكثر فهمًا أى تجنب التعامل الجنسي في مرحلتى المراهقة أو البلوغ  وهذا لا يظهر في الإحصاءات المجتمعية لأن مثل أولئك الأفراد يمتنعون عن التحدث في ذلك.. والنمط الثالث وهو الذي قابلته في ممارستي العيادية لكن ليس في الكتابات المرتبطة بما نقول هو الشعور بالذنب الناشئ من ذاكرة الاستمتاع بتجربة “الانتهاك الجنسي” طفل رغم ذلك يواجه المرء برسالة ذهنية مستمرة من أن الأطفال يعتبروا لاجنسيين  ومثل هؤلاء الأفراد يروا أنفسهم لذلك بصورة ما مسئولين عن الانتهاك الجنسي المحرم وذلك يعتبر عائقًا لشعورهن بالراحة حيال جماعهم الجنسي في مرحلة الكبر (جماع جنسي = Sexuality) أى قدرتهم أو مظاهرهم الجنسية عند الزواج.
ويوجد آلية أخرى غير مقيدة مطلقًا على تجارب الإنتهاك الجنسي وهى قد تعتمد على تجربة جنسية سابقة أو حتى تجربة غير جنسية مثل الفحص أو الاختبار التناسلي النسائي الذي كان مؤلمًا.. فالمرأة التي مرت بتجربة مثل ذلك الألم سابقًا (احتمال أقل أن يكون رجلاً) قد تميل إلى توقع ألمًا أكثر وهو ما قد يتداخل مع مقدرتها على التجاوب والاستمتاع بالتجربة الجنسية.

سرعة القذف – القذف المبكر:

ثبت أنه يوجد ميل طبيعي لدى معظم الرجال الصغار في السن للقذف السريع وعند هؤلاء الرجال كلما طالت المدة بين آخر ممارسة جنسية والتي تليها كان القذف أسرع في الغالب مما يبين أنه كلما طالت المدة كانت الاستثارة أكبر وعند هؤلاء الرجال كلما زادت الاستثارة وجاءت مبكرًا كان القذف أسرع وبذلك كان القذف السريع مؤشر على شدة الاستثارة. وقد وجد أن هناك فرق في سرعة القذف مع الفروق الاجتماعية فعند المستويات الاجتماعية والتعليمية الأقل من المعتاد أن يحاول الذكور الوصول إلى ذروة اللذة الجنسية بأسرع وقت والذكور ذوي المستويات الاجتماعية والتعليمية الأعلى تحاول في أغلب الأوقات تأجيل ذروة الجماع وانتهاء العملية الجنسية والقذف ولكن لوحظ أنه مع زيادة التجربة الجنسية مع الزوجة يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة يتحكم الرجل في سرعة قذفه وذلك بسبب التقدم في العمر وانخفاض شدة الاستثارة التي كانت تحدث بسبب الحرمان من الجنس والآن بدأت تخف مع العلاقة الجنسية طويلة المدى.
وهذا التحكم في القذف الذي تم تعلمه يختلف من رجل إلى آخر، فبعض الرجال لا يقدرون على تعلم هذا التحكم وهؤلاء يعانون من سرعة القذف الدائم وبلا شك لا نعرف حتى الآن أسباب هذا التنوع ومن الحكم التقليدية أن الرجل لكى يطور من تحكمه في سرعة القذف لابد أن يعرف أين تقع نقطة اقترابه من حتمية القذف بحيث يستطيع أن يخفض مؤقتًا مستوى الاستثارة حتى يبدأ من جديد في الممارسة بصورة أطول وهذا هو المبدأ الذي نتبعه في بعض الطرق السلوكية لعلاج سرعة القذف مثل أسلوب (توقف – ابدأ) أو أسلوب العصر أو الأساليب الأخرى التي ذكرناها في مقالة مستقلة عن سرعة القذف يمكنك الرجوع إليها  ومذاكرتها وتنفيذ ما بها من تعليمات.. ولكن يمكن القول أن هذه العلاجات ليست دائمًا ناجحة مع كل الناس أو أنها تؤدي إلى تحسن لا يدوم ولذلك لابد من قراءة الموضوع جيدًا حتى نتعلم طرق أخرى غير تلك التي لم تنجح.
وهناك ملاحظة وهى أن القلق دائمًا ما يزيد من سرعة القذف سوءًا أو أنه بنفسه يسبب سرعة القذف فيجب الانتباه لذلك ومن يعاني من سرعة القذف بسبب القلق (قلق الأداء) عليه الرجوع إلى باب القلق بالموقع ومعرفة وحفظ وتنفيذ ما جاء به من تعليمات سلوكية ومعرفية.
نضيف أيضًا للحق والأمانة أن سرعة القذف لها أصل عصبي بيولوجي أى لها أسباب كامنة في آليات العملية الجنسية في المخ خصوصًا تلك المرتبطة بمستقبلات الناقل العصبي (سيروتونين) ولها أيضًا أصل وراثي وبذلك يدور حول هذا الموضوع أسباب كثيرة غامضة ربما ينكشف عنها الغطاء مع التقدم في الأبحاث الخاصة بهذا الموضوع.
ملاحظة أخرى يجدر الإشارة إليها وهى أن الرجل الذي يعاني عادةً من سرعة قذف مزمنة سوف يعاني بعد مدة من صعوبة في الانتصاب عند منتصف عمره وتفسير هذه الملاحظة غير معروف السبب.
والسؤال الذي فحواه إذا كان الرجل منذ صغره وهو يعاني من سرعة القذف هل السبب أنه مشكلة سلوكية فنعلمه أو أن السبب وراثي محدد جينيًا ولكن يمكن تعديله بالتعليمات السلوكية المعطاة وهذا السؤال حتى الآن ليس له إجابة.
أما القذف المتأخر أو غير الموجود أصلاً فهو مشكلة أقل حدوثًا ولذلك فقد حصلت على قليل من الاهتمام والبحث العلمي.. ولكن نذكر أن هذه الحالة ربما تكون بسبب بعض الأمراض أو أثر جانبي لبعض العمليات الجراحية أو تكون أعراض جانبية لبعض الأدوية العلاجية التي يتناولها المريض وتلك ربما تضعف من القذف وتؤخره وتضعف الاحساس بذروة الهزة الجنسية أو بالراحة الجنسية المتوقعة.
وبدون شك فإن هذه الحالات لا يتأخر فيها القذف أو تكون بدون قذف أصلاً قد أخبرتنا أن شكواهم ظهرت منذ بدء تجاربهم الجنسية الأولى أى أنها خواص متأصلة أكثر منها أمراض حادثة.

الرغبة الجنسية المنخفضة أو المعدومة:

إن الاستثارة الجنسية المنخفضة دائمًا ما تكون مصحوبة برغبة جنسية منخفضة على الأقل لدى الرجال.

2 thoughts on “السلوكيات والمعتقدات والقيم السلبية عن الجنس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *