الفرق بين الرؤيا والحلم
الفرق بين الرؤيا والحلم
يفرق العلماء بين الرؤيا والحلم وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم “الرؤيا من الله والحلم من الشيطان” والمقصود بالتفريق نسبة الخير لله والشر للشيطان كما في الرواية الأخرى “إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هى من الشيطان”.
قال عيس بن دينار: الرؤيا ما يُتَأول على الخير مما يسر به والحلم هو الأمر الفظيع المجهول يريه الشيطان للمؤمن ليحزنه ويكدر عيشه.
والخلاصة أن كلا المشاهدتين الرؤيا والحلم من أسماء الخواطر القلبية مما يعرض في ذهن النائم من الصور والتخيلات فمعنى الحلم معنى الرؤيا إلا أنه غلب استعمال الرؤيا في الأشياء المحبوبة والحلم في الأشياء المكروهة.
ولذلك قال بن الأثير في النهاية الرؤيا والحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء لكن غلبة الرؤيا على ما يراه من الخير والشئ الحسن وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح ويستعمل كل واحد منهما موضع الآخر.
وأحسن منه أن يقال الحلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفريق بينهما من الاصطلاحات الشرعية التي لم يعطها بليغ ولم يهتدِ إليها حكيم بل سنها صاحب الشرع لفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد.
وتقول الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن في كتابها الإعجاز البياني في القرآن (استعمل القرآن الأحلام ثلاث مرات يشهد سياقها بأنها الأضغاث المهوشة والهواجس المختلطة وتأتي في المواضع الثلاثة بصيغة الجمع دلالة على الخلط والتهوش. لا يتميز فيه حلم من آخر، وأما الرؤيا فجاءت في القرآن سبع مرات كلها في الرؤيا الصادقة وسبحانه لا يستعملها إلا بصيغة المفرد دلالة على التميز والوضوح والصفاء).
قال الحافظ بن حجر رحمه الله وظاهر قوله صلى الله عليه وسلم “الرؤيا من الله والحلم من الشيطان” أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها حلم والتي تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا وهو تصرف شرعي وإلا فالكل يسمى رؤيا.
نخلص من هذا الكلام أن الرؤيا والحلم كلاهما بمعنى واحد، وأن كلاهما يستعمل موضع الآخر، وأن الرؤيا تطلق على عموم ما يراه النائم ولكن غلب استعمال الرؤيا في عموم البشرى من الله والحلم فيما كان من الشيطان ويدل على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم سمى الرؤيا الصالحة وأهاويل الشيطان وحديث النفس كلها رؤيا.
قال صلى الله عليه وسلم “الرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه”.
وفي حديث عوف بن مالك رضى الله عنه – مرفوعًا “إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة” صححه الألباني.