الصورة الإكلينيكية لنوبة الهوس
تبدأ نوبة الهوس بإحساس المريض بالسعادة و الطاقة العالية و القدرة على الإبداع و سهولة العلاقات الإجتماعية و بعدها يفقد المريض القدرة على الإستبصار بحالته و ينكر أن هناك أى شىء خطأ فى حياته و يثور و يغضب على أى فرد يشير إلى أنه يتصرف بصورة غير طبيعية .
توجد الأعراض الآتية فى نوبة الهوس و تستمر لمدة أسبوع على الأقل و تعيق حياة المريض:
الإحساس بالإنشراح و ارتفاع المزاج + 3 أعراض من الأعراض الآتية .
أو توتر المزاج بصورة حادة + 4 أعراض من الأعراض الآتية :
- الإحساس بالعظمة و القوة والغنى والأهمية وزيادة الثقة بالنفس بصورة مبالغ فيها .
- قلة الحاجة للنوم ( يشعر بالراحة بعد 3 ساعات من النوم فقط ) حيث أن المريض بحاجة إلى وقت كثير لتحقيق طموحاته وآماله وبالتالي لا يوجد هناك وقت للنوم .
- زيادة معدل الكلام و بصورة سريعة .
- تطاير الأفكار و الإنتقال من موضوع إلى موضوع .
- شرود الذهن و عدم التركيز .
- زيادة النشاط والانبساط أو أحيانًا الهياج .
- التسرع فى اتخاذ القرارات و عدم التفكير فى عواقبها مثل انفاقه الكثير من المال على غير عادته و الشروع فى مشروعات غير مدروسة أو الإستثمار فى أشياء وهمية (مساعدة الناس بمبالغ كبيرة – إكراميات أو بقشيش 100 جنيه مثلاً – تجميل مدخل العمارة بالدهان والمرايات والنباتات والورود وهو لا يملكها بمبالغ كبيرة).
- أكثر نشاطاً .
- اكثر سروراً و بهجة .
- الخروج عن التقاليد و الأعراف (نصيحة الناس بالأصوات العالية والتدخل السافر وربما باليد – ألفاظ بذيئة… ممكن – ألفاظ خارجة… ممكن – معاكسة البنات… ممكن – يريد الزواج 4 زوجات في يوم واحد… ممكن – لمس النساء والبنات في الشارع أو المواصلات).
- اهمال عمله و بيئته (لأنه مشغول بطموحاته وأعماله الكبيرة الوهمية وإدارة أمواله وأملاكه الخالية غير الموجودة وإنشغاله بالسفر والترحال شمال جنوب، شرق غرب لزيارة كل الأهل صغيرهم وكبيرهم وكل الأصدقاء منذ الطفولة وحتى اللحظة وإنشغاله بالإتصالات التليفونية لكل الأرقام الموجودة لديه وغير الموجودة و لامانع من الحصول على دليل التليفونات للإتصال بكل الخلق قبل الفجر، بعد الفجر، أول الليل، آخر الليل، ولامانع في أحيان أخرى من معاكسة خلق الله بالتهديد والوعيد وأنه سوف يفعل….بإتصالاته ومعارفه وعلاقته بالمسئولين الكبار العاديين وغير العاديين).
- الثقة الزائدة عن الحد وفوق الحد .
- التعليقات و التلميحات (الواضحة المؤدبة أحيانًا والخارجة أحيانًا أخرى).
- التشبث بالرأى و المعارضة المستمرة للآخرين .
- التهكم على الناس .
- الإشتراك فى مشروعات غير مدروسة بتهور و عدم روية .
- إمضاء العقود و الشيكات و الكمبيالات بتهور شديد .
- الرغبة فى السيطرة .
- الغناء و التجول و الفسح و زيارة الأحباب و الأقارب فى منتصف الليالى أو فى تباشير الصباح .
- رفض العرض على الطبيب لظنه فى سلامة عقله و أفعاله و عدم فهم الآخرين .
- بالنسبة للبنات ، لبس الملابس الخارجة و الألوان الصارخة ، المكياج Make up ، الإنغماس فى علاقات متعددة مع الصبيان و عدم الإلتزام بتقاليد البيت و الأسرة ، و التباهى بالعلاقات ، إفشاء أسرار البيوت بما فيها العلاقات الزوجية ولا مانع من إفشاء أسرار بيتها نفسه أو الأصدقاء أو الأقارب وسرد أدق التفاصيل .
ملاحظة هامة:
في أحيان كثيرة تأخذ نوبة الهوس صورة دينية وهى ليست دينية بل مرضية فإلى جانب الأعراض السابقة نجد سمات أخرى تتمثل في: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بصورة مبالغ فيها جدًا غير مقبولة شرعًا أو عرفاً، لا مانع من إلقاء خطبة على مقهى أو في القطار أو على سلم مجمع التحرير وإجبار الناس… كل الناس على سماع كلامه رغم أنوفهم، لا مانع من زجر الناس وإلقاء الشتائم عليهم للبس الحجاب أو النقاب أو تفريق كل ولد وبنت رجل أو إمرأة أو التأكد من البطاقة أنهم أخوة أو أزواج، لا مانع من منع الناس من التدخين بالقوة لحرمته، لا مانع من سبق الإمام إلى منابر المساجد وإلقاء خطبة و زجر الناس بدون معرفة بأصول الدين لا مانع من قيام الليل من العشاء للفجر يوميًا، لا مانع من قراءة القرآن أربع وعشرون ساعة وإهمال الزوجة والأولاد والبيت، لا مانع من توزيع الكتب والكتيبات والمنشورات الدينية على كل خلق الله وإنفاق كل الأموال والمرتبات عليها.
في أحيان أخرى تنتاب المريض بعض الأعراض الذهانية فيعتقد أنه نبى يتلقى الوحى والإلهام أو المهدي المنتظر أو إمام كبير أو عالم فقيه فيتصرف على هذا الأساس وينتظر من الناس أن يعاملوه أيضًا على هذا الأساس وعندما يرفضون يبدي الهياج والاعتداء على الآخرين لإجبارهم على الإعتراف بمكانته وإتباع أفكاره.
