الخميس, مايو 9, 2024
العلاج المعرفي للإكتئاب

خطوات صغيرة للأقدام الصغيرة

طريقة سهلة وواضحة لتحفيز النفس تتضمن أن تتعلم كيف تجزئ أي عمل إلي قطع صغيرة.. وبذلك تحارب قابلية أن تغرق تحت كَم العمل المطلوب منك.
نفترض أن عملك يتضمن العديد من الاجتماعات. غالباً ما تجد فيها صعوبة في التركيز، قلق وإكتئاب، أو تجد نفسك غارقاً في أحلام اليقظة، وتغرق في حوار داخلي “أنا لا أستطيع التركيز لأني أُفضل أن أكون الآن في لقاء عائلي، أو اذهب للصيد..”

إليك طريقة لهزيمة الملل، والقضاء علي عدم التركيز، وزيادة قدرتك علي أداء خطواتالعمل.. اكسر العمل إلي أجزاء صغيرة؛ مثال علي ذلك، استمع لمدة ثلاثة دقائق، ثم خذ دقيقة راحة انغمس فيها في حلم يقظة جميل، وبعد تلك الإجازة الذهنية، عد للعمل ثلاث دقائق أخري لا تقبل فيها أي معوقات للعمل، ثم خذ بعدها دقيقة أخرى للراحة.. هذه الطريقة ستساعدك على الحفاظ على درجة عالية من التركيز، فإعطاء نفسك فرصة للاستغراق في أحلام اليقظة يجعل لها قوة أقل تأثيراً وأقل تشتيتاً عليك، وبعد فترة قد تبدو أيضاً سخيفة..

طريقة نافعة جداً في تقسيم العمل؛ عن طريق حساب الوقت، قرر كم تستغرق كل مهمة صغيرة من الوقت لإنجازها، ثم توقف في نهاية الوقت المحدد وقم بأداء شيئاً محبباً إليك بغض النظر أنجزتها أم لا.. قد يبدو ذلك بسيطاً ولكنه يفعل عجائب.

مثال على ذلك.. زوجة رجل سياسي.. أمضت سنوات تحقد على زوجها لحياته اللامعة، الناجحة بينما حياتها هي صراع لا ينتهي من تربية الأطفال ونظافة البيت، ولأنها موسوسة بالنظافة فإنها لا يتوفر لها الوقت أبداً لإكمال عملها، وكانت حياتها عبارة عن طاحونة لا تنتهي.. أصابها الإكتئاب، وحاولت معالجته عدة سنين بلا جدوى وذلك لأنها كانت تبحث عن مفتاح السعادة الشخصية.وكان المفتاح بسيطاً جداً، لقد اقترح عليها أحدهم إنه ربما كان سبب إكتئابها أنها لا تتبع أهدافاً ذات قيمة بالنسبة إليها وذلك لأنها لم تكن تؤمن بنفسها واستحقاقها لذلك.. بدلاً من أن تدرك خوفها وعدم استعدادها لإجراء مجازفات كانت تلوم زوجها على عدم تواجده وكثرة عمل المنزل عليها.

كانت أول خطوة أن تقدر وقتاً معيناً لأداء أعمال المنزل لا تتجاوزه حتى إن لم يكن المنزل كاملاً بانتهاء الوقت.. ثم تقوم باستثمار باقي الوقت في أداء أنشطة ذات قيمة وممتعة بالنسبة إليها.. قررت تخصيص ساعتين من اليوم لأداء أعمال المنزل، وقررت أيضاً أن تلتحق ببرنامج لإنهاء دراستها.. أعطاها هذا شعوراً سحرياًَ بالتحرر، وتبخر كلاً من الإكتئاب و الغضب الذي أحست به تجاه زوجها.

لا أريد إعطاءك فكرة خاطئة أن الإكتئاب يتبخر بتلك السهولة.. فحتى في هذه الحالة فإن المريضة ستعاني من معاودة نوبة الإكتئاب لها عدة مرات، وستقع عدة مرات في فخ محاولة عمل أكثر من طاقتها، ولوم الأخريين على مشاعرها السلبية، وإحساسها بالقهر في هذه الحياة ولكن الآن هي لديها المفتاح، وطريقة الخروج من هذه الأزمة.. نفس الطريقة قد تنفعك، هل تشعر نفسك غارقاً تحت كم من الأعمال ولا تستطيع خلاصاً؟؟ ضع لنفسك أوقاتاً محددة لكل عمل .. وتشجع واترك عملاً لم ينته لأن وقته انتهي.. وخلافاً لما تتوقعه ستجد ارتفاعاً ملحوظاً في الإنتاجية والمزاج.. وسيصبح تماطلك في أداء الأعمال جزءاً من الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *