الخميس, نوفمبر 21, 2024
العلاج المعرفي للإكتئاب

تحفيز بدون “تقريص”

من الأسباب المحتملة للمماطلة هو استخدام نظام تحفيز خاطئ.. قد تحقر جميع أعمالك وتجلد نفسك بجمل مثل “يجب، لابد .. لم يكن مفروضاً أن..  ” .. التحفيزكل هذه الجمل تعوق حركتك التي تريدها، بل إنك قد تميت نفسك لإنجاز تلك الحركة التي غالباً لا تحدث أبداً كما (يجب) أن تكون، أو كما هو (مفروضاً) لها.. أعد تنظيم نظام التحفيز عندك، واحذف منه كل هذه الكلمات.. فبدلاً من أن تلوم نفسك وتجلدها لأنك لا تريد النهوض من الفراش حاول قول التي ” سأشعر أني أفضل عندما أغادر الفراش، رغم أنه سيكون صعباً في البداية، ولكني غالباً سأشعر بالسعادة خارجه، وإن كنت حقاً بحاجة إلي الراحة فاستلقى واسترخى ولا اشعر بالذنب.
لو استعملت (أريد)  بدلاً من (يجب) ستجد في ذلك معاملة أكثر احتراماً لنفسك، وتعطيك إحساساً بالحرية والكرامة الشخصية.. ستجد دائماً أن نظام المكافأة يعمل أفضل ويستمر أطول من استعمال السوط. اسأل نفسك “ماذا تريد أن تفعل؟؟ أي نظام من العمل أحسن   لفائدتي؟” ستجد في تلك الطريقة نظاما أفضل للتحفيز..

مثالاً على ذلك؛ محاسب كان متأخراً في عمله في وقت ذروة تقديم الحسابات السنوية وبدأ زبائنه يشتكون من عمله المتأخر، ولكي يتجنب المواجهات المحرجة توقف عن الذهاب للعمل لأسابيع لا يغادر فراشه ولا حتى يجيب على الهاتف.. توقف الكثير من الزبائن عن التعامل معه، وبدأ عمله في الفشل. كان خطأه في قوله لنفسه ” أنا أعرف أنه (يجب) أن أذهب للعمل.. ولكني لا أريد.. ولن افعل ذلك أيضا ” .. إن كلمة ” يجب ” خلقت داخله وهماً إن السبب الوحيد لمغادرته فراشه هو لإرضاء مجموعة من الزبائن الغاضبين كثيري الطلبات.. ولأن ذلك كان عمل غير سار فلقد (قاوم) الذهاب للعمل.. ولأن ذلك فعلاً أحمقاً فلقد وضع قائمة بمساوئ وعيوب البقاء في الفراش.

مزايا البقاء في الفراش

مساوئ البقاء في الفراش

1- إنه سهل

1- ربما يبدو سهل، ولكنه سريعاً ما يصبح مملاً بل وربما مؤلماً بعد فترة، إنه ليس سهلاً أن اجلس هكذا بلا عمل لأؤنب نفسي ساعة بعد ساعة

2- لن أفعل شيئاً، ولن أضطر لمواجهة مشاكلي

2- لو تجنبت مواجهة المشاكل لن تنتهي، بل ستزداد صعوبة ولن أشعر بالرضا حتى من محاولة حلها، إن الضيق المؤقت الناتج عن مواجهة المشاكل لهو أقل كآبة من الضيق الناجم عن البقاء في الفراش عاجزاً عن فعل شيء

3- أستطيع النوم والهروب

3- لن أستطيع النوم للأبد، وأنا حقاً لا أحتاج للنوم بعد أن قضيت 16ساعة نائماً، في الغالب سأشعر بتعب أقل لو تحركت بدلاً من جلوسي في الفراش كالقعيد حتى تيبست أطرافي من قلة الحركة

بعد تلك القائمة أدرك أنه من مصلحته مغادرة الفراش، وانغمس أكثر في عمله وارتفع مزاجه بسرعة رغم حقيقة أنه خسر كثير من العملاء أثناء فترة إكتئابه.

One thought on “تحفيز بدون “تقريص”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *