الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
العلاج المعرفي للإكتئاب

الأفكار الخاطئة التي تسيطر عليك عندما تكون محبطا

يا تُرى ما هي الأفكار الخاطئة والتي تسيطر عليك عندما تكون محبطاً؟

إن أهم شيء يسيطر عليك هو رؤيتك للأشياء حسب إحساسك النفسي فإما أن تكون كلها جيدة أو كلها سيئة وليس هناك شيء آخر.

 وهذا التطرف في الأحاسيس سوف يجعل إنجازاتك في الحياة إما كلها ناجحة أو الافكار السيئةكلها فاشلة.
وبرغم أن هذه النظرة الخاطئة للأشياء قد يراها المريض بأنها غير صحيحة أو غير حقيقية لكنها في الواقع تبعث في نفسه القلق والإحباط.
  فمثلاً : كان هناك طبيب نفسي يشعر بالإكتئاب في فترة من حياته وقد أصيب بضعف جنسي وعدم القدرة على الانتصاب لمدة أسبوعين من فترة مرضه فنرى أن واقع مرضه لم يؤثر فقط على حياته العملية بل أثر أيضاً على حياته الشخصية.
واقع المشكلة بأن صديقنا هذا قد وظف نفسه على أن يمارس الجنس مع زوجته كل يومين ولمدة عشرين سنة متواصلة ويريد أن يستمر على نفس الوتيرة دائماً وهذا وحده يبعث على القلق، حيث أن القدرة على الانتصاب قد تقل مع الوقت والسن.
وعلى هذا الأساس فقد اعتبر نفسه فاشلاً في هذه المسألة طالما لن تستمر كما يريد هو ولن تجدي خبرته العملية في تغيير هذه الفكرة.

الآن نستطيع أن نقول بأنه لابد من وجود فكرة غير منطقية تكمن وراء الإحساس بضياع قيمة الذات عند بعض الأشخاص المصابون بالإكتئاب… هذه الفكرة مسيطرة عند معظم الأشخاص الذين يعالجون نفسياً، وربما أيضاً تكون موجودة عندنا نحن إذا استطعنا أن نخدع أنفسنا بأن هذه الأفكار حقيقية أو منطقية.
كثير من المعالجين النفسيين يعطون الفرصة لمرضاهم أن يخرجوا أحاسيسهم السلبية بشكل تلقائي أثناء وجودهم في الجلسة النفسية، وهذا مما لاشك فيه أسلوب طيب للتخلص من هذه الأحاسيس وكأنه يلفظها من داخله دون رجعة … وهذا بالطبع يؤدى إلى تحسن المزاج بنسبة كبيرة وإذا لم يراجع المعالج النفسي مريضه في تقييم ذاته فربما يقوم المريض بخداع المعالج كما يخدع نفسه.

إن الجلسات النفسية التي يتخللها فترات كبيرة من الصمت قد تؤدى إلى الإحساس بالقلق لدى المريض وقدر كبير من الإحباط، وعلى العكس فإذا كان هناك تفاعلاً شعورياً بين المريض وطبيبه النفسي فإن ذلك يعطى إحساساً بالطمأنينة والأمن وبالتالي يستطيع المريض أن يُخرج ما بداخله من شعور قد لا يريد أن يبوح به في الظروف العادية حيث أن كبت هذا الشعور أو الإحساس بالأشياء السلبية يؤدى إلى مزيد من الإكتئاب ولكن ذلك غير كافي فلابد من استعمال الطرق العلاجية المعرفية.

إن التنفيس عن الشعور الداخلي ربما يكون غير كافي لمقاومة الإحساس بضياع الذات … وكمثال لذلك فإن إحدى كاتبات القصة جاءت إلى العيادة النفسية تشتكى من شدة القلق قبل صدور قصتها الأخيرة في الأسواق وهى تعاني من هذه الأعراض منذ فترة طويلة قبل أي عمل يصدر لها وتقول أن هذه الأعراض كانت عند أمها أيضاً وهى القلق على الأشياء والتي تريدها منظمة وكاملة … كما كانت تعاني من أعراض اندفاعية في كثير من الأحيان وكانت أمها تبدى ملاحظتها على أكثر من عشرة أشياء خطأ أو غير منظمة في غرفة مرتبة ترتيباً كاملاً … وتقول الكاتبة أنها لا تستطيع أن تتخلص من هذا القلق والوسواس الذي يسيطر عليها كما لم تجد أحداً ينصحها في كيفية التخلص من هذا الشعور.

والسؤال:Ÿ
هل يستطيع الإنسان أن يتخلص من الشعور السيئ والذي يعيقه عن فعل الأشياء بالشكل المُرْضي؟.. Ÿ
هل يتخلص منه بمجرد أن يوجهه شخص ما بأن هذا الشعور هو سيء بالفعل؟..          Ÿ
وهل يستطيع لاعب التنس أن يحسن من لعبه بمجرد أن ينصحه مدربه بأنه يلعب الكرة في الشبكة كثيرًا؟..  Ÿ
هل يستطيع الشخص الذي يعاني من لعثمة في الكلام أن يحسن من كلامه بمجرد أن يركز في ما ينطقه من حروف وكلمات؟

إن التعبير عن المشاعر والاستبصار بالحالة النفسية أساس الحوار في الجلسات النفسية حيث يتم التركيز خلالها على مدى تفهم المريض في التعبير عن التفكير والأحاسيس والسلوك وهذا يتيح التدريب السريع على تحسن الشعور السلبي و الذي يزداد إذا تم تنظيم الوقت والجهد لذلك..

وعلى حسب استعداد المريض لتقبل هذا التدريب فسوف يتم اتخاذ خطوات جدية لتحسين المزاج والرؤية الشخصية للذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *