الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
إضطرابات الشخصية؛ المجموعة بالشخصية وإضطراباتها

إضطراب الشخصية الهيستريه

يتصف هذا الطراز من الشخصيات بفرط الانفعالية و جذب الانتباه من خلال سلوكه ومظهره الجسدي، مع إفتقاره القدرة على الاستمرار في صداقات حميمة لفترة طويلة و عميقة.

 

أرقام عن الشخصية الهستيرية

تزيد نسبة الإصابة باضطراب الشخصية من النوع الهيستيري في النساء عنه في الرجال مصاحبة لاضطرابات اخرى مثل: تعاطي الكحول و كثرة الشكاوي الجسدية.

و بحسب الاحصائيات فإن نسبة الإصابة باضطراب الشخصية الهيستيرية تتراوح ما بين 2 – 3% في عامة الناس لتصل إلى 10 – 15% في الذين يرتادون العيادات الخارجية النفسية.

 

التشخيص و الأعراض الاكلينيكية

غالبًا ما تجد مثل هؤلاء المصابين باضطراب الشخصية الهيستيرية متعاونين، لديهم أسلوب مفرط في التعبير و لكن يفتقر إلى التفاصيل، دائمًا ما يعاني من زلات لسان كثيرة.

تظهر هذه الشخصية عدم النضج العاطفي والتصرف بموجب المشاعر دون النظرة الواقعية أو الموضوعية للأمور مما يتسبب في ظهور ردود أفعال سريعة وعاطفية.

و يظهر عليه و بسرعة تحولاً سطحيًا في العواطف. و عندما يواجه ضغوطًا لاستكشاف مشاعره و أحاسيسه سواء من الحزن ، الغضب ، الرغبة الجنسية وغالبًا ما يستجيب بشئ من الدهشة، النكران، أو عدم الاحترام.

دائمًا ما يميل إلى المبالغة في أفكاره و مشاعره ليجعل كل شئ أكثر أهمية مما هو عليه في الحقيقة، يُظهر التقلب السريع في المزاج و المشاعر و أحيانًا الدموع و الشكوى من الاضطهاد عندما لا يكون في محور الإهتمام أو لا يحصل على أى إطراء أو مدح.

كما يتسم في علاقاته بالآخرين باستخدام أسلوب مغوٍ جنسيًا سواء كان هو رجلاً أو امرأة مستخدمًا ذلك مع الأشخاص الذين يتعامل معهم.. مفتقرًا في ذلك إلى الثوابت التي يعبر بها عن تلك الخيالات، كما يبالغ  في استقبال الايحاءات الجنسية وجنسنة الأمور غير  الجنسية.

وحقيقة فإن مثل هؤلاء المصابين ربما تجد لديهم اضطرابات جنسية في الرغبة و القدرة الجنسية

فمن الممكن أن تجد امرأة باردة Anorgasmic  و لكنها تريد اظهار عكس ذلك.و ربما تجد الرجل ضعيف جنسيًا أو عاجز و دائمًا في احتياج إلى الدعم و التشجيع لمحو احساسه بالعجز

و بالتحليل فغالبًا ما تجد أن ما يفعلونه ناتج عن استجابات إلى المثيرات و الإشارات الجنسية لديهم لإقناع أنفسهم [انهم يمتلكون مَلَكة الجاذبية من الجنس الآخر].

وتعاني هذه الشخصية من عدم القدرة على الاستقرار في علاقات عاطفية مستمرة لذا يعانون من تكرار الطلاق والزواج  وفشل العلاقات العاطفية

و تظهر لدى المصابين منهم طرق من الدفاعات النفسية مثل (النكوص) و على ذلك فالمصاب باضطراب الشخصية الهيستيرية غير واعٍ بالاحساس الحقيقي لديه و لا يستطيع أن يُفسر مشروعية دوافعه  في فترات التوتر و القلق و يصبح الحكم على الأشياء لديه مختل.

كما قد تظهر هذه الشخصية محاولة الانتحار لكن بشكل وهمي لجذب الانتباه، وإن كنت هذه المحاولات وهمية لكنها -وبدون قصد- قد تسبب الوفاة نتيجة عدم سيطرة الشخصية على الموقف

و اضطراب الشخصية الهيستيرية هو طراز ثابت من الانفعالية و جذب الانتباه، يبدأ في فترة مبكرة من البلوغ.

و يتم تشخيص الاضطراب إذا وُجدت 5 من السياقات التالية كما هو المنصوص عليه في التصنيف الدولي DSM IV :

  • ينزعج المصاب في المواقف التي لا يكون فيها محور إهتمام.
  • غالبًا ما يتسم في علاقاته بالآخرين بسلوك مغوٍ جنسيًا بشكل غير مناسب أو بسلوك مثير.
  • يُظهر و بسرعة تحولاً و تعبيرًا سطحيًا من العواطف.
  • يستخدم باستمرار المظهر الجسدي للفت الانتباه.
  • لديه أسلوب في الكلام مفرط في التعبير و يفتقر إلى التفاصيل.
  • يبدي حركات تمثيلية و مسرحية و تعبيرًا مبالغًا فيه من العواطف.
  • لديه قابلية للإيحاء أو يتأثر بسهولة بالآخرين أو الظروف.
  • يعتبر علاقاته أكثر حميمية مما هى عليه في الواقع.

وعند التعرض لأي ضغوط تتصرف هذه الشخصية بشكل غير ناضج فتهرب من الواقع بطرق مختلفة كالنسيان وإظهار تفاعلات هيسترية مثل عدم القدرة على الكلام أو الرؤية أو السمع أو شلل أحد أطراف الجسم أو التحول الفجائي في الشخصية

 

التشخصيات المشابهة

يصعب التمييز بين اضطراب الشخصية الهيستيرية و اضطراب الشخصية الحدية ، ولكن في اضطراب الشخصية الحدية غالبًا ما تجد محاولات الانتحار – فقدان الهوية لديهم و اضطرابها – تفكير زوراني غير مرتبط بالشدة أو فترات انتقالية. و من الممكن حدوث أعراض جسدية متعددة في كلا الاضطرابين.

 

المآل

و يتضح لنا أنه مع مرور العمر فإن مريض الشخصية الهيستيرية يعاني من أعراض أقل مما مضى و لكن مع فقدان المريض الحيوية و الطاقة عنه في أيام الصغر و الشباب فإن أعداد تلك الأعراض من الممكن ان يبدو لنا أكثر مما هو عليه في الواقع، دائمًا يسعون إلى الشعور بالاحساس و الدفء، يقعون دائمًا في مخالفات مع القانون ، تعاطي المواد المخدرة .

 

العلاج

أولاً: العلاج السلوكي:

لأن مرضى اضطراب الشخصية الهيستيرية لا يدركون مشاعرهم الحقيقية فإن إزالة الغبار لديهم و كشف المشاعر الداخلية بهم هي عملية علاجية تُمثل أهمية كبيرة لهم. لا يختلف في ذلك علاجهم فرادى أو في مجموعات.

ثانيًا: العلاج العقاقيري:

و يقتصر دور العقاقير في علاج هؤلاء المرضى في علاج الأعراض المصاحبة للمرض من مضادات الاكتئاب في حالات الاكتئاب.

مهدئات القلق في حالات القلق الشديد.

و من الممكن استخدام مضادات الذهانفي علاج سوء التأويل و فقد الشعور بالذات أو البيئة المحيطة.

2 thoughts on “إضطراب الشخصية الهيستريه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *