السبت, نوفمبر 23, 2024
إضطرابات الأطفال النفسية

اضطرابات الإطعام والطعام في سن الرضاعة والطفولة المبكرة

تعتبر اضطرابات الإطعام والطعام في الرضاعة والطفولة المبكرة مؤشرًا جيدًا للعلاقة بين الطفل الرضيع ومُقدم الرعاية له (الأم، الجدة، جليسة الأطفال،…).

وبصفة عامة فإن اضطرابات الإطعام والطعام تتضمن الحالات المختلفة مثل: رفض تناول الطعام – تجنب الطعام – المحاولات الجادة لرفض الإطعام أو التأخر في الاعتماد على النفس في تناول الطعام.

ويمكن أن يتزامن ويصاحب اضطرابات الإطعام التدهور الجسدي مثل الهزال والكسل والخمول وبطء الحركة وضعف التركيز وليس بالضرورة ظهور أمراض عضوية.. ويتزايد معدل اضطرابات الإطعام في الأطفال الذين يعانون الإهمال والحرمان والعقاب.

ووفقًا لما ورد في جمعية الطب النفسي ما يخص اضطرابات الإطعام والطعام في سن الرضاعة والطفولة المبكرة فإن هذه الاضطرابات تشمل الآتي:

  1. إضطراب بيكّا  “pica”
  2. اضطرابات الإجترار “Rumination disorders”
  3. اضطرابات الإطعام في فترة الرضاعة أو الطفولة المبكرة.

أكل مواد غير غذائية [إضطراب بيكّا]   “Pica”

[أحياناً يشار لهذا الإضطراب بإسم “الوحم” ولكن البيكا يمكن أن تحدث أثناء الوحم ولكن لا تغطي كلمة الوحم المعنى العام للإضطراب]

وفقًا لما ورد في جمعية الطب النفسي النقاط التشخيصية بيكّا هى:

  • الأكل المستمر لمواد غير غذائية (الورق، الخشب، الصابون، الجير، الغريبالحصى،الطين،الصلصال، الثلج، الأقلام الرصاص، الممحاة، اللعب البلاستيكية،الشعر، الأظافر، التراب، الخيوط، القماش…) لفترة شهر على الأقل.
  • أكل المواد غير الغذائية غير مناسب للمرحلة التطورية والعمرية.
  • السلوك الطعامي ليس مقبولاً ثقافيًا.
  • حدوث السلوك الطعامي حصرًا أثناء وجود اضطراب عقلي آخر مثل (التخلف العقلي– الاضطراب النمائي الشامل – الفصام) وبالتالي يستحق الانتباه عمليًا وبصورة مستقلة.

 

ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

  • إن هذا الاضطراب كما ورد من قبل في العيادات الخارجية للمستشفيات يمثل حوالي 75% في الرضع من 12 شهر وحوالي 15% في الأطفال من 2 إلى 3 سنوات بأنهم يضعون أشياء غير مغذية في أفواههم.
  • إضطراب بيكّا  أكثر شيوعًا في الأطفال ذوي التخلف العقلي.
  • إضطراب بيكّا يؤثر على الأطفال من الجنسين بنسب متساوية.

أسباب الإصابة: 

بصورة عامة إن إضطراب بيكّا عرض مؤقت غير مستمر يستمر فقط حوالي شهور ثم بعد ذلك يختفي تمامًا:

  • تأخر في نمو الكلام.
  • تأخر في التطور الاجتماعي.
  • الاكتئاب في الأطفال الأكبر سنًا.
  • سوء استخدام المواد المخدرة.
  • سوء التغذية ونقص المواد المغذية.

-التطلع الشديد لتناول الثلج مرتبط بنقص الحديد والزنك في جسم الطفل ويتم اختفاء هذا التطلع والشغف بإعطاء الطفل مواد غذائية تحتوي على الحديد والزنك.

-الحرمان النفسي والسيكولوجي:

فهناك نظرية فسرت إضطراب بيكّا على أن الطفل المحروم من العطف والحب والاحتياجات النفسية فإن تناوله المواد غير المفيدة غذائيًا وغير المناسبة للمرحلة التطورية يعد عملية تعويضية

علامات اكلينيكية للتشخيص:

  • إن تناول الطفل المواد غير الغذائية بصورة مستمرة بعد سن 18 شهر يعد غير طبيعيًا.
  • إن بداية إضطراب بيكّا ما بين سن 12 شهر و 24 شهر.
  • الطفل يعض في الأرض – اللعب – الأحجار.

وعلينا أن نتذكر أن السيدة الحامل تتعرض للوحم لفترة محدودة ثم يختفي.

 

الباثولوجي والفحص المعملي

لا يوجد اختبار معملي لتأكيد التشخيص ولكن وجد في معظم الحالات انخفاض في نسبة الحديد والزنك بالدم.

ولوحظ في هذا الاضطراب ازدياد معدل الرصاص بالدم مما ينتج عنه تسمم وذلك لأكل الطفل مواد تحتوي على الرصاص.

هل سيظل طفلي هكذا؟

إن التوقع بالنسبة إضطراب بيكّا جيد وذلك لأنه يستمر لمدة شهور ثم يختفي.

وفي الأطفال فإن الموضوع يختفي تدريجيًا مع زيادة العمر ولكن الأطفال ذوو التخلف العقلي يستمر الاضطراب لأعوام.

العلاج  

حتى نعالج الاضطراب يجب أولاً تحديد السبب بقدر الإمكان مثل تجنب ومعالجة الأسباب:

  • توفير الحب والرعاية والحنان للطفل.
  • تجنب تعرض الطفل للمواد التي تحتوي على مركبات الرصاص، فلا يوجد طريقة محددة للعلاج ولكن التعديل من السلوك وتحسين الظروف المحيطة.
  • تفادي تواجد الضغوط المختلفة على الطفل.
  • العديد من العلاجات السلوكية الأكثر شيوعًا هو العلاج السلوكي التحفيزي من خلال التقوية للسلوك أو أسلوب الثواب والعقاب (يمكن الرجوع إلى برنامج الطفل العنيد ففيه برامج سلوكية وأساليب الثواب والعقاب المطلوبة).
  • أن نربط بين سلوك الطفل في أكل الأشياء غير المفيدة وغير الغذائية وبين ما يعاني من حرمان وإهمال وحل هذه المشكلة.
  • زيادة انتباه الآباء لأهمية ملاحظة سلوك الأطفال في تناول الطعام.

 

إضـــطراب الإجــــترار

Rumination disorder

إن اضطراب الإجترار واحد من اضطرابات الإطعام والطعام في سن الرضاعة أو الاجترارالطفولة المبكرة.

ويمكن ملاحظة الإجترار كشئ طبيعي في الأطفال الذين ينمون نموًا طبيعيًا ويضعون أصابعهم أو اليد في الفم ثم يتبعه قئ.

كما يلاحظ الإجترار في الرضع الذين يفتقدون للتفاعل العاطفي مع الأم والمحيطين والذين من خلاله يثيرون انتباه الآخرين.

وبداية الاضطراب بصفة عامة بعد سن 3 شهور أى بعد فترة الشهور الأولى التي يوجد فيها “القشط” وهو مصطلح تعلمه جيدًا كل الأمهات إن الطفل في الشهور الأولى بعد الرضاعة يحدث قشط لكمية قليلة من اللبن وبعض الأطفال يشعرون بشعور جيد بهذا الفعل.

إن تشخيص الإجترار في أطفال أكثر من 3 شهور يكون صعبًا إلا إذا كان هذا الاضطراب يصاحبه اضطرابات أخرى باطنية مثل (الارتجاع المريئي) Oesphegal reflux))

وتشخيص اضطراب الإجترار إذا كان وزن الطفل الرضيع طبيعي أو أقل من الوزن المناسب لعمره، فشل الطفل في النمو ليس شرطًا للتشخيص “Failure to thrive”

وكلمة إجترار تعني ارتجاع الطعام من المعدة إلى الفم.

وهذا الاضطراب يتم تشخيصه وفقًا للنقاط التشخيصية كما ورد في جمعية الطب النفسي:

  1. إعادة مضغ متكرر للطعام لفترة شهر على الأقل خالي من الوظيفة الطبيعية.
  2. لا ينجم الاضطراب من اضطراب معدي معوي أو حالة طبية عامة أخرى موافقة.
  3. لا يحدث الاضطراب حصرًا أثناء سير القمة العصبي أو النهم العصبي وإذا حدثت الأعراض في سياق التخلف العقلي أو في سياق اضطراب نمائي شامل فإن هذه الأعراض تكون بشدة كافية لكى تحتاج انتباه عملي لحالة الطفل.

مهم جدًا لأن تلاحظ الأم إذا كان الطفل يعاني من تكرار الكشط وإعادة مضغ الطعام للطفل لمدة شهر على الأقل من فترة سابقة لذلك كان فيها الطفل طبيعي جدًا وعلى الأم أن تفرق جيدًا بين الإجترار والقئ.

الإجترار: تكرار إعادة الطعام من المعدة إلى الفم ثم إبتلاعه مرة ثانية أو لفظه من خلال الفم.

القئ: لفظ الطعام من المعدة عبر الفم بدون إبتلاعه ثانية

ولكن في الإجترار يصدر عنه حركة لها غرض وهذف لتكرار الفعل السابق ذكره.

ويكون وضع الطفل عادةً ويعاني الطفل من الجوع بين مرات الإجترار.

 

إحصائيات عن المرض

قليل الحدوث وهو أكثر حدوثًا في الذكور، العمر من 3 شهور إلى سنة وأكثر حدوثًا في الأطفال ذوو التخلف العقلي.

أسباب الإصابة

إن اضطراب الإجترار يكون نتيجة عوامل نفسية أو أسباب عضوية:

  • في بعض الحالات القئ الناتج عن الارتجاع المريئي ينتج عنه الإجترار الذي يستمر لعدة شهور.
  • في الأطفال ذوو التخلف العقلي كسلوك تحفيزي لنفسه.
  • العامل النفسي الديناميكي والذي يرجع الإجترار إلى سوء العلاقة بين الأم والطفل، ولمشاعر الحب غير الكافي لإشباع الطفل سيكولوجيًا.
  • الإثارة والضغط العصبي على الطفل يمكن أن يكون سببًا.
  • العسر الوظيفي للجهاز العصبي السمباثاوي والبارسمباثاوي.

الباثولوجي والفحوصات المعملية:

ليس هناك فحص معملي معين.

لكن يجب فحص الطفل جسمانيًا جيدًا وذلك للتأكد من عدم وجود ضيق في المعدة “Hiatal hernia بسبب فتئ في الحجاب الحاجز.

ويمكن أن يصاحب الإجترار فشل نمو الطفل فيجب عمل الآتي:

  • وظائف الغدة الدرقية
  • فحص الدم الشامل.

 

التشخيصات المشابهة

الأسباب العضوية مثل:

  1. العيوب التكوينية الوراثية في الجهاز الهضمي.
  2. العدوى، النزلات المعوية، الميكروبات، الطفليات.
  3. اسداد بوابة المعدة وعادة يصاحبه قئ شديد.
  4. إضطراب بيكّا    Pica
  5. التخلف العقلي المصاحب له اضطرابات الجهز الهضمي.

مسار الإضطراب ومآله:

إن اضطراب الإجترار من الاضطرابات التي تنتهي تلقائيًا والكثير من الحالات تظل بدون تشخيص.

العلاج

  • إن علاج اضطراب الإجترار عادةً ما يكون باستخدام العلاج السلوكي ويصاحبه التوعية والتعليم. وأيضًا الإهتمام والتقييم للعلاقة بين الطفل وأمه.
  • التدخل السلوكي فبمجرد حدوث الإجترار يتم إعطاء الطفل عصير الليمون وتستعمل هذه الطريقة لمدة خمسة أيام وذلك في حالة تكرار الإجترار.
  • استخدام العلاج التنفيري في حالة تكرار الإجترار وتعني تعريض الطفل لمؤثر مؤلم خفيف كلما تعمد اجترار الطعام حتى يربط الطفل بين حدوث الألم بعد حدوث الاجترار فعند رغبته في منع الألم لابد أن يمنع الاجترار.
  • التقليل من الانتباه للطفل للتقليل من الإجترار وذلك في الطفل الذي يتعمد الاجترار أمام أمه للحصول على إهتمامها وقربها منه.
  • تحسين البيئة النفسية المحيطة بالطفل.
  • لعلاج النفسي والتحفيزي للأم للرعاية والإهتمام بالطفل.
  • لعلاج الجراحي في حالة وجود أسباب عضوية.
  • العلاج الدوائي لا يوجد دراسات حقيقية عنه. 

 

اضطرابات الإطعام في الرضع أو الطفولة المبكرة

إن اضطراب الإطعام في سن الرضاعة بصفة عامة يُعرف على أنه سوء السلوك الإطعامي بين الطفل ومصدر الرعاية.

إن اضطراب الإطعام له أكثر من مكون مختلف مثل:

رفض الطعام – اختيار أنواع محددة من الطعام – تجنب الطعام – أكل كميات قليلة جدًا من الطعام.. وبالطبع ينعكس ذلك على وزن الطفل الذي يقل ولا يستطيع الرجوع للوزن المناسب في خلال شهر أو أكثر.

وبالطبع لا يصاحب هذا الاضطراب مشاكل صحية أو تخلف عقلي.

 

النقاط التشخيصية للاضطراب كما ورد في كتاب جمعية الطب النفسي:

  • اضطراب الإطعام يتميز بالفشل المستمر في تناول الطعام بشكل كاف مع الفشل الواضح في اكتساب الوزن أو فقدانه خلال شهر على الأقل.

  • لا ينجم الاضطراب عن اضطراب معوي أو حالة طبية عامة موافقة مثل الارتجاع المريئي.

  • لا يكون سبب الاضطراب اضطراب آخر مثل اضطراب الإجترار أو نقص توافر الطعام,.

  • البداية قبل عمر 6 سنوات.

إحصائيات عن المرض

يمثل من 15%  إلى 35% من الأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل الإطعام الارضاعبصورة مؤقتة؛ وتم ملاحظة ذلك من عمل دراسة على أطفال المدارس.

معدل الانتشار 4.8% ويؤثر على الجنسين.

الأطفال الذين يعانون من الاضطراب أكثر شكوى من الأعراض الجسمانية والمشاكل النفسية كالقلق.

الفشل في النمو واكتساب الوزن في 3% من الأطفال الرضع.

التشخيصات المشابهة

  • الأمراض العضوية.. أمراض الجهاز الهضمي.
  • الحالات الباطنية حوالي 92% من الحالات بعد عمل منظار المعدة.

مسار الإضطراب ومآله:

معظم الأطفال ذوي مشاكل الإطعام الذين يتم تشخيصهم في أول سنة من العمر أقل عرضة للمضاعفات أو فشل النمو.

حوالي 70% من الرضع الذين يرفضون الطعام في أول سنة أكثر عرضة لمشاكل الطعام خلال فترة الطفولة.

العلاج

علاج هذا الاضطراب يحتاج للتدخل الذي يستهدف الطفل، الأم، الشخص الذي يرعى الطفل، فبدايةً.. لإتخاذ خطوات عملية للعلاج يجب أن تلجأ للطبيب لتركيب أنبوبة معوية للطفل وذلك لتعويض الإطعام عن طريق الفم.

وفي حالة عدم قدرة الأم على المشاركة في هذا التدخل الطبي يجب إشراك شخص من مقدمي الرعاية للطفل.

وفي القليل من الحالات نلجأ للإبقاء على الطفل بالمستشفى.

معظم التدخلات العلاجية تعتمد على تقوية فهم الأم وتعليمها العوامل التي تؤثر على الهضم وأن يكون لديها الدراية الكافية بعدد الوجبات اللازمة والفرق بين كل وجبة وأخرى.. الساعة البيولوجية في جسم الطفل.

وهناك نموذج للتدخل في علاج مثل هذه الحالات. التأكيد أولاً على أهمية الحب والمشاعر الدافئة بين الأم والطفل والإهتمام بنوم الطفل – التقليل من تعرض الطفل لأى قلق أو مثيرات خارجية.

 وهذا النموذج يتضمن:

  1. تعليم الآباء اكتشاف مخاوف أطفالهم أولاً والتعرف على مثيرات القلق لدى الطفل.
  2. التغيير من السلوكيات لتشجيع انتظام الاحساس الداخلي للطفل.
  3. تعليم الآباء أهمية إطعام الطفل بصورة منتظمة على مدار 3 – 4 ساعات كفارق بين الوجبات والتقليل من استخدام الماء خلال الوجبات.
  4. انتباه الآباء إلى السلوكيات الإيجابية لإطعام الطفل.

بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا الذين يعانون من اضطرابات الإطعام:

هؤلاء الأطفال يمكن أن يعانوا من فشل في النمو ويحتاجون للمستشفى للإبقاء عليهم وتغذيتهم.

13 thoughts on “اضطرابات الإطعام والطعام في سن الرضاعة والطفولة المبكرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *