الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
إضطرابات الأطفال النفسية

الوسواس القهري عند الأطفال

ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

أثبتت الدراسات المتخصصة والأبحاث أن حوالي من ثلث إلى نصف حالات الوسواس القهري عند البالغين قد بدأت لديهم في سن الطفولة.
وهذا المرض يصيب الأطفال والمراهقين والرجال والسيدات.
وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بالوسواس القهري 1% من المجموع العام وتلعب الوراثة دوراً مهماً في هذه الحالات.
وقد تمر سنوات عديدة قبل أن يخبر الأطفال آبائهم عن مرضهم وشكواهم (الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية) بل أنهم يبذلون المحاولات العديدة لإخفاء المرض، بينما هو من الأفضل دائماً التبكير في تشخيص وعلاج هذا المرض فمرور الزمن يجعل من الأعراض تزداد قوة ومن ثم قد يصعب علاجها.

ومن النتائج المبشرة للعلاج أن نسبة كبيرة من الأطفال الموسوسين يتخلصون من الأعراض تماماً بينما تبقى نسبة صغيرة منهم تعاني من الأعراض إلى سن البلوغ والنضوج وقد تحدث في نسبة أصغر ممن تم علاجهم ما يسمى بالنكسات أو عودة ظهور الوسواس.

وقد حاول العلماء تفسير حدوث هذه النكسات فتبين لهم أن الضغوط الحياتية المستمرة أو الطارئة والتغير البيولوجي العصبي قد يكون هو المسئول عن ذلك ” بعد تقدير الله عز وجل ” ولكل عادات وطقوس خاصة تعلمه الأسرة إياها خاصة قبل ذهابه إلى النوم مثل خلع ملابس الخروج وارتداء ثياب النوم وإعداد الفراش الوسواس القهريوتجهيزه وقوله لأبويه ” تصبحون على خير” وقد يحتاج بعض الأطفال إلى تقبيل أبويه وقيام أحدهما بجذب الغطاء عليه ثم يقص عليه قصة أو حكاية قصيرة وإطفاء النور مع كلمة تصبح على خير. وقد نجد أن بعض الأطفال يصمم على هذه الطقوس سواء من جانبه أو من جانب أبويه حتى ينام في سلام وهدوء و إلا تعرض لنوبة عصبية عارمة وبكاء لأن نظام وترتيب الأحداث لم يتم وفقاً لطقوسه.

وهذه الطقوس عادة ما تظهر في الأطفال من عمر (4 – 8) سنوات، وعند عمر 7 سنوات أن عرض الجمع و التخزين والاحتفاظ بالخردة والقديم يبدو واضحاً جلياً عند هؤلاء الأطفال وخصوصاً الصور واللعب والخواتم والمصوغات المقلدة وما شابه.

وعند سن المراهقة تختفي الأفعال القهرية ولكنها تبقى فكرة وسواسية تحتل الذهن أو تشغل البال بخصوص لعبة أو نغمة أو لحن أو أي نشاط ذهني آخر، وتظهر أيضاً فكرة الاعتقاد في الأرقام المحظوظة وضربة الحظ (التفكير السحري).

وليست كل الطقوس التي تظهر في هذا السن تعتبر مرضية فكثيراً ما تكون العادات والأعمال المنظمة دليلاً على الصحة والنمو والتكيف الاجتماعي السليم وليست بالضرورة طقوساً مرضية. إن الطقوس المرضية الوسواسية في جوهرها مؤلمة ومعيقة عن النشاط وتسبب الإحساس بالخجل والانطواء عن الآخرين حتى يسلم من انتقادهم، وكلما حاول الشخص منع نفسه من أدائها يزداد معدل القلق لديه

وللأسف الشديد فإن جهل الآباء بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل الموسوس الذي يقوم بأداء طقوس وأفعال قهرية قد يأخذ شكلاً من اثنين:-

الأول: وهو إيجابي عن طريق منع الطفل من تكرار العمل القهري مما يؤدي إلى ظهور سلوك عدواني غاضب من قبل الطفل.
الثاني: وهو سلبي وذلك بالموافقة على تنفيذ ما يريد بمساعدته أو أدائه نيابة عنه مما يحرم الطفل الموسوس من مواجهة المخاوف والقلق المصاحب للطقوس وبالتالي استمرار الوسواس.

العلامات المميزة

-الاهتمام المبالغ فيه بموضوع القذارة والنظافة والجراثيم.
-تكرار غسل اليدين والتأكد من نظافتها عدة مرات طوال النهار وبشكل قهري مما يجعلها حمراء وقليلة النعومة.
-تكرار التردد على الحمام ودورة المياه لقضاء الحاجة.
-تجنب اللعب في الملاعب وتجنب الإمساك بمواد الرسم اللزجة والملونة.
-عدم ربط الحذاء لاحتمال تلوثه.
-التجنب الزائد للمس بعض الأشياء لاحتمالية عدم نظافتها.
-الاشمئزاز والتقزز من افرازات الأنف والفم والعرق.
-المبالغة في ترتيب وتنظيم الأدوات في الغرفة بشكل معين دائماً.
-الاعتقاد في الأرقام المحظوظة والمنحوسة عندما يصل إليها الطفل عند أداء عمل متكرر.
-الشعور بالملل والنسيان نتيجة تكرار طقوس معينة مثل عد المقاعد أو لمس بعض الأشياء بطريقة معينة، أو كثرة الدخول والخروج من باب معين.
-فحص وتدقيق ومراجعة غلق الأبواب، مصابيح الإضاءة، صنابير المياه ومراجعة الأوراق والواجبات المدرسية.
-البطء الشديد في إنجاز المهام التي لا تحتاج إلى وقت طويل.
-المبالغة في وضع علامات بالقلم الجاف أو الرصاص عند مراجعة قراءة الأوراق.
-الخوف الشديد من إيذاء النفس أو الغير وخاصة الآباء.
-الخوف من فعل عمل مشين.
-التخزين للخردة والاحتفاظ بالأشياء القديمة التالفة و التافهة.
-التغيب عن المدرسة بسبب عدم مراجعة الواجبات المدرسية بعناية فائقة أو بغير سبب.
-كثرة أحلام اليقظة (أفكار وسواسية).
-قلة الانتباه وعدم القدرة على الانتهاء من عمل ما بسبب سهولة التشتت.
-تكرار أعمال غير هادفة مثل السير الخلف و الأمام في الصالة عدة مرات.
-الحاجة إلى الطمأنينة من الآخرين لحسن التصرف والفعل.
-تكرار السؤال عدة مرات بصورة مختلفة رغم سماع الإجابة.
-تكرار القراءة والكتابة لأي موضوع يعطى له.
-سرعة الغضب والتصرف بعنف زائد إزاء أي مشاكسة أو مزاح.
-التأخر عن مواعيد المدرسة والالتزام بالمواعيد بشكل عام.

أعراض الوسواس القهري عند الأطفال

تشبه أعراض الوسواس القهري في الأطفال إلى حد كبير أعراض الوسواس القهري في البالغين بالإضافة إلى ما سيتم ذكره لاحقاً.

غالبا ما تبدو الحياة صعبة للأطفال المصابين بالوسواس القهرى، وتستهلك الوساوس القهرية الكثير من وقت وطاقة الطفل، وتجعل من الصعب على الطفل القيام بواجباته المدرسية أو مهامه اليومية فى وقتها المحدد، ودائماً ما نجد الأطفال قلقين من أنهم ربما يكونوا قد أصابهم الجنون لأن تفكيرهم وسلوكهم مختلف عن أقرانهم؛ فيفقد الطفل ثقته بذاته.
الصباح والمساء دائماً ما يمثلان أشد الأوقات صعوبة للطفل المصاب بالوسواس القهرى.
– فى الصباح يشعر الطفل بأهمية الانصياع لطقوسه تماماً، وإلا فلن يكون اليوم على ما يرام؛ فلا بد من الاستعداد التام للمدرسة فى الوقت المحدد … كل ذلك يجعل الطفل مضغوط ومتوتر وسريع الغضب.
– وفى المساء يشعر الطفل أنه لا بد له من عمل جميع الواجبات والطقوس القهرية قبل النوم؛ وبالتالى التأخر فى النوم والشعور بالتعب فى الصباح.
– أطفال الوسواس القهرى دائما ما يشعرون أنهم ليسوا عل ما يرام صحياً؛ ربما بسبب المرض نفسه، أو بسبب قلة الشهية للطعام، أو بسبب قلة النوم … إلى جانب أن الوساوس والأفعال القهرية المتعلقة بالطعام شائعة فى الأطفال مما يؤدى إلى عادات غير طيبة فى تناول الطعام، والشعور بأعراض مثل الصداع أو المغص.
– أحياناً ما يصاب الطفل المريض بنوبات من الغضب لعدم مطاوعة الوالدين للطقوس الوسواسية أو عدم قدرتهم على ذلك؛ مثل الطفل الذى يخاف من القذارة أو الجراثيم فيطلب من والديه السماح له بالاستحمام ساعات طويلة، أو غسيل ملابسه مرات عديدة، أو بطريقة معينة، وعندما يرفض الوالدين تخطى الحدود المعقولة يشعر الطفل بالقلق ويظهر الغضب.
– وتمثل الصداقة والعلاقات بالآخرين مصدراً للقلق لهؤلاء الأطفال؛ حيث يحاولون بكل ما يملكون إخفاء أعراضهم وطقوسهم عن أقرانهم. ولكن عندما تزداد حدة الأعراض يعانى الأطفال من الضيق ومن التهكم بهم لانشغالهم أوقات طويلة بوساوسهم وأفعالهم القهرية، أو التفاعل مع أقرانهم سلبياً فلا يجدوا إلا السلبية لقاء سلوكهم غير الطبيعى.
– يلاحظ أيضاً على أطفال الوسواس القهرى التفكير الكوارثى (أى توقع الكوارث والمصائب من أى إهمال بسيط؛ حقيقى أو مُتخيَّل) والإحساس الزائد بالمسؤلية. مثل الطفل الذى يظن أن مجرد قياس الحرارة عدة مرات يومياً من الممكن أن تمنع حدوث المرض أو الموت له ولمن يحب.

وبالنسبة لأعراض الوسواس القهرى عند الأطفال غالباً ما تشبه تلك التى يعانى منها الكبار مع بعض الفروق.
ويستعمل العلاج المعرفى فى الأطفال لمجابهة هذا التفكير الكوارثى، والإحساس الزائد بالمسئولية، والافتراضات الخاطئة التى تكون دائماً مسئولة عن الطقوس القهرية.
ويشمل العلاج السلوكى تعريض الطفل للأشياء الحقيقية المثيرة للوساوس، والمؤدية إلى السلوك القهرى.

أمثلة لحالات من الأطفال تعاني من الوسواس

الحالة (1): المريض عمره (11) سنة يقول:

طول النهار أعد فى صوابع إيدى خمسين ستين قول (100) مرة. نازل على السلالم لازم أعدها مع إنى عارف عددهم وحفظتهم من زمان، لكن مش قادر أبطل. لما أمشى على الرصيف أقعد أعد البلاط، ولازم تنـزل رجلي في وسط البلاطة. لو جاءت علي الحرف لازم ارجع تاني وأحط رجلي في منتصف البلاطة !!

ولما أكون في البيت أو في الشارع أو في المدرسة تيجي لى رغبة شديدة إنى المس كل حاجة واقفة؛ أى حد معدى أى حد ماشي، سيارة واقفة على جنب – شجرة – سور – كرسي – ولو مرة مانفذتش الرغبة، ارجع ثاني وأعيد من الأول.

الحالة (2): المريض عمره (9) سنوات: تقول أمه:

طول النهار قرفان يتف (يبصق) ويمسح في أكمامه. لو دخل الحمام أو المطبخ، لو شم رائحة الأكل أو سجائر أو حتى عطور, يغسل وجهه بالماء كثيراً ثم يبدأ في التفتفة بالساعات. مرة أخرى رأى أرز أبيض على الأرض من ساعتها وهو بيقرف منه ولا يأكله أبداً، ولو شافه يبدأ في التف.

الحالة (3): المريضة طفلة عمرها (10) سنوات تقول أمها:

أنها شوهت أنوثتها بعادة سخيفة؛ وهى أنها تقوم بنتف شعر رأسها الواحدة تلو الأخرى، ويزيد ذلك كلما كانت مشغولة بعمل الواجبات المدرسية، وعندما تكون سرحانة، وأمام التليفزيون، وعندما تكون عصبية، (وهى دائماً ما تكون كذلك). ولا تفيق إلا إذا نبهها أحد. وصل بها الأمر إلى أنها أصبحت شبه صلعاء مما دفع أمها لاصطحابها للعلاج. تقول البنت: مش عارفة أنا بعمل كده ليه! ولما ابتدى مقدرش ابطل، وتختفى هذه العادة أمام الأغراب، وتزيد فى يوم الأجازة الأسبوعية. تحدث فجأة وتتوقف فجأة، وتتكرر وتزيد مع التعب والانفعال وتختفى خلال النوم.

الحالة (4): طالبة عمرها (13) سنة تقول:

عندى رغبة شديدة فى شتم أمى وأتضايق من كده بعد ما أشتم. وساعات تطلع منى شتائم قذرة جداً، لما أفكر فيها أتكسف من نفسى. أنا عارفة إن ده قلة أدب بس مش قادرة أبطله. أحياناً كثيرة تبقى الشتيمة بينى وبين نفسى. بافكر دائما إن الرجل لما بيركب الحصان أين يذهب عضو الذكورة بتاعه؟ ينام بالطول ولا يروح فين؟ لكن البنت لما تركب الحصان مفيش مشكلة. أنا مغصوبة على التفكير ده. دائماً أتخيل زملائى الذين معى فى المدرسة عريانين وبيستحموا وصدرهم مكشوف. دايماً أنظر إلى صدر النساء اللى ماشيين فى الشارع وأتخيلهم وهم ماشيين عريانين.

الحالة (5) :طفلة عمرها (13) سنة تقول:

عندى أفكار مضايقانى والأفكار دى تلاحقنى ليل ونهار بقى لها سنة. لا أقترب من حمام سباحة لأنى خايفة أدفع الناس أو الأطفال الصغيرين فى الماء. وأنا ماشية فى الشارع خايفة أنى أدفع الناس أمام السيارات ويموتوا. لما أكون فى المدرسة ونازلة على السلم أخاف أنى أدفع زميلاتى فيقعوا من على السلم بسببى. علشان كده أتجنب المواقف دى ودايماً أمشى بعيد عن الناس فى الشارع وأنزل على السلم بعد زميلاتى وأروح حمام السباحة بدرى الصبح لوحدى.

الحالة (6): طفلة عمرها (3.5) سنة تقول أمها:

ابنتى عندما يلامس يديها أى شئ لزج أو دهنى أو قشر السمك المشوى لازم تجرى على الحمام وتبكى علشان حد يغسل لها إيديها. وهذا يحدث حتى فى وسط الأكل ولا تصبر حتى ينتهى. وهى تبتعد عن أى طفل يمسك فى يديه مصاصة خوفاً من لمس لزوجتها. وهى لا تلعب مع أى طفل على يديه أو فمه بقايا شيكولاتة أو ما شابه ذلك.

الحالة (7): طفل عمره (5) سنوات تقول أمه:

إبنى دائم الشكوى يقول: دماغى بتقولى أشتم الناس كلها. دماغى بتقول لى إيد أمك وحشة، وغير نظيفة ما تاكلش من إيديها (يبكى ويقبل يد أمه ويقول لها إيدك حلوة يا ماما). عندى كلام فى دماغى كثير. أحيانا كثيرة يبكى ويقول لأخته ولأولاد الحارة: أنتم فيه كلام كثير فى دماغكم مثل دماغى؟ مش عاوز يتفرج على التليفزيون علشان لما بيشوف أى حاجة تفضل تتكرر فى دماغه طوال النهار.

الحالة (8) الطفلة “و”

رغم أن حصة التربية الفنية ممتعة للتلاميذ كلهم بشكل عام إلا أن التلميذة “و” الوسواس الاطفاللم تكن من بين أولئك المتمتعين بها. فقد كانت المواد المستعملة في الطلاء و الرسم مثل بودرة الطباشير والصمغ اللاصق و الألوان والعجين والصلصال تثير اشمئزازها وتدفعها إلى طلب الإذن من المعلمة للذهاب إلى الحمام والتي كانت تذهب إليه فرحة واثبة فوق السلالم الخمسين المؤدية إليه. وكانت تقوم بغسل يديها وأصابعها بالصابون والماء الدافيء حوالي عشرين مرة مراعية في ذلك أن يغسل كل إصبع على حدة ثم يتم تجفيفه بورق التواليت ثم تنتقل إلى الإصبع الذي يليه وإذا حدث تلامس بين إصبع جاف وآخر مبتل فإنها تعيد الكرة من جديد. وازدادت حالتها سوءاً فكانت تطلب من المعلمات الأخريات في الحصص الأخرى الإذن للذهاب إلى الحمام. وأصبحت رفيقة الحمام ولاحظت معلمتها تكرار استئذانها وعودتها وقد تغير ملمس جلد يديها و احمراره من كثرة الغسيل ولاحظت أيضاً شرود ذهنها وقلة انتباهها أثناء الدرس وإجاباتها الخاطئة نتيجة عدم التركيز وذلك لوجود أفكار وسواسية في رأس التلميذة.

وقد حاولت أم “و” أن تجعل ابنتها تتوقف عن هذه الطقوس ففشلت وقامت بشراء دهانات لليدين لترطب بشرة يديها دون جدوى.

نصحت المعلمة الوالدة بعرض ابنتها على اخصائي للأمراض النفسية لعلاجها من شرود الذهن وقد قام بتشخيص حالتها بأنها “وسواس قهري”

الحالة (9)الطفل “ت”

كان الطالب “ت” يعاني من أفعال قهرية تتمثل في تكرار الفحص والتمحيص في واجباته المدرسية المنزلية وأثناء إجاباته في الامتحان وقد رسب في الامتحان لأنه لم يستطع الإجابة على كل الأسئلة لقلة الوقت كما يقول.

وقد شملت أعمال الفحص والتدقيق والمراجعة كل أبواب ونوافذ البت ومصابيح الكهرباء والحنفيات ودورات المياه وتحت الأسرة. وقد نصحه والده بأن يكف عن هذه الأعمال فكان يقول “إن شخصاً قد يتأذى إذا لم أقم بهذا العمل وهذه الطقوس، ولا أستطيع التوقف”.

وأصبح “ت” قلقاً ومضطرباً في النهار وقلت ساعات نومه، فأخذته أمه إلى أخصائي للأمراض النفسية الذي شخص حالته بأنها “وسواس قهري”.

وانهارت أمه قائلة “لقد تسببت أنا في مرضه فأنا التي علمته الوسوسة من شدة عنايتي بالنظافة وحبي للترتيب والنظام”. وقد قام الطبيب بطمأنتها قائلاً “لست السبب في ذلك ولكن هذا المرض ينشأ من اضطراب بيولوجي في أعصاب المخ. وقد يصاب بعض الأطفال في الأسرة بالوسواس القهري نتيجة سبب وراثي وليس نتيجة سلوك تعلمي

كيف  نساعد الطفل الموسوس

يختلف الموسوسون من الأطفال والتلاميذ عن غيرهم من الشباب والبالغين في أن الأطفال لا يذهب بهم آباؤهم للطبيب النفسي إلا إذا حدث سوء تكيف و قلة انتباه في الدراسة أو وجود سلوك غريب وشاذ في البيت.

ويجب أن يتسلح الآباء و الأطباء دائماً بالتفاؤل والأمل والعلم في أن هذا المرض داء له دواء مثل الكثير من الأمراض.

والعلاج يشمل الآتي:
1.الدواء الطبي لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور مع متابعة العرض على الطبيب النفسي.
2.العلاج المعرفي السلوكي.

ويشمل الدواء الطبي: مثل الأقراص الأنافرانيل و البروزاك والفلوكستين والفيلوزاك والأوكتوزاك والديبريان واللوسترال والمودابكس والسرتو والفافرين والسيروكسات.

وعادة ما نبدأ بواحدة من هذه الأدوية فإذا حصلنا على النتيجة المرجوة فيجب الاستمرار في العلاج. أما إذا حدث عدم استجابة ننتقل إلى دواء آخر مما سبق ذكره أو استعمال دوائين معاً احدهما من المجموعة والثاني من (بوسبيرون – كلونازيبام).

والأعراض الجانبية للدواء غالباً ما تختفي خلال بضعة أيام من استعمال الدواء.

والمراهقون الذين لديهم وسواس قهري ويظهر في سلوكهم:- حركة زائدة _ تصرفات حمقاء _ نشاط زائد _ عدم الإنصات للأوامر أو تنفيذها كأعراض جانبية للدواء يمكن السيطرة عليها بالعلاج المعرفي السلوكي.

سؤال وجواب حول أدوية الوسواس القهري  عند الأطفال

ما الذي يجب أن يعرفه الآباء؟

متى يؤخذ علاج الوسواس لدى الأطفال بعين الاعتبار؟
يجب أن يؤخذ العلاج الدوائي في الاعتبار عندما يعاني الأطفال من ضعف دائم و ازعاج نتيجة للمرض، أو عندما لا يستجيبون بصورة مرضية للعلاج السلوكي المعرفي.
في السطور التالية بعض القواعد العامة التي تنطبق على أدوية الوسواس الخمسة المتاحة.

تعمل مضادات الوسواس لأنها تؤثر على سيروتونين الدماغ، و يستخدم السيروتونين بواسطة خلايا عصبية معينة في الدماغ للتواصل مع خلايا الدماغ الأخري تحت الظروف الملائمة و هذه الخلايا العصبية تطلق السيروتونين و بالتالي يؤثر في الخلايا المجاورة.. و بعد إفراز السيروتونين فإنه يُمتص مرة ثانية ليعاد استخدامه مرة أخرى. و كل من أدوية الوسواس تمنع إعادة إمتصاصه بعد إفرازه و هذا يسمح للسيروتونين بالبقاء وقتًا أطول خارج الخلية مؤثرًا بالتالي على الخلايا المجاورة و لايُعرف كيف و لماذا تقلل هذه العملية من الوسواس القهري حتى الآن.

إن أفضل جرعة لمضادات الوسواس يجب ان تحدد على أساس فردي و من حالة إلى أخرى و من الأفضل استخدام أقل كمية من العلاج التي تعالج بفاعلية الوسواس القهري لدى الطفل. و مع ذلك فإن معظم الأطفال تتخلص أجسامهم من الأدوية بسرعة و لهذا فإن علاج المرض يحتاج أحياناً إلى الجرعة العلاجية لدى البالغين.

مضادات الوسواس تسيطر على الأعراض و لكنها لا تشفي المرض و هذا يعني أن التأثير الإيجابي للعلاج يستمر فقط طالما أُخذ العلاج. و عندما يتوقف الطفل عن تناول العلاج فإن الأعراض عادةً ما تعود.. و حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج شافٍ للوسواس القهري إلا إذا اقترن العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي و حافظ المريض على تعليمات طبيبه في الاستمرار على تنفيذ التعليمات السلوكية مدى حياته.

كل مضادات الوسواس هى أيضًا مضادات للاكتئاب. البداية كانت مع الكلوميبرامين (الأنافرانيل) و معه اكتشفوا أن بعض مضادات الاكتئاب تستطيع السيطرة على أعراض الوسواس و لكن ليس كل مضادات الاكتئاب تؤثر على السيروتونين بقوة.

عندما يتاح العلاج المعرفي السلوكي يجب أن يوضع في الاعتبار بجانب العلاج الدوائي.. و اسلوب العلاج هذا آمن و فعال.. و العلاج الدوائي بمفرده لن يكون مؤثرًا و فعالاً على المدى الطويل مثل العقاقير بجانب العلاج المعرفي السلوكي. و لسوء الحظ لا يمكن أن نجد المعالج السلوكي المتمرس الذي يستطيع علاج وسواس الأطفال إلا نادرًا و لهذا السبب فإن أغلب الأطفال يعالجون بالعقاقير وحدها.

كل مضادات الوسواس تعمل ببطء و يؤخذ العلاج الدوائي في الاعتبار عندما يكون وسواس الطفل شديد و أن يكون كل من الطفل و أسرته في كرب.. و هذه العقاقير البطيئة قد تحتاج إلى شهرين كى ترى تحسن في الوسواس القهري و يجب وضع هذه الفترة الزمنية في تفكيرنا لأن الطبيعة البشرية تطلب النتائج السريعة.

لا يستجيب طفلان لمضادات الوسواس بنفس الطريقة تمامًا و يمكن ألا يستجيب طفل لأى علاج، و من الشائع عند الأطفال أن نجد استجابات فردية لمضادات الوسواس بعضها يعمل بصورة طيبة و الآخر لا يعمل على الإطلاق.. و كذلك حدوث الأعراض الجانبية يختلف اختلافًا كبيرًا. و لهذا السبب لا يمكن أن تتوقع أن أى من هذه الأدوية سوف يكون الأفضل بالنسبة لطفل معين.. و من المهم أن نتفهم أنه إذا لم يعمل العقار الأول بطريقة طيبة فيجب تجربة الثاني و بمرور الوقت قد يجرب الطفل مضادات الوسواس الخمسة للوصول إلى أفضل دواء بالنسبة له. و لأن دواء كلوميبرامين يسبب آثارًا جانبية مزعجة فإن بعض الأطباء يؤخرون وصفه إلى أن يفشل عقاران أو ربما ثلاثة من مضادات الوسواس بعد تجربتهم كل على حدة. و مع ذلك هذه ليست قاعدة راسخة غير قابلة للتغيير و هناك أسباب حقيقية تجعل الطبيب يصف هذا العقار أولاً.. و في النهاية فإن استجابة الطفل و حدوث الآثار الجانببية تختلف تمامًا من عقار لآخر.

عقاران فقط من مضادات الوسواس سُمح بتداولهم و استعمالهم في علاج وسواس الأطفال حاليًا: عقار كلوميبرامين و عقار فلوفوكسامين.

عقار كلوميبرامين يمكن أن يستخدم من سن العاشرة و عقار فلوفوكسامين من سن الثامنة.
و متروك لكل طبيب أن يقطع في هذه المسألة حسب خبرته العملية و مؤهلاته العلمية و ما حصل عليه من معلومات حديثة حتى لحظة كتابته للدواء.
مع كل هذه الأسس في الذهن سنلقي نظرة من قريب على مضادات الوسواس كل على حدة:

كلوميبرامين (أنافرانيل) 25 – 250 مجم/اليوم
أكثر الأدوية دراسة في وسواس الأطفال و أكثرها انتشارًا.. مثل العقاقير الأخرى انافرانيلفإن كلوميبرامين يؤثر في سيروتونين الدماغ و أيضًا يؤثر على كيماويات أخرى في الدماغ مثل نورايبينفرين، هستامين، أستيل كولين، دوبامين و بالرغم من أن تأثيره على السيروتونين هو الأهم في مساعدة طفل الوسواس إلا أن تأثيره على الكيماويات الأخرى في الدماغ ممكن أن يساعد في تقليل أعراض الوسواس في أطفال بعينهم.
ما هى الآثار الجانبية؟
يسبب كلوميبرامين عددًا من الآثار الجانبية المحتملة و أغلب الأطفال سوف يعانون من البعض.. و أكثر تلك الآثار شيوعًا هى : كثرة النوم، جفاف الفم، الإمساك، و إذا عانى الطفل من كثرة النوم فإن الطبيب سوف يُنقص الجرعة و سوف يتعود جسم الطفل على هذا و يقل النوم.. و يحدث جفاف الحلق لأن العقار سوف يقلل من كمية اللعاب و هذا قد يقلق و لكنه ليس خطيرًا طبيًا و يقل مع الوقت أيضًا. و إذا لم يحدث هذا فيمكن للطفل أن يمضغ لبانًا (علكة) خالي من السكر مما يزيد من إفراز اللعاب و يجعل الطفل أكثر راحة.

جفاف الفم سوف يكون مشكلة للطفل إذا كان يستخدم مقومات الأسنان لأنها سوف تكون سببًا في زيادة تسّوس و علة الأسنان و لهذا يجب إعلام طبيب الأسنان بهذا لمحاولة منع حدوث هذا و علاجه إذا حدث.
و يمكن للوالدين منع الإمساك من أن يصبح مشكلة بملاحظة عادات الطفل في التبرز.. و هذا حقيقي خصوصًا في الأطفال الأصغر سنًا الذين لا تصدر منهم اى شكوى إلا بعد مرور عدة أيام و دون أى حركة في الأمعاء.. و مما يساعد في منع الإمساك الوجبات كثيرة الألياف – كثرة السوائل – و التمرين المنتظم.. و إذا استمر الإمساك بعد ذلك يجب إعلام طبيبه لوصف عقارًا ملينًا.
و هناك احتمال ضئيل أن يسبب كلوميبرامين اضطرابًا في ضربات القلب خصوصًا لدى الأطفال الذين لديهم عيوبًا خلقية في القلب و بسبب هذا يجب و قبل بدء العلاج بعقار الكلوميبرامين عمل تخطيطًا لقلب الطفل للتأكد من سلامة قلب الطفل، و تخطيط القلب عملية بسيطة غير مؤلمة بواسطتها تتم قياس النشاط الكهربي للقلب و يمكن للطبيب أن يطلب تخطيطًا للقلب كل فترة و أخرى خصوصًا لو كان الطفل على جرعة أكبر من المعتاد أو بدأ الطفل يعاني من آثارًا جانبية منشؤها القلب.
و لأن هذا العرض الجانبي قليل جدًا فإن طلب تخطيط القلب كروتين يعتبره بعض الأطباء غير ضروري.

فلوكستين (بروزاك) 5 – 60 مجم/اليوم:
أول الأدوية من مثبطات استرجاع السيروتونين الحقيقية التي كانت متاحة. و بروزاكالعقاقير من هذه الفئة تؤثر فقط على سيروتونين الدماغ.. و على الرغم أنه لا يوجد دليل على استخدامه في وسواس الأطفال إلا أنه غالبًا ما يوصف للأطفال الذين لديهم وسواس لأنه عادةً ما يسبب القليل من الآثار الجانبية لأنه أيضًا مضاد للوسواس يمكن الحصول عليه في صورة شراب.
ما هى الآثار الجانبية لعقار الفلوكستين؟
أغلب الأطفال يمكنهم تناول عقار الفلوكستين دون أن يشعروا بأى أثر جانبي..
أحيانًا يمكن أن يعاني الأطفال من اضطراب في المعدة، طفح، صداع، نرفزة و عصبية أو عدم النوم عند تناولهم فلوكستين.. و مثل كل مضادات الوسواس يمكن أن يحدث تغييرًا في سلوكيات الطفل (تسمى آثارًا جانبية سلوكية) و هى:نوبات اندفاعية سخيفة أو منحرفة أو عدوانية.. وهذه يمكن أن تكون متعلقة بالجرعة وعمر الطفل.

فلوفوكسامين (فافرين) 25 – 250 مجم/اليوم
عقار آخر من مثبطات استرجاع السيروتونين شبيه بعقار فلوكستين، فلوفوكسامينباروكسيتين، سرترالين، سيتالوبرام، إسيتالوبرام.. أنه يعمل بصورة خاصة على السيروتونين و له تأثير محدود للغاية على كيماويات الدماغ الأخرى.
و العقار الأول الذي سُمح باستخدامه في الأطفال (بداية من سن 8 سنوات) و هو كان متاحًا بكندا و أوروبا سنين طويلة قبل السماح بتداوله في الولايات المتحدة. و له سجل أمان طويل مع الأطفال.
ما هى الآثار الجانبية؟
أغلب الأطفال يتناولون هذا العقار دون آثار جانبية مقلقة. و مع هذا و كما هو الحال مع كل الأدوية الآثار الجانبية يمكن أن تحدث و منها كثرة النوم، عدم النوم، رعشة، عصبية، اضطراب في المعدة، فقد الشهية في أول أيام استخدامه بالإضافة و مثل بقية الأدوية من هذا النوع يمكن أن يسبب آثارًا جانبية سلوكية.

باروكسيتين (سيروكسات) 10 – 30 مجم/اليوم
يشبه تمامًا عقار فلوكسيتين، فلوفوكسامين، سيرترالين، سيتالوبرام، سيروكساتإسيتالوبرام ثبتت فعاليته في علاج وسواس البالغين و لكنه لم يدرس بعناية في وسواس الأطفال.

ما هى الآثار الجانبية؟
لسوء الحظ هناك معلومات قليلة بخصوص الآثار الجانبية لهذا العقار في الأطفال أما البالغين فالآثار الجانبية شبيهة بتلك الناتجة عن الأوية المشابهة.. ولكن هذا العقار يمكن أن يُحدث دوارًا، وعدم إتزان، صداع، غثيان، إذا انقطع فجأة و يمكن أن يكون السبب قصر فترة نصف الحياة لهذا العقار.و لذلك يجب وقف الدواء تدريجيًا و على فترة طويلة.

سيرترالين (لوسترال) 50 – 150 مجم/اليوم
هذا العقار أيضًا يشبه من طرق عدة عقار الفلوكسيتين ، فلوفوكسامين، لوسترال زولوفتسيتالوبرام، إسيتالوبرام، باروكستين، يعمل بصفة خاصة على السيروتونين مثل الأدوية الأخرى و ليس له تأثير يذكر على الكيماويات الأخرى.. و أخيرًا سُمح باستخدامه في وسواس الأطفال.
ما هى الآثار الجانبية؟
أغلب الأطفال يمكنهم استخدام هذا العقار دون أن يشعروا بأى آثار جانبية و لكن إذا حدثت فإنها تكون في صورة: عصبية، اضطراب في المعدة، فقد للشهية، عدم النوم، بالإضافة إلى الآثار الجانبية السلوكية.

إسيتالوبرام (سيبراليكس) 10 – 20 مجم/اليوم
كنتيجة للدراسات التي أجريت معظمها في أوروبا ثبت أن هذا العقار مفيد في سيبرالكسكثير من الحالات النفسية مثل: الاكتئاب بأنواعه، الوسواس القهري، نوبات الهلع، و في دراسات أخرى مفتوحة أعطى هذا العقار نتائج واعدة في علاج الرهاب الإجتماعي، إعتلال المزاج قبل الدورة الشهرية. و الأبحاث مازالت جارية و لسنوات مستقبلية. و كنتيجة للدراسات السابقة فإن هذا العقار يمكن احتماله جيدًا: فقط غثيان، جفاف في الحلق، نعاس، تأخير القذف، و من الناحية الإكلينيكية فهى ضعيفة و عابرة و تنقشع بعد عدة أسابيع.
و كنتيجة لضعف ارتباطه بالبروتين و تقريبًا لا يوجد تفاعل مع P-450 فهناك احتمال ضعيف للتفاعل مع الأدوية الأخرى.
ما هى الآثار الجانبية؟
الأكثر حدوثاً هى: الغثيان، جفاف الفم، دوار، عدم النوم، زيادة العرق، رعشة، إسهال، و مشاكل عند القذف. و الأشخاص الذين يستعملون اسيتالوبرام بصفة عامة لا يعانون من عدم النوم، التوتر، العصبية، أو القلق أكثر من هؤلاء الذين لا يتناولونه و لا يوجد تقارير عن أى زيادة ذات مغزى في الوزن عند تناول العقار. و لا توجد معلومات كافية عن استخدام العقار في الأطفال و المراهقين.

هل يمكن علاج وسواس الأطفال دون عقاقير؟

أحيانًا تكون العقاقير ليست هى الوسيلة الوحيدة لعلاج الوسواس. هناك وسيلة غير دوائية أثبتت فعاليتها تسمى العلاج المعرفي السلوكي و الجزء العلاجي المعرفي هنا يساعد عن طريق إيقاف التفكير المأسوي و الاحساس المتعاظم بالمسئولية التي توجد غالبًا عند الأطفال المصابين بالوسواس.
مثلاً: طفل يعتقد أنه بقياس الحرارة عدة مرات يوميًا يمنع إصابته و الآخرين بالمرض ثم الوفاة. و العلاج المعرفي هنا يوقف هذا الإفتراض الخاطئ المختبئ وراء هذا الفعل القهري.
و الجزء السلوكي من هذه الطريقة العلاجية يتكون من تعريض الطفل لأشياء في الحياة الواقعية يمكن أن تؤدي إلى طقوس قهرية مثل الطفل الذي يقوم بقياس الحرارة عدة مرات يمكن ان يُشجع على تواجده وسط أناس يظن أنهم مرضى. ثم يُشجع على أن يحجم عن قياس الحرارة. و بتعريض الطفل لأناس (مرضى) و عدم قياس الحرارة يتعلم الطفل و بالتجربة أن النتيجة المخيفة من مرضه و موته لم تحدث.(و هذا مجرد تلخيص للطريقة، لأن الطريقة الفعلية أطول من ذلك بكثير)
و هؤلاء الأطفال الذين لا يستجيبون للعلاج المعرفي السلوكي بطريقة مُرضية فإن إضافة العلاج المعرفي السلوكي للعقاقير يمكن أن يساعد.

هل هناك آثار جانبية مؤجلة لمضادات الوسواس القهري؟

على الأرجح لا – على الرغم أنه لا أحد يعلم على وجه التحديد . ليس هناك سبب نظري يدعوك لكى تتوقع حدوث مشاكل بعد وقت طويل و مع ذلك أغلب هذه الأدوية لم توجد لدينا لمدة طويلة لكى نجيب على هذه الأسئلة باطمئنان تام.
كلوميبرامين أكثر هذه الأدوية استعمالاً و يوجد من مدة طويلة (30 سنة) و الأثر الجانبي المؤجل الوحيد كان زيادة تدريجية في الوزن عند البعض.
فلوكستين و فلوفوكسامين استعملوا بانتشار واسع عشر سنوات أو أكثر و لم تلاحظ مشاكل مؤجلة.
سيرترالين و باروكستين لم يُتاحا لمدة طويلة و لم نلاحظ مشاكل مؤجلة معهم أيضًا.

أى مضاد للوسواس يجب أن يُجرب أولاً؟

كما ألمحنا سابقًا فإن استجابة الطفل لكل من مضادات الوسواس تختلف.. بعض الأطفال قد يستجيبون لجميعها و البعض قد يستجيب لواحد فقط و البعض الآخر قد لا يستجيب لأى منها.. و لهذا و بسبب أن الآثار الجانبية تختلف من طفل لآخر فإنه لا يوجد عقار مفضل للبدء به و أن الإختيار يختلف من حالة لأخرى.. و مع ذلك فإن هناك بعض الإعتبارات التي تهدي الطبيب إلى إتخاذ القرار.
ما إذا كانت هناك استجابة إيجابية لعقار بعينه من أحد أفراد العائلة.
وجود مشكلة أخرى بجانب الوسواس مثل قلة النوم فإن كلوميبرامين سوف يساعد على النوم.
احتمالات الآثار الجانبية: يمكن أن يسبب كلوميبرامين إمساك.
تجارب الطبيب السابقة و نجاحه مع عقار بعينه.
اعتبارات أن يحاول الطفل الإنتحار بجرعة زائدة.
تكلفة العقار و توفره.
السماح بتداول عقار معين ( الآن كلوميبرامين، فلوفوكسامين، سيرترالين سيتالوبرام، إسيتالوبرام، باروكستين ).

ما الذي يجب عمله إذا لم يعمل عقار الإختيار الأول؟

عندما يحدث ذلك فهناك عدة أشياء يجب أن توضع في الإعتبار:
1 – هل مر وقت كاف – كل مضادات الوسواس تحتاج لوقت طويل كى تعمل.
إذا تناول الطفل العقار لمدة 8 أسابيع و لم يتحسن، فإن أفضل شئ هو الإنتظار على الأقل 12 أسبوع واضعًا في الإعتبار أن الطفل يتناول الجرعة الكافية.
2 – هل يتناول الطفل العقار فعلاً؟ هناك مقولة بين الأطباء: نصف المرضى يتناولون نصف الدواء نصف الوقت.. و كما هو واضح فإن مضاد الوسواس لا يعمل إذا لم يُتناول بانتظام و هذه هى على الأرجح مشكلة المراهقين الذين قد يكونون منشغلين و مترددين بخصوص تناول العلاج. أو خوف الأهل على أبنائهم من العلاج نفسه.
3 – هل الجرعة مناسبة؟ إن الجرعة الأفضل تختلف من طفل لآخر. إذا لم يكن هناك فائدة او آثار جانبية يمكن أن تساعد زيادة الجرعة. وسواس الأطفال يعالج بنفس الجرعة لوسواس البالغين.. و مع ذلك هناك مبدأ مُتعقل و هو أن تتقدم ببطء و بجرعة قليلة.
4 – هل هناك مكان لبرنامج علاجي معرفي سلوكي؟ قلة من الأطفال يشعرون بتحسن و مع ذلك مستمرين في القيام بأفعالهم القهرية كعادة. إذا كان الأمر كذلك فإنهم متحسنون و لكنهم لا يعلمون.. في مثل هذه المواقف فإن الجزء السلوكي من برنامج العلاج المعرفي السلوكي مفيد في جعل الأطفال يشعرون بالتحسن و يساعدهم على إدراك أنهم ليسوا بحاجة إلى القيام بتلك الطقوس.
أحيانًا و بالرغم من كل الإعتبارات السابقة فإن الإختيار الأول لا يعمل.. و كما تقرر سابقًا فإن الإختيار المعقول هو أن تجرب دواء آخر من مضادات الوسواس. نادرًا هذه العملية يمكن أن تكرر مرة أو مرتين قبل أن نصل إلى استجابة مرضية لأحد هذه الأدوية.

هل الحصول على مستوى تلك العقاقير بالدم مهم؟

أحيانًا يكون مفيدًا، كلوميبرامين يعتبر فريدًا بالنسبة لمضادات الوسواس الأخرى من ناحية أن إزدياد مستوى العقار بالدم يمكن أن يكون خطر. و بسبب احتمال حصول تشنجات أو مشاكل في القلب فإن الأطباء يطلبون الحصول على مستوى الدواء بالدم ليتم التاكد أنه يقع في المدى العلاجي. و هذا يمثل حدود الأمان بالنسبة للأطفال الذين يتناولون جرعات عالية غير عادية.
و الحصول على مستوى الدم بالنسبة للعقاقير الأخرى يتم فقط في ظروف خاصة. على سبيل المثال إذا كان هناك شك في تناول المراهق للدواء.. أيضًا مستوى العقار بالدم ممكن أن يكون مفيدًا في حالة تناول أكثر من عقار في آن واحد أو في حالة حدوث آثار جانبية غير عادية.

ماذا لو رفض طفلي بلع الحبوب؟

هناك وسيلة و هى استعمال شراب فلوكستين أو سيتالو (سيتالوبرام).. الشراب يمكن أن يقدم في كميات قليلة يتقبلها الطفل و يتجنب متاعب الحبوب.
الطريقة البديلة هى طحن الحبوب أو فتح كبسولة الجيلاتين و يضاف إلى القليل من عصير التفاح أو الجيلي.

هل يستطيع كل طفل صغير تحت السادسة تناول هذه الأدوية؟

من النادر وصف الأدوية في مثل هذه السن الصغيرة لصعوبة تشخيص الداء وقتها. أحيانًا يُشخص الداء في سن صغيرة جدًا و الدواء يمكن أن يوصف و مع ذلك هناك معلومات قليلة عن استخدام الدواء في مثل تلك السن الصغيرة قبل المدرسة.
و يُصف الدواء فقط عند معاناة الطفل و احساسه بالإعاقة. و في مثل هذه الظروف يجب الحصول على رأى طبي آخر.

ما هى الآثار الجانبية السلوكية؟

أنها آثار جانبية يمكن أن تحدث مع أى من مضادات الوسواس و تتميز بتغير ملحوظ في سلوكيات الطفل. بعض الآباء وصفوا أولادهم بأنهم سعداء جدًا، طائشون، مستهترون،و بعضهم قال أن طفله أصبح ثرثارًا، وقح، استفزازي أثناء تناوله مضاد الوسواس و لوحظ أيضًا إزدياد العدوانية.
بعض الآثار الجانبية السلوكية تحدث في 50% من الأطفال الذين يتناولون مضادات الوسواس.
معظم الوقت هذه الآثار الجانبية تكون معتدلة و لا تحتاج للعلاج و لكن أحيانًا تكون شديدة.
من العوامل المساعدة الجرعات العالية و كذلك عمر الطفل و لهذا ابدأ بجرعة قليلة و تقدم ببطء يجب أن تكون القاعدة.
إذا حدث تغير سلوكي ملحوظ ووصف بأنه ليس من سمات الطفل فإن احتمالات الآثار الجانبية السلوكية يجب أن تكون في الإعتبار.
عند علاج هذه الآثار فإن انقاص الجرعة يكون الخطوة الأولى.. إذا لم ينفع هذا تحول إلى علاج بديل و مع ذلك هناك احتمال أن يسبب العلاج الجديد نفس الآثار الجانبية.. في بعض الحالات قد يكون الخيار الأفضل هو إضافة عقار مثل الليثيوم للسيطرة على هذه الاضطرابات السلوكية و لكن هذا الخيار نلجأ إليه فقط في حالة إذا ما تحسن الوسواس مع مضادات الوسواس بدرجة كبيرة.

هل يستمر طفلي في تناول هذه الأدوية للأبد؟

ربما، لأن الوسواس القهري حالة مزمنة، و مضادات الوسواس لا تشفي هذه الحالة بطريقة نمطية و لهذا قد يتناول الطفل العلاج للأبد لأنه عند سحب الدواء فإن الوسواس عادةً ما يعود شديدًا كما كان قبل العلاج. أما إذا اقترن العلاج الدوائي بالعلاج المعرفي السلوكي فهناك أمل في أن يتوقف العلاج الدوائي يوم ما.
الكثير من الأطباء يؤيدون أن يستمر العلاج على الأقل سنة على اعتبار أن يعمل العلاج بطريقة مُرضية، بعد عام من العلاج و عادةً أثناء أجازة الصيف أو في وقت آخر عندما تكون أعراض الوسواس محتملة و لا تسبب إزعاجًا لحياة الطفل..الجرعة تقل تريجيًا و ببطء لنرى إذا كان مازال يعمل، إذا عادت الأعراض تزداد الجرعة مرة أخرى.
إنقاص الجرعة في بحر سنة ينفع الطفل من عدة نواحي:
يُطمئن و يُقنع الطبيب و الطفل و والديه بأن العلاج لازم.
ضبط الجرعة العلاجية إلى أقل مستوى فعال.
منع تناول العلاج بدون الحاجة إليه (أحيانًا يختفي الوسواس).
إعطاء الفرصة للطفل لنرى إذا كان العلاج المعرفي السلوكي مفيدًا بدون دواء
في حالة عودة الأعراض.
لنقلل من تعرض الطفل لمضادات الوسواس.

لقد نفعت مضادات الوسواس قليلاً و لكن مازال طفلي لديه أعراض الوسواس القهري.. ما الذي يجب فعله؟
ربما لا شئ، هذه العقاقير قد يستمر تناولها لمدة 12 أسبوع حتى تصبح فعالة تمامًا.. و الانتظار هوالحل الأمثل.
أنه من المهم أن نفهم أن هذه الأدوية لا تزيل أعراض الوسواس تمامًا و لكنها تقلل هذه الأعراض إلى مستوى يمكن السيطرة عليها و أحيانًا أخرى هذه الأعراض المتبقية يمكن السيطرة عليها بواسطة العلاج المعرفي السلوكي.

هل تسبب مثبطات استرجاع السيروتونين أعراضًا انسحابية؟

في حالات نادرة نعم.. إنها موجودة تقريبًا مع كل مضادات الوسواس خصوصًا إذا تم إيقافها فجأة. و تحدث غالبًا مع باروكستين (أقصر فترة نصف الحياة).
الأعراض النمطية هى دوار، عدم إتزان، صداع، غثيان، و في أحوال نادرة أعراضًا عصبية غير عادية.
فلوكستين هو العقار الوحيد من هذه المجموعة الذي لا يرتبط بأعراض انسحابية لأن فترة نصف العمر له طويلة مما يجعل انسحاب العلاج تدريجيًا من نفسه و في هذه الحالة حتى عند ايقاف العلاج فجأة فإن مستوى الدواء بالدم يقل تدريجيًا في بحر أسابيع إلى شهور.

هل هذه العقاقير خطيرة في الجرعة الزائدة؟

نعم.. و الكلوميبرامين أكثرها خطورة و كل جرعة زائدة يجب أن يُنظر إليها كحالة طارئة و يجب حمل الطفل إلى غرفة الطوارئ دون تأخير.. مع العلاج الصحيح الشفاء التام هو القاعدة و كلوميبرامين يمكن أن تسبب جرعته الزائدة تشنجات – توقف القلب – و يمكن الموت.. و لتجنب الجرعة الزائدة يجب حفظ الدواء بعيدًا عن تناول الطفل و يجب أن يُشرف أحد البالغين على تناول الطفل الدواء.

إضافة أدوية أخرى لمثبطات استرجاع السيروتونين

ربما 40 – 60% من المرضى على عقار واحد من مضادات الوسواس يعانون من أعراض متبقية.. في بعض الحالات هذه الأعراض المتبقية قد تكون شديدة بالرغم من استخدام أكثر من علاج مع العلاج المعرفي السلوكي و لهذا يمكن محاولة إضافة أدوية أخرى و هذه الإضافة قد تم بحثها بتواضع شديد في علاج البالغين و لا يوجد بحث أو دراسة تخص الأطفال.
عندما تستخدم هذه الاستراتيجية مع وسواس الأطفال فإنها تعتمد أساسًا على خبرة الطبيب الإكلينيكية… و بتطبيق القواعد المعمول بها في وسواس البالغين المقاوم للعلاج.
و على الرغم من أن استخدام هذه الطريقة هو الاسثناء و ليس القاعدة فإن هناك بعض الظروف من خلالها نستخدم هذه الطريقة من ضمنها:
استجابة غير مُرضية للكثير من هذه الأدوية عند استخدامها بمفردها.
وجود أعراض أخرى ملحوظة لاضطرابات أخرى بجانب الوسواس.
علاج الآثار الجانبية المزعجة لمضادات الوسواس.
الإضافات الأكثر استخدامًا هى:

  • إضافة كلونازيبام أو بسبيرون لعلاج القلق الشديد.
  • إضافة ميثيل فينيديت (ريتالين) لعلاج أعراض تشتت الإنتباه و كثرة الحركة.
  • إضافة أحد مضادات الذهان مثل هالوبيريدول (هالدول) لعلاج اللوازم الحركية أو الذهان.
  • إضافة ليثيوم كربونات لعلاج التقلبات المزاجية الشديدة.
  • إضافة كلوميبرامين إلى مثبطات استرجاع السيروتونين للوصول إلى تأثير
    مضاعف بواسطة جرعات أقل من المعتاد لكل من الأدوية المستعملة.
  • إضافة أدوية أخرى مهم عند الحاجة لعلاج حالات أخرى مثل الطفح الجلدي – البرد – التهابات الأذن.
  • إضافة مضاد الوسواس إلى الأدوية المعالجة لمرض الطفل يسمى علاج مساعد.. و أحيانًا هذه الأدوية تتفاعل مع مضادات الوسواس.
  • يمكن علاج صداع الطفل المريض بالوسواس بعقار أسيتامينوفين (تيلينول) و مع ذلك بعض الأدوية قد يكون من مركباتها ما يتفاعل بطريقة غير مستحبة مع مضادات الوسواس.. لا يمكن إضافة قائمة كاملة للعقاقير التي يمكن أن تتفاعل مع مضادات الوسواس في هذا المقال القصير و يجب استشارة طبيب قبل إضافة أى دواء.

هذه بعض المكونات الموجودة في بعض الأدوية و التي يمكن أن تتفاعل مع مضادات الوسواس:
كافايين: يتفاعل في الدرجة الأولى مع فلوفوكسامين و يمكن أن يكون مأمونًا مع الأدوية الأخرى.. يسبب عرق، توتر و عصبية، رعشة، عدم النوم.
ديكستروأمفيتامين: يؤدي إلى قلق شديد، متاعب في الصدر و البطن.
فينيل بروبانولامين: يؤدي إلى عصبية شديدة.

من المهم أن ندرك أن إضافة الأدوية يمكن ان تُعقد علاج الوسواس.. مثلاً: إذا حدثت آثار جانبية غير متوقعة سوف يكون من الصعوبة أن تحدد أى من الأدوية المستعملة هو المتهم.
و لتجنب هذه المشكلة يجب أن يعلم كل الأطباء المهتمين بصحة الطفل ما هى الأدوية التي يتناولها و هذا لا يتضمن الأدوية النفسية فقط و لكن أيضًا أدوية الأزمة الربوية، المضادات الحيوية، أدوية السعال، مضادات حب الشباب، وكل الأدوية الأخرى.

في النهاية: لأن أعراض الوسواس تظل مشكلة مع مرور الوقت لدى الأطفال الذين يعالجون بعقار واحد و لأن أعراض مرض نفسي مصاحب له أو علة اخرى يمكن أن يكون مشكلة كبرى فإن إضافة أدوية أخرى يمكن أن نحتاج إليها.. استخدام هذه الطريقة لم تبحث جيدًا في الأطفال و لهذا فمن الصعب أن نضع توصيات خاصة لاستخدام هذه الاستراتيجية و البديل أن قرار استخدام هذه الطريقة يعتمد على الحالة نفسها بالتعاون مع طبيب خبير في علاج الوسواس القهري.

العلاج المعرفي السلوكي

يجب أن يقوم بهذا العلاج كل من يتعامل مع الطفل أو يهتم بأمره وذلك باستعمال البرنامج العلاجي.
ويجب أن يتم شرح حقيقة مرض الوسواس القهري بأنه مرض “عضوي” و لا علاقة له بالجنون أو السرطان ويجب التنبيه أيضاً على أن المرض هو المشكلة التي نعالجها وليس الطفل ذاته وكذلك انه لا ذنب للوالدين في حدوث المرض. ويجب أيضاً التأكيد على فكرة أن المخ يعمل مثل جهاز الكمبيوتر بطريقة معينة وأن وجود تغير كهربي أو كيميائي في المخ يؤثر على وظيفته، وبعلاج هذا الخلل فإن الأمور تعود إلى مجاريها. والعلاج السلوكي ما هو إلا آلة تنبيه للمخ مثل آلة تنبيه السيارة والتي نسمعها ونحن نسير في الطريق فننتبه له إذا كان قريباً منا ونهمله إذا كان بعيداً.

كيف نعين أطفالنا على الشفاء من الوسواس؟

نحن نعالج “مرضاً سيئاً” وليس “طفلاً سيئاً” فالأفكار المزعجة والأفعال القهرية هي نتيجة للمرض وليس الطفل.
الوسواس مرض ليس من المستحيل علاجه وأيضاً ليس من السهل التعامل معه.
مهما كانت سخافة الأفكار فإنها لا تعني أن الطفل قد تحول إلى شيطان لمجرد تفكيره في مثل هذه الأمور أو قيامه بأفعال قهرية بهذه الطريقة، ولا علاقة للمرض إطلاقاً بقلة الإيمان أو عقوق الوالدين أو بالنفس الشريرة في الإنسان. ويجب أن نعاون الطفل الموسوس على البوح بأفكاره مهما كانت شاذة وغريبة.
العدو المشترك للطفل وأسرته والطبيب والمدرسة هو مرض الوسواس وإذا تكاتف هذا الفريق ضد هذا العدو انتصروا عليه لامحالة، ويجب أن يعلم كل طفل موسوس أن الجميع معه بالدعاء والعمل والمساعدة حتى يتخلص من هذا المرض.
قم بكتابة كل أنواع الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية المرتبطة بطفلك. ويجب التفرقة الوساوس والأفعال القهرية لأن لكل منهما طريقة في العلاج فالأولى تعالج بالتعرض / القلق، والثانية بمنع الطقوس أو تقليلها.

امنح طفلك الموسوس جائزة في نهاية كل أسبوع كمكافأة له على تفوقه وقهره لأحد الأعراض الوسواسية لديه.

نماذج علاج بعض حالات الوسواس القهري  عند الأطفال

نموذج (1):

طفلة عمرها (3.5) سنة تقول أمها: ابنتى لا تحتمل ملامسة أى شئ لزج أو دهنى ليديها أو جسمها. وعند لمس المرق أو الزيت أو العسل أو ما شابه فإنها ترفع يديها الاثنين إلى أعلى وتصرخ إن لم يلحقها أحد إلى الحمام ليغسل لها يديها. امتنعت الطفلة عن أكل الحلوى وخصوصاً المصاصة، أو حتى الاقتراب من أى طفل يمسك مصاصة فى يديه أو فى فمه، أو أى بقايا حلويات حول الفم.

خطوات العلاج:

– طلب من الأم عمل قائمة تكتب فيها أسماء الأشياء التى تتجنبها ابنتها فى قائمة هرمية تحوى أعلاها أكثر الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق، وقاعدتها هى أقل الأشياء تجنباً وإحداثاً للقلق مع كتابة درجة هذا القلق.

– طلب من الأم أيضاً عمل قائمة أخرى للأشياء التى تحبها الابنة جداً، ومن الممكن أن تضحى بأى شئ فى سبيلها. وكان من أهم هذه الأشياء الخروج مع أبيها لركـوب المواصـلات بأنواعها، أو الذهاب إلى البحـر أو حديقة الحيوان.

– طلب من الأم أن تجهز ابنتها للخروج مع أبيها، وعلى باب المنزل عليها أن تلوث يدى ابنتها بالأشياء الموجودة فى القائمة الأولى (عسل، حلوى، زيت،……) وأخذت أعلى درجات القلق.

– إذا رفضت الابنة الخروج ويديها ملوثة يتركها أبوها فى البيت، ويخرج وحده. وإذا وافقت تخرج مع أبيها للنزهة.

– فى المرة السابقة قبلت الابنة الخروج مع أبيها ويداها ملوثتان بالعسل الأسود بعد أن مسحت يديها بمنديل ورقى، وسجلت الأم درجة القلق المفترضة فى نظرها (7).

– وهكذا تم تعريض الطفلة مرات ومرات عديدة لكل الأشياء التى كانت تتجنبها حتى وصلت درجة القلق إلى (2).

– بعد ثلاثة شهور لم تبد البنت أى مقاومة أو اعتراض أو تجنب للأشياء السابقة.

نموذج (2):

ابنى دائم الشكوى يقول: دماغى بتقولى اشتم الناس كلها. وإن أمك وحشة ماتاكلش من إيديها (ويبكى ويقبل يد أمه) ويقول أيدك حلوة يا ماما). ويقول عندى كلام فى دماغى يقول لى: إخواتك وأمك وجدتك وحشين، وألاقى دماغى دايماً فيها كلام كثير. أحيانا كثيرا يبكى ويقول لأخته وأولاد الحارة: هل فى دماغكم كلام كثير زى اللى فى دماغى؟ وتقول الأم: ابنى رافض يتفرج على التليفزيون علشان لما بيشوف أى حاجة تفضل تتكرر فى دماغه طول النهار.

العـلاج:

لأنه من الصعب تطبيق العلاج المعرفى السلوكى مع هذا الطفل اكتفينا بالعلاج الدوائى فقط بجرعة قليلة جدا قرص كل مساء. اختفت هذه الأفكار بعد ثلاثة أسابيع من بداية العلاج، مما أكد صحة التشخيص.

– تم نصح الأم بالاستمرار فى العلاج لمدة ستة أشهر وعرضه مرة أخرى للتأكد من التشخيص وأخذ قرار العلاج أيضا ثم بعد أخذ رأى زميل آخر كما تنصح المراجع العلمية.

14 thoughts on “الوسواس القهري عند الأطفال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *