التعرض التخيلي لعلاج الوسواس القهري
إن مرضى الوسواس القهري مبتلون بوجود تخيلات قوية حول أخطار مستقبلية محتملة… وهذه التخيلات قد تثار في مواقف غير مؤذية نسبياً و مع ذلك غالباً ما تكون مرعبة و مخيفة. و هذه الإنطباعات الذهنية عن الأخطار المستقبلية تدعم المخاوف الوسواسية و الطقوس القهرية. إن هدف برنامج التعرض ومنع الطقوس هو تحرير العقل من المخاوف الغير ضرورية من أخطار مستقبلية محتملة و هو في الواقع يتضمن مواجهة المواقف المخيفة و المزعجة في الحياة مما يجعل المريض يتأكد أن ما يتوقع أن يحدث يكون من غير المحتمل حدوثه و لكن هناك بعض المواقف يكون غير عملياً أن تعيد خلق بعض الأحداث في الحياة الواقعية من أجل التعرض و منع الطقوس كما يتضح من تجربة ( م ).
تجربة “م”:
إن أكبر تخافه م هو الإصابة بفيروس الإيدز و إحتمال نقله بعد ذلك إلى من تعتنى بهم… و هذه المواقف جعلتها متمكنة من المعلومات الدقيقة عن الإيدز و كيف ينتشر و مع ذلك لم تتمكن من هز الإحساس بأن الأنشطة اليومية العادية مثل استعمال المراحيض العامة و مصافحة الأيدي أو كونها في مجال كحة شاردة أو عطسة من الممكن أن يعرضها للخطر الأمر الذي دفعها إلى أن تغسل يديها مائة مرة في اليوم أو أن تستحم لمدة ساعة.
ومخاوفها من الإصابة بفيروس الإيدز قد تضمنت انطباعات ذهنية عن عجز متزايد عن العناية بأسرتها. إن فكرة عدم القيام بواجباتها كزوجة وأم خير قيام كان مقلقاً بوجه خاص.. وكذلك أنها مسئولة عن مرض الآخرين و الخجل المصاحب لخيبة أمل الأسرة.
خطوات التعرض التخيلي
إن التعرض التخيلي يمكن الشخص من أن يتأمل و يمعن النظر في الأفكار المزعجة و المثيرة لمخاوفه و أن يحتفظ بها في مخيلته لفترة وجيزة بدون المزيد من الإزعاج.
و هذا يساعد على أن يكون أقل قلقاً عندما يكون لديه تفكيراً سيئاً و يعلمه كيفية قبول مثل هذه الأفكار كما هى. مجرد أفكار… و بمرور الوقت فإن الأفكار المثيرة للقلق سوف تقل حدتها شيئاً فشيئاً.
الخطوة الأولى:
– اكتب قصة خلال ثلاث إلى خمس دقائق تتحدث عنك شخصياً تصف مخاوفك والمواقف المزعجة التي يمكن أن تظهر لك إذا لم تقم بطقوس المراجعة والتدقيق القهرية.
اكتبها و كأنك تصف فيلماً منظراً منظراً وأجعلها حية وواقعية قدر الإمكان ويمكنك التركيز على بعض الأفكار مهما كانت سخيفة أو منافية للعقل.
إن هذا التعرض التخيلي سوف يخلق في البداية الكثير والكثير من القلق و الإزعاج وكلما زاد الإزعاج الذي يمكنك مقاومته كلما كان التأثير النهائي أفضل. إلا أن هناك بعض الأفكار (مثل موت شخص حبيب) تكون مروعة لدرجة لا يمكن تسجيلها في تلك الأقصوصة .. على ألأقل في البداية… و في هذه الحالة يمكنك أن تصف مواقف أخرى متوسطة الحدة (6 – 7) و لما تتعود عليها يمكنك أن ترجع للمواقف الأخرى الأكثر إثارة للقلق والإزعاج (8 – 9).
الخطوة الثانية:
يمكنك أن تسجل قصتك هذه خلال ثلاث أو خمس دقائق على كاسيت ثم تكرر الاستماع إليها مرات عديدة على الأقل 45 دقيقة يوميا ًلمدة أسبوع
و يستحسن استعمال جهاز تسجيل قادر على إرجاع الشريط بنفسه لتسهيل الأمور مما يجعل الاستماع إلى القصة مستمراً دون انقطاع.
وسوف يكون من المفيد أن تسجل (وحدات الإزعاج) بعد كل استماع في جدول…
و يجب أن يكون هدفك هو تكرار مرات الاستماع إلى القصة حتى تحصل على ( درجات إزعاج ) اثنين أو أقل مما يجعلنا نتأكد أن التعود قد حدث. و هذا قد يستغرق 45 دقيقة و لكن هذا يختلف من مريض لآخر مستغرقاً وقتاً أقل أو أكثر.
و عندما تصبح هذه القصة غير مثيرة لأي نوع من القلق أو الإزعاج يتم الانتقال إلى قصة أخرى تحتوى على مواقف أخرى مثيرة للقلق و الانزعاج و هكذا حتى تتعود على كافة الأفكار المثيرة للإزعاج لديك.
جدول مراقبة التعرض التخيلي
تجربة م مع التعرض التخيلي
لقد وجدت م أن موت أقرب الناس إليها مرعباً لدرجة لا يمكن تحملها أو البدء بها فلقد بدأت أقصوصتها المسجلة بانطباعه ذهنية مخيفة تسبب لها قلقلاً متوسطاً 6). لقد تخيلت أحدهم و هو شخص معروف لديها جيداً بأنها قد تسببت في مرضه و موته بعد ذلك موتة مؤلمة بسبب مرض الإيدز. لقد اختارت جارة لها أم تعيش بمفردها مع أطفالها. لقد وصفت موقفاً ( وهى تعلم تماماً انه ليس من المحتمل حدوثه) ناتجاً عن إهمالها والذي كان من نتائجه أن الجارة قد أصيبت بفيروس الإيدز و أنها تتحمل المسئولية وحدها فيما حدث لها من مرض وموت وتخيلت احتمالات سخرية أسرتها في المستقبل منها وكذلك مجتمعها.
لقد استمعت م ري لقصتها ذات الثلاث دقائق لمدة ساعة و نصف يومياً في الأسبوع الأول مما أثار أحاسيس الألم و الحزن مما جعلها في البداية تقاوم الاستماع إلي الشريط و هي في منتهى الرعب.
لقد خيل إليها أنه مجرد الاستماع إلي التسجيل أو إلي أفكارها تقال بصوت عال فإنها سوف تتحقق بطريقة أو بأخرى وبعدما استمعت إلي الأقصوصة حوالي 30 مرة استطاعت أن تشتت انتباهها من الانطباعات الذهنية المخيفة بالامبالاة أو بالتفكير في أشياء غير ضارة أو مؤذية تعن لها في تفكيرها فجأة وبالتدريج أصبحت تبذل مجهوداً كي تركز في الانطباعات الذهنية المسجلة على الشريط.
وخلال الأسبوع الثاني لاحظت م أن الاستماع إلى التسجيل أصبح أقل إثارة للقلق وأصبحت قادرة على تسميع الأقصوصة عن ظهر قلب كفيلم تحكيه من الذاكرة.
بنهاية الأسبوع الثاني م سجلت الوحدات المثيرة للقلق ( 3 – 4 ) وقد أصابها الضجر من ذلك.
الانطباعات الذهنية أصبحت أقل تأثيراً عن ذي قبل.
عند ذلك سجلت أقصوصة أخرى عنها هي شخصياً عندما أصابها فيروس الإيدز عندما لامست أحد المشردين وبعد سماع تلك الحكاية مرات متعددة فقدت الصور الذهنية المؤلمة تأثيرها المخيف و المرعب على م التي أصبحت أقل بأن مثل هذه الأحداث يمكن حدوثها في حقيقة الأمر وبتكرار سماع حكايتها تغلب المنطق وأصبحت قادرة على التغلب على الصور اللامعقولة لمرض الوسواس القهري.
عندما لا يعمل التعرض التخيلي
إن هذا الوقت المناسب للتحذير من بعض الأشياء
هناك بعض المرضى الذين لا يجب أن نعرضهم لمثل هذه التجربة دون الإشراف الكامل من معالج مؤهل.
وهؤلاء المرضى هم الذين يعانون من وسواس قهري شديد لدرجة أنهم لديهم إيمان جازم أن أفكارهم الوسواسية حقيقية ومفهومة (تسمى أيضاً ………………… ) أو الذين لديهم تاريخ سابق للذهان أو اضطراب الشخصية الحدي
وهناك بعض المشاكل التي يمكن أن تقابلها عند القيام بالتعرض التخيلي.
–عندما لا تستطيع تحمل مستوى القلق الذي تثيره الأقصوصة لديك؛ اجعل حكايتك قص- أقل إثارة للقلق والإزعاج بمعنى أن تثير لديك وحدات إزعاج ( 5 – 6) و ليس ( 8 – 9 )
–عندما لا تثير الأقصوصة أي قلق لديك:
قد تكون الأقصوصة مكتوبة بصورة عامة وشاملة اجعلها أكثر حيوية وتحتوي على أكثر الصور إثارة للقلق والإزعاج لديك وأكثر إثارة للخوف. أو قد تكون وضعت العراقيل أمام الانطباع العاطفي للتجربة أو تكون مشتت الانتباه أثناء الاستماع للتسجيل. حاول أن تكون مستغرقاً بكل أحاسيسك وراء كل كلمة وعاطفة وصورة أثناء الاستماع.
–إذا كان التخيل للمناظر المرعبة غير كاف لإثارة القلق لديك؛
بعض الأشخاص لا يمكنهم التخيل ولديهم صعوبة في تحويل الأفكار إلى مناظر حية ببساطة يجب عليهم تجربة حقيقة الشيء الذي يعانون منه لإثارة المستوى المطلوب من القلق و في هذه الحالة قد تستفيد أكثر من التعرض في الواقع مع منع الطقوس.