الخميس, مايو 9, 2024
الإكتئاب

أسباب حدوث الإكتئاب

يحدث الاكتئاب بسبب اجتماع عدة عوامل وراثية ، كيميائية ، بيئية ، و نفسية .
تشير الدراسات إلى أن الحالات الإكتئابية هى اضطرابات دماغية . و قد أظهرت الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسى أن أدمغة المصابين بالإكتئاب تبدو مختلفة عن أدمغة غير المصابين بالإكتئاب .

و يبدو أن أجزاء الدماغ المسئولة عن تنظيم الحالة المزاجية ، التفكير ، النوم ، الشهية ، و السلوك تعمل بطريقة غير طبيعية . بالإضافة إلى ذلك ، فإن الناقلات العصبية الهامة – و هى مواد كيميائية تستعملها خلايا الدماغ للتواصل فيما بينها – تبدو غير متوازنة . و لكن هذه الصور لا توضح أسباب حدوث الإكتئاب .
تميل بعض أنواع الإكتئاب للحدوث فى بعض العائلات ، مما يوحى بوجود سبب وراثى . و لكن هذا لا يمنع إمكانية حدوث الإكتئاب عند بعض الأفراد دون أن يكون قد حدث فى نفس الأسرة .

تشير الدراسات الوراثية إلى أن إمكانية حدوث الإكتئاب تأتى من تأثير عدة عناصر وراثية تعمل مع غيرها من العوامل البيئية أو غيرها.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن حدوث الإصابات ، أو فقد شخص عزيز ، أو العلاقات المتشابكة ، أو أى حالة مسببة للتوتر قد تسبب حدوث نوبة إكتئابية . أما النوبات الإكتئابية التى تأتى بعدها فقد تحدث بوجود أو دون وجود سبب واضح .

1.عوامل بيولوجية

أولاً: خلل في الناقلات العصبية

أكدت الدراسات الحديثة وجود تغيرات كيميائية تتمثل في تغير نسبة الناقلات العصبية الموجودة بالمخ مثل :

  • النورابينيفرين  Norepinephrin —— تقل نسبته في مرض الإكتئاب
  • السيروتونين Serotonin ——-تقل نسبته في مرض الإكتئاب
  • الدوبامين Dopamine ——-قلته في المخ تؤدي إلى أعراض الإكتئاب
  • أستيل كولين Acetylcholine —–عند تشريح مخ بعض مرضى الإكتئاب المتوفون وجد تغير في نسبة مادة الكولين التي يتكون منها الأستيل كولين و هذا دليل على تغير نسبة مادة الأستيل كولين
  • ألفا أمينوبيوتيريك أسيد aminobutyric acid ——تقل نسبته في مرض الإكتئاب
  • الحمض الأميني المسمى بالجلوتامات Glutamate——عندما يتحد الجلوتامات مع المستقبل المسمى بـ NMDA يحدث تسمم في الخلايا العصبية و حيث أن مستقبلات ال NMDA  توجد في منطقة بالمخ مسئولة عن الوظائف المعرفية و تسمى hippocampus  فإن هذا يفسر وجود خلل في الوظائف المعرفية في مرض الإكتئاب كقلة التركيز و الإنتباه.

ثانياً: خلل في بعض الهرمونات

  1. زيادة في نشاط جهاز HPA
  2. زيادة هرمون الكورتيزون
  3. يقل إفراز الهرمون المسبب لإفراز هرمون الغدة الدرقية TSH
  4. يقل إفراز هرمون النمو
  5. يقل إفراز هرمون الميلاتونين ليلاً

ثالثاً: خلل في فسيولوجيا النوم

الإكتئاب يكون مصحوب بفقدان في النوم العميق و زيادة في التنبه ليلاً متمثل في:

  •  الإستيقاظ كثيراً بالليل و الإستيقاظ مبكراً
  • قلة في مدة النوم و أحياناً  تكون نوبات الإكتئاب مصحوبة بزيادة في النوم خاصة في الأشخاص الأصغر سناً.

لكن يجب أن نعي أنه ليس كل اضطراب في النوم يعني إكتئاب حيث أن 10% من الأشخاص الطبيعيين يعانون من اضطراب في النوم و لكن لا يعانون من مرض الإكتئاب.

رابعاً: تغيرات تحدث في بنية و وظيفة المخ:

أثبتت الدراسات أنه في مرض الإكتئاب يقل سيلان أو تدفق الدم في المخ و يقل أيضاً التمثيل الغذائي (metabolism ) و خصوصاً في الجهاز المسمى بالميزوليمبيك (mesolimbic ) و الميزوكورتيكال(mesocortical )
و وجد أن العلاج بمضادات الإكتئاب يعدل من هذه التغيرات جزئياً و وجد أيضاً زيادة في التمثيل الغذائي للجلوكوز في عدة أماكن بجهاز الليمبيكlimbic system)) وهذا الخلل يحدث مع تكرار نوبات الإكتئاب.

و أكدت الدراسات الحديثة وجود خلل في بعض مراكز المخ المسئولة عن المشاعر و هى:

Prefrontal cortex
Anterior Cingulare cortex
Hippocampus
Amygdala

 

2.عوامل إجتماعية و نفسية

أولاً: الأحداث اليومية و الضغوط الإجتماعية

لوحظ أنه قبل ظهور المرض يكون المريض قد تعرض لضغط إجتماعي لفترة طويلة وقد يفسر العلماء هذا بأن هذا الضغط الذي استمر لفترة طويلة قد أحدث تغيراً الضغوط الإجتماعيةعضوياً في مخ المريض الذي بدوره أدى إلى ظهور المرض و هذه التغيرات تؤدي إلى تناوب المرض لديه حتى و إن اختفى المسبب.
اختلف الأطباء حول إرتباط الأحداث الإجتماعية بظهور الإكتئاب.. فمنهم من أكد على أن لهذه الأحداث دور محوري في ظهورالمرض..
و قد أوضحت الإحصائيات أن فقد أحد الأبوين قبل سن الحادية عشرة متعلق بظهور الإكتئاب و أيضاً فقد الزوج أو الزوجة له دور في ظهور الإكتئاب و أيضاً فقد الوظيفة لثلاث مرات متكررة يعد من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مرض الإكتئاب.

ثانياً: العوامل الشخصية

بعض الشخصيات تكون معرضة للإصابة بالإكتئاب أكثر من البعض الآخر…مثل الشخصية الوسواسية و الهستيرية و الحدية berederline تكون أكثر عرضة للإكتئاب من الشخصيات الضد الإجتماعية أو البارانوية antisocial  أو paranoid
مرضى عسر المزاج يكونوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب الإكتئاب الحاد و اضطراب ثنائي القطب.

ثالثاً: العوامل النفسديناميكية المؤثرة في الإكتئاب

وهى مجموعة من النظريات تتضمن:

  • اضطراب في علاقة الأم بالطفل في فترة الرضاعة و هذه المرحلة تكون في السن من 10-18 شهر تزيد من قابلية الطفل لتعرض للإكتئاب فيما بعد.
  • الإكتئاب مرتبط بفقد شئ عزيز سواء أكان حقيقياً أم خيالياً
  • الشئ المفقود يكون مرتبط بمشاعر الحب، الكره، الغضب التي تكون موجهة للنفس و تؤثر فيها
  • إن الإكتئاب ما هو إلا مرض يحدث عندما يدرك المرء الفروقات بين المثالية و عدم قدرته على تحقيقها.
  • إن حالة الإكتئاب مشابهة لحالة الطفل الضعيف الذي لا حيلة له و أبواه قاسيات عليه و دائماً يعذبانه.
  • إن المكتئب يعيش لشخص آخر أكثر من كونه يعيش لنفسه و هذا الشخص الذي يشير إليه ليس بالضرورة أن يكون فرداً و لكن ممكن أن يكون مؤسسة أو فكرة و يظهر الإكتئاب عندما يكتشف المكتئب فجأة أنه ضيع الكثير من حياته لأجل هذا الشخص.
  • الإكتئاب يستند إلى فرضية أن تطور النفس يحتاج إلى إشباع الإحتياجات النفسية للطفل من قبل الأب و الأم حيث أن إشباع هذه الإحتياجات يدعم الثقة بالنفس و تكامل الشخصية..و عندما لا تشبع هذه الإحتياجات يفقد الشخص ثقته بنفسه و يكون عرضة للإكتئاب.
  • يعتقد أن فقدان الطفل لأحد أبويه و للحضن الدافئ يعرضه بعد ذلك للإكتئاب  حيث أن فقدانه للأشياء فيما بعد يوقظ عنده المشاعر السلبية التي تولدت في فترة الطفولة نتيجة ذلك الحرمان و هذا بدوره يؤدي إلى الإكتئاب.

3.عوامل أخرى:

أولاً: النظرية المعرفية

يمكن تقسيم الإضطراب المعرفي في مرض الإكتئاب إلى خلل في نظرة الشخص:

  1. لنفسه (نظرة سلبية)
  2. للعالم أو البيئة المحيطة (نظرة إعتمادية أو عدوانية)
  3. للمستقبل (توقع الفشل و المعاناة)

وهذه النظرية هى التي نعتمد عليها في العلاج المعرفي لمريض الإكتئاب حيث يكون الهدف تعديل هذه النظرة.

ثانياً: نظرية العجز أو الحاجة للمساعدة المتعلقة بالإكتئاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *