الخميس, نوفمبر 21, 2024
الطب النفسي الجنسي

السلوك الجنسي الإشكالي

هنا نعني السلوكيات الجنسية التي تسبب اضطرابًا في النواحي الاجتماعية أو المهنية أو الأكاديمية للإنسان فتجعله ينعزل اجتماعيًا أو يشذ عن سلوكيات وأخلاق ومثل وقيم هذا المجتمع أو تجعله يهمل عمله أو يفقده بالكلية أو تجعله يهمل دراسته أو يهجرها.. أو أن هذه السلوكيات تسبب مجازفات للحمل غير المرغوب فيه كالحمل خارج نطاق الزواج مثلاً أو أن هذه السلوكيات تسبب انتقال الأمراض او الالتهابات للأعضاء الجنسية بسبب ممارسة الجنس بدون ضوابط الزواج ومع عدة أشخاص بصرف النظر عن الحلال والحرام أو الأخلاق أو الصحة ولذلك فنحن هنا نتكلم أو نبحث أو نلاحظ السلوك الجنسي إما بسبب تكراره الغريب أو بسبب العواقب السلبية المحتملة من هذه الممارسة أكثر من كون هذا السلوك يؤثر على التجاوب الجنسي بين الزوجين.

السلوك الجنسي العالي المجازفة:

وهو السلوك الجنسي الذي يشتمل على مجازفات من عدة مناح وأكثرها شهرة هو السلوك الجنسي الخارج عن نطاق الزواج مما سيبب حمل غير مرغوب أو يسبب أمراض والتهابات للأعضاء الجنسية وما حولها أو يسبب عواقب قانونية مثل ممارسة الجنس مع الأطفال.. وكلنا يعرف أن معظم الناس يتجنبون مثل هذه المجازفات ولكن البعض الآخر يفعل ذلك ويبحث عنه ويتلذذ به.
إلى أى مدى يمكننا فهم ذلك الميل للمجازفة الجنسية العالية وما هو التدخل المطلوب والمقبول لخفض أو منع ذلك السلوك ولماذا يزيد هذا الميل عند أناس معينين ممن لديهم إحتمالية أكبر للوقوع في مثل هذه السلوكيات؟ سوف نناقش هذا.

السلوك الجنسي الخارج عن السيطرة:

إن معظم المسميات المتعلقة بهذا الموضوع قد استخدمت مفهومين حديثين حاليًا: السلوك الجنسي القهري أو الإدمان الجنسي وكما سنرى فإن كلاً من المفهومين له قيمة تفسيرية محتملة ولكن ظني الشخصي أن ذلك يحدث فقط في جزء من الحالات وقد جادل آخرون حول استخدام مصطلح اضطرابات التحكم في الدوافع Impulse control disorder كوصف يتوافق مع معايير التصنيف الدولية للأمراض النفسية وذلك على النقيض من مسميات السلوك القهري أو الإدمان وفي الماضي استخدمت مسميات أخرى مثل الشراهة الجنسية أو الهوس الجنسي أو الشبق في ممارسة الجنس، وهناك نوعين من السلوك في هذه الحالات: الاستمناء وهى في الغالب الأكثر شيوعًا أو التصرفات السلوكية الجنسية التفاعلية مع الآخرين وهى ذات أنواع متعددة.
وهناك الأنماط التي تخرق القواعد مثل التعري وحب ممارسة الجنس مع الأطفال وفي الكثير من هذه الحالات لا تكون المشكلة مجرد كونها سلوك محرم وغير أخلاقي وغير قانوني ومن هنا يحتمل تورط الفرد في مشاكل جدية.
ويعتبر استخدام الإنترنت إمتدادًا حديثًا لتلك السلوكيات الخارجة عن السيطرة حيث يستخدمه أعدادًا كبيرة من النساء والرجال لأغراض جنسية غير أخلاقية مثل عرض النفس والمحادثات والدردشة في الأمور الجنسية وما يصاحب ذلك من سلوكيات الاستمناء.
ويوجد أدلة عملية على أن السلوك الجنسي الخارج عن السيطرة يمكن خفضه بعقاقير لرفع حالة المزاج مثل مضادات الاكتئاب SSRIs وهو ما دعم فكرة أن هذه السلوكيات متعلقة باضطرابات شعورية على الأقل في نسبة من الحالات وأن هناك إرتباط بين المزاج السلبي والسلوك الجنسي الخارج عن السيطرة ومع أنه بينما يكون المزاج السلبي مثل (القلق والاكتئاب) مصحوبًا بانخفاض في الاهتمام الجنسي بالنسبة لمعظم الناس إلا أنه يوجد عدد قليل من الناس الذين يذكرون ميلاً تناقضيًا للجنس يتزايد أثناء المزاج السلبي وربما يكون له ارتباط واضح بالسلوك الجنسي  الخارج عن السيطرة وهنا أود أن أشير إلى موضوع مهم ومع أنه خارج عن سياق الكلام ولكنه من الأهمية بدرجة لا أستطيع تجاهلها.

أولاً: موضوع تزايد ممارسة العادة السرية أوقات الحزن والقلق والخوف وذلك عند الناس الذين تتزايد عندهم الرغبة الجنسية المصاحبة للمزاج السلبي فنجد المراهقين خصوصًا الذكور منهم يأتي إلى العيادة ليشكو من عدم القدرة على السيطرة على النفس في ممارسة العادة السرية قبل وأثناء الاختبارات أو المقابلات الوظيفية أو عندما يسيطر عليه الخوف لأى سبب أو عند العجز عن إثبات الذات أو الشعور بالقهر.
وبعد ذلك يسيطر عليه الشعور بالذنب أو أنه لا يستطيع الصلاة بعد ذلك فيزداد شعوره بالذنب فتقل قدرته على المذاكرة والإنجاز أو المواجهة.. وتتزايد حدة المشاعر السلبية وتكون النتيجة هى الفشل والإحباط.
وتجدر الإشارة هنا لأهمية التفاهم والتواصل مع هؤلاء المراهقين لكى يفهموا لماذا في هذه الأوقات بالذات يحدث ذلك وكيفية العلاج الذي يشمل العلاج المعرفي السلوكي وأحيانًا الدوائي  الذي يرفع الحالة المزاجية أو يقلل من حدة الشهوة فيستطيع المراهق إنجاز مهامه واستذكار دروسه بعد ذهاب قلقه وخوفه وحزنه.

ثانيًا: أحيانًا تلاحظ البنت القلقة المتوترة الخائفة الحزينة التي ربما يكون لديها مشكلة صعبة أو مستحيلة الحل في نظرها وتطلب المساعدة من صديق أو حبيب أو صديق الأسرة أو أحد الأقارب أو الجيران وفي الحقيقة لا هو صديق ولا حبيب ولا قريب بل هو ثعلب يستغل ظرف مرور هذه البنت بتلك المشاعر السلبية وتتصادف إقدار هذه البنت بأن تكون ممن يزيد لديها الرغبة الجنسية أثناء احساسها بتلك المشاعر فتقع فريسة لاستغلال هؤلاء الثعالب لظروفها ويستدرجون مشاعرها ثم أحاسيسها حتى تقع فريسة لممارساتهم الجنسية الخارجة عن السيطرة.

ثالثًا: الزوجة المسكينة المقهورة المعتدى عليها المحتقرة المشتومة المعزولة التي لا يوليها زوجها أى اهتمام بل يذلها ولا تجد من يدافع عنها أو ينصرها أو يقف جوارها من محارمها وأهلها.. وربما تكون هذه الزوجة طبيعية في مشاعرها واحاسيسها الجنسية ويكون زوجها بارد مريض عنين أو يكون سريع القذف أناني لا يلقى لاحتياجاتها الجنسية بالاً فتلقى بنفسها في أحضان  إنسان جبان مريض طماع يستغل حاجتها واندفاعها الشديد وزيادة شبقها نتيجة تلك المشاعر السلبية المكتومة وكرامتها المفقودة.
ولذلك فليحذر كل زوج و زوجة وأم من تدخل الرجال غير المحارم في مشاكل النساء المتزوجات والكلام الصريح عن الحاجات المكتومة والرغبات المحمومة المحرومة وأنه سريع القذف أو أنه بارد فيعرف الثعلب حاجة هذه الزوجة وسبب المشكلة فينصب شباكه ويوجه الأزمة تجاه أطماعه الجنسية الخارجة عن السيطرة.

3 thoughts on “السلوك الجنسي الإشكالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *