الخميس, مايو 9, 2024
الفصام

اعتقادات خاطئة عن الفصام

1.الاعتقاد الخاطئ: أن الفصام هو ازدواج في الشخصية (انفصام):

والحقيقة: هى أن الفصام هو مرض عقلي وليس ازدواج في الشخصية(الازدواج هو حالة هيستيرية تحويلية أو انشقاقية مؤقتة) ومن ثم فإن الفصام هو اضطراب معتقدات خاطئةفي التفكير (محتواه وشكله)والاحساس والوجدان والعواطف والتصرفات والانفعالات.

2.الاعتقاد الخاطئ: أن الفصام يتسبب من الأرواح الشريرة أو السحر أو العمل:

والحقيقة: أنه بالرغم من أن الفصام مرض عضوي بالمخ (اضطراب كيميائي بالمخ) يمكن علاجه إلا أن جزءًا كبيرًا من العالم يعتقد أن الفصام يحدث نتيجة لتقمص الأرواح الشريرة والجان والسحر واللبس والعين والحسد، ويشيع هذا الاعتقاد في كثير من المجتمعات ويؤدي إلى تأخر العرض على الطبيب المتخصص وعدم الالتزام بما يصفه من العلاج الدوائي وبالتالي التعرض للانتكاس وتأخر الشفاء.

3.الاعتقاد الخاطئ: أن المريض بالفصام لا يشفى منه:

الحقيقة: أن الفصام ليس مرضًا يتدهور بصفة مستمرة لأن هناك نسبة كبيرة من المرضى تستقر أحوالهم مع الانتظام التام بالعلاج، فالتصور الخاطئ بأن الفصام لا شفاء منه أبدًا يؤدي إلى اليأس والإهمال وفقدان الأمل والابتعاد وتخلي الأسرة عن المريض وما يصاحب ذلك من الإحباط، ولنتذكر في هذا الصدد أن المرضى الذين يشكون من الأمراض العضوية (كالضغط أو السكر أو أمراض القلب) لا يخجلون من ذكرها والتحدث عنها (وخاصةً من تم شفاؤهم أو علاجهم) ولكنهم لا يفعلون نفس الشئ فيما يخص الفصام (مع أنه مرض عضوي بالمخ) تفاديًا للنظرة الدونية أو الخزى والامتعاض أو السمعة السيئة نظرًا لأن هناك جزءًا كبيرًا من المجتمع يجهل معنى هذا المرض ولا يعرف شيئًا عن كيفية حدوثه أو علاجه.

4.الاعتقاد الخاطئ: أن فشل الأهل في التربية والتنشئة يسبب الفصام:

الحقيقة: أن الأطباء النفسيين وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية في تكوين شخصية الإنسان الفرد وما قد يعانيه من المرض النفسي واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث الفصام، وبالرغم مما بُذل من المجهود في هذا الصدد لا يوجد دليل على أن الجو الأسري أو سوء أو فشل الأهل في التربية يسبب الفصام، فالفصام ليس انحرافًا أخلاقيًا أو سوء تربية بل هو مرض (اضطراب كيميائي في المخ) في الجهاز العصبي المركزي (العقل) يسبب اضطرابات في التفكير والأحاسيس والمشاعر تنعكس في التصرفات، ومثلما تؤدي جلطات المخ إلى شلل حركي فالفصام يسبب اضطرابًا وارتباكًا في وظائف التفكير والمنطق والإنجاز الوظيفي.

5.الاعتقاد الخاطئ: أن الفصام مرضًا معديًا:

والحقيقة: هى أن الفصام ليس مرضًا معديًا وبالرغم من ذلك فإن الاعتقاد الخاطئ السائد بأن أعراض الفصام أعراض معدية اعتقاد شائع ومنتشر في جميع أنحاء العالم سواء في الدول المتقدمة أو النامية حيث يشكل أرضية للتعصب والتفرقة وأحيانًا السخرية ضد المرضى النفسيين وضد من يعانون من المرض النفسي ولعل هذا التبرير الخبيث من جانب أفراد المجتمع وحملة المعاداة لمرضى الفصام يقلل من شعور الناس بالذنب وحكمهم الجائر إزاء هؤلاء المرضى.

6.الاعتقاد الخاطئ: أن معظم من يعانون من الفصام غير قادرين على العمل:

والحقيقة: هى أن من يعانون من الفصام يستطيعون العمل حتى ولو ظهرت عليهم أعراض المرض، فالعمل يساعد على الشفاء من الفصام والعمل يساعد على التخفيف عن مريض الفصام من احساسه بقلة الكفاءة وعدم الأهمية ويشعره بدوره في الحياة.

7.الاعتقاد الخاطئ: أن المصاب بالفصام يعاني عادةً من التخلف العقلي:

والحقيقة: هى أنه بالرغم من أن هناك الكثير من الخلط بين من يعاني من الفصام ومن لديه تخلف عقلي إلا أن الفصام والتخلف العقلي حالتان مختلفتان أشد الاختلاف حيث أن التخلف أو التأخر العقلي توقف أو بطء النمو العقلي بما لا يتماشى مع النمو أو العمر الزمني (السن)، أما الفصام فهو اضطراب في التفكير والعواطف والتصرفات والاحساس وغالبًا ما يظهر في فترة المراهق المتأخرة أو بعدها.

8.الاعتقاد الخاطئ: أن الناس الذين يعانون من الفصام يجب حجزهم بالمستشفيات:

والحقيقة: هى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن كثيرًا من الحلول الأخرى المتنوعة البديلة عن المستشفيات والتي تشمل إلحاق من يعاني من الفصام ببرامج شاملة داخل المجتمع يمكن أن تكون فعالة، ويمكن علاج معظم مرضى الفصام داخل أسرهم لو التزم المريض بالعلاج مع تعضيد أسرته ومساندتها له.

9.الاعتقاد الخاطئ: أن السجن (أو الحجز أو الحجر على المرضى) النفسيين هو أفضل وأنسب مكان لمن يعانون من الفصام:

 والحقيقة: هى أن الناس الذين يعانون من الفصام يجب ألا يحتجزوا في المستشفيات العقلية أو السجن أو يحجر عليهم حيث أن هؤلاء تتدهور حالتهم إلى الأسوأ لو جرى علاجهم بالعقاب أو الحجز غير الضروري.

10.الاعتقاد الخاطئ: أن من يعانون من الفصام يميلون إلى العنف:

والحقيقة: هى أن من يعاني من الفصام لا يميل عادةً إلى العنف بل أن الدراسات تظهر أن نسبة تواتر ظهور العنف بين هؤلاء أقل من ظهور العنف لدى الأشخاص الطبيعيين، والمؤسف في هذا الصدد أن وسائل الإعلام والصحف كثيرًا ما تهتم بهذه الحوادث وتبرز دور المرض النفسي كمسبب لها دون أن تدري العواقب الوخيمة التي تلحق بهؤلاء المرضى وما تخلقه من الجو المعادي لمن يعانون من الفصام ومشاعر السلبية والنفور تجاههم وتجاه أسرهم، ولكن لا ننكر أن مريض الفصام غير المنتظم على علاجه والمُهمل من قبل أسرته يكون لديه أحيانًا نوبات اندفاعية تظهر في صورة عنف أو اعتداء على الآخرين.

11.الاعتقاد الخاطئ: أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم مرض الفصام (أو المرض النفسي) نظرًا لما يعتقده الكثيرون من أن الفصام إنما يعزي فقط لتسلط الشيطان على ضعاف الإيمان:

والحقيقة: هى أن الفصام مرض عضوي في المخ (اضطراب كيميائي) مثله مثل بقية الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم كأمراض القلب والشرايين أو المعدة أو الكلى أو العضلات أو العيون أو السكر، وإنما يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة وأنه يحتاج مع الأدوية إلى علاجات نفسية ومساندة اجتماعية من الأسرة، فالفصام بالقطع ليس خروجًا عن الدين أو الإيمان أو الأخلاق وليس ضعفًا في الإيمان أبدًا.

12.الاعتقاد الخاطئ: أن أدوية الفصام (الأدوية النفسية) ما هى إلا مهدئات ومسكنات ونوع من المخدرات وأنها تؤدي إلى الإدمان:

والحقيقة: هى أن أدوية الفصام لا تؤدي إلى الإدمان مطلقًا حتى إذا استخدمت لفترات طويلة وتحت الإشراف الطبي المباشر بل أن الأدوية النفسية ذات فعالية في علاج بعض الحالات العضوية غير النفسية الأخرى كالصداع النصفي أو بعض اضطرابات الجهاز الحركي، بل إن العلاجات المضادة للفصام لا قيود على شرائها من الصيدليات أو الحصول عليها وكثير منها رخيص الثمن.

13.الاعتقاد الخاطئ: يرى بعض الناس أنه لا فائدة من الأدوية النفسية لعلاج الفصام لما يلاحظونه من عدم شفاء بعض المرضى رغم استخدامهم لتلك الأدوية النفسية لفترة طويلة ولذلك فإن تلك الأدوية (في نظرهم) هى مجرد مسكنات ومهدئات أو منومات.

والحقيقة: هى أن الأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية يستغرق بعض الوقت وربما فترات طويلة قبل الظهور وأنه يلزم في بعض الأحيان تعديل الجرعة أو تغيير الدواء أو اختيار العلاج المناسب بواسطة الطبيب النفسي المتخصص، إلا أن تحسن المريض وزوال الأعراض لا يعني الشفاء التام وليس معناه إيقاف الدواء بل يجب الاستمرار فيه حسب التوصية الطبية، والفصام مثله كغيره من الأمراض العضوية فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة ومنهم من يستجيب جزئيًا ومنهم من لا يستجيب إلا بدرجة ضئيلة ولكنه مثل أمراض السكر والقلب والضغط يلزم استمرار العلاج مع إتباع نظام حياتي مناسب، وليس بالدواء فقط يشفى المريض فالأدوية النفسية المضادة للفصام ضرورية وهامة وفعالة لموالاة العلاج وليست علاجًا مسكنًا وقتيًا.

14.الاعتقاد الخاطئ: يرى بعض الناس أن الطب النفسي وعلاج الفصام مجرد جلسات كلامية:

والحقيقة: هى أن العلاج الطبي النفسي ليس مجرد حوار بين الطبيب والمريض، بل يشمل الأدوية النفسية والعلاج الجمعي والعلاج السلوكي والعلاج المعرفي والعلاج بالمنظمات الفيزيائية لضبط الإيقاع الحيوي للمخ والعلاج الأسري والاجتماعي والمساندة الأسرية، ومع أن الدواء يمثل العنصر الأساسي والضروري لعلاج الفصام إلا أنه يلزم تكامله مع العلاجات الأخرى المدعمة.

15.الاعتقاد الخاطئ: بنى كثير من الناس مفهومهم للفصام وتصورهم له بناء على ما تقدمه وسائل الإعلام وتصويرها للمرضى بصورة سلبية تثير الرعب والاشمئزاز والألم.

والحقيقة: هى أن الكثير من وسائل الإعلام اتخذت مرضى الفصام ذوي الحالات المزمنة غير القابلة للشفاء للتأثير الدرامي الكوميدي أكثر من إهتمامها بالبعد الاجتماعي الإنساني، ولعل زيادة الوعى بطبيعة الفصام وخاصةً تقديم من تم شفاءهم لكى يراهم الناس  يساهم في تحسين نظرة المجتمع، ولعل اشتراك مرضى سابقين بالفصام أو أسرهم في مجهودات التوعية يساعد على تقبل المجتمع وتفهمه وتحسين نظرته للمرض.

16.الاعتقاد الخاطئ: يرى بعض الناس أن زيارة الطبيب النفسي مقصورة فقط على من يعانون الجنون أو الاضطراب العقلي الشديد وأن مجرد ذكر الطبيب النفسي للمريض دلالة على أن حالته متدهورة وميئوس منها:

والحقيقة: هى أن الخوف والرهبة والرعب من المرض النفسي عامة والمرض العقلي خاصة قديم منذ كان الناس يفسرون أسباب الأمراض ويرجعونها إلى الأرواح الشريرة والحقيقة الأخرى أن الخوف والوصمة من المرض النفسي والمريض النفسي موجودان في كافة المجتمعات في العالم بدرجات متفاونة وهذا يرجع إلى سببين أساسيين أولهما قلة الوعى والمعرفة والعلم بأسباب وأعراض المرض النفسي وأن مثله مثل أى مرض عضوي آخر وينطبق عليه القول المأثور “الوقاية خير من العلاج” وأن الإهمال في علاجه يؤدي إلى تطور المرض واستفحاله وتأخر الشفاء مثلما يحدث مع أمراض القلب أو السكر أو الضغط، ولما كان الطب النفسي يتعامل مع نسبة كبيرة من اضطرابات القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسجسمية (أى النفسية ذات الأعراض شبه العضوية) ومشاكل وصعوبات الحياة المختلفة ومشاكل الأطفال والمراهقين فإن الفصام أو الاضطراب العقلي الشديد لا يمثل إلا نسبة بسيطة من المترددين، أما الصورة الرهيبة عن هذا المرض في أذهان الناس فإنها غالبًا ما ترجع إلى الأجهزة الإعلامية التي تجعل من صورة المريض النفسي مسخًا مشوهًا، أو صورة الطبيب النفسي شاذًا غريبًا ومختلاً.

17.الاعتقاد الخاطئ: يرى بعض الناس أن الطبيب النفسي غير مستقر نفسيًا وغريب الأطوار وأنه يتأثر بمهنته ومرضاه:

والحقيقة: هى أن هذا الاعتقاد غير صحيح فتشير الدراسات والإحصائيات الموثقة إلى أن الأطباء النفسيين أكثر استقرارًا نفسيًا من غيرهم من الأطباء وأن نسبة تواتر الاضطرابات النفسية والمعاناة بينهم لا تزيد عن مثيلاتها في التخصصات الفنية الأخرى، أما القول بأن التعامل مع المرضى النفسيين يجعل الطبيب معرضًا للإصابة بالمرض النفسي فهذا غير صحيح مطلقًا لأن المرض النفسي غير معدٍ  أولاً وثانيًا إذا جاز لنا أن نصدق هذا القول فماذا يكون شأن طبيب أمراض النساء والولادة أو طبيب أمراض القلب أو طبيب الأطفال.

18.الاعتقاد الخاطئ: أن المريض النفسي أو المصاب بالفصام لا يدري بما يصيبه ولا يعاني لأنه لا يحس بالألم مثلما يحدث مع الأمراض العضوية الأخرى:

والحقيقة: هى أن هذا الاعتقاد ترسخ في أذهان الناس نتيجة بعض الموروثات الشعبية مثل “المجانين في نعيم” وهذا الاعتقاد خاطئ تمامًا وغير صحيح لأن المعاناة النفسية والألم قد يكونان أكثر شدة وحدة لدرجة قد تدفع لامريض إلى التخلص من حياته بالانتحار، على عكس ما يحدث مع المريض بأمراض عضوية أخرى كالسرطان مثلاً الذي يبذل كل جهد ممكن مهما كان الأمل ضئيلاً لمواصلة الحياة.

19.الاعتقاد الخاطئ: أن الطب النفسي لا يؤمن بما جاء في القرآن من فعل الجن والسحر والحسد:

والحقيقة: أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا وعلينا أن نتذكر أن الإيمان بالجن والسحر والحسد يمكن أن ننظر إليه على 3 مستويات:

  • الإيمان بوجود الجن وحقيقة السحر والحسد والعين (وهى ظواهر غير مرئية).
  • الإيمان بتأثير الجن والسحر والحسد (كما ذُكر في القرآن).
  • الإيمان بالأعراض والعلامات التي يصفها ويرجعها بعض المعالجين لأثر الجن والسحر والحسد.

فالمستوى الأول والثاني يجب الإيمان بهما  دون شك فالأطباء النفسيون لا يختلفون في ذلك عن غيرهم من الناس حيث يوجد العديد من الناس من غير الأطباء ينكرون تلك الأمور الغيبية جملة وتفصيلاً أما الطب النفسي فإنه يؤمن بقوة الدين والإيمان والجانب الروحاني في المرض والعلاج وحتى الجانب غير المرئي في الحياة والمشاعر، كما يجري العديد من الدراسات المنظمة عن الأمور الغيبية وخارج الحسية والتي لا نشعر بها ولا ندري عنها شيئًا، وهكذا نرى أنه لا تعارض بين الطب النفسي وما ورد في الكتب السماوية، ولكن الحقيقة تكمن في خطأ الاعتقاد بأن الأمراض والأعراض والاضطرابات النفسية (التي تظهر على بعض المرضى أو المعاناة من التقمصات المختلفة أو نوبات الاستحواذ أو الأصوات أو الخيالات) إنما هى نتيجة للسحر والجن والحسد والحقيقة أنها اجتهادات بشكل خاص تجد لها في البيئة الشعبية أرضًا خصبة وأساطير شائعة ويستغلها كثير من المشعوذين والدجالين ولا علاقة لها بالطب البديل.

ولكن نؤكد إيماننا المطلق بما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بكل ما ثبت عن الجن والسحر والعين والحسد (وأعيد مرة أخرى بكل ما ثبت فقط) وعلى يقين تام بأن كتاب الله وأذكار النبى صلى الله عليه وسلم بها العلاج الشافي والدواء الكافي ثم الذهاب إلى الطبيب لتشخيص الداء وإعطاء الدواء.


البرنامج العالمي للجمعية العالمية للطب النفسي لمكافحة الوصمة والتفرقة تجاه الفصام.

وحدة الطب النفسي والأعصاب ..كلية الطب – جامعة قناة السويس.

One thought on “اعتقادات خاطئة عن الفصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *