خاتمة
وبعد…
فقد أردت بهذا البحث توصيل رسالة معينة لأناس معينين أسأل الله تعالى أن تكون قد وصلت أو أنها في طريقها للوصول، لكني مع ذلك لا أدعي أن الموضوع قد انتهى أو أخذ حقه بالكامل ولكنها البداية، وإن شاء الله سوف نوالي البحث وجمع المعلومات ثم نقدمها لك مختصرة وجاهزة، وقبل أن أنهي الكلام أود أن أقول لك:
-
قبل البدء في البرنامج العلاجي لا بد من استشارة الطبيب النفسي، لأن المريض إن كان يعاني من أعراض وسواسية بسبب مرض الإكتئاب فإن تحسنها سيكون بعد تحسن أعراض الإكتئاب، وهناك أعراض وسواسية تصاحب القلق وعند زوال القلق ستتحسن تلك الأعراض.
-
لا تؤجل البدء في الرنامج العلاجي لأي سبب كان من ضغوط الحياة وضيق الوقت وإلا لن تنتظم على هذا البرنامج مطلقاً وستظل الأعراض كما هي.
-
اعد قراءة الصفحات السابقة بنفسك لتعرف أين تكمن أعراضك وكيف تنفذ برنامج العلاج بنفسك إذا لم تجد من يعاونك على ذلك.
-
على المعالج والأسرة ألا ينخدعوا من تقييم المريض لنفسه وأعراضه. فأحياناً لكي يرضي المريض الأثنين يقول أنه قد تحسن، وقد أقلع عن أفعاله القهري أو تخلص من أفكاره الوسواسية، وأحياناً أخرى يبالغ في المعاناة فيحبط الأسرة والطبيب المعالج رغم تحسنه.
-
لا تطلب ولا تسأل عن الطمأنة والتأكيد بأن كل شيء على ما يرام، ولا تعالج الوساوس بوساوس أخرى، وكلما عنَّ لك وسواس قهري أجل تنفيذه نصف ساعة، ثلاث أرباع ساعة، وهكذا أكثر وأكثر حتى تبتعد عنه طوال اليوم.
-
لا ترجع لتتأكد أنك أغلقت الباب جيداً، أو تتأكد من غلق محابس البوتاجاز أو أنك قمت بتغطية أطفالك في المساء أو تعيد غسل يديك عدة مرات. فبالتأكيد سوف يرتفع معدل الخوف والقلق، ولكن اصبر ولا تستسلم لهذا الدافع القوى للتأكد والمراجعة، وبالتدريج سوف ينخفض معدل القلق إلى درجة محتملة.
-
امكث يوماً كاملاً امتنع فيه عن غسل يديك بعد لمس أي شيء غير نظيف، وشجع نفسك للتأقلم مع عدم التأكد الداخلي المستمر على سلامتك وسلامة أحبابك من أي فعل خطر مزعوم إلى أن يقل أو يختفي هذا الإحساس بالقلق والشك والخوف والفزع الذي كنا نتجنبه بالأفعال القهرية، بل وجعلنا هذه الأحاسيس تكون وتمر بدون العراك معها ومحاولة التخلص منها.
-
قد يبدو الأمر خيالياً وغير مقبول في البداية ولكن إذا ساورتك بعض الأسئلة والانتقادات وموانع التغيير اكتب ما يدور في خاطرك من أسئلة أو موانع تمنعك من العلاج والانتظام على البرنامج المعرفي السلوكي وأرسلها لنا وسوف نرد عليك بالتأكيد وبعدها سوف ترى أن هذه المخاوف والأخطار لا تستخدم من قبل المرضى إلا كسبب وجيه لتجنب مواجهة الوساوس القهرية.
-
يخاف بعض المرضى من أن تسوء حالتهم ويصابون بالجنون، أو أنهم سوف يحدثون الأذى بالآخرين إن امتنعوا عن طقوسهم الوسواسية، ومن خبرتنا العملية عشرات السنين لم نجد من أصيب بالجنون أو المرض بسبب التوقف عن تلك الطقوس مع الاعتراف بأنه كثيراً ما يزيد القلق بسبب ذلك ولكن مؤقتاً.
-
المرضى المسنين الذين يعتقدون في فقدان الأمل في التحسن والعلاج لا بد أن يعلموا أن العلاج سوف يفيدهم مهما كان عمرهم، مع الملاحظة أن الأعراض دائماً ما تسوء كماً وكيفاً مع التقدم في العمر بدون علاج.
-
بعض المرضى يشكون من أن العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي والانتظام عليه، وتحمل الأعراض الجانبية هو أمر صعب. هؤلاء المرضى لا بد أن يعلموا أن الجمع بين العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي مهم جداً للتحسن وتقليل النكسات المرضية.
-
بعض المرضى بسبب عدم تحسنهم الكامل يرفضون العلاج والانتظام على التدريبات السلوكية المقترحة، وهذا خطأ. ولابد أن يعلموا أن وجود بعض علامات التحسن خير من عدم وجود أي شيء، ناهيك عن أن التحسن قد يكون كبيراً بمرور الوقت ويمن الله تعالى عليك بالشفاء. ترى ألا يستحق ذلك شرف المحاولة من أجل حياة أفضل لك ولأسرتك.
-
بعض المرضى يرفضون التخلي عن ممارسة الطقوس الوسواسية حتى يشعروا بالأمان، فليعملوا أن الأمان الكامل غير موجود في الحياة، وكل شيء في حياتنا نسبي، فلنعطي أنفسنا فرصة بالامتناع عن الطقوس. فهناك طرق أخرى للتعامل مع هذه الطقوس. وسوف نتقدم عندما نخاطر بتقليلها، وبعد في فترة من الوقت سوف يأتي الشعور بالأمان تدريجياً وتلقائياً. فالمشكلة ليست في الطقوس ولكن في المخ الذي ربط عن طريق الخطأ بين الاستسلام للطقوس الوسواسية غير المنطقية، والاحساس بالأمان والراحة المؤقت.
-
ونود التنويه أن الحالات والأمثلة المعروضة حقيقية ومختصرة حتى يتم عرض أكبر عدد من الحالات والأفكار تعميماً للفائدة.
-
مرض الوسواس القهري قابل للشفاء أو التحسن بصورة كبيرة إن شاء الله مما دحض الأوهام السابقة أنه مرض يصعب علاجه أو أنه لا يشفى منه مطلقاً.
-
مرض الوسواس القهري حدث بسبب إضطراب النواقل العصبية في المخ وتغيرات مرضية أخرى تمت متابعتها عن طريق التصوير الطبقي بالإنبعاث البوزيتروني والآشعة المقطعية والرنين المغناطيسي….. وليس بسبب قلة الدين أو ضعف الإيمان أو غضب الله أو غياب الإرادة أو التقصير في الأذكار والدعوات المأثورة أو بسبب الجن أو السحر أو العين أو الحسد أو بسبب التربية والعُقَد القديمة أو أن القرين هو الذي يتكلم بكلمات أو أفكار الوسواس.
-
مريض الوسواس القهري غير مسئول عن حدوث المرض ولا أسرته أو من حوله بل هي مسئولية مخه الذي لابد من علاجه.
- في أحيان كثيرة يعتقد المريض أنه راضي عن هذه الأفكار أو الأفعال فيظن أنه منافق أو فاسق أو كافر أو قذر أو نجس وأحياناً يقول المريض (إزاي أسمح لنفسي أقول كده… والا افكر كده… والا اعمل كده) مما يتسبب في حزن شديد وسوء ظن المريض بنفسه فيهمل عمله أو يترك دراسته أو يعتزل الناس وهذه خدعه يفعلها المرض في المريض ولكن الحقيقة أن مريض الوسواس القهري برئ من كل ذلك.
نصيحتي لك:
التحق بمجموعة تدعيم ومساعدة مرضى الوسواس لكي تتعلم وتعرف المزيد حول هذا المرض… أسبابه.. أعراضه… علاجه.
ولكي تعرف كيف نجح مرضى آخرون في التغلب على هذا المرض، وكيف كانوا يكيفون حياتهم مع المرض وعلاجه، والتدريبات السلوكيه.