السرقة عند الأطفال

السرقة لدى الطفل ما هى إلا مغامرة ولكنه أضاع الطريق الصحيح فيها.. غالبًا ما تكون السرقة لدى الأطفال هى جزء من ضغط الجماعة عليه، وقد تكون أيضًا حادثًا فرديًا، في الحالتين لابد من التعامل مع ذلك السلوك.

لو انفعلت وأطلقت لقب “لص أو منحرف” على الطفل أو تظل تعامله بعدم ثقة في كل ما يفعله أو يقوله فإنك ستدمر صورته الشخصية وتوصل له رسالة أنه مهما كانت أفعاله لأنه في نظرك سئ وهو ما سيكونه بعد ذلك بالفعل.

ولكن لو كان سلوك السرقة لدى طفلك مستمر ومزمن فإن ذلك قد يكون إشارة عن مشكلة نفسية حقيقية.. قد يساعدك أن تعرف عامة “لماذا يسرق الأطفال؟”

مثلما يكذب بعض الأطفال دون أدنى احساس بالذنب قد يسرق آخرون دون أى احساس بالذنب أيضًا.

إن الطفل في هذه الحالة لم يكوّن الضمير الكافي لمنعه عن ذلك السلوك، وكما ذكرنا قبلاً فإن الطفل لا يعرف الحلال والحرام، الخطأ أو الصواب، ما يجوز ومالا يجوز.

عندما يدرك الطفل أن السرقة خطأ ويستمر في فعل ذلك فإنها تعبر عن محاولة تمرد على السلطة مثل الأبوين.

قد يكون ذلك تعبيرًا عن غضبهم أو تجاهلهم ولذلك فعلى الوالدين ملاحظة تصرفات الأبناء حتى يتمكنوا من التدخل في الوقت المناسب قبل أن تستفحل تلك العادة وتصبح سلوك يومي.

وقد تكون السرقة سلوك يعبر عن حاجة نفسية أو تكون طريقة لتحقيق غاية أو الرغبة في امتلاك شئ ما لم يتمكن من الحصول عليه بالطرق المشروعة فاستعمل الطرق غير المشروعة.

وقد تكون السرقة سلوك متعلم حيث يرى الطفل أن أهله ومجتمعه يفعلون ذلك أو لا ينكرون على من يفعل ذلك بل ربما يعتبرونه بطولة وشطارة.

على الأم أن تعرف جيدًا هل السرقة في طفلها أمر عارض يمكن معالجته في البيت ومع الأسرة (أسلوب الثواب والعقاب – الطفل العنيد) أم هو سلوك منحرف ويجب عرضه على الطبيب النفسي لتقييم الحالة لعلاجه.

ربما تلاحظ الأم أشياء أخرى تدفع الطفل إلى السرقة مثل الحرمان العاطفي لانشغال الأم وعدم تواجد الأب، جذب الإهتمام بسرقة أشياء تافهة تنبه من حوله أنه بحاجة لمن يسمعه ويهتم لأمره ويسأله ماذا تريد، الغيرة من مولود جديد، أو أخ دخل المدرسة وتركه في البيت أو من أقاربه الذين يخرجون ويتنزهون ولديهم لعبهم وهو محروم من كل ذلك.

الرغبة في الظهور بمظهر القوي الذي يملك ما عند الناس.

الرغبة في الانتقام من أهله لاهمالهم أو من زملائه الذين يعايرونه بما عندهم.

 

على الأم أن تعلم ولدها:

1. الاستئذان قبل أن يأخذ اشياء الآخرين وأهمية ردها إليهم.
2. تعليم الطفل حقه وماله ولا يجب أخذ حقه وماله وإعطاؤه للآخرين وتعليمه أن ما ليس له لا يجب أخذه وتعاقبه إن فعل ذلك.

ومجددًا قد يسرق الأطفال على أمل أن يتم اكتشاف السرقة في محاولة منهم لجذب انتباه أبوين يعتقدون أنهم يتجاهلونهم.

وقد تكون السرقة هى محاولة لاقتناء أشياء تعبر لديهم عن الحب والتقبل، إن اقتناء العديد من الأشياء قد يكون تعوبضًا لهم عن “المجاعة العاطفية” في محاولة لدرء ذلك الفراغ العاطفي الذي يملأهم أو مشاعر الفقد والوحدة.

لو استمرت السرقة مع ذلك لابد أن تطلب مساعدة متخصص..

(الثواب والعقاب – الطفل العنيد).

 

طرق مبتكرة لعلاج السرقة:

اشرح: عندما يبدأ طفلك في سرقة الأشياء أمام الناس اشرح له أنه لابد من الإقلاع عن ذلك تمامًا في الأماكن العامة والخاصة أمام الناس أو في المنزل بدون زجر أو تأنيب أو عقاب في المرات الأولى.. يجب التعامل مع ذلك السلوك بواقعية.

اقترح بدائل: يجب أن تعطي للطفل طرق أخرى للتنفيس عن غضبه.. يجب محاولة إلهاء الطفل باقتراح نشاط آخر.

كن مثابرًا: ربما يقوم طفلك بالسرقة مثلاً في الحضانة.. يجب توضيح ما سبق للمشرفين على رعايته والإتفاق على سلوك واحد في التعامل.

باستعمال طريقة النجوم: (ستجدها بالتفصيل على هذا الرابط) عمل قوائم بكل ما يحب الطفل.

. تثمين ما يحب الطفل بالنجوم.. مثلاً رحلة إلى المنتزه = 20 نجمة، الذهاب إلى حديقة الحيوان = 12 نجمة، شراء لعبة جديدة غالية = 30 نجمة، شراء لعبة جديدة رخيصة = 20 أو 15 أو 10 أو 5 نجوم، كيس شيبسي = 3 نجوم، قطعة حلوى = 6 أو 5 أو 4 أو 3 نجوم على حسب قيمتها وثمنها، الذهاب للجدة أو العم أو الخال = 6 نجوم و….. و

 . يجب تثمين ما يحبه الطفل على حسب أهمية الشئ بالنسبة له وليس بالنسبة لنا أو على حسب قيمته أو ثمنه.

 . عمل قوائم عبارة عن أوراق معلقة على الثلاجة أو الحوض أو باب الغرفة أو جانب السرير مكتوب على كل منها ما يحب وعدد النجوم المطلوب تحصيلها.

 . لا يجب أن يُعطى الطفل أي من الأشياء التي تم تثمينها والتي يحبها إلا بالمقابل وهو الحصول على عدد النجوم المطلوبة.

 . عند عمل شئ سار أو حسن أو مقبول أو مطلوب يوضع للطفل نجمة في القائمة التي يريد الحصول عليها.

 . عند قيام الطفل بعمل غير سار وغير مقبول يتم حذف نجمة أو نجمتين على حسب المخالفة التي ارتكبها ومن هذه المخالفات موضوعنا الذي نحن بصدده وهو إظهار نوبات الغضب في الأماكن العامة أو الخاصة أو في المنزل.

. لا يجب التنازل مطلقًا والتسامح في وضع النجوم أو حذفها أو إعطاء شيء من الأشياء التي تم تثمينها (معلهش المرة دي، المرة الجاية اسمع الكلام، علشان خاطري يروح النهاردة).

 . من المؤكد أن الطفل في الأيام والأسابيع الأولى سوف يتجاهل تمامًا هذا النظام (إيه الهبالة دي، أنا مش هعمل كده أبدًا، ده كلام فارغ) ولكن الإصرار وعدم حصول الطفل على ما يريد مطلقًا سوف يقنعه أن الموضوع جد جدًا ويهم الوالدين تنفيذ التعليمات وإلا تخيل طفل لا يخرج ولا يلعب بلعبه أو يحصل على لعبة جديدة أو يزور جدته أو أعمامه أو لا يأكل حلوى لابد إن آجلاً أو عاجلاً إلا ويتبع النظام للحصول على ما يريد.

طرق بسيطة للعقاب السلبي:

• عندما يقوم طفلك بالسرقة أمامك أو أمام المعارف أو في الحضانة، عليك توقيع عليه عقوبة الخصام لمدة ساعة وأثناء هذه الساعة لا تكلميه أو تنظري إليه أو تنفيذ أى طلب طعام أو شراب أو عدم الرد على أى سؤال له على أن تخبريه قبل الخصام أن سبب الخصام هو فعل كذا.. أو كذا.. أو إطلاق الشتائم.. في المرة القادمة سوف يكون الخصام ساعتين والتي بعدها ثلاث ساعات وهكذا..
• إذا استمر طفلك في فعل ما لا يجب أن يفعله مثل كذا.. أو كذا… أو السرقة يجب حبس الطفل في غرفة ليس بها أى لعب أو كمبيوتر أو أي شيء مسلي.. يجب أن يجلس في الغرفة مع الطفل أحد الوالدين لحمايته من أي سوء ومنعه من أي تصرف خارج ويضاف إليها عقوبة الخصام، ولا يجب أن يعتبر الوالدان عقوبة الحبس هي عقوبة لهما بل هى للطفل ولكن لا يجب ترك الطفل وحده مطلقًا.
• إذا استمر طفلك في فعل ما لا يجب أن يفعله مثل كذا.. أو كذا.. يجب حرمان الطفل من الخروج إلى المتنزهات أو زيارة الأقارب أو شراء لعب جديدة أو ملابس جديدة أو الذهاب في رحلة مع المدرسة مرة واحدة فقط، وإذا تكررت يتكرر نفس الحرمان بشرط أن يجلس مع الطفل في المنزل أحد الوالدين مضيفًا إلى هذه العقوبة عقوبتى الحبس والخصام السابقتين.
• لا يجب أن يختلف الوالدان أبدًا على تنفيذ ما سبق وعدم المجادلة في ذلك أمام الطفل والإتفاق على الطريقة المثلى التي يجب إتباعها مع طفلهما وأن يعلما أن طرق العقاب البسيطة السابقة هى طرق للتهذيب وليس للتعذيب وأن يكون الهدف هو التفاهم مع الطفل وليس توجيه العنف أو الانتقام والتفنن في ذلك، مع التأكيد على ما سبق أن ذكرنا أن هذا الطفل لا يعلم تمامًا أي شيء عن الصواب والخطأ والحلال والحرام وما يجب وما لا يجب.
• هناك طريقة بسيطة وسهلة إذا كانت السرقة تحدث على فترات متقطعة يمكن إخباره بأن هناك كرسي العقاب أو سجادة العقاب، فعندما يقوم الطفل بممارسة هذا السلوك يجب توجيهه للجلوس على كرسي معين ومحدد أو سجادة معينة ومحددة ولا يقوم من الكرسي أبدًا أو يتحرك خارج السجادة مطلقًا لا بعد مرور الوقت المحدد، ونبدأ بنصف ساعة وإذا تكرر الفعل يزيد الوقت تدريجيًا إلى ساعة ثم ساعتين ثم… وهكذا.

 

متى تطلب المساعدة؟

في أحوال نادرة يكون ذلك السلوك إشارة إلى مشاكل نفسية أخرى لدى الطفل.. استشر الطبيب النفسي لو:

1. تعارض ذلك السلوك مع تفاعلاته الاجتماعية.
2. لو فشلت كل وسائلك لجعله يكف عن السرقة.
3. لو كان مقترنًا مع سلوكيات أخرى مثيرة للقلق عند الأطفال.
4. لو كان مستمرًا بلا توقف.

أساليب أخرى فعالة:

 (برنامج الطفل العنيد)

ملحوظة هامة

على الأم أن تلاحظ إن كان ابنها يهرب من المدرسة ولا يذاكر وعدواني في تصرفاته مع أخوته وأقرانه ولا يريد الدراسة بل يريد التعرف وملازمة أطفال الشوارع وأنه عنيد وكاذب.. وسرقاته متعددة في الأشياء والأماكن ويهوى تعذيب الحيوانات والطيور ويسعد بما يؤلم الناس ولا يوجد عنده مشاعر الذنب والندم، يشعر بالفخر والقوة وهو يسرق أقلام ومساطر وشنط زملاؤه في الفصل ويسرق حلويات إخوته وأقاربه ولعبهم.. كل هذا السلوك هو سلوك منحرف ضد المجتمع وسيكوباتي يحتاج العرض على الطبيب النفسي لعمل برنامج سلوكي تأهيلي طويل لتعديل هذا السلوك وهو مختلف تمامًا عما ذكرناه قبلاً عن السرقة العارضة.

إقرأ أيضاً : سؤال يحمى الطفل من داء السرقه